أفادت أسيرة إسرائيلية أفرجت عنها حركة "حماس" مساء الإثنين، بأنها تلقت معاملة جيدة خلال احتجازها أكثر من أسبوعين في قطاع غزة، موضحة أن طبيبًا كان يزورها هي ورفاقها كل يومين أو ثلاثة أيام.

وكان أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد أعلن يوم أمس أن الحركة أطلقت سراح محتجزتين إسرائيليتين لدواعٍ إنسانية، ولأسباب مرضية قاهرة واستجابة لوساطة مصرية.

ووصلت الأسيرتان إلى معبر رفح، فيما نشرت وكالة "رويترز" مقطع فيديو تظهران فيه داخل سيارتي إسعاف، حيث بدا أنهما بصحة جيدة وهما تتلقيان العلاج.

"عاملونا بطريقة لطيفة"
وفي حديث لوسائل إعلام إسرائيلية الثلاثاء، قالت يوخياد ليفشيتس من مستشفى في تل أبيب: "كانوا يهتمون بنظافة المكان حولنا، وهم من كانوا يقومون بتنظيف الحمامات لا نحن".

اقرأ أيضاً إعلام إسرائيلي: حزب الله يصطاد جنودنا مثل البط والجيش لا يملك خطة لهزيمة حماس رئيس الكتائب اللبنانية: حزب الله دخل الحرب لدعم حماس بأوامر إيران ولبنان مخطوف عاجل: إسرائيل تهاجم الأمين العام للأمم المتحدة وتدعوه للاستقالة فورا على خلفية تصريح قوي بشأن حماس عاجل.. كتائب القسام تقتحم قاعدة «زيكيم» بإنزال بحري وتقتل عددًا من الجنود الإسرائليين كم بلغت خسائر إسرائيل بسبب طوفان الأقصى حتى الآن؟ رقم ضخم ماذا قالت الأسيرة الإسرائيلية المُحررة عن حماس؟ فيديو إضراب شامل في الضفة بعد استشهاد عمر دراغمة بالتعذيب في سجون الاحتلال فيديو.. دمار كبير في مستوطنة «ألفي منشيه» بصــاروخ أطلق من غزة هذه الحرب تجاوزت كل الحدود.. بيان ناري من أمير قطر دعمًا لفلسطين مدير الهلال الأحمر: المساعدات التي دخلت غزة ضعيفة جدًا ولا تكفي مجزرة جديدة تشهدها غزة بدون إنذار بعد إطلاق سراحها”يوخيفيد ” الإسرائيلية: طبيب حماس تابع حالتى الصحية أثناء احتجازى فى غزة

وأضافت ليفشيتس: "عندما وصلنا إلى مكان الاحتجاز أخبرونا بأنهم يتبعون تعاليم القرآن، ولن يؤذوننا". وتابعت: "أكلنا من نفس الطعام الذي يأكلون منه، وعاملونا بطريقة لطيفة واستجابوا لجميع احتياجاتنا. وكانوا ودودين جدًا معنا".

وقال مراسل "العربي" أحمد دراوشة، إن تصريحات الأسيرة الإسرائيلية تركت غضبًا واسعًا في الأوساط العسكرية، وصدمت وسائل الإعلام في تل أبيب، حيث اعتبر بعضهم أنها "ضربة إعلامية" لصالح المقاومة الفلسطينية.

وتسبب حديث المسنة الإسرائيلية في مؤتمر صحفي عن المعاملة الحسنة التي تلقتها على يد حركة حماس، فى حالة الغضب داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وقررت اتخاذ عدة قرارات بشأنها وشأن أسرى الاحتلال في يد حماس.

وزارة الصحة الإسرائيلية تصدر قرار بحق الأسرى
و قررت وزارة الصحة الإسرائيلية تغيير بروتوكول الخروج الصحي للأسرى ​​من الآن فصاعدا، حيث سيتم خروج الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم عقب استقبالهم في المستشفيات وفقا لتقدير وزارة الصحة، وليس حسب تقدير المسؤول عن ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين جال هيرش، بحسب قناة “13” الإسرائيلية.

