جوبز تحتضن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (أرشيف)
لورين باول جوبز تحتضن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس (أرشيف)

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن "أغنى امرأة في وادي السليكون" لعبت دورا مهما في إقناع الرئيس الأميركي جو بايدن، بالتنحي عن سباق الانتخابات الرئاسية لصالح نائبته، كامالا هاريس، مشيرة إلى عمق الصداقة التي تجمع بين السيدتين.

وأوضحت الصحيفة أن لورين باول جوبز، التي تقدر ثروتها بنحو 11 مليار دولار أميركي، والتي كانت مرتبطة برجل الأعمال وعبقري التكنولوجيا الراحل، ستيف جوبز، تعد "من أقرب الصديقات إلى قلب هاريس"، مشيرة إلى أنها كانت على مدار 20 عاما، بمثابة "سند قوي" لها في مسيرتها المهنية.

ووفقا لتقرير الصحيفة، فإن باول جوبز "قدمت المشورة والدعم المالي لهاريس، وساعدتها على ترسيخ مكانتها العامة في المجتمع الأميركي".

وذكرت 3 مصادر مطلعة، أن باول جوبز قدمت "دعما ماليا يقدر بملايين الدولارات" لحملة هاريس الانتخابية، التي تواجه فيها منافسها الجمهوري، الرئيس السابق، دونالد ترامب.

ونوه التقرير بأن باول جوبز "في مكانة تمكّنها من ممارسة نفوذ غير عادي، أو على الأقل أن يكون لها القدرة على الوصول إلى إدارة هاريس المحتملة".

وفي هذا الصدد، قال ديفيد برادلي، الذي باع صحيفة "ذي أتلانتيك" إلى شركة "إيمرسون كالكتيف" التي تمتلكها باول جوبز، إن الأخيرة "تتمتع بموهبة الصداقة.. فهي مخلصة بكل جوانح قلبها.. وهاريس تقع ضمن حلقة أصدقائها".

وكانت باول جونز (60 عاما)، قد تبرعت لهاريس (50 عاما) بمبلغ 500 دولار أميركي عندما ترشحت لأول مرة لمنصب المدعي العام لمنطقة سان فرانسيسكو، عام 2003. 

وفي العام التالي، شاركت السيدتان في مسيرة من أجل حياة المرأة في واشنطن العاصمة، كجزء من "مجموعة" من القيادات النسائية من منطقة الخليج، كما تتذكر أندريا ديو ستيل، التي أسست المجموعة.

حرب غزة ستؤثر على تصويت المسلمين في الانتخابات الرئاسية
دفعة لحملة هاريس.. منظمة إسلامية تدعمها وتحذر من ترامب
حصلت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، الأربعاء، على تأييد إحدى أكبر جماعات تعبئة الناخبين الأميركيين المسلمين في الولايات المتحدة، ما يمثل دفعة كبيرة لحملتها منذ اختار العديد من المنظمات الإسلامية والعربية الأميركية دعم المرشحين من خارج الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وعلى مدى عقدين، تطورت الصداقة بينهما كثيرا، إذ أن باول جوبز كانت واحدة من حوالي 60 شخصًا حضروا حفل زفاف هاريس ودوغ إيمهوف عام 2014.

كما أن باول جوبز كانت قد دعت هاريس إلى حفل زفاف ابنها ريد هذا العام في ولاية هاواي، والذي حضره أيضا إيمهوف. 

من جانبها، تذكرت سوزي تومبكينز بيول، وهي ناشطة خيرية من سان فرانسيسكو وقريبة من المرأتين، النظرة على وجه باول جوبز عندما تحدثت هاريس في حفل تنصيبها كمدعية عامة في 2011.

وتابعت: "شاهدتهما يقدران بعضهما البعض في غرفة مليئة بالكثير من الناس.. لورين كانت تنظر بفخر شديد إلى كامالا عندما كانت تتحدث، حيث بالإمكان رؤية ذلك الشعور العظيم بالتقدير والتبجيل".

رسائل سياسية من تصريحات الليبراليين والمحافظين . أرشيفية - تعبيرية
استقالة الموظف فتحت باب الجدل على قضية متجذرة في المجتمع الأميركي

أعاد إيلون ماسك توظيف ماركو إليز (25 عاما) في إدارة الكفاءة الحكومية الأميركية، بعدما أثارت استقالته جدلا الخميس.

وأجرى ماسك استطلاعا للرأي بشأن إعادة إليز، وقال في منشور عبر منصة إكس "سيعود. كل ابن آدم خطاء، والعفو رباني"، وذلك بعد مطالبات من نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، والتي دعمها الرئيس دونالد ترامب.

فما الخطأ الذي ارتكبه إليز ودفعه للاستقالة من إدارة الكفاءة الحكومية بعد أسابيع قليلة على تعيينه؟

استقالة إليز كانت بعد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، كشفت فيه تغريدات سابقة له على حساب غير فعال، دعا فيها إلى "كراهية الهنود".

وبعد إثارة استقالته للجدل، دعا نائب الرئيس دي فانس وهو متزوج من ابنة لمهاجرين من الهند إلى إعادة الموظف لمنصبه.

