وصل فخامة الرئيس يون سوك يول رئيس جمهورية كوريا الصديقة، إلى الدوحة أمس، في زيارة دولة للبلاد.
وكان في استقبال فخامته والوفد المرافق له، لدى وصوله مطار حمد الدولي، سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية، وسعادة السيد خالد بن إبراهيم الحمر سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا، وسعادة السيد جون هو لي سفير جمهورية كوريا لدى الدولة.


وشدد فخامة الرئيس يون على أهمية أن تقوم كل من كوريا ودولة قطر بتطوير علاقتهما الثنائية في هذه المرحلة، وفتح الأفق لمستقبل أكثر إشراقا بناء على ما حققه البلدان على مدى العقود الخمسة الماضية.
وقال فخامته في حوار لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: «إن كوني أول رئيس كوري يقوم بزيارة دولة إلى دولة قطر، لهو حقا ذو دلالة، وآمل فعلا أن تكون هذه الزيارة بمثابة فرصة للارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى مستوى جديد».
وأضاف أنه سيجري مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مناقشات معمقة حول كيفية تشكيل العلاقات بين البلدين للسنوات الخمسين المقبلة.
وأشار فخامة رئيس كوريا إلى أن جمهورية كوريا ودولة قطر ستحتفلان العام المقبل بالذكرى الخمسين لتأسيس علاقتهما الدبلوماسية، وإنه على مدار نصف القرن الماضي، واصل البلدان العمل معا، حيث ساهم كل بلد منهما في تقدم وازدهار البلد الآخر بطريقة مثالية، وخاصة في قطاعي الطاقة والبناء.
ونوه بأن قطر تعد ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال لكوريا، وقد وفر وجود مثل هذا المصدر المستقر للطاقة دعامة موثوقة، ساعدت كوريا في الحفاظ على أمن الطاقة لديها وسط إعادة هيكلة سلاسل التوريد العالمية.
وأضاف أنه على مدار الخمسين سنة الماضية، شاركت كوريا في حوالي 130 مشروع بناء داخل قطر، ومن أبرزها مشاركة الشركات الكورية في بناء متحف قطر الوطني وأبراج لوسيل بلازا وغيرها من المعالم التي أصبحت رمزا للصداقة والتعاون بين البلدين.
وأكد في هذا الإطار أنه ينبغي للبلدين في هذه المرحلة فتح الأفق لمستقبل أكثر إشراقا بناء على ما حققاه على مدى العقود الخمسة الماضية.
ولفت إلى أنه «لهذا السبب، تعتزم الحكومة الكورية توسيع نطاق التعاون بين بلدينا، والانتقال إلى ما هو أبعد من مجالات الطاقة والبناء ليشمل أيضا الاستثمار والصناعات الدفاعية والزراعة والثقافة والتبادلات الشعبية، وسنعمل أيضا على الدفع باتجاه برامج التعاون التي ستجلب المزيد من الفوائد الملموسة لشعبي البلدين. وتحقيقا لهذه الغاية، سنعمل على تعزيز نطاق أوسع من قنوات الاتصال الإستراتيجي».
وقال فخامة الرئيس يون سوك يول إن دولة قطر تعمل على تقوية دورها ومساهمتها في تعزيز السلام الإقليمي، وتعمل كوريا على توسيع آفاقها الدبلوماسية، كي تصبح «دولة محورية عالمية»، ولتحقيق هذه الأهداف، أعرب عن تطلعه إلى أن يعمل البلدان معا بشكل أوثق على الساحتين الإقليمية والدولية لتحقيق هذه الأهداف.
وفي الوقت الذي أكد على أهمية زيارته للدوحة للارتقاء بالعلاقات الثنائية، أشاد فخامة رئيس كوريا بالطريقة التي تبرز بها قطر كدولة متقدمة من خلال «رؤية قطر الوطنية 2030» تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وقال «أتطلع إلى فهم أعمق لجهود قطر في تحقيق التنمية الوطنية من خلال هذه الزيارة، التي هي بالإضافة إلى ذلك ستكون فرصة لاستكشاف السبل التي يمكن لكوريا من خلالها المساهمة والتعاون في عملية التنمية في قطر».
وعبر عن الاعتقاد بأن كوريا وقطر بحاجة إلى وضع هدف طويل المدى لتطوير علاقاتهما الثنائية وإيجاد طرق إستراتيجية للعمل معا وفقا لذلك.
وفي المجال الاقتصادي، أعرب فخامة الرئيس يون سوك يول رئيس جمهورية كوريا، عن رغبته في تعاون متزايد في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار والصناعات الدفاعية والزراعة، مشيرا إلى أن تواجد مجموعة من قادة الأعمال الكوريين معه في هذه الزيارة سيكون فرصة للاجتماع مع نظرائهم القطريين لمناقشة المشاريع المشتركة وصياغتها.