وتشتبه وزارة الصحة في وجود علاقة وثيقة بين البروفيسور يتسحاق شابيرا من “مركز إيخيلوف الطبي” الذي وصلت لها الأسرتين عقب الإفراج عنهم بجهود مصرية، وهو الذي رافق الحالتين أمس بعد تسلمهما من السلطات المصرية، وجال هيرش المسؤول عن ملف الأسرى والمفقودين الإسرائيليين وبالتالي تم إحضار المختطفين إلى مركز إيخيلوف الطبي الذي سمح بخروجهم والحديث إلى الإعلام، وليس إلى مركز طبي آخر.

في أعقاب المؤتمر الصحفي للأسيرة الإسرائيلية، تقررعمليًا في إسرائيل أنه من الآن فصاعدا، أن عملية إجلاء المختطفين إلى المستشفيات سيتم تحديدها وفقا لتقدير وزارة الصحة الإسرائيلية وحدها، وليس مسئول ملف الأسرى.

هجوم على المؤتمر الصحفي لمستشفى إيخيلوف
في غضون ذلك، هاجم مسؤول كبير في وزارة الصحة الإسرائيلية المستشفى، قائلًا: "إن قرار إيخيلوف عقد مؤتمر صحفي مع الأسيرة يوخافيد ليفشيتز، نابع من اعتبارات الغرور والعلاقات العامة".

مسئول ملف الأسرى يحاول منعهم من إجراء حوارات
بينما قام ممثلين عن المسئول عن ملف الأسرى، بالتحدث مع أهالي الأسرى وطلبوا عدم إجراء مقابلات صحفية، إلا أن عائلة يوخافيد ليفشيتز رفضت الطلب.

كما وضعت السلطات فى الاحتلال بروتوكولات استرشادية للأسري عند عودتهم، عن المسموح لهم بقوله فى الإعلام، لكن هناك جهات شككت فى إمكانية تطبيق هذه البروتوكولات عليهم.

وكانت وسائل إعلام عبرية، كشفت فى وقت سابق اليوم، إن مسئولين في مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اتصلوا بإدارة مستشفى إيخيلوف، بهدف التأكيد على الأسيرتين المفرج عنهما أمس، بعدم التطرق إلى المعاملة الطيبة لعناصر حماس لهما خلال وجودهما في قطاع غزة قبل.

تصريحات الأسيرتين تفضح رواية إسرائيل
وأشار الإعلام العبري، إلى أن مسؤولين في مكتب نتنياهو أكدوا ضرورة تأكيد هذا الطلب على الأسيرتين، خشية نقل وسائل الإعلام الغربية هذه التصريحات، ونسف المزاعم التي تم ترويجها منذ طوفان الأقصى حول المعاملة الوحشية وقطع رؤوس الأطفال ودعشنة المقاومة الفلسطينية.

وطلب المسؤول الإسرائيلي الذي قام بهذه الاتصالات نيابة عن رئيس وزراء الاحتلال، من وسائل الإعلام أيضًا عدم ما أسماها “شراء رواية حماس” حول المعاملة الطيبة للأسرى.

وتابع زاعما: "إنها -حماس- تحاول خداع العالم، وتقديم نفسها على أنها حركة إنسانية من خلال إطلاق سراح حفنة من الأسرى، اعتنت بهم".

ونقلت وسائل إعلام أجنبية من بينها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، مقطع فيديو للمسنة الإسرائيلية، التي كانت محتجزة بقطاع غزة لحظة الإفراج عنها وتسليمها إلى الهلال الأحمر استعدادًا لنقلها إلى معبر رفح البري نتيجة الجهود المصرية المكثفة.

مسنة إسرائيلية تعترف بإنسانية المقاومة فى التعامل
وأكدت الأسيرة يوشيفيد ليفشيتز (85 عاما)، واحدة من أسيرتين تم إطلاق سراحهما بالأمس لظروف إنسانية نتيجة جهود مصرية، إلى أنها كانت محتجزة في أنفاق تشبه شبكة العنكبوت، مشيرة إلى أن موقع احتجازها في قطاع غزة تعرض للقصف مرارًا بالطيران الإسرائيلي.

وأكدت فى تصريحات خلال المؤتمر الصحفى، أنه كان هناك طبيب يتابع حالتها الصحية أثناء احتجازها في غزة.