وقال في منشور عبر إكس "هذه وجهة نظري: بالطبع لا أؤيد بعض منشورات إيلز، لكن لا أؤيد أن يدمر سلوك غبي عبر منصات التواصل الاجتماعي حياة فتى. لا ينبغي لنا أن نكافئ الصحفيين الذين يحاولون تدمير الناس. أبدا".

وأضاف "لذا أقول أعيدوه (لمنصبه). إذا كان شخصا سيئا أو عضو فريق فظيعا فافصلوه عن العمل لهذا السبب".

جذور الجدل

قد ينظر البعض إلى هذه الحادثة على أنها قضية تتعلق باستقالة موظف وإعادته لعمله، ولكنها تعبر قضية أعمق في المجتمع الأميركي، والتي ترتبط بمدرستين: الأولى، "الصواب السياسي"/ (Political correctness) أو (Politically correct)، والثانية "قول الحقيقة كما هي" / (Tell It Like It Is).

والصواب السياسي هو اسم "يعبر عن الأفعال التي تتجنب الإساءة للآخرين، خاصة تلك المتعلقة بالجنس، أو العرق، أو الدين أو غيرها"، بحسب معجم كامبريدج.

أما قاموس ميريام ويبستار، فيعرفه على أن أي توافق مع "الاعتقاد بأن اللغة أو الممارسات التي قد تسبب حساسيات سياسية في مسائل الجنس أو العرق يجب القضاء عليها".

وبعيدا عن تعريف المصطلح في القواميس يعبر مصطلح الصواب السياسي أو حتى يذكره البعض باسم الصوابية السياسية عن "انتقاد محاولات التيار اليساري للسيطرة على استخدام اللغة وحتى السلوك" بحسب ما يذكر كتاب "موسوعة الأخلاق التطبيقية".

ويهدف هذا المصطلح للكشف عن "الافتراضات الخفية بطريقة محايدة عند الحديث أو السلوك" في مراعاة الحساسيات عند الآخرين، وهو ما تسبب في إثارتها للجدل بسبب رفضها للمعايير المألوفة، فيما يعتبر البعض أنها مثالا للمعايير المزدوجة.

وتبسط موسوعة "بريتانيكا" شرح المصطلح بأنه أي لغة أو سلوك "يهدف إلى تقديم أقل قدر من الإساءة، وخاصة عند وصف المجموعات التي يتم تحديدها من خلال العرق أو الجنس أو الثقافة أو الميل الجنسي".

ورغم استخدامه بكثرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، إلا أنه ظهر لأول مرة في المفردات الماركسية اللينينية في أعقاب الثورة الروسية في 1917، إذ كان يستخدم في إطار وصل الالتزام بسياسات ومبادئ الحزب الشيوعي.

وفي أواخر السبعينيات بدأ السياسيون الليبراليون في استخدامه في إشارة إلى التطرف في بعض القضايا اليسارية، وفي أوائل التسعينيات استخدمه المحافظون في التعبير عن رفضهم لما اعتبروه تزايدا في المبادئ الليبرالية اليسارية في الجامعات والكليات في الولايات المتحدة.

أما مصطلح "قول الحقيقة كما هي" يعرفه قاموس كامبردج على أنه "وصف موقف بصراحة من دون تجنب أي تفاصيل غير سارة". 

وفي تعريف مشابه يقول قاموس ميريام ويبستار إنه يعبر عن "الحديث عن الأشياء غير المفرحة بطريقة صادقة" من دون وضع أي اعتبارات لأي أمور أخرى.

ويستخدم هذا المصطلح في وصف السياسيين أو الخبراء "الذين ينظر إليهم على أنهم صريحون وصادقون" في التواصل، وحتى إن كانت الحقائق غير مريحة، بحسب القاموس السياسي.

اكتسبت عبارة "قول الحقيقة كما هي" شعبيتها من أغنية روي ميلتون عام 1945، واشتهرت بعد استخدامها من قبل أيقونة النضال في الولايات المتحدة مالكوم إكس، في خطاب في 1964.

وبعد بضع سنوات أصبحت هذه العبارة شعارا يتداوله الكثير من السياسيين الأميركيين المحافظين، الداعمين لقول الأمور كما هي من دون أي اعتبار لحساسيات أو اعتبارات أخرى.

الليبراليون يدافعون عن "الصواب السياسي" للحماية من الإساءة لمجموعات معينة، وهو ما يسخر منه المحافظون الداعمون لمبدأ "قول الحقيقة كما هي" معتبرين أن قول الحقيقة كما هي لا ينقص منها شيئا.

ويرى الداعمون لقول الحقيقة كما هي أن ما يدفع به الليبراليون يضع قيودا على حرية التعبير، ويجعل من أي نقاش غير صادق، بما يعيد تشكيل الواقع بطريقة غير حقيقية، وهو ما ينظر إليه الليبراليون على أنه فتح باب للعنصرية والتعصب تحت شعار "الحرية".

وما بين "الصواب السياسي" وقول "الحقيقة كما هي" خيط رفيع جدا، بين ما هو الحقيقة المحايدة أو الرأي الذي يعبر عما يجول في عقل صاحبه. 

فهل إرجاع ماركو إليز يؤسس لخطاب يتيح الكراهية والعنصرية؟، أو أنه يمثل صفحة جديدة لحديث أكثر تسامحا؟.