كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": يتحضّر البرلمان الأوروبي، الى استصدار قرار جديد خاص باللاجئين السوريين، على ما تُسمّيهم الدول الأوروبية، لدعمهم ودمجهم في دول الجوار، أي في لبنان والأردن وتركيا. وينصّ هذا القرار الثاني على ضرورة إعطاء النازحين حيث هم، أي في الدول المضيفة لهم، "الحقوق الإجتماعية"، ما يعني دمجهم تدريجاً في هذه المجتمعات، وصولاً الى إبقائهم وتوطينهم فيها.


مصادر سياسية مطلعة تقول بأنّ الدول الأوروبية ماضية في التحضير لهذا المشروع "الخطير" بهدف إقراره قريباً في البرلمان الأوروبي، رغم كلّ ما يحدث في غزّة وما يُمكن أن تؤدّي اليه تداعيات هذه الحرب، من إعادة رسم خريطة منطقة الشرق الأوسط. ويأتي مشروع هذا القرار بعد القرار الأول الذي صدر في 13 تمّوز المنصرم، ونصّ في البند الثالث عشر منه على إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان، في خطوة أولى لرفض عودتهم الى بلادهم، ولمنع تسلّلهم بطرق غير شرعية الى الدول الأوروبية التي ترفض وجودهم، ولا ترى في هذا الرفض أي شيء من "العنصرية" التي تتهم بها لبنان.
وفي ما يتعلّق بما يسمّيه القرار الجديد "الحقوق الإجتماعية"، فهي تشمل على ما أوضحت المصادر نفسها، الحقّ في السكن والتربية والتعليم والطبابة، وكلّ ما يتعلّق بالحصول على الحقوق الإجتماعية المعيشية واليومية. وهذا يعني أنّ مشروع القرار يهدف الى مساواة النازحين السوريين بالمواطنين اللبنانيين، ما يعني أكثر من دمجهم بل توطينهم وإعطائهم الجنسية اللبنانية. ويحصل ذلك رغم اعتراض لبنان على أي مشروع للتوطين على أراضيه، كون دستوره يرفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً، ويأتي ضمن اللاءات الثلاثة التي وردت في مقدمة الدستور اللبناني وهي "لا للتجزئة، لا للتقسيم، لا للتوطين".
يعمل مجلس النوّاب على تشكيل وفد نيابي من مختلف الكتل والأحزاب للسفر الى بروكسل ومواكبة التحضير لمشروع القرار، بهدف تشكيل قوّة ضاغطة لتغيير مضمونه الذي يرفضه لبنان رفضاً قاطعاً، لا سيما في المرحلة الراهنة التي لا أحد يدري إذا كانت حرب غزّة ستمتد الى لبنان أم لا، الأمر الذي سيُشكّل خطراً في حال حصوله، ليس فقط على اللبنانيين، إنّما على النازحين السوريين المنتشرين على كامل الأراضي اللبنانية، والذين تتحمّل الدولة مسؤولية حماية سلامتهم. كذلك تتمّ دراسة إمكانية طلب وقف المساعدات المالية للنازحين السوريين في لبنان التي تبقيهم فيه، الأمر الذي سيدفع عدداً كبيراً منهم الى اتخاذ قرار العودة الى مناطقهم، أو المغادرة الى بلد ثالث يُمكنه الإحتماء فيه فيما يُمكن أن يحصل في لبنان وسوريا.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

أوضاع النازحين تزداد بؤسا في غزة

غزة. بيروت"وكالات":

أفادت وزارة الصحة في غزة في بيان عن نقل "35 شهيدا و94 مصابا" إلى المستشفيات "خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية جراء القصف الإسرائيلي" في قطاع غزة.

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس إن مدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية "أصيب بشظايا بالظهر والفخذ الأيسر ما أدى لنزيف شديد وحالته الآن مستقرة، جراء إلقاء طائرات الاحتلال المسيّرة قنابل متفجرة سقطت في ساحة المستشفى وعلى قسمي الاستقبال والجراحة الليلة الماضية".وأوضح بصل أن "أضرارا كبيرة لحقت في مباني المستشفى الذي تعرض عدة مرات للقصف من سلاح الجو الإسرائيلي والدبابات".

وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة للسكان في مناطق بأحد الأحياء الواقعة في شرق مدينة غزة مما أدى إلى موجة نزوح جديدة قبل ان يشن موجة من الغارات .

وأعربت منظمة الصحة العالمية عن "قلق بالغ إزاء وضع 80 مريضاً، من بينهم 8 في العناية المركزة، والموظفين" في المستشفى.

وقال بصل إن "المنظومة الصحية باتت منهارة وعاجزة عن تقديم أي خدمات طبية إلا بشكل محدود جدا في بعض المشافي التي لا تزال تعمل جزئيا مثل مستشفى كمال عدوان".

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة اليوم أن الجيش الإسرائيلي "قتل حتى اليوم 1000 طبيب وممرض وكادر صحي في القطاع واعتقل أكثر من 310 أخرين من الكوادر الطبية، ويمنع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية إلى القطاع".

وتعرضت المستشفيات في غزة لهجمات عدة من الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب ومنذ حوالى ستة أسابيع يواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في شمال القطاع.

وأكد بصل أن "15 مواطنا فلسطينيا بينهم عدد من الأطفال استشهدوا في قصف إسرائيلي جوي ومدفعي منذ فجر اليوم.

وأفاد شهود عيان أن الدبابات الإسرائيلية أطلقت النار بكثافة صباح اليوم كما أطلقت قذائف مدفعية باتجاه خيام النازحين في حي "عزبة الندى" في منطقة مواصي برفح ما أوقع عددا من المصابين نقلوا إلى مستشفى "أبو يوسف النجار" برفح.

وزادت أمطار الشتاء من بؤس سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا والذين نزح معظمهم مرارا، بعدما غمرت مئات الخيام في أنحاء القطاع وأفسدت طعاما وجرفت الأفرشة من البلاستيك والقماش التي تحميهم من العوامل الجوية.

وفي لبنان حثّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم من بيروت على "وقف فوري لإطلاق النار" بين حزب الله وإسرائيل فيما أطلق الحزب 160 صاروخا على اسرائيل.

كما دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم إسرائيل واللبنانيين إلى اغتنام "فرصة" سانحة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وقال بارو لقناة فرانس 3 "هناك فرصة سانحة وأدعو جميع الأطراف إلى اغتنامها".

وغداة غارات إسرائيلية جديدة دامية في لبنان ولا سيما في قلب العاصمة بيروت، أعلن حزب الله اليوم أنه أطلق طائرات مسيّرة وصواريخ ضد أهداف عسكرية في تل أبيب وأسدود في جنوب إسرائيل.

وفي إسرائيل، أكد جيش الإحتلال أن حزب الله أطلق 160 مقذوفا من لبنان نحو شمال ووسط إسرائيل تم اعتراض عدد منها، مشيرا إلى إطلاق صفارات الإنذار من الصواريخ وخاصة في ضواحي تل أبيب الكبرى.

من جانبه، أعلن الجيش اللبناني مقتل أحد جنوده وإصابة 18 آخرين، جروح بعضهم خطرة، في هجوم إسرائيلي على موقعهم في جنوب لبنان.

وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي بعد لقائه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري "نرى سبيلا واحدا للمضي قدما: وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701" الذي أرسى وقفا لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في العام 2006.

وينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.

ويعني القرار ضمنا انسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية، ولكن أيضا انسحاب الجنود الإسرائيليين الذين يشنون هجوما بريا في جنوب لبنان منذ 30 سبتمبر.

وحذّر بوريل اليوم من أن لبنان بات "على شفير الانهيار" بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، مشددا على أنه "ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الاسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار".

وأعلن كذلك أن الاتحاد الأوروبي مستعدّ لتقديم 200 مليون يورو إلى الجيش اللبناني.

وكان المبعوث الأميركي آموس هوكستين ناقش الاقتراح المكون من 13 نقطة والذي يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، خلال جولته المكوكية في وقت سابق من هذا الأسبوع بين لبنان وإسرائيل.لكن لم يتم الإعلان عن أي نتائج بعد جولته، بل تسارعت وتيرة الضربات الإسرائيلية، خاصة ضد معاقل حزب الله في لبنان.

من جهته، ندّد ميقاتي بالقصف الإسرائيلي، معتبرا أنه "يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل الى وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701".

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان صار "قريبا"
  • البيت الأبيض: اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان صار "قريبا"
  • انخفاض عدد اللاجئين السوريين المسجلين بالأردن
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • أوضاع النازحين تزداد بؤسا في غزة
  • بيريز يكشف عن الدول التي لم تصوت لفينيسيوس
  • سليم أدان العدوان الإسرائيلي المباشر الذي استهدف مركزًا للجيش في العامرية
  • غزة: أكثر الأماكن التي تضررت بها خيام النازحين في القطاع نتيجة الأمطار
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • العبرة لمن يعتبر