لم تحسم إسرائيل حتى الآن توقيت هجومها البري في قطاع غزة، رغم أن التهديدات المتعلقة بتنفيذ هذه العملية تكررت كثيرا على لسان المسؤولين خلال الأسبوعين الماضيين، وفي أعقاب الهجوم المباغت الذي أطلقته حركة "حماس" في السابع من أكتوبر الحالي.

ويطلق تأخير تنفيذ الهجوم تساؤلات بشأن الأسباب التي تقف وراء عدم اتخاذ قرار تنفيذ العملية، وما إذا كانت ترتبط بمحددات عسكرية أم سياسية أم بما هو أبعد من ذلك، حسب ما أشارت إليه صحف غربية مؤخرا، متحدثة عن "ضغوط" لاعتبارات تتعلق بالرهائن، ومخاوف توسع الحرب لتصبح "إقليمية".

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين بعد هجوم "حماس"، حشد الجيش الإسرائيلي آلاف جنود الاحتياط وعشرات الدبابات على حدود غزة تحضيرا لـ"عمل بري محتمل". وجاء ذلك بالتزامن مع حملة قصف مكثفة استهدفت أحياء القطاع المحاصر، وخلّفت آلاف الضحايا، كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

وبينما كانت التصريحات الرسمية تعلن باستمرار عن الحشود العسكرية والتجهيزات والتحضيرات، أجرى مسؤولون على رأسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو زيارات لأكثر من مرة للقوات المستعدة في محيط غزة، وقال قبل أيام "نحن جاهزون".

كما أجرى زيارة أخرى للقوات الإسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، يوم الاثنين، وقال: "إذا قرّر حزب الله الدخول في الحرب، فإنه سيشتاق إلى حرب لبنان الثانية".

ما آخر المستجدات؟ 

ولم تصدر تعليقات من جانب المسؤولين الإسرائيليين بشأن أسباب تأخر الهجوم البري. ومع ذلك تشير تصريحات نتانياهو ووزير دفاعه، يوآف غالانت، إلى أن هذا السيناريو سيتم تطبيقه في الأيام المقبلة من أجل "تفكيك حماس". 

وفي آخر التصريحات الرسمية الصادرة عن إسرائيل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الثلاثاء، إنهم "جاهزون للمناورة البرية ونحافظ على بقاء العدو في حالة توتر".

وأضاف: "جاهزون للتعامل مع احتمال توسع ميادين الحرب البعيدة والقريبة"، وأن "الحرب ستكون طويلة وستكون فيها خسائر لكنها ستحقق أهدافها".

في غضون ذلك نقل موقع "أكسيوس" الأميركي، الثلاثاء، عن مسؤولين إسرائيليين اثنين القول إن إسرائيل مستعدة لتأجيل العملية البرية لغزة، لبضعة أيام، لإتاحة المجال أمام إجراء محادثات تفضي إلى إطلاق سراح عدد كبير من الرهائن، الذين تحتجزهم "حماس" في القطاع. 
وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "تريد إسرائيل وإدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن بذل كل جهد لمحاولة إخراج الرهائن من غزة. وإذا اقترحت حماس إطلاق سراح عدد كبير، فسنكون بالطبع مستعدين للقيام بأشياء في المقابل".

وأضافت المصادر للموقع الأميركي أن "الإسرائيليين أبلغوا الوسطاء المصريين أنه إذا أرادت حماس إبرام صفقة، فعليها إطلاق سراح جميع النساء والأطفال الذين تحتجزهم".

ما أسباب التأخير؟

يقول مراقبون من كافة الأطراف، تحدث إليهم موقع "الحرة" على أن تأخير الهجوم البري لإسرائيل في غزة بات واضحا وملاحظا، وترتبط الأسباب التي تقف وراء ذلك بمجموعة من المحددات، منها العسكرية وأخرى سياسية.

ويقول المحلل العسكري الإسرائيلي، إيال عليما: "هناك موقف أميركي واضح حول الموضوع. الإدارة الأميركية تطلب أن تعطي إسرائيل مهلة لاستكمال الاتصالات فيما يتعلق بالرهائن والمخطوفين".

وتحدث لموقع "الحرة" عما وصفه بـ"القلق الأميركي الذي يتسرب أيضا إلى الجانب الإسرائيلي، فيما يتعلق بخطر أن تتوسع الحرب إلى إقليمية".

