قوات من الجيش الإسرائيلي دخلت إلى بعض مناطق غزة
قوات من الجيش الإسرائيلي دخلت إلى بعض مناطق غزة

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن القوات مستمرة في التقدم ببطء وبحذر داخل مدينة غزة.

وأكد الجيش أن "سلاح الهندسة هدم عشرات الأنفاق" التابعة لحماس داخل قطاع غزة.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن الجيش الإسرائيلي قوله، الاثنين، إن ضربات جوية خلال الأيام الأخيرة تسببت بتضرر عدة أنفاق وقتل قياديين في حماس.

وقالت إن الجيش يعتقد أنه تسبب في أضرار جسيمة لأنفاق تابعة لحماس في غارات ليلية، فيما أكدت أن حصيلة قتلى العملية العسكرية البرية من الجنود والضباط الإسرائيليين وصلت إلى 30.

ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن الهجمات المكثفة التي نفذها خلال الليل (الأحد الاثنين) في شمال قطاع غزة تسببت في أضرار جسيمة للبنية التحتية فوق وتحت الأرض التابعة لحركة حماس.

قوات إسرائيلية تتوغل في غزة

وقال الجيش، الأحد، إن  الضربات قتلت قادة ميدانيين من حماس مختبئين في الأنفاق.

ووصفت حماس الغارات بأنها "قصف مكثف" وقالت إنها قتلت أكثر من 200 شخص.

وأعلن الجيش، الاثنين، أنه قتل أكثر من 12 من القادة الميدانيين لحماس منذ بداية الحرب، وأشار إلى أن ذلك سيؤثر على عمليات الحركة.

وأضاف أن قوات برية سيطرت خلال الليل على معقل لحماس كان يضم مواقع مراقبة ومناطق تدريب وأنفاق.

من جانبه قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على أكس، الاثنين، إن "قوات برية تابعة لجيش الدفاع (...) سيطرت الليلة الماضية على موقع تابع لحماس على أرض غزة".

وأوضح أدرعي أن معقل حماس يضم "مواقع استطلاع، ومجمعات تدريب"، وأنه "خلال هذه العملية تمت تصفية عدد من المخربين".

وأضاف "على مدار آخر 24 ساعة هاجمت طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو حوالي 450 هدفا (...) منها المجمعات الإرهابية، ومواقع الاستطلاع، ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع".

وأكد أدرعي مقتل "جمال موسى، قائد الأمن الخاص بجهاز الشرطة" التابع لحماس.

وقتل في غارة أخرى خلال الليلة الماضية (الأحد الاثنين) "وائل أبو عسفة، قائد كتيبة دير البلح" التابعة لحماس، وفقا لأدرعي، الذي أكد قيام "طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو بتوجيه استخباراتي من جهاز الأمن العام وهيئة الاستخبارات العسكرية" بتصفية أبو عسفة.

وبالإضافة إلى القصف الجوي، قامت البحرية أيضا بقصف مواقع تابعة لحماس، بما في ذلك مراكز قيادة، بالإضافة إلى مواقع إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات ومراكز مراقبة.

ويعتقد الجيش أن الهجوم البري سيستمر عدة أشهر على الأقل لتحقيق هدف القضاء على حماس، وفقا للصحيفة.

وفي السابع من أكتوبر الماضي، شنت حماس هجوما على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، مما أدى إلى مقتل نحو 1400 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، فضلا عن اختطاف 240، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا وبحريا على القطاع، وقال مسؤولو الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 10022 فلسطينيا قتلوا، بينهم 4104 أطفال، وفق آخر إحصائية، الاثنين.

نتانياهو
نتانياهو (أرشيف)

رغم صدور مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على خلفية مزاعم بارتكاب جرائم حرب في غزة، فإن زيارته المرتقبة إلى المجر، الأربعاء، لا يتوقع أن تقابل بأي إجراء قانوني من السلطات هناك، وذلك في ظل موقف قانوني وسياسي يتيح لحكومة بودابست مساحة كافية لاستقباله دون تنفيذ المذكرة الدولية.

ففي نوفمبر الماضي، وبعد صدور قرار المحكمة، أعلن رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، ترحيبه بنتانياهو، قائلاً إنه "يضمن له أن مذكرة المحكمة الجنائية الدولية لن يكون لها أي أثر في المجر". 

