الجيش الإسرائيلي قال إنه استحدث طرقا جديدة لإغراق الأنفاق بالمياه
الجيش الإسرائيلي قال إنه استحدث طرقا جديدة لإغراق الأنفاق بالمياه

قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إنه دمر بعض أنفاق حركة حماس في غزة عن طريق إغراقها بالمياه.

وذكر الجيش في بيان "خلال الحرب، استخدم الجيش الإسرائيلي قدرات جديدة لتحييد البنية التحتية للإرهابيين، الموجودة تحت الأرض في قطاع غزة، من خلال ضخ كميات ضخمة من المياه في الأنفاق".

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، في حسابه على "أكس" إنه تم استحداث أدوات "لضخ المياه بوتيرة عالية إلى أنفاق حماس في القطاع"، مع العمل على عدم  المساس بالمياه الجوفية في المنطقة.

وأشارت دراسة نشرها معهد "مودرن وور إنستيتيوت" في الأكاديمية العسكرية الأميركية "ويست بوينت" في 17 أكتوبر إلى أن هناك 1300 نفق تمتد على مسافة أكثر من 500 كيلومتر في القطاع الفلسطيني.

وفي ديسمبر، أفادت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الجيش يدرس احتمال إغراق الأنفاق بمياه البحر التي تضخ من البحر الأبيض المتوسط.

لكن خبراء حذروا من أن هذا الخيار خطير ويشكل أخطارا كبيرة على المدنيين المحاصرين في غزة.

ونبّهت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، لين هاستينغز ، في ديسمبر إلى أن ذلك "سيسبب أضرارا جسيمة للبنية التحتية للمياه والصرف الصحي في غزة المتداعية أصلا".

وأضافت "هناك أيضا خطر انهيار مبان وطرق بسبب الضغط المتزايد وتسرب مياه البحر إلى غزة".

من جهته، قال الجيش الثلاثاء إنه يقوم بذلك مع الأخذ في الاعتبار عدم "الإضرار بالمياه الجوفية في المنطقة".

وأوضح أن "ضخ المياه تم فقط في مسارات الأنفاق والمواقع المناسبة".

وأشار إلى أن "هذه الأداة واحدة من مجموعة قدرات طورها الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة لاستخدامها في العمليات ضد البنى التحتية لحماس تحت الأرض في قطاع غزة".

في غضون ذلك، دفن فلسطينيون، الثلاثاء، عشرات الجثامين في قبر جماعي جنوب مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، بعد أن قال مسؤولون في حركة حماس، المدرجة إرهابية على قوائم دول عدة، إن إسرائيل أعادت جثامين نبشتها من القطاع.

ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب وكالة فرانس برس التعليق على الحادثة.

وكان الجيش أدلى في وقت سابق بتصريحات بشأن استخراج جثث من مقابر غزة خلال البحث عن رهائن إسرائيليين.

وفي الضفة الغربية، قتلت وحدة من القوات الإسرائيلية ثلاثة فلسطينيين في جنين وصفهم الجيش بأنهم "إرهابيون". وبحسب مصادر فلسطينية، قتلوا "بالرصاص" في أحد المستشفيات على يد رجال باللباس المدني بأسلحة مزودة بكواتم صوت.

وقالت "تايمز أوف إسرائيل" إن الخلية كانت تخطط لهجمات إرهابية وشيكة، مستوحاة من هجوم حماس في السابع من أكتوبر.

ونفذت العملية في مستشفى ابن سينا في جنين بالاشتراك بين الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الشاباك ووحدة مكافحة الإرهاب في شرطة اليمام، وفق "تايمز أوف إسرائيل".

ونشرت وسائل الإعلام فلسطينية لقطات من كاميرات المراقبة للعملية وذكرت أن تنفيذها استغرق 10 دقائق فقط.

بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، قتل 128 شخصا على الأقل خلال الـ 24 ساعة الماضية في المعارك والقصف الجوي الإسرائيلي في قطاع غزة بينهم "العشرات" في خان يونس.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري: "في الأسابيع الأخيرة ركزت عملياتنا على خان يونس.. عاصمة حماس في جنوب غزة"، مشيرا إلى "القضاء على أكثر من ألفي إرهابي" في هذه المدينة.

واندلعت الحرب بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر الذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية، وخطف في الهجوم نحو 250 شخصا  تم إطلاق سراح حوالي مئة نهاية نوفمبر خلال هدنة، ولايزال 132 رهينة محتجزين.

وردا على هجوم الحركة الفلسطينية، توعدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس، وشنت عملية عسكرية واسعة النطاق خلفت 26751 قتيلا وأكثر من 65 ألف جريح غالبيتهم من المدنيين، وفقا لفرانس برس نقلا عن وزارة الصحة التابعة لحماس.

ودمر القصف الإسرائيلي أحياء بأكملها في غزة، مما دفع 1.7 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون إلى الفرار من منازلهم.

