كيف ترى إسرائيل فلسطين بلا فلسطينيين
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
بعثت زيارة بايدن وسوناك الأخيرة إلى إسرائيل برسالة صارمة ضد تدخل الدول الإسلامية، ولكن كما يقول المثل “أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد” و”يضحك كثيراً من يضحك أخيراً”.
كيف يمكن وصف الشراسة والخبث والنذالة؟ إن ما يجعل رد فعل إسرائيل على هذا الهجوم على المستوطنين المحتلين الإسرائيليين شرساً للغاية، هو على الأرجح التداعيات السياسية للانهيار الأمني الذي وقع ليلة السبت التي لا تُنسى.
ففي تلك الليلة، نام حرس الحدود الإسرائيليون وانهارت القبة الحديدية وأثبتت القوات المسلحة للمستوطنين أنها لم تكن فعالة إلا ضد الأطفال الفلسطينيين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة، لذلك تمكنت حماس من مهاجمتهم واحتجاز أعداد كبيرة من الرهائن. لكن في تلك الليلة أيضاً، انهارت الصورة الجبارة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائد القوات الخاصة في الموساد.
إن السيل المستمر من التغطية الإعلامية لوضع الرهائن الذي لم يتم حله في غزة، والروايات الجديدة عن الفظائع التي حدثت في تلك الليلة الرهيبة في مجتمعات المستوطنات على طول حدود غزة، توضح شيئاُ واحداً لسياسيٍ محنك مثل نتنياهو ألا وهو أن الانتخابات الأحدث قد تكون الانتخابات الأخيرة التي شارك فيها هو وحزبه الليكود. لذا، عليه أن يفعل شيئاً لم يُسمع به من قبل، مثل تقليص عدد الفلسطينيين في غزة وضم نصفها إلى إسرائيل.
ولا أرى ذرة من الحقيقة في حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الفارغ، عن المراحل الثلاث المخطط لها للحرب ضد حماس، وتخلي إسرائيل عن مسؤوليتها عن غزة! وقد يقول بعد عام من الآن إن الواقع الأمني الجديد يجب أن يستمر إلى ما لا نهاية.
ازدواجية المعايير في الإعلام الغربي
لقد مر أكثر من أسبوعين، لكن هيئة الإذاعة البريطانية ووسائل الإعلام الأمريكية تواصل بث ونشر قصص فرق الإنقاذ التي تنتشل جثثاً “أقدامها عارية ومقيدة بأسلاك معدنية” من تحت الأنقاض. القصص المزينة بعناية بتحذيرات مثل “قد يجد بعض المشاهدين/القراء تفاصيل في هذا الفيديو/المقالة مؤلمة” تجعلك ترتعش حتى قبل أن تبدأ في القراءة أو المشاهدة.
ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية، قال أحد عمال الإنقاذ إنه تم العثور على جثث أكثر من 20 طفلاً في المستوطنة اليهودية، لكن هيئة الإذاعة البريطانية لم تعلن عن مقتل 200 طفل في قصف مستشفى واحد.
لا، لن أسأل عما كانت تفعله مجتمعات المستوطنات الحدودية تلك على أراضي الفلسطينيين المسروقة. ولماذا كانوا محميين من قبل الجيش الإسرائيلي ليلاً ونهاراً؟ وضد من؟ لا، لقد فات زمن مناقشة القضايا الناجمة عن التوسع التدريجي للسرقة التي نسميها اليوم إسرائيل. الآن هو الوقت المناسب لكي ندرك مهمة الرئيس الأمريكي جو بايدن: إرسال 100 مليار دولار أخرى لمساعدة توسع آخر لإسرائيل في سرقة نصف قطاع غزة. وكلما صور الوضع الذي خلقته “هجمات حماس الإرهابية التي قتلت أكثر من 1400 مدني… وعشرات الأبرياء من الرضع إلى المسنين والأجداد والإسرائيليين… والأميركيين الذين أخذوا كرهائن”، بشكل أكثر دراماتيكية، تمكن بشكل أفضل من “ملاحقة كل شخص” لا يدعم إسرائيل فيما يسميه “نقطة انعطاف” في تاريخ البلاد.
لقد أبقى بايدن المحافظين الجدد في عهد بوش في فريقه للسياسة الخارجية والأمن دون سبب. وكانت إسرائيل وأوكرانيا بالنسبة لهم، “تخوضان صراعات وجودية” ليس من أجل نفسيهما، بل من أجل تغيير الواقع الوجودي لروسيا والصين.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس الأمريكي يربط بين الصراعين الإسرائيلي والأوكراني بحجة الدور العالمي لأمريكا. نعم، هذا صحيح: تلك المعارك الوجودية ستمهد الطريق إلى بكين عبر موسكو. ويشير كاتب رأي في شبكة سي إن إن أيضاً إلى أن “حروب أوكرانيا وإسرائيل ليست حاسمةً لوجودهما فحسب، بل لأمن كل أمريكي”.