هذا التصريح أثار تساؤلات قانونية وسياسية، خاصة وأن المجر عضو موقع على "نظام روما الأساسي" الذي يُلزم الدول بالتعاون مع المحكمة.

موقف واضح

يبدو الموقف السياسي واضحاً في هذه القضية؛ إذ ترتبط حكومة أوربان بعلاقات وثيقة مع نتانياهو، كما تتبنى مواقف متقاربة مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي كانت من أشد المنتقدين للمحكمة. 

بعد اعتقاله.. أول "ظهور" لرئيس دولة سابق في الجنائية الدولية
قال محامي الرئيس الفلبيني السابق، رودريجو دوتيرتي، لقضاة المحكمة الجنائية الدولية في أول ظهور له، الجمعة، إن موكله "اختُطف" قبل نقله إلى لاهاي لمواجهة اتهامات بالقتل، وإنه أيضا مريض للغاية ولا يستطيع الإدلاء بشهادته.

فقد وصف ترامب المذكرة بأنها "بلا أساس"، وفرض عقوبات على المحكمة الشهر الماضي، وهو موقف لقي ترحيبًا من الخارجية المجرية، التي وصفت المحكمة بـ"الأداة السياسية".

الوضع القانوني

رغم توقيع المجر على نظام روما الأساسي عام 2001، إلا أنها لم تقم بخطوة ثانية تُعرف بـ"الإدراج في القانون الوطني"، أي أنها لم تُدمج بنود النظام الأساسي ضمن التشريعات المحلية، وهذا الفراغ القانوني استُخدم كمبرر لعدم تنفيذ المذكرة.

في المقابل، يوضح متحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية أن الالتزام القانوني بتنفيذ المذكرات لا يخضع لتقدير الدول، بل هو واجب قانوني نابع من عضويتها. 

ويدعم هذا الرأي أساتذة قانون دولي، من بينهم كاي أمبوس، الذي يرى في حديثه إلى "راديو أوروبا الحرة" أن عدم تنفيذ المذكرة يضعف من شرعية المحكمة.

وحسب مصادر دبلوماسية، فإن بودابست تنظر في خيار الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما لم يتم تأكيده رسمياً حتى الآن. 

وفي تصريحات حكومية حديثة، أشار المتحدث باسم الحكومة المجرية إلى أن بلاده "تصرفت بحكمة" بعدم إدراج النظام الأساسي في القانون المحلي، في إشارة إلى تفادي هذا النوع من الإشكاليات.

تشابه مع موقف ألماني

لم يكن موقف المجر يغرد وحيدا خارج السرب،  فقد أبدت ألمانيا، وهي أيضاً من الموقعين على النظام، حيرة قانونية بعد صدور المذكرة، وقال متحدث حكومي ألماني إنه "من الصعب تصور تنفيذ الاعتقال"، فيما صرح زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتس، بأنه "سيجد طريقة" لدعوة نتانياهو إلى برلين، قبل أن يفوز الحزب بالانتخابات ويبدأ تشكيل الحكومة الجديدة.

استشهدت الحكومة المجرية بهذه المواقف لتبرير موقفها، حيث قال المتحدث غولياس: "إذا كانت دولة بحجم ألمانيا ترى أن قرار المحكمة مثير للسخرية، فلماذا يُنتظر منّا الالتزام به؟".

ما العواقب المحتملة؟

قانونياً، قد تواجه المجر عواقب في حال عدم تنفيذ المذكرة. إذ يمكن أن تفقد حقها في التصويت في جمعية الدول الأطراف بالمحكمة، كما قد يُفتح تحقيق قضائي حول سلوكها في هذا الشأن.

 لكن الأثر السياسي المباشر قد يكون محدوداً، خاصة وأن المجر تعاني بالفعل من عزلة داخل الاتحاد الأوروبي، بسبب اتهامات بتراجع الديمقراطية وحرية الصحافة، فضلاً عن موقفها القريب من روسيا.

وحتى الآن، لم تصدر الحكومة المجرية أي رد رسمي على استفسارات وسائل الإعلام بشأن هذه القضية.