خطط طوارئ لترحيل أكثر من 600 ألف أميركي من إسرائيل ولبنان
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
كتب ايلي يوسف في" الشرق الاوسط":تستعد إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لتنفيذ خطط إجلاء مئات الآلاف من المواطنين الأميركيين، من الشرق الأوسط، إذا تعذر عليها احتواء الصراع الدائر في غزة، في ظل تهديدات ما يطلق عليه «محور المقاومة» التابع لإيران.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن 4 مسؤولين أميركيين مطّلعين، أن الإدارة تخطط بشكل طارئ إلى احتمال أن تُجبر على تنفيذ عمليات إجلاء للأميركيين، وتطورت تهديدات إيران باتجاه القيام بعمل عسكري أوسع.
وتأتي المخاوف من هذه العملية في الوقت الذي تستعد فيه القوات الإسرائيلية، بدعم عسكري مباشر ومن مستشارين وعسكريين أميركيين، لما يُتوقع على نطاق واسع أن يكون هجوماً برياً محفوفاً بالأخطار، ضد مقاتلي «حماس» في غزة.
وقال المسؤولون إن الأميركيين الذين يعيشون في إسرائيل ولبنان يثيرون قلقاً خاصاً، على الرغم من أنهم أكدوا أن عملية إخلاء بهذا الحجم تعد أسوأ سيناريو. لكن أحد المسؤولين أكد أنه من غير المسؤول ألا تكون لدينا خطة لكل احتمال. ووفقاً لتقديرات الخارجية الأميركية، هناك 600 ألف أميركي في إسرائيل، و86 ألفاً في لبنان.
ويدور القلق في لبنان في المقام الأول من «حزب الله»، الذي يتلقى الدعم والتدريب والأسلحة من إيران منذ فترة طويلة، من احتمال قيامه بتنفيذ هجوم عبر الحدود الشمالية لإسرائيل، ما يؤدي إلى حرب على جبهتين من شأنها أن تضغط على القوات الإسرائيلية. وبالفعل، كانت هناك مناوشات على طول الحدود المشتركة بينهما.
وقال أحد المسؤولين: «لقد أصبحت هذه مشكلة حقيقية». إن الإدارة قلقة جداً جداً جداً من أن يخرج هذا الأمر عن نطاق السيطرة». تحذيرات مستمرة لإيران
في المقابل، يحافظ البيت الأبيض على إبقاء اليد ممدودة لطهران، على الرغم من التصريحات التي حمل فيها المسؤولون الاميركيون إيران المسؤولية عن "بعض الهجمات والتحرشات" بالقوات الأميركية، التي جرت في الأيام الاخيرة، سواء في لبنان أو في العراق وسوريا أو من الحوثيين في اليمن.
ويعتقد البعض أن حرص واشنطن منذ اليوم الأول، وكذلك إسرائيل، على القول إنه لا دلائل تشير إلى «تورط إيراني» مباشر في قرار «حماس» تنفيذ الهجوم على إسرائيل، يشير إلى قراءة للمعطيات المتوافرة في ذلك الوقت، حول تقدير موقف طهران.
كما أن الهجمات التي بدأت بعض جماعاتها بتنفيذها في الآونة الأخيرة، لا تخرج عن سياق «الحرج» الذي تشعر به طهران، إذا لم تقم بالحد الأدنى من نصرة أدواتها في «محور المقاومة».
وتوضح تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، تلك القراءة، حين قال الاثنين، إن إيران في بعض الحالات «تسهل بدأب» هجمات الصواريخ والطائرات المسيّرة لجماعات مدعومة منها، على قواعد عسكرية أميركية في العراق وسوريا. وأشار كيربي إلى أن هناك زيادة في مثل هذه الهجمات على مدى الأسبوع الماضي، خصوصاً في الأيام القليلة الماضية، لكن الولايات المتحدة لن تسمح للتهديدات التي تواجه مصالحها في المنطقة «بالمضي من دون ردع».
وأكد كيربي أن بايدن وجّه وزارة الدفاع بالاستعداد لمزيد من هذه الهجمات والرد بالشكل المناسب. وقال كيربي: «نعلم أن هدف إيران هو التمسك بمستوى معين من الإنكار هنا، لكننا لن نسمح لهم بذلك... كما أننا لن نسمح لأي تهديد لمصالحنا في المنطقة بأن يمر من دون رد».
