فرصة للارتقاء بالعلاقات الثنائية.. رئيس كوريا: زيارتي للدوحة تفتح الأفق لمستقبل أكثر إشراقاً
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
وصل فخامة الرئيس يون سوك يول رئيس جمهورية كوريا الصديقة، إلى الدوحة أمس، في زيارة دولة للبلاد.
وكان في استقبال فخامته والوفد المرافق له، لدى وصوله مطار حمد الدولي، سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية، وسعادة السيد خالد بن إبراهيم الحمر سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا، وسعادة السيد جون هو لي سفير جمهورية كوريا لدى الدولة.
وشدد فخامة الرئيس يون على أهمية أن تقوم كل من كوريا ودولة قطر بتطوير علاقتهما الثنائية في هذه المرحلة، وفتح الأفق لمستقبل أكثر إشراقا بناء على ما حققه البلدان على مدى العقود الخمسة الماضية.
وقال فخامته في حوار لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: «إن كوني أول رئيس كوري يقوم بزيارة دولة إلى دولة قطر، لهو حقا ذو دلالة، وآمل فعلا أن تكون هذه الزيارة بمثابة فرصة للارتقاء بعلاقاتنا الثنائية إلى مستوى جديد».
وأضاف أنه سيجري مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مناقشات معمقة حول كيفية تشكيل العلاقات بين البلدين للسنوات الخمسين المقبلة.
وأشار فخامة رئيس كوريا إلى أن جمهورية كوريا ودولة قطر ستحتفلان العام المقبل بالذكرى الخمسين لتأسيس علاقتهما الدبلوماسية، وإنه على مدار نصف القرن الماضي، واصل البلدان العمل معا، حيث ساهم كل بلد منهما في تقدم وازدهار البلد الآخر بطريقة مثالية، وخاصة في قطاعي الطاقة والبناء.
ونوه بأن قطر تعد ثاني أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال لكوريا، وقد وفر وجود مثل هذا المصدر المستقر للطاقة دعامة موثوقة، ساعدت كوريا في الحفاظ على أمن الطاقة لديها وسط إعادة هيكلة سلاسل التوريد العالمية.
وأضاف أنه على مدار الخمسين سنة الماضية، شاركت كوريا في حوالي 130 مشروع بناء داخل قطر، ومن أبرزها مشاركة الشركات الكورية في بناء متحف قطر الوطني وأبراج لوسيل بلازا وغيرها من المعالم التي أصبحت رمزا للصداقة والتعاون بين البلدين.
وأكد في هذا الإطار أنه ينبغي للبلدين في هذه المرحلة فتح الأفق لمستقبل أكثر إشراقا بناء على ما حققاه على مدى العقود الخمسة الماضية.
ولفت إلى أنه «لهذا السبب، تعتزم الحكومة الكورية توسيع نطاق التعاون بين بلدينا، والانتقال إلى ما هو أبعد من مجالات الطاقة والبناء ليشمل أيضا الاستثمار والصناعات الدفاعية والزراعة والثقافة والتبادلات الشعبية، وسنعمل أيضا على الدفع باتجاه برامج التعاون التي ستجلب المزيد من الفوائد الملموسة لشعبي البلدين. وتحقيقا لهذه الغاية، سنعمل على تعزيز نطاق أوسع من قنوات الاتصال الإستراتيجي».
وقال فخامة الرئيس يون سوك يول إن دولة قطر تعمل على تقوية دورها ومساهمتها في تعزيز السلام الإقليمي، وتعمل كوريا على توسيع آفاقها الدبلوماسية، كي تصبح «دولة محورية عالمية»، ولتحقيق هذه الأهداف، أعرب عن تطلعه إلى أن يعمل البلدان معا بشكل أوثق على الساحتين الإقليمية والدولية لتحقيق هذه الأهداف.
وفي الوقت الذي أكد على أهمية زيارته للدوحة للارتقاء بالعلاقات الثنائية، أشاد فخامة رئيس كوريا بالطريقة التي تبرز بها قطر كدولة متقدمة من خلال «رؤية قطر الوطنية 2030» تحت قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
وقال «أتطلع إلى فهم أعمق لجهود قطر في تحقيق التنمية الوطنية من خلال هذه الزيارة، التي هي بالإضافة إلى ذلك ستكون فرصة لاستكشاف السبل التي يمكن لكوريا من خلالها المساهمة والتعاون في عملية التنمية في قطر».