اهتمام بالحالة الصحية للأسرى والرعاية الشخصية
وتابعت: "كانوا مهتمين جدًا بالجانب الصحي، وكان لدينا طبيب ملحق يأتي كل يومين أو ثلاثة أيام ليرى ما يحدث معنا، تحملوا المسؤولية وحرصوا على إحضار الأدوية، وإذا لم تكن هناك أدوية متماثلة، فيعطون أدوية بديلة".

وقالت الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها: "لقد كانوا طيبين للغاية ويتأكدون من أننا نأكل جيدا، كنا نأكل نفس الطعام مثلهم، لقد عوملنا بشكل جيد، واهتموا بكل التفاصيل، كان لديهم نساء معنا يعرفن معنى النظافة الأنثوية، ويتأكدن من حصولنا على كل شيء، لقد خططت حماس لكل شيء منذ فترة طويلة، لقد أعدوا كل ما نحتاجه، بما في ذلك الشامبو والبلسم".

فيما يلي نص تصريحاتها:

"عندما وصلنا إلى غزة، أخبرونا في البداية أنهم يؤمنون بالقرآن وأنهم لن يضرونا، قالوا سوف يعاملوننا كما يعاملون من حولهم، كنا تحت حراسة مشددة، كما جاء مسعف وطبيب وتأكدا من توفر الأدوية التي نأخذها دوما، كانوا مهتمين جدًا بالجانب الصحي، وكان لدينا طبيب ملحق يأتي كل يومين أو ثلاثة أيام ليرى ما يحدث معنا، تحملوا المسؤولية وحرصوا على إحضار الأدوية، وإذا لم تكن هناك أدوية متماثلة، فيعطوا أدوية مكافئة، لقد كانوا طيبين للغاية ويتأكدوا من أننا نأكل جيدا، كنا نأكل نفس الطعام مثلهم، لقد عوملنا بشكل جيد، واهتموا بكل التفاصيل، كان لديهم نساء معنا يعرفن معنى النظافة الأنثوية، ويتأكدن من حصولنا على كل شيء، لقد خططت حماس لكل شيء منذ فترة طويلة، لقد أعدوا كل ما نحتاجه، بما في ذلك الشامبو والبلسم - إن نقص كفاءة الجيش والشاباك أضر بنا كثيرًا، لقد كنا كبش فداء للحكومة."

وكانت حركة "حماس" قد أعلنت يوم الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي رفض استلام المحتجزتين الإسرائيليتين، اللتان أطلق سراحهما أمس وبعد أيام من إطلاق حماس سراح الأسيرتين الأميركيتين جوديث وناتالي رعنان (أم وابنتها) لدواعٍ إنسانية، واستجابة لجهود قطرية أيضًا.

الأسرى لدى حماس
وكانت كتائب القسّام، قد نشرت قبل أيام، مقطعين مصورين يظهران أسيرة إسرائيلية في قطاع غزة، حيث ظهرت في المقطع الأول أسيرة مستيقظة، ومستلقية وتخضع للرعاية الطبية ويُلف ذراعها بالضمادات.

أما في الثاني، فعرّفت عن نفسها وقد ظهرت جالسة في مقعدها على أنها ميا شيم (21 عامًا) من "شوهام"، مشيرة إلى أنها موجودة حاليًا في غزة.

وتحدثت شيم بالمقطع الثاني عن المعاملة الجيدة، التي تتلقاها مكان احتجازها، وأضافت: "أجروا لي عملية جراحية في يدي مدتها 3 ساعات، اعتنوا بي، عالجوني وقدّموا لي الدواء".

وأتت تصريحات المستوطنة بعد نشر الفصائل الفلسطينية مقطع فيديو يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يكشف إطلاق سراحها برفقة الطفلين.

https://twitter.com/Twitter/status/1716794025020404047

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: وزارة الصحة الإسرائیلیة الأسیرة الإسرائیلیة الإسرائیلیة ا فی قطاع غزة ملف الأسرى کل شیء إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأسرى الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.. دورهم بقيادة النهضة الفكرية

بم تمتاز هذه الشريحة من الناس؟ نفروا في سبيل الله ثم خاضوا غمار السجون لسنوات طويلة قضوها في القراءة والبحث والتربية والتزكية النفسية والخبرات الأمنية والبصيرة السياسية والتبحّر في معرفة العدوّ لغة وسياسة واقتصادا وأمنا وثقافة، وأهم من هذا كلّه أنّهم فقهوا الدين على محك التجربة والعمل فوصلوا إلى ما لا يصل إليه النظريون، الذين تفقهوا بعيدا عن ساحات العمل والمواجهة.