وكانت المخاوف قد ترجمتها مؤخرا الحشود التي دفعت بها الولايات المتحدة، من بينها حاملتي طائرات، إذ يضيف عليما أن "العامل الأميركي هو سبب لتأخير الهجوم".

كما أن هناك سببا آخر يتمثل بـ"تردد نتانياهو وربما عدم ثقته بقدرات الجيش، بأن يخوض حربا على جبهتين مع الأخذ بالاعتبار احتمال توسعها إلى الجبهة الشمالية".

ومن وجهة نظر، ديفيد دي روش، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والمحاضر بكلية الدفاع الوطني بواشنطن فإن "السبب الأرجح وراء تأجيل إسرائيل لهجومها البري هو موضوع الرهائن".

ويعتقد في حديثه لموقع "الحرة" أن "المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن تمكن حماس من كسب بعض الوقت للمضي قدما".

لكن ما سبق ليس هو السبب الوحيد، ويوضح دي روش أن "الهجوم الأولي المتتالي الذي شنته حماس، كشف أن إسرائيل ليست مستعدة عسكريا، وهناك تقارير تفيد بوجود جنود من الاحتياط لا يملكون دروعا واقية".

ولا يعتقد المسؤول السابق في "البنتاغون" أن "هناك خطة قائمة مزودة بالموارد الكافية والإمكانيات اللازمة للانتقال إلى غزة"، معتبرا أنها "عملية معقدة للغاية، وبصراحة تامة، الجيش الإسرائيلي ليس مستعدا للقيام بها"، حسب تعبيره.

ويرى أستاذ العلوم السياسية بـ"جامعة الأمة" في قطاع غزة، حسام الدجني، أن "أهداف الاجتياح الشامل لغزة بالقضاء على حماس وإعادة الأسرى تبدو مستحيلة التحقق، لعدة اعتبارات".

ومن هذه الاعتبارات، وفق ما يقول الدجني لموقع "الحرة": "جغرافية وطبوغرافية غزة، مساحتها المحددة بـ 365 كيلومتر مربع. الكتلة الصماء من حيث المباني السكنية".

إضافة إلى أن "غزة تعتبر المنطقة الأكثر كثافة في العالم، وتوجد فيها شبكة أنفاق كبيرة"، ويتابع الدجني: "كل هذه العوامل قد تجعل من فكرة الاجتياح مسألة تكاد تكون مستحيلة".

"3 أسباب"

ومن المتوقع أن يكون الهجوم المحتمل أكبر عملية برية لإسرائيل منذ الحرب مع لبنان عام 2006، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأشارت نقلا عن 3 ضباط إسرائيليين إلى أن العملية ستكون الأولى التي تحاول فيها إسرائيل السيطرة على الأراضي والتمسك بها لفترة وجيزة على الأقل، منذ الحرب مع غزة في عام 2008.

وعندما شنت "حماس" هجومها الذي أودى بحياة 1400 شخص في السابع من أكتوبر نشأ اقتراح بين قادة الجيش الإسرائيلي بدخول غزة على الفور تقريبا، وكان من المتوقع أن يبدأ التوغل البري في غضون أيام قليلة.

ومع ذلك، تقول صحيفة "جيروزاليم بوست" في تقرير لها، نشر الأحد، إن "أسباب الغزو في ذلك الوقت سرعان ما أصبحت بالية. ومع تأخيره أكثر، يتم طرح مجموعة متنوعة من الأسباب حول سبب حدوث ذلك".

وقسّمت الصحيفة الأسباب إلى 3، الأول يتمثل بغياب الاستعدادات العسكرية في الأسبوع الأول من الحرب، والثاني بمحاولة "الجيش الإسرائيلي إتاحة المزيد من الوقت لإخلاء سكان غزة"، وهو ما طالب به خلال الأيام الماضية ولأكثر من مرة. 

أما السبب الثالث، الذي تراه الصحيفة "الأكثر حسما"، ينحصر بفكرة أنه "كلما زادت هجمات القوات الجوية الإسرائيلية، كلما قلت خسائر قوات الدفاع الإسرائيلية بمجرد دخولها إلى الأرض".

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية في تحليلها أن "قدرة حماس على الحفاظ على مستوى معين من القتال لن تتوقف دون غزو بري طويل".

