ارتفاع الأسعار يعمق ضغوط المصريين
ارتفاع الأسعار يعمق ضغوط المصريين

مع بداية العام الجديد، أصدرت الحكومة المصرية حزمة قرارات تتعلق برفع أسعار عدد من الخدمات  والمنتجات، ما يزيد الأعباء على المواطنين خاصة في ظل عدم زيادة في الدخول والرواتب، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد من التضخم ونقص الدولار.

ورفعت شركات الاتصالات أسعار خدمات الإنترنت الخاصة بها، حيث قامت الشركة المصرية للاتصالات، المملوكة للحكومة، بزيادة أسعار خدمات الإنترنت بنحو 33 بالمئة اعتبارا من 5 يناير، وفقا لما قاله مسؤول بشركة المصرية للاتصالات لوكالة "رويترز".

كما رفعت شركتا القطاع الخاص أورانج وفودافون رسوم الإنترنت، بعد موافقة الهيئة القومية لتنظيم الاتصالات، بحسب الوكالة.

وارتفعت أسعار الكهرباء للمنازل بنسبة تتراوح بين 16 بالمئة و26 بالمئة، حسب شريحة الاستخدام، كما شهدت الصناعات ارتفاع أسعار الكهرباء بنحو 20 بالمئة، وفقا لوكالة "بلومبرغ".

وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحفي متلفز، إن كيلووات الكهرباء يكلف الدولة 1.77 جنيه، وهو رقم يزيد عن سعر أعلى شريحة استهلاك حتى بعد الزيادة الأخيرة.

وأضاف مدبولي إن من بين خطط الحكومة هدف خفض نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 80 بالمئة أو أقل خلال السنوات الخمس المقبلة، من المستوى الحالي البالغ حوالي 95 بالمئة، مضيفا أنها تستهدف أيضا خفض التضخم إلى 10 بالمئة ابتداء من عام 2025.

وذكرت "بلومبرغ" أن زيادة أسعار الكهرباء من المتوقع أن تضيف  0.7 نقطة مئوية إلى التضخم الشهري في يناير الجاري مع تأثير إضافي غير مباشر في فبراير التالي، وذلك وفقا لشركة نعيم للوساطة المالية ومقرها القاهرة.

نقص المازوت من ضمن الأسباب التي أدت إلى انقطاع الكهرباء يوميا في مصر

وقال مسؤولون في محطات المترو إن وزارة النقل المصرية رفعت، الاثنين، أسعار التذاكر في مترو القاهرة بنسبة تصل إلى 20%، مع ارتفاع سعر تذكرة ركوب تسع محطات أو أقل إلى 6 جنيهات مصرية (0.19 دولار) من 5 جنيهات. وبالنسبة لبعض الرحلات الطويلة، فقد ترتفع أسعار التذاكر بنسبة أكبر، بحسب "رويترز".

كما رفعت شركة مصر للألمونيوم الحكومية أسعار الألمونيوم 6 آلاف جنيه للطن، أي أن سعر الطن في يناير 2024 أصبح حوالي 111.150 ألف جنيه، مقارنة بسعره في ديسمبر 2023 حيث بلغ 105.500 ألف جنيه، وفقا لموقع "مصراوي".

التضخم مقابل دخل الفرد

وبلغ معدل التضخم الرئيسي في مصر 34.6% في العام حتى نوفمبر، بحسب "رويترز". وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار بنسبة 1.6% في أغسطس، بانخفاض عن ارتفاع سابق بنسبة 1.9% في يوليو، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".

وسجل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في مصر آخر مرة 4088.90 دولارا أميركيا في عام 2022. ويعادل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في مصر 32% من المتوسط العالمي. وبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في مصر 2098.56 دولارا أميركيا في الفترة من 1960 حتى 2022، ووصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4088.90 دولارا أميركيا في عام 2022 وأدنى مستوى قياسي عند 750.81 دولارا أميركيا في عام 1960، وفقا للبنك الدولي.

وخسر الجنيه المصري أكثر من 50% من قيمته مقابل الدولار منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022.

مصر تعاني من ارتفاع أسعار السلع الأساسية

ووصل السعر الرسمي للدولار في البنك المركزي ٣٠.٩٢ مقابل الجنيه، و أضاف ذلك المزيد من الأعباء على ملايين المصريين، الذين وجدوا أن مدخراتهم بدأت تنخفض مع ارتفاع تكاليف المعيشة. وتشير الأرقام الرسمية إلى أن نحو 30% من المصريين فقراء، بحسب "أسوشيتد برس".

وقال الخبير الاقتصادي، كريم عبدالصمد، لموقع "الحرة" إنه بسبب نقص المعروض وارتفاع الطلب على الدولار حاليا، واصل سعر الدولار تسجيل أرقاما قياسية في مختلف قطاعات الدولة مسجلا نحو 74.3 جنيهًا في سوق الحديد، ووصل إلى 54 جنيهًا في السوق السوداء، وتجاوز الـ 55 جنيها في سوق الذهب.