كما أشار إلى أن زيارته للدوحة التي تتزامن مع فعاليات معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، تعد فرصة أيضا للإشادة بنجاح قطر في استضافة حدث دولي مهم آخر بعد بطولة كأس العالم العام الماضي، مؤكدا ثقته بأن قطر ستضطلع بالمزيد من الأدوار على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقال فخامة الرئيس الكوري إنه بمناسبة زيارته لدولة قطر فإنه يتطلع لمناقشة كيفية تعزيز التعاون على الساحة الدولية.
وعن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أوضح فخامة رئيس كوريا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ازداد، حيث كان أقل من 4 ملايين دولار أمريكي فقط في عام 1974، عند إقامة العلاقات الدبلوماسية، ليصل إلى 17.1 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، حتى خلال الانكماش الاقتصادي العالمي في خضم انتشار فيروس كورونا (COVID-19).
وقال «حتى الآن، كانت قطر تقوم بتزويد كوريا بشكل ثابت بالطاقة مثل الغاز والنفط الخام، وكانت كوريا تساهم في تأسيس القاعدة الصناعية في قطر مثل محطة لتحلية المياه بالدورة المركبة، ونتيجة لذلك، أصبح بلدانا شريكين موثوقين في النمو الاقتصادي والتنمية الصناعية لكل منهما».
وأضاف «خلال زيارة الدولة التي أقوم بها، يرافقني وفد من القادة من حوالي 60 شركة كورية متخصصة في مختلف الصناعات الناشئة، مثل التكنولوجيا الرقمية والصحة الحيوية والزراعة الذكية والمحتوى الثقافي».
وبين فخامته أن التعاون الثنائي تركز بشكل رئيسي على مجالات الطاقة والبناء حتى الآن، ومن الضروري، في السنوات الخمسين المقبلة، أن يعمل البلدان على توسيع نطاق التعاون بحيث يشمل صناعات التكنولوجيا المتقدمة التي تتداخل فيها إستراتيجيات التنمية الصناعية في كل من البلدين.
وشدد فخامة الرئيس يون سوك يول على أهمية تعزيز التفاهم والصداقة بين الشعبين الكوري والقطري، معتبرا ذلك أساسا جوهريا للنمو المستقر للعلاقات الثنائية.
وقال إن التبادلات الثقافية والشعبية بين البلدين عميقة الجذور، وهناك إمكانات هائلة لتحقيق المزيد من التقدم.
وأضاف «منذ أواخر السبعينيات، كان مدربو التايكوندو الكوريون يقومون بالتدريس في قطر، وأعتقد أن هذه التبادلات المبكرة أصبحت أساسا لا يقدر بثمن لتعزيز العلاقات بين بلدينا، ومن المشجع حقا أن نرى أنه كان اهتمام كل شعب من شعبينا ببلد الشعب الآخر يتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة».
وأوضح «لقد نما إلى علمي أن هناك اهتماما متزايدا بالثقافة الكورية في قطر، وخاصة بين الأجيال الشابة، وأن بعض الجامعات تقدم أيضا دورات في اللغة الكورية».
ولفت إلى أن الاهتمام بقطر قد زاد بشكل ملحوظ في كوريا أيضا بعد استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم العام الماضي، مشيرا إلى أن المغنيين الكوري والقطري المشهورين كانا على المسرح معا في حفل افتتاح كأس العالم مما أتاح فرصة عظيمة لتعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين. وأشار إلى أن «الاهتمام المتزايد ببعضنا البعض يؤدي إلى تفاعلات حيوية بين شعبينا، فسوف تتبع ذلك علاقات ثنائية أوثق بين البلدين».
كما اعتبر فخامته أن التوقيع على اتفاقية الإعفاء من التأشيرة بين البلدين في العام الماضي، أدى إلى تقوية القاعدة المؤسسية للتبادلات الشعبية، حيث ستسعى الحكومة الكورية وبشكل فعال إلى استكشاف سبل توسيع التعاون في مجالات التعليم والثقافة والسياحة مع قطر».
كما عبر عن اعتقاده بأن الفهم المتزايد للشعب الكوري لثقافة الإسلام وتاريخه سيساعد على تعزيز روابط الصداقة بين البلدين، وقال «سنواصل جهودنا حتى تتمكن أعداد أكثر من الكوريين من تجربة وفهم الثقافة والتراث الثقافي الإسلامي على نطاق أوسع».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر رئيس كوريا يون سوك يول جمهوریة کوریا العام الماضی بین البلدین رئیس کوریا دولة قطر إلى أن فی قطر