وأضافت: "سواء كانت القوة الدافعة هنا وراء التأخير هي الخوف السياسي أو الشعور الحقيقي بالذنب إزاء الأمر بقتل عدد كبير من القوات الشابة، فإن هذا التخوف لا يمكن أن يبرر المزيد من تأخير الغزو".

"لن يكون نزهة"

وهناك كثير من المعطيات التي تقف وراء تأخير الهجوم البري، كما يقول الخبير الاسترتيجي والباحث غير المقيم في معهد "ستيمسون" في واشنطن، عامر السبايلة.

وعلى رأس هذه المعطيات أن "الهجوم البري سيكون نقطة فاصلة، ولا يمكن اعتباره نزهة، وإسرائيل تعرف ذلك".

وكانت إسرائيل قد حصلت، خلال الأيام الماضية "على ضوء أخضر في فكرة اجتثاث حماس، لكن تواجه ضغوطات حقيقية في القصف الجوي الذي تستخدمه، إذ تعمّق من خلاله الأزمة الإنسانية، وتدفع الفلسطينيين للخروج، وبالتالي تواجههم مع حماس".

ويضيف السبايلة لموقع "الحرة" أن "إسرائيل تسعى لتعميق الأزمة في الداخل، بضرب البنية التحتية وخلق واقع صعب، وبالتالي غير معنية بتسريع الهجوم، لأنه سيقوده إلى ضغوطات وأخطاء كبيرة".

ولا تخرج هذه "الأخطاء"، حسب تعبير الباحث بأن "الجميع يعلم أن نقطة حماس القوية هي في المواجهة المباشرة، والمفاجآت التي تحضر لها في مثل هذا السيناريو".

ويشير المحلل الإسرائيلي عليما إلى كلمات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ظهر الثلاثاء بأنه "سيتم التشاور مع المستوى السياسي، لاختيار التوقيت المناسب وطابع المعركة القادم".

ويقول عليما: "يبدو لي أنه في الظروف الراهنة قد يكون صعبا أو شبه المستحيل بالنسبة لنتانياهو عدم اتخاذ القرار، وخاصة أن الجمهور الإسرائيلي يتطلع لهذا الاجتياح وكذلك القيادة العسكرية".

ويبدو للمحل السياسي أيضا أن "نتانياهو يريد إعطاء مهلة للتشاور مع الطرف الأميركي، لكن في هذه المرحلة على الأقل لن يكون ضد اتخاذ قرار الهجوم".

"هدف لا يمكن التراجع عنه"

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أن هدفه النهائي من العملية البرية يتمثل في القضاء على الوجود السياسي والعسكري لقيادة "حماس"، لكن لم يخض كثيرا للإجابة عن أسئلة سلطت الضوء عليها تقارير غربية، من بينها لصحيفة "واشنطن بوست".

وقالت الصحيفة، الاثنين، إن تساؤل: "ما مصير غزة وحماس والمنطقة ككل بعد التوغل البري الذي أعلنت إسرائيل عزمها القيام به؟" يشغل بال الإدارة الأميركية حاليا، لدرجة دفعتها لطرحه على إسرائيل خلال الاجتماعات المشتركة.

ويعتقد المسؤول السابق في "البنتاغون"، دي روش أن "الهدف الإسرائيلي يذهب إلى تدمير القدرة العسكرية لحماس، بغض النظر عما يحدث، وبغض النظر عن آراء الناس عبر نطاق الرأي العام الإسرائيلي".

ويتابع: "إذ لا يمكن أن يكون هناك حادث آخر مثل الذي رأيناه في المذبحة التي سقط على إثرها أكثر من 1000 مدني إسرائيلي، وتم اختطاف رجال ونساء وأطفال إسرائيليين ونقلهم كرهائن إلى غزة".

ووفقا للحسابات الإسرائيلية، كما يوضح دي روش فإنهم "سيدمرون القدرة العسكرية لحماس، ويضمنون أن القادة المستقبليين في غزة لن يفكروا مرة أخرى في مثل هذا العمل، لأن أصداءه كانت كبيرة جدا في جميع أنحاء المجتمع الإسرائيلي ويشكل تهديدا مباشرا للإسرائيليين والدولة الإسرائيلية".

من جانبه يعتقد الباحث السبايلة أن "إسرائيل ستواصل قصفها الجوي، إذا لم ترتفع كلفته سياسيا"، وأنها "لن تكون في عجلة، إلا أن تتأكد أن سيناريو الاجتياح ولو بشكل جزئي ناجح وسيعيد لها الاعتبار".