وأشار البنتاغون يوم الاثنين إلى أنه يستعد لزيادة كبيرة في الهجمات على القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وخصت الوزارة إيران بالتحديد لرعايتها الواسعة للجماعات المسلحة التي لها تاريخ طويل في استخدام الصواريخ والطائرات من دون طيار لشن هجمات على القوات الأميركية.
ورداً على ذلك، قال مسؤولو البنتاغون إنهم يقومون بإرسال أنظمة دفاع صاروخية إضافية إلى المنطقة.
ونقلت شبكة «سي إن إن»، الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن لديها معلومات استخباراتية بأن جماعات مسلحة مدعومة من إيران تخطط لتكثيف الهجمات التي تستهدف القوات الأميركية بالشرق الأوسط. وقال المسؤولون الذين لم تحدد الشبكة هوياتهم إن إيران تسعى لانتهاز فرصة التداعيات التي تشهدها المنطقة نتيجة الدعم الأميركي لإسرائيل، وإنها تمول وتسلح وتجهز وتدرب ميليشيات وقوات تعمل بالوكالة في جميع أنحاء المنطقة. ونسبت «سي إن إن» إلى مسؤول كبير في الخارجية الأميركية قوله: «نستعد لهذا التصعيد، سواء من ناحية الدفاع عن قواتنا، أو الاستعداد للرد بحسم».
وتعرضت بالفعل قوات أميركية في العراق وسوريا لهجمات عدة بطائرات مسيرة في الآونة الأخيرة. وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة لديها الآن معلومات محددة بأن الجماعات نفسها التي شنت تلك الهجمات، قد تصعّد عملياتها مع استمرار الحرب الدائرة بين إسرائيل وبين حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى. وقال المسؤولون إن إيران «تشجع» هذه الجماعات على ما يبدو في هذه المرحلة، دون أن تصدر توجيهاً مباشراً وواضحاً.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: القوات الأمیرکیة وقال المسؤولون
إقرأ أيضاً:
معركة برية تنطلق من الداخل.. محلل سياسي يتحدث عن الخطر الحقيقي على الحوثيين وماذا يريدون من الهجمات على إسرائيل
يرى المحلل السياسي اليمني عبد السلام قائد، أن استمرار هجمات الحوثيين على إسرائيل في هذا التوقيت محاولة لإثبات أنهم ما زالوا قوة صلبة، غير مبالين بالضربات التي أضعفت حلفاءهم فيما يُعرف بـ"محور المقاومة".
وفي حديثه للأناضول، أشار قائد إلى أن الحوثيين يسعون من خلال هذه الهجمات إلى مواجهة دعوات القضاء عليهم داخليًا واستعادة الدولة في مناطق سيطرتهم، قائلًا: "إن استمرار العمليات يُظهر قوتهم ويرفع معنويات مقاتليهم، لأن توقفها قد يعكس حالة ضعف أو مخاوف من مصير مشابه لما واجهه نظام بشار الأسد، ما قد يشجع خصومهم على مهاجمتهم".
وأوضح أن الحوثيين يشعرون بالاطمئنان لعدم فعالية الضربات الجوية الإسرائيلية والأمريكية، بينما تتحرك قياداتهم باستمرار لتفادي الاستهداف، ما يقلل أي خسائر خطيرة قد تلحق بهم حاليا سواء في داخل اليمن أو البحر الأحمر.
والخطر الحقيقي عليهم، بحسب قائد، يتمثل في معركة برية تنطلق من الداخل اليمني، لا ضربات من الخارج".
وخلص إلى أن الجماعة تحاول من خلال استمرار هجماتها على إسرائيل والسفن المرتبطة بها تصوير أي حرب ضدها من الداخل بأنها "تعاون مع الاحتلال الإسرائيلي"، بهدف حشد مزيد من المقاتلين تحت ذريعة أنهم يواجهون أذرع إسرائيل، وبالتالي تحويل المعركة من سياقها المحلي إلى سياق آخر، بما يساهم في شيطنة خصومهم الداخليين.