دبابة إسرائيلية داخل قطاع غزة - رويترز
دبابة إسرائيلية داخل قطاع غزة - رويترز

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مقترح قدمته إسرائيل للوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وإعادة المختطفين في غزة، مع رسالة بأن رفض حماس للعرض سيُقابل بـ"توسع" في العمليات العسكرية.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، أن المقترح يتضمن "إطلاق سراح 11رهينة، بينهم عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية".

وفي المقابل، سيتم الإعلان عن وقف لإطلاق النار "لمدة 40 يوماً، مع التزام حماس في اليوم الخامس من الهدنة بتقديم معلومات حول وضع الرهائن، وفي اليوم العاشر بالإفراج عن جثث 16 رهينة".

وأضافت هيئة البث، أن إسرائيل ستفرج في المقابل عن سجناء فلسطينيين، وفق الصيغة التي استخدمت في المرحلة السابقة.

ولفتت الهيئة إلى أن حركة حماس "رفضت المقترح، وأبدت استعدادها للإفراج عن 5 رهائن أحياء فقط".

وكشف التقرير أن إسرائيل "لم تحدد مهلة نهائية للرد على المقترح، لكنها أوصلت رسالة مفادها أن رفض العرض سيقابل بتوسيع العمليات البرية في قطاع غزة وزيادة الضغط العسكري، بما في ذلك السيطرة على مناطق إضافية وتصعيد الهجمات.

ويأتي الإعلان عن المقترح في الإعلام الإسرائيلي، بعد تقرير لرويترز، الإثنين، قال فيه مسؤولون إسرائيليون إن بلادهم اقترحت "هدنة طويلة" في غزة مقابل إطلاق سراح "نحو نصف" من تبقى من الرهائن.

وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن المقترحات تتضمن إعادة نصف من تبقى من الرهائن الذين يُعتقد أنهم ما زالوا أحياء، وعددهم 24، وجثث نحو نصف الرهائن الذين يُعتقد أنهم لاقوا حتفهم، وعددهم 35، خلال هدنة تستمر ما بين 40 و50 يوما.

والإثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن قواته ستستأنف القتال "بقوة شديدة" في مناطق مختلفة من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، بهدف "القضاء على قدرات المنظمات الإرهابية".

وفي سياق متصل، شن الطيران الإسرائيلي غارات على مناطق في جنوب القطاع، وتحديدا في خان يونس، مما أسفر عن مقتل 30 شخصا على الأقل معظمهم من الأطفال، خلال غارات الأحد، وفق مراسلة الحرة.

وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأحد، مطالبته حركة حماس بإلقاء السلاح ومغادرة قياداتها قطاع غزة، وتوعد بتكثيف الضغط على الحركة مع مواصلة الجهود لإعادة الرهائن.

وقال نتانياهو إن إسرائيل ستعمل على تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قطاع غزة، لافتا إلى أن مجلس الوزراء "أيّد مواصلة الضغط" على حماس.

وتقول حماس، المدرجة إرهابية على قوائم عدة دول، إنها وافقت على مقترح لوقف إطلاق النار طرحته الوسيطتان مصر وقطر.

واستأنفت إسرائيل في 18 مارس قصف غزة والعمليات البرية، بعد هدنة استمرت لشهرين.

ورفض نتانياهو الحديث عن أن إسرائيل لا تتفاوض، قائلا: "نحن نجري ذلك مع مواصلة إطلاق النار، وبالتالي فإن الأمر فعال أيضا".

وأضاف في بيان مصور صدر الأحد: "نرى أن هناك اختراقات مفاجئة".

وفي واقعة ملفتة، قال مسؤولون بالأمم المتحدة، الإثنين، إنه جرى انتشال جثث 15 من عمال الطوارئ والإغاثة من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني الفلسطيني والأمم المتحدة من مقبرة في الرمال، في جنوب قطاع غزة.

وذكر توم فليتشر وكيل، الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، على "إكس"، أن الجثث دفنت بالقرب من "سيارات محطمة وعليها علامات واضحة (تدل على هويتها)".

وأضاف: "قتلوا على يد القوات الإسرائيلية أثناء محاولتهم إنقاذ أرواح. نطالب بإجابات وتحقيق العدالة".

فيما رد الجيش الإسرائيلي في بيان الإثنين، وقال إن تحقيقا خلص إلى أنه في 23 مارس، أطلقت قواته النار على مجموعة مركبات تضم سيارات إسعاف وإطفاء، عندما اقتربت المركبات من موقع دون تنسيق مسبق ودون تشغيل المصابيح الأمامية أو إشارات الطوارئ.

وأضاف أن "عددا من المسلحين المنتمين إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي قُتلوا".

وقال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على إكس، الإثنين، إن الجثث ألقيت "في قبور ضحلة، وهو انتهاك صارخ للكرامة الإنسانية".

وأضاف لازاريني أن هذه الوفيات ترفع إجمالي عدد موظفي الإغاثة الذين قُتلوا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة إلى 408.

وفي بيان أرسل لوكالة رويترز، قال الجيش إنه "سهل عملية نقل الجثث من المنطقة" التي وصفها بأنها "منطقة قتال نشطة".