ويضيف المحلل الإسرائلي، يوآف شتيرن أن "إسرائيل تحاول الآن أن تستغل كل الاتصالات الممكنة لإطلاق سراح أكبر عدد من المختطفين والرهائن"، وأن "هذا هو السبب الرئيسي لتأخير الهجوم".

وعندما يتم على الأرض "سيشمل التوغل البري استهداف الأنفاق التابعة لحماس، وبعد ذلك الوصول للمختطفين الإسرائيليين"، ويشير شتيرن إلى أن "إسرائيل في الوقت الحالي تحاول أن تسمع نصائح الولايات المتحدة، والاتصالات التي تتم مع قطر، ليتم إطلاق أكبر عدد ممكن من الرهائن".

لكن أستاذ العلوم السياسية، حسام الدجني يقول إنه "وفي حال نجح هجوم إسرائيل في غزة عبر دمار كامل، فإن انعكاسات ذلك ستكون كبيرة على الداخل الإسرائيلي، اقتصاديا وأمنيا وعسكريا".

وفي حال نجح أيضا "ستواجهها معضلة تتعلق بمن سيحكم غزة، ولاسيما أن إسرائيل سنّت قانون القومية سابقا، الذي ينص على طرد فلسطينيي الـ48 من الداخل"، وفق تعبير أستاذ العلوم السياسية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی الهجوم البری تأخیر الهجوم إطلاق سراح لا یمکن إلى أن

إقرأ أيضاً:

WP: كم هو الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه غزة بعد تهديدات ترامب؟

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والتي قال فيها: "إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين في أسر حماس في غزة بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه، فسيكون هناك ثمنا باهظا يُدفع".

وأشارت الصحيفة إلى أنه في المحصلة دمرت أكثر من 15 شهرا من الحرب المتواصلة الأراضي الفلسطينية، ودمرت الكثير من بنيتها التحتية المدنية وأفقرت مليوني شخص، منوهة إلى أن الاعتقاد السائد أن هناك 100 أسير إسرائيلي متبقي في غزة، وثلثهم قد ماتوا، لكن لا تزال جثثهم محتجزة لدى "حماس".

وذكرت أن محادثات وقف إطلاق النار انتعشت هذه الأيام قبيل تنصيب ترامب في البيت الأبيض، وأجرى مبعوثه إلى الشرق الأوسط تسيف ويتكوف مباحثات حول الصفقة، ما أدى إلى إحراز تقدم كبير.

ماذا لو يتم التوصل إلى اتفاق؟
وتساءلت الصحيفة: "ماذا لو لم يتم التوصل إلى اتفاق كبير؟"، مؤكدة أن "إعلان ترامب الأسبوع الماضي بأن الجحيم سوف يندلع في الشرق الأوسط، يثير تساؤلات حول الأدوات الفعلية التي يمتلكها".

وكما كتب مايكل كوبلو من منتدى السياسة الإسرائيلية في مقال مؤخرا، فإن الرئيس الذي خاض حملته الانتخابية على أساس سحب الجنود الأمريكيين من الشرق الأوسط من غير المرجح أن ينشر المزيد من القوات الأمريكية في مناطق الحرب هناك، ولن تحقق حملة القصف الأمريكية نتائج مختلفة عن تلك التي حققتها أصلا أشهر من القصف الإسرائيلي.



وقد تخفف إدارة ترامب القيود القليلة التي فرضتها الولايات المتحدة على النشاط العسكري الإسرائيلي، ولكن كما أشار كوبلو، فإن إسرائيل لم تقم بحربها وهي ترتدي قفازات الأطفال. والخيار الآخر المتاح أمام ترامب هو دعم ما طالب به عدد كبير من الساسة الإسرائيليين اليمينيين منذ فترة طويلة ــ أي فرض المزيد من القيود أو حتى وقف المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى الأراضي التي مزقتها الحرب تماما. ولكن مثل هذه الخطوة تخاطر بتداعيات دولية ضخمة، ولا يوجد سوى القليل من الأدلة التي تشير إلى أن حماس سوف تخفف من مواقفها مع معاناة المزيد من المدنيين الفلسطينيين.