وعبر عن الاعتقاد بأن كوريا وقطر بحاجة إلى وضع هدف طويل المدى لتطوير علاقاتهما الثنائية وإيجاد طرق إستراتيجية للعمل معا وفقا لذلك.
وفي المجال الاقتصادي، أعرب فخامة الرئيس يون سوك يول رئيس جمهورية كوريا، عن رغبته في تعاون متزايد في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار والصناعات الدفاعية والزراعة، مشيرا إلى أن تواجد مجموعة من قادة الأعمال الكوريين معه في هذه الزيارة سيكون فرصة للاجتماع مع نظرائهم القطريين لمناقشة المشاريع المشتركة وصياغتها.
كما أشار إلى أن زيارته للدوحة التي تتزامن مع فعاليات معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، تعد فرصة أيضا للإشادة بنجاح قطر في استضافة حدث دولي مهم آخر بعد بطولة كأس العالم العام الماضي، مؤكدا ثقته بأن قطر ستضطلع بالمزيد من الأدوار على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقال فخامة الرئيس الكوري إنه بمناسبة زيارته لدولة قطر فإنه يتطلع لمناقشة كيفية تعزيز التعاون على الساحة الدولية.
وعن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، أوضح فخامة رئيس كوريا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ازداد، حيث كان أقل من 4 ملايين دولار أمريكي فقط في عام 1974، عند إقامة العلاقات الدبلوماسية، ليصل إلى 17.1 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، حتى خلال الانكماش الاقتصادي العالمي في خضم انتشار فيروس كورونا (COVID-19).
وقال «حتى الآن، كانت قطر تقوم بتزويد كوريا بشكل ثابت بالطاقة مثل الغاز والنفط الخام، وكانت كوريا تساهم في تأسيس القاعدة الصناعية في قطر مثل محطة لتحلية المياه بالدورة المركبة، ونتيجة لذلك، أصبح بلدانا شريكين موثوقين في النمو الاقتصادي والتنمية الصناعية لكل منهما».
وأضاف «خلال زيارة الدولة التي أقوم بها، يرافقني وفد من القادة من حوالي 60 شركة كورية متخصصة في مختلف الصناعات الناشئة، مثل التكنولوجيا الرقمية والصحة الحيوية والزراعة الذكية والمحتوى الثقافي».
وبين فخامته أن التعاون الثنائي تركز بشكل رئيسي على مجالات الطاقة والبناء حتى الآن، ومن الضروري، في السنوات الخمسين المقبلة، أن يعمل البلدان على توسيع نطاق التعاون بحيث يشمل صناعات التكنولوجيا المتقدمة التي تتداخل فيها إستراتيجيات التنمية الصناعية في كل من البلدين.
وشدد فخامة الرئيس يون سوك يول على أهمية تعزيز التفاهم والصداقة بين الشعبين الكوري والقطري، معتبرا ذلك أساسا جوهريا للنمو المستقر للعلاقات الثنائية.
وقال إن التبادلات الثقافية والشعبية بين البلدين عميقة الجذور، وهناك إمكانات هائلة لتحقيق المزيد من التقدم.
وأضاف «منذ أواخر السبعينيات، كان مدربو التايكوندو الكوريون يقومون بالتدريس في قطر، وأعتقد أن هذه التبادلات المبكرة أصبحت أساسا لا يقدر بثمن لتعزيز العلاقات بين بلدينا، ومن المشجع حقا أن نرى أنه كان اهتمام كل شعب من شعبينا ببلد الشعب الآخر يتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة».
وأوضح «لقد نما إلى علمي أن هناك اهتماما متزايدا بالثقافة الكورية في قطر، وخاصة بين الأجيال الشابة، وأن بعض الجامعات تقدم أيضا دورات في اللغة الكورية».
ولفت إلى أن الاهتمام بقطر قد زاد بشكل ملحوظ في كوريا أيضا بعد استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم العام الماضي، مشيرا إلى أن المغنيين الكوري والقطري المشهورين كانا على المسرح معا في حفل افتتاح كأس العالم مما أتاح فرصة عظيمة لتعزيز علاقات الصداقة بين الشعبين. وأشار إلى أن «الاهتمام المتزايد ببعضنا البعض يؤدي إلى تفاعلات حيوية بين شعبينا، فسوف تتبع ذلك علاقات ثنائية أوثق بين البلدين».