الفرق بين هؤلاء وهؤلاء ما بين السماء والأرض، وهذا ما علينا أن ننتبه له جيدا وأن نعلي من شأن من فقهوا في الميدان وأن نأخذ ما وصلوا إليه. وسأضرب لذلك أمثلة، ولكن قبل ذلك أودّ أن نعرّج على قول الله تعالى: "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"، وهنا نقف عند استخدام كلمة نفروا حيث إنّها تستخدم لمن خرج للجهاد، فهذا الفهم الذي وصل إليه المجاهدون من أحكام من عمق تجربتهم ومن صميم خبرتهم في الميدان، هو الفقه العملي الذي وصلوا إليه في جهادهم ولو لم يخرجوا لما وصلوا إليه أو لبقي فهمهم نظريا بعيدا عن الاستفادة من واقع تجربتهم وجهادهم.

لذلك فإن واجب هؤلاء المفكرين والفقهاء أن يُعلّموا من لم يخرجوا في سبيل الله ولم تتغبّر أقدامهم ولم تكتو أمعاؤهم الخاوية ولم يشتبكوا مع ألدّ أعداء الله، ولم يدركوا كيف تتنزّل آيات آل عمران والتوبة والأنفال والأحزاب ومحمد على قلوب الرجال وعند اشتداد الالتحام مع صفوف الأعداء. عسكريا وسياسيا وأمنيا وثقافيا، هناك مسائل كثيرة لا تتضح أمورها إلا في ميادين العمل والمواجهة.

إذا هناك فقه لا يصل إليه القاعدون بينما يصل إليه المجاهدون فيسبرون غوره ويستنبطون منه الأحكام، هناك مستجدّات تواجههم فيجتهدون وغالبا ما يكون ذلك بشكل جماعي ليصلوا إلى ترجيح ما يرون فيه صوابا، فالفقيه هنا ليس الذي يميّز بين المصلحة والمفسدة، وإنما قد يوضع في مواقف ليرجح أقلّ المفسدتين ضررا أو ليرجح بين مصلحة ومصلحة ليصل إلى أفضل المصلحتين. كثير من أهل الفقه لا يفقهون السياسة ولا يسبرون غورها، فإذا تحدّثوا في السياسة ظهر ضعفهم وجمودهم الذي لا يصيب الدين ولا السياسة، وهم يعتقدون أنّهم خير من يجسّد المبادئ والعقائد والأصول الدينيّة الثابتة، بينما الأمر يتطلّب الحنكة السياسيّة والمرونة التي تتعامل مع معطيات المسائل المطروحة بما يصل إلى الصوابية والرشد والوصول إلى الأهداف المطلوبة.

وهناك أيضا "ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون" يصلون إلى القدرة العالية على تحسّس المخاطر التي تتعرض اليها شعوبهم وأمتهم خاصّة الأمنية والسياسية، ويعرفون كيف توظّف الإمكانات المحدودة في لتجنّب هذه المخاطر.

"لعلّهم يحذرون" يُحذّرون قومهم بعد أن درسوا تفاصيل المعركة المحتدمة في ميادين السياسة والأمن والثقافة، ومن خلال معرفتهم التفصيلية والعميقة لعقل عدوّهم وطريقة تفكيره السياسية والأمنية ومعرفة ثقافته بكلّ أبعادها من باب "من عرف لغة قوم أمن شرّهم". هم بذلك الانخراط في معركة الوعي يملكون قدرات عالية على أن يحذّروا أمّتهم بعد هذا الرجوع العظيم من تلك الرحلة الطويلة في ميدان الفقه العملي ومعركة الوعي مع هذا العدو الذي اشتبكوا معه من خنادق متقدّمة عمرا مديدا هو فترة وجودهم في السجن.

باختصار، هم الأكثر كفاءة وقدرة على قيادة طوفان الوعي وهم المؤهّلون ليكونوا المرجعية العليا لمسائل كثيرة لن يفقهها على أصولها مثلهم خاصة ما لها علاقة في فقه الأولويات ومتطلبات المعركة، لأن هذه المعركة ليست معركة بين جماعة أو تنظيم صغير اشتبك مع المشروع الصهيوني المدعوم من كل طواغيت الشرّ في العالم، بل هي معركة الأمّة.