كتب كوبلو: "إن عبارة "سيدفع ثمنا باهظا" مقنعة وجذابة، ولكن ما تعنيه هذه العبارة مهم حقا إذا قررت حماس أن ترامب يخادع. إذا قررت حماس تجريب مدى جدية ترامت واتضح أنه ليس لديه استراتيجية لإجبارها على الدفع، فلن يكون الخطاب العدواني بلا ثمن. بل إنه سوف يأتي بنتائج عكسية ويجعل إطلاق سراح الأسرى أكثر صعوبة".

هناك حواجب مقطبة داخل الدوائر الأمنية الإسرائيلية أيضا. قال مصدر أمني إسرائيلي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، لموقع "المونيتور"، وهو موقع إخباري يركز على الشرق الأوسط: "نحن لا نعرف حقا ماذا يعني الرئيس المنتخب. من الصعب أن نرى أي تهديد يمكن استخدامه ضد حماس الآن بعد القضاء على قيادتها بالكامل تقريبا وقتل عشرات الآلاف من مقاتليها".

حكومة بديلة في غزة
وأشار يوآف ليمور، المراسل العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم" إلى أن التقدم الحقيقي في إنهاء الحرب لن يحدث إلا بعد أن يواجه نتنياهو الترتيبات السياسية في المنطقة التي تجنبها لفترة طويلة لإرضاء حلفائه من اليمين المتطرف. وكتب ليمور: "الحل الوحيد هو حكومة بديلة في قطاع غزة تكون مسؤولة عن القضايا المدنية وتترك لإسرائيل مسؤولية الأمن. لقد امتنعت إسرائيل باستمرار عن الترويج لهذا الحل في محاولة للحفاظ على الائتلاف سليما".

ويقول الكاتب إن بؤس الفلسطينيين العاديين في غزة لا يمكن إنكاره. يبدو أن حوادث الإصابات الجماعية تحدث أسبوعيا وسط القصف الإسرائيلي. وفي حين يسخر المسؤولون الإسرائيليون وأنصارهم من أعداد القتلى التي أحصتها السلطات الصحية المحلية في غزة، وجد تحليل إحصائي تمت مراجعته من قبل أقران في المجلة الطبية البريطانية "لانسيت" أن عدد القتلى في القطاع في الأشهر التسعة الأولى من الحرب ربما كان أقل من العدد الحقيقي بأكثر من الثلث. ولا يزال عدد كبير من الجثث تحت أنقاض الأحياء المدمرة في غزة.


وقد قدر الباحثون، الذين ضموا أكاديميين من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي وجامعة ييل، أن هناك 64,260 حالة وفاة بسبب "الإصابات المؤلمة" خلال تلك الفترة، وهو ما يزيد بنحو 41% عن العدد الرسمي من قبل السلطات الصحية المحلية.

وكان ما يقرب من 60% من القتلى من النساء والأطفال والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما. ولم يقدم الباحثون تقديرا للمقاتلين الفلسطينيين بين القتلى.

وعندما لا يواجهون القصف الإسرائيلي، يستسلم عدد متزايد من الفلسطينيين، وخاصة الأطفال، لبرد الشتاء القاسي. وقد أدت القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية والافتقار إلى المأوى المناسب لآلاف الأسر النازحة عدة مرات بسبب القتال إلى وفاة الرضع في الخيام، وآباؤهم عاجزون عن حمايتهم.

مقالات مشابهة

  • لماذا يرفض الاحتلال الإسرائيلي مناقشة اليوم التالي في قطاع غزة؟
  • WP: ما هو الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه غزة بعد تهديدات ترامب؟
  • WP: كم هو الثمن الباهظ الذي يمكن أن تدفعه غزة بعد تهديدات ترامب؟
  • سيناريوهات ما سيحدث في لبنان بعد انتهاء الهدنة مع إسرائيل.. تفاصيل
  • الكهرباء تكشف حجم الأضرار بسد مروي بعد هجوم الدعم السريع فجرا
  • هجوم خامس على (ترومان) في أقل من شهر
  • لماذا يدين المؤرخون الأمريكيون «إبادة إسرائيل للمدارس»؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلب من سكان مخيم النصيرات شمالي قطاع غزة إخلاء المكان قبل هجوم وشيك
  • هجوم إلكتروني من قراصنة مؤيدين لروسيا يعطل مواقع حكومية في إيطاليا
  • هجوم على إمام مسجد في إسطنبول