ليس لأن صواريخ حماس سوف تصل إلى أوهايو، بل لأنها قد تؤخر بناء “إسرائيل الكبرى”، أو على الأقل دولة صديقة تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى آسيا الوسطى. وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الذي هرع أيضاً إلى إسرائيل، إن بلاده تدعم تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وملاحقة حماس.
إعادة صياغة الدفاع عن النفس
بالنسبة لبايدن وسوناك وقادة الإمبريالية الرأسمالية، لم يتم تطبيق مفهوم “الدفاع عن النفس” أبداً على الكفاح الوجودي للفلسطينيين. ولم يسأل البريطانيون أصحاب الأرض عندما نشروا وعد بلفور بإنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين”. لقد وضع البريطانيون الإمبراطورية العثمانية، التي تنتمي إليها هذه الأراضي قانونياً، في موقف لم يكن بوسعها الاعتراض على إنشائها بل التصفيق لها. ولا داعي لتكرار التاريخ المؤسف للمنطقة والحافل بالخيانات والغدر. فهل ينبغي لخطة تقسيم عام 1947 التي أصدرتها عصبة الأمم آنذاك، والتي تصورت تقسيم فلسطين إلى 3 أجزاء دولة يهودية ودولة عربية ومدينة القدس، وقرارات مماثلة للأمم المتحدة عام 1967، أن تفعل ذلك؟
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا إسرائيل تهجير الفلسطينيين فلسطين
إقرأ أيضاً:
استشهاد 9 فلسطينيين في غارة إسرائيلية على بيت لاهيا بشمال غزة
غزة- غرفة الأخبار
قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن تسعة فلسطينيين على الأقل استشهدوا، بينهم صحفيان محليان، وأصيب آخرون اليوم السبت في غارة جوية إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشارك فيه قيادات من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في محادثات وقف إطلاق النار في غزة مع وسطاء في القاهرة.
وذكر مسؤولون بقطاع الصحة لرويترز أن عددا من الأشخاص أصيبوا بجروح بالغة إثر استهداف الغارة لسيارة، مع وجود إصابات داخل السيارة وخارجها.
وقال شهود وزملاء للصحفيين إن ركاب السيارة كانوا في مهمة لجمعية خيرية تُدعى "مؤسسة الخير" في بيت لاهيا، وكان يرافقهم صحفيون ومصورون عندما استهدفتهم الغارة. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن من بين الشهداء ثلاثة صحفيين محليين على الأقل.
وتسلط هذه الواقعة الضوء على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير والذي أوقف قتالا واسع النطاق في قطاع غزة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن العشرات استُشهدوا بنيران إسرائيلية رغم الاتفاق.
ومنذ انتهاء المرحلة الأولى المؤقتة من وقف إطلاق النار في الثاني من مارس، ترفض إسرائيل البدء في المرحلة الثانية من المحادثات، والتي ستتطلب منها التفاوض على إنهاء دائم للحرب، وهو المطلب الرئيسي لحركة حماس.
وتزامنت هذه الغارة مع زيارة خليل الحية، القيادي البارز في حماس، إلى القاهرة لإجراء المزيد من محادثات وقف إطلاق النار بهدف حل نزاعات مع إسرائيل قد تُنذر باستئناف القتال في القطاع.
وأعلنت حماس أمس الجمعة موافقتها على إطلاق سراح مواطن أمريكي إسرائيلي إذا بدأت إسرائيل المرحلة التالية من محادثات وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب بشكل دائم، لكن إسرائيل رفضت العرض ووصفته بأنه "حرب نفسية".
وقالت حماس إنها عرضت الإفراج عن إيدان ألكسندر (21 عاما) من ولاية نيوجيرزي الأمريكية والمجند في الجيش الإسرائيلي بعد تلقيها اقتراحا من الوسطاء لإجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وتقول إسرائيل إنها تريد تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وهو اقتراح أيده المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف. لكن حماس قالت إنها لن تستأنف إطلاق سراح الرهائن إلا مع بدء المرحلة الثانية.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على القطاع تسببت منذ ذلك الحين في استشهاد أكثر من 48 ألف فلسطيني وحولت أغلبه إلى حطام. وأدى ذلك إلى اتهامات بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب وهو ما تنفيه إسرائيل.