إقرأ أيضاً:

كوريا الجنوبية تغرم شركة ميتا 15 مليون دولار بسبب جمع معلومات غير قانونية عن مستخدمي فيسبوك

نوفمبر 5, 2024آخر تحديث: نوفمبر 5, 2024

المستقلة/- فرضت هيئة مراقبة الخصوصية في كوريا الجنوبية يوم الثلاثاء غرامة قدرها 21.6 مليار وون (15 مليون دولار) على شركة التواصل الاجتماعي ميتا لجمع معلومات شخصية حساسة بشكل غير قانوني من مستخدمي فيسبوك، بما في ذلك البيانات حول آرائهم السياسية وتوجهاتهم الجنسية، ومشاركتها مع آلاف المعلنين.

كانت هذه هي أحدث سلسلة من العقوبات ضد ميتا من قبل السلطات الكورية الجنوبية في السنوات الأخيرة حيث تزيد من تدقيقها في كيفية تعامل الشركة، التي تمتلك أيضًا أنستغرام و واتساب، مع المعلومات الخاصة.

بعد تحقيق استمر أربع سنوات، خلصت لجنة حماية المعلومات الشخصية في كوريا الجنوبية إلى أن ميتا جمعت بشكل غير قانوني معلومات حساسة حول حوالي 980.000 مستخدم لفيسبوك، بما في ذلك دينهم وآرائهم السياسية وما إذا كانوا في اتحادات من نفس الجنس، من يوليو 2018 إلى مارس 2022.

وقالت إن الشركة شاركت البيانات مع حوالي 4000 معلن.

يوفر قانون الخصوصية في كوريا الجنوبية حماية صارمة للمعلومات المتعلقة بالمعتقدات الشخصية والآراء السياسية والسلوك الجنسي، ويمنع الشركات من معالجة أو استخدام مثل هذه البيانات دون موافقة محددة من الشخص المعني.

وقالت اللجنة إن شركة ميتا جمعت معلومات حساسة من خلال تحليل الصفحات التي أعجب بها مستخدمو فيسبوك أو الإعلانات التي نقروا عليها.

وقال لي أون جونج، أحد مديري اللجنة الذي قاد التحقيق في شركة ميتا، إن الشركة صنفت الإعلانات لتحديد المستخدمين المهتمين بموضوعات مثل الديانات المحددة وقضايا المثليين والمتحولين جنسياً والقضايا المتعلقة بالهاربين من كوريا الشمالية.

وقال لي: “بينما جمعت ميتا هذه المعلومات الحساسة واستخدمتها لخدمات فردية، إلا أنها لم تذكر هذا الاستخدام إلا بشكل غامض في سياسة البيانات الخاصة بها ولم تحصل على موافقة محددة”.

وقال لي أيضًا إن ميتا عرضت خصوصية مستخدمي فيسبوك للخطر من خلال الفشل في تنفيذ تدابير أمنية أساسية مثل إزالة أو حظر الصفحات غير النشطة. ونتيجة لذلك، تمكن المتسللون من استخدام الصفحات غير النشطة لتزوير الهويات وطلب إعادة تعيين كلمات المرور لحسابات مستخدمي فيسبوك الآخرين. وقال لي إن ميتا وافقت على هذه الطلبات دون التحقق المناسب، مما أدى إلى حدوث خروقات للبيانات أثرت على ما لا يقل عن 10 من مستخدمي فيسبوك الكوريين الجنوبيين.

في سبتمبر/أيلول، فرضت الجهات التنظيمية الأوروبية غرامات على شركة ميتا تجاوزت 100 مليون دولار بسبب ثغرة أمنية حدثت في عام 2019، حيث تم الكشف مؤقتًا عن كلمات مرور المستخدمين في شكل غير مشفر.

وقال مكتب ميتا في كوريا الجنوبية إنه “سيراجع بعناية” قرار اللجنة، لكنه لم يقدم المزيد من التعليقات على الفور.

في عام 2022، فرضت اللجنة غرامة على جوجل وميتا مجتمعتين بلغت 100 مليار وون (72 مليون دولار) لتتبع سلوك المستهلكين عبر الإنترنت دون موافقتهم واستخدام بياناتهم للإعلانات المستهدفة، في أكبر عقوبات يتم فرضها على الإطلاق في كوريا الجنوبية لانتهاكات قانون الخصوصية.

وقالت اللجنة آنذاك إن الشركتين لم تبلغا المستخدمين بوضوح أو تحصلا على موافقتهم على جمع البيانات عنهم أثناء استخدامهم لمواقع أو خدمات أخرى خارج منصاتهما الخاصة. وأمرت الشركتين بتوفير عملية موافقة “سهلة وواضحة” لمنح الأشخاص مزيدًا من التحكم فيما إذا كانوا سيشاركون المعلومات حول ما يفعلونه عبر الإنترنت.

كما فرضت اللجنة على شركة ميتا غرامة قدرها 6.7 مليار وون (4.8 مليون دولار) في عام 2020 لتقديمها معلومات شخصية عن مستخدمي itsx إلى أطراف ثالثة دون موافقة.

مقالات مشابهة

  • طحنون بن زايد: الابتكار ركن أساسي لمستقبل أكثر ازدهاراً
  • فرنسا: لا علم لنا بأي قيود جزائرية على التجارة بين البلدين
  • زيلينسكي: كوريا الشمالية "تحارب في أوروبا"
  • السفير الأمريكي السابق بالرباط : مستقبل العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة أصبح أكثر إشراقاً بعد عودة ترامب
  • مدبولي يستقبل رئيس جمهورية إستونيا لمناقشة تعزيز العلاقات الثنائية
  • رئيس الجمهورية يهنئ نظيره الأمريكي “ترامب” بمناسبة إنتخابه
  • كلمة الرئيس السيسي في مؤتمر صحفي مع رئيس إستونيا
  • رئيس إستونيا: زيارتي إلى مصر تستهدف خلق مزيد من الفرص بين الدولتين
  • كوريا الجنوبية تغرم شركة ميتا 15 مليون دولار بسبب جمع معلومات غير قانونية عن مستخدمي فيسبوك
  • كوريا الشمالية تبلغ الأمم المتحدة أنها تسرع برنامجها للأسلحة النووية