التضخم يرفع أسعار المنتجات الأساسية

وفي أعقاب الحرب الروسية-الأوكرانية التي تسببت في زيادة التضخم عالميا، شهدت الأسعار في مصر ارتفاعا في العديد من القطاعات، أبرزها المواد الغذائية والخدمات الطبية والبناء، بحسب "أسوشيتد برس".

وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المناطق الحضرية في مصر ارتفع إلى مستوى تاريخي مرتفع عند 38.0% في سبتمبر، مرتفعا من 37.4% في أغسطس.

وذكر البنك الدولي أن  التضخم يعمق من معاناة المصريين، إذ يواجهون ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار الأغذية، جعلتهم في أعلى قائمة الدول الأكثر تضررا من "تضخم الغذاء"

ويظهر أحدث تقرير للبنك عن تزايد انعدام الأمن الغذائي حول العالم، أن تضخم أسعار الغذاء في مصر ارتفعت بنسبة 35 في المئة منذ بداية 2023 مقارنة مع العام السابق، وهو الرقم الأعلى بين الزيادات التي شهدتها الدول الأخرى.

مصر تعاني من تضخم في أسعار السلع الأساسية

وعلى أساس شهري، أظهرت الأرقام الصادرة في سبتمبر أن أسعار المواد الغذائية، المحرك الرئيسي للتضخم، ارتفعت بأكثر من 70 في المئة في أغسطس مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. وكانت الحبوب واللحوم والدواجن والأسماك والفواكه من بين المنتجات التي شهدت أكبر ارتفاع في الأسعار، وفقا لـ"أسوشيتد برس".

وارتفعت أسعار الأغذية والمشروبات في سبتمبر على أساس شهري بنسبة 3.6%، مع ارتفاع أسعار الخضروات بنسبة 19.2% والفواكه بنسبة 5.4% ومنتجات الألبان بنسبة 5.4% والسكر بنسبة 2.9%.

وإلى جانب زيادة الرسوم الجمركية، تسعى الحكومة أيضا إلى كبح ما يعتبره الكثيرون اكتنازا من قبل بعض البائعين أو الموزعين للسلع الأساسية مثل السكر، الذي ارتفع سعره في أواخر العام الماضي من 27 جنيها (0.87 دولار) للكيلوغرام الواحد إلى 50 جنيهًا (0.01 دولار). وألقى المسؤولون اللوم جزئيا على ضغط الدولار في ارتفاع الأسعار.

وسجل سعر البصل 30 جنيها (0.55 دولار)، الأربعاء، منخفضا من 50 جنيها، وسجلت أسعار الطماطم خلال تعاملات، الأربعاء، نحو 15 جنيها للكيلو (0.27 دولار)، بينما سجلت أسعار الخيار 15 جنيها للكيلو (0.27 دولار)، وكذا الباذنجان الرومي 7 جنيهات (0.12 دولار)، وسجلت البطاطس 15 جنيها للكيلو (0.27 دولار).

ومنذ بداية العام الجاري، ارتفع سعر البيض ليحقق 136 جنيهًا للكرتونة (2.51 دولار)، ووصل سعر الدواجن في المحال التجارية نحو 122 جنيهًا (2.25 دولار).

وسجل سعر السكر 27 جنيها للكيلو (٠.٥ دولار)، بينما سجل سعر الزيت الخليط المعبأ 800 مل بسعر 40 جنيها (٠.٧ دولار)، فيما سجل زيت خليط 2.1 لتر سعر 97.75 جنيه (١.٧٩ دولار)، وطبق بيض 30 بيضة 125 جنيها (٢.٣١ دولار)، وسجل سعر مكرونة 1 كيلو 17.5 جنيه (٠.٣١ دولار).

المصريون يعانون من تضخم غير مسبوق في الأسعار

وفي نوفمبر، ارتفعت أسعار البنزين ووصل سعر اللتر من بنزين 80 إلى 10000 قرش، والبنزين 92 بسعر 1150 قرش، والبنزين 95 بسعر 1250 قرش.

وفيما يتعلق بقطاع البناء، سجل سعر طن الحديد الاستثماري 40192 جنيها، فيما سجل سعر طن حديد عز 42828 جنيها، كما سجل سعر طن الأسمنت الرمادي 2230 جنيها.

وسجل سعر الذهب عيار 24، ، الأربعاء،  3629 جنيهًا، فيما سجل سعر عيار ٢١ قيمة 3175 جنيها، بينما سجل سعر الذهب عيار 18 قيمة 2721 جنيها للغرام، وجاء سعر الجنيه الذهب عند 25400 جنيها، وجاء سعر الذهب العالمي 2055 دولارًا للأونصة

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
الرئيس الأميركي دونالد ترامب

هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية بنسبة 200 بالمئة على النبيذ والشامبانيا والمشروبات الكحولية القادمة من دول الاتحاد الأوروبي؟

ويأتي ذلك ردا على قرار الاتحاد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 بالمئة على الويسكي الأميركي.

وقال ترامب، في منشور على منصته "تروث سوشال"، إن "الاتحاد الأوروبي هو أحد أكثر الكيانات عدائية واستغلالاً في العالم من حيث الضرائب والتعريفات".

واتهم التكتل بأنه تأسس عام 1993 "بهدف استغلال الولايات المتحدة اقتصاديًا".

وتأتي تهديدات ترامب في ظل تصعيد متبادل بين الولايات المتحدة وأهم شركائها التجاريين.

وفرضت واشنطن الأربعاء الماضي رسومًا بنسبة 25 بالمئة على واردات الصلب والألمنيوم من 35 دولة، بما فيها الاتحاد الأوروبي.

ورد الاتحاد الأوروبي بسرعة بفرض تعريفات جمركية على 28 مليار دولار من الصادرات الأميركية، في حين فرضت كندا رسوماً على 20.7 مليار دولار من المنتجات الأميركية المصدرة إليها.

الاتحاد الأوروبي يعلن الرد على الرسوم الجمركية الأميركية
أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيفرض رسوما جمركية "قوية لكن متناسبة" على حزمة من الواردات الأميركية اعتبارا من الأول من أبريل، ردا على رسوم نسبتها 25 بالمئة فرضتها واشنطن على واردات الصلب والألومنيوم وبدأ تطبيقها، الأربعاء.

وحسب موقع "صوت أميركا"، فقد امتدت الإجراءات الأوروبية إلى منتجات أخرى غير الصلب والألمنيوم، مثل المنسوجات والأجهزة المنزلية والمنتجات الزراعية.

 كما شملت الرسوم الدراجات النارية، والويسكي، وزبدة الفول السوداني، والجينز، في خطوة مماثلة لتلك التي اتخذها الاتحاد خلال ولاية ترامب الأولى بين 2017-2021.

"فرصة كبيرة"

وفي حديث للصحفيين من البيت الأبيض، أكد ترامب أنه لن يتراجع عن موقفه**، قائلاً: "لقد تم استغلالنا لسنوات طويلة، ولن نسمح بذلك بعد الآن. لن أتراجع، سواء تعلق الأمر بالألمنيوم أو الصلب أو السيارات.

وأشار إلى أنه في حال مضى الاتحاد الأوروبي قدمًا في فرض رسومه على الويسكي الأميركي، فإنه سيفرض رسوما ضخمة على جميع أنواع النبيذ والمشروبات الكحولية القادمة من فرنسا ودول الاتحاد.

واعتبر ترامب أن ذلك سيكون "فرصة كبيرة لصناعة النبيذ والشامبانيا في الولايات المتحدة".

وأثارت سياسات ترامب الجمركية انتقادات واسعة، خاصة من قبل صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي اعتبرت أن "التعريفات الجمركية ما هي إلا ضرائب إضافية يتحملها المستهلكون والشركات".

ورد ترامب مهاجمًا الصحيفة، قائلاً إن "تفكيرها ضعيف وعفا عليه الزمن، وتخضع لأجندة الاتحاد الأوروبي الملوثة".

"الاقتصاد الحقيقي"

وفي الوقت نفسه، أثرت الحرب التجارية المتصاعدة على الأسواق المالية الأميركية، حيث شهدت بورصة وول ستريت عمليات بيع واسعة للأسهم.

 وانخفضت المؤشرات الثلاثة الرئيسية في السوق الأميركية، مما أدى إلى تراجع مؤشر S&P 500 بأكثر من 10بالمئة عن أعلى مستوى له الشهر الماضي.

لكن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، قلل من المخاوف، قائلاً: "نحن نركز على الاقتصاد الحقيقي، ولست قلقًا بشأن بعض التقلبات المؤقتة في الأسواق".

و أعرب منتجو المشروبات الكحولية الأميركية عن قلقهم الشديد، حيث وصف كريس سوانجر، رئيس مجلس المشروبات المقطرة في الولايات المتحدة، الرسوم الأوروبية على الويسكي الأميركي بأنها "مخيبة للآمال للغاية".

وحذر من أنها ستؤثر بشدة على جهود استعادة سوق الصادرات الأميركية في أوروبا.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعد واحدًا من أهم أسواق الويسكي الأميركي، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 60 بالمئة خلال السنوات الثلاث الماضية بعد تعليق رسوم جمركية سابقة.

ودعا سوانجر إلى وقف الحرب التجارية على قطاع المشروبات الكحولية، قائلاً: "نريد أن نحتفل بالنبيذ والويسكي وليس بالرسوم الجمركية".