كما اعتبر فخامته أن التوقيع على اتفاقية الإعفاء من التأشيرة بين البلدين في العام الماضي، أدى إلى تقوية القاعدة المؤسسية للتبادلات الشعبية، حيث ستسعى الحكومة الكورية وبشكل فعال إلى استكشاف سبل توسيع التعاون في مجالات التعليم والثقافة والسياحة مع قطر».
كما عبر عن اعتقاده بأن الفهم المتزايد للشعب الكوري لثقافة الإسلام وتاريخه سيساعد على تعزيز روابط الصداقة بين البلدين، وقال «سنواصل جهودنا حتى تتمكن أعداد أكثر من الكوريين من تجربة وفهم الثقافة والتراث الثقافي الإسلامي على نطاق أوسع».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر رئيس كوريا يون سوك يول جمهوریة کوریا العام الماضی بین البلدین رئیس کوریا دولة قطر إلى أن فی قطر
إقرأ أيضاً:
الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، اليوم السبت، أن بلاده تتوقع أن آلافا من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك “قريبا” في القتال ضد القوات الأوكرانية.
ويقدّر وزير الدفاع الأمريكي أن هناك نحو 10000 عنصر من الجيش الكوري الشمالي موجودون في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا والمحتلة جزئيا من جانب قوات كييف، وقد تم “دمجهم في التشكيلات الروسية” هناك.
وقال أوستن للصحفيين خلال توقفه في فيجي بالمحيط الهادئ “بناءً على ما تم تدريبهم عليه، والطريقة التي تم دمجهم بها في التشكيلات الروسية، أتوقع تماما أن أراهم يشاركون في القتال قريبا” في إشارة منه إلى القوات الكورية الشمالية.
وذكر أوستن أنه “لم ير أي تقارير مهمة” عن جنود كوريين شماليين “يشاركون بنشاط في القتال” حتى الآن.
وقال مسؤولون حكوميون في كوريا الجنوبية إن موسكو تقدم الوقود وصواريخ مضادة للطائرات ومساعدة اقتصادية لبيونغ يانغ في مقابل القوات التي تتهم سيول وواشنطن كوريا الشمالية بإرسالها إلى روسيا.
وردا على سؤال حول نشر القوات الكورية الشمالية الشهر الماضي، لم ينكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك، وعمد إلى تحويل السؤال إلى انتقاد دعم الغرب لأوكرانيا.
وقالت كوريا الشمالية الشهر الماضي إن أي نشر لقوات في روسيا سيكون “عملا يتوافق مع قواعد القانون الدولي” لكنها لم تؤكد إرسال قوات.
أوكرانيا تطالب بأنظمة دفاع جوي
من جانبها، طلبت أوكرانيا من حلفائها الغربيين تزويدها بأحدث جيل من أنظمة الدفاع الجوي لحماية نفسها بعد تعرضها لهجوم بصاروخ بالستي فرط صوتي أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة بإنتاجه على نطاق واسع.
وأعلنت روسيا أنها قصفت للمرة الأولى منذ بدء الحرب موقعا لمجمع صناعي عسكري في دنيبرو بوسط أوكرانيا الخميس بصاروخ بالستي جديد متوسط المدى فرط صوتي (يصل مداه إلى 5500 كيلومتر) وأُطلق عليه اسم أوريشنيك واستُخدم بنسخته غير النوووية.
وقالت روسيا إن صاروخ أوريشنيك يستحيل اعتراضه وإنه قادر على الوصول إلى كل دول أوروبا.
وأشاد بوتين بـ”قوة” الصاروخ وأمر بإنتاجه بأعداد كبيرة، وقال “سنواصل هذه الاختبارات، خصوصا في الأوضاع القتالية، حسب تطور الوضع وطبيعة التهديدات التي تستهدف أمن روسيا”.
وحمّل بوتين في خطاب إلى الأمة، ألقاه مساء الخميس، الغرب مسؤولية تصعيد النزاع، معتبرا أنّ الحرب اتخذت “طابعا عالميا”، وهدد بضرب الدول المتحالفة مع كييف.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد سمحت لأوكرانيا في نهاية الأسبوع الماضي باستهداف عمق الأراضي الروسية، مبررة ذلك بنشر الآلاف من الجنود الكوريين الشماليين للقتال إلى جانب القوات الروسية.
وسيعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا محادثات في بروكسل الثلاثاء القادم للبحث في الوضع، وتقول كييف إنها تتوقع قرارات “ملموسة” من حلفائها.