لقد وصلوا على سبيل المثال إلى القدرة العالية على بناء الذات بامتياز، وهم متفرغون لهذا الأمر في محاضن خاصة شكّلتها تجربتهم التربوية في السجون، بإمكانهم المساهمة تربويا في كيف يكون البناء للشخصية القادرة على مواجهة مخاطر المشروع الصهيوني العالمي.

وصلوا إلى الكفاءة العالية في معرفة تفاصيل العقل الصهيوني وثقافته وسرديّته، وكيفية الاشتباك مع هذه الثقافة بكفاءة عالية واقتدار يحسم الأمر لصالح هويتنا الثقافية ويحسن تحصينها ويعزّز من قدراتها على الاشتباك المنتصر.

وصلوا إلى الكفاءة السياسية العالية في الاستفادة من قدرات الأمّة، ومعالجة تراكمات سلبية جعلت من التناقضات المذهبية تطغى على المشتركات التي تصنع وحدة الأمة وتوظف قدراتها كافة؛ بدل تبديدها في حالة من التخلّف الفكري الذي يشتّت ويضعف بدل أن يجمع ويوحّد، إضافة إلى أنها تملأ مساحات واسعة من الفضاء المعرفي والفكري في نقاشات لا طائل منها سوى الشحن الطائفي والمذهبي المقيت.

وصلوا إلى فقه السياسات الاستعمارية والاستفادة من تجارب كثيرة من المجتمعات البشرية التي خضعت وتحرّرت، فساروا في الجغرافيا والتاريخ ليصلوا للاستفادة من كل التجارب وطرق توظيفها لصالح قضيتنا وأمتنا.

ميادين فكرية نهضوية كثيرة يستطيع هؤلاء الأسرى الفقهاء والمفكّرون أن يكونوا عناوين واضحة ومنارات فكرية تنشر ضوءها على مساحات الفكر الواسعة بما يحقّق النهضة الفكرية للأمّة، وبصراحة بما يقطع الطريق على الحالة الهلامية التي شكّلها كثيرون ممّن يتصدرون الخطاب الإسلامي بعيدا عن فقه الواقع وفقه السياسة، يظنهم الناس بقدراتهم العالية على الوعظ وحسن الخطابة والكلام في جوانب محددة من العلوم الدين أنهم المؤهّلون للحديث في شئون السياسة والأمن والاقتصاد والعلاقات والتحالفات الدولية، بينما هم في الحقيقة لا يحسنون صنعا ولا يملكون خبرة ولا تجربة ولا معرفة في هذه المجالات. الفقهاء والمفكرون المشتبكون في الميادين هم الذين يُستمع إليهم وهم المرشّحون لهذه النهضة الفكرية، وقد يكون ذلك بشكل جماعي كمؤسسات دراسية وهو الأفضل.

أذكر على سبيل المثال مركز حضارات الذي تشكّل من قبل مجموعة ممن تحدّثت عنهم، كان ذلك وهم في السجن قبل الحرب، الآن أُفرج عنهم بالتبادل وننتظر منهم أن يكملوا الطريق وأن يزوّدوا الناس بما وصلوا إليه: "ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون".

مقالات مشابهة

  • حماس: حسن سلامة يتعرض لتعذيب ممنهج في سجون الاحتلال
  • الأسرى الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.. دورهم بقيادة النهضة الفكرية
  • تل أبيب تحترق ونتنياهو يستغيث.. حرائق القدس طبيعية أم عمل مدبّر؟
  • إسرائيل على فوهة بركان.. عصيان وموجة غضب شعبية تقلب الموازين| تقرير
  • مؤسسات الأسرى: تفشٍ واسع النطاق للأمراض بين صفوف الأسرى
  • أشرف زكي: هناك بعض الصور التي لا نرضى عنها جميعا في تغطية الجنازات
  • مجلس الوزراء العراقي يتخذ حزمة قرارات أبرزها في قطاعيّ الصحة والكهرباء
  • شاهد: سلطات الاحتلال تُفرج عن 10 أسرى جُدد من قطاع غزة
  • مصادر طبية في غزة: 50 قتيلا و113 إصابة نتيجة العمليات الإسرائيلية خلال الساعات الـ 24 الماضية
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها