شمسان بوست:
2025-04-07@13:17:57 GMT

حرب اليمن : من لم يمت بالرصاص أصيب بأمراض نفسية

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

شمسان بوست / متابعات:

تشعر الأخصائية النفسية شيماء سلطان، بالحسرة والأسف، في كل مرة يأتيها مريض نفسي، ولا تستطيع مساعدته، بسبب تفاقم حالته. ففي البلد الأفقر والأقل استقراراً في المنطقة العربية، باتت الاضطرابات النفسية واحدة من نتائج الحرب الأهلية التي يشهدها اليمن منذ 21 سبتمبر 2014. وهي حرب ما كانت لتنشب أصلاً، لو لم تسعَ إليها النخب السياسية الفاسدة بتواطؤ من الأمم المتحدة، وفق ما أكدت دراسة نشرتها في 2017 المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات.



علاوة على أكثر من 350 ألف يمني قضوا بشكل مباشر أو غير مباشر، نتيجة الصراع، حسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ تسببت الحرب أيضاً، في ارتقاع عدد المصابين باضطرابات نفسية وعقلية، إلى أزيد من 5.5 مليون شخص، وفق منظمة الصحة العالمية.

يقول الطبيب النفسي مهيوب المخلافي، لـ”يمن سايت”: “الحرب الجائرة في البلاد أثرت كثيراً على مختلف فئات المجتمع، بخاصة النساء والأطفال، إذ واجهتهم مشكلات نفسية وصحية”. مشيراً إلى اضطرابات عدة تمت ملاحظتها مثل: “الفزع الليلي، والقلق النفسي، والشعور بعدم الراحة”، ما يؤدي -حسب قوله- إلى “الإصابة بالفوبيا (الخوف المرضي) من الأصوات والظلام، وظهور بعض الاضطرابات السلوكية، ومشكلات في الكلام، واضطرابات في الأكل”.



والأطفال والنساء هم أكثر الفئات تعرضاً للصدمات النفسية جراء الحرب، نظراً لـ”ضعفهم وهشاشتهم كفئات ضعيفة وحساسة تجاه الأحداث الصادمة والمؤلمة التي يتعرضون لها”، حسبما تقول لـ”يمن سايت” مدير مركز الإرشاد والبحوث النفسية في جامعة تعز، الدكتورة أحلام حزام.

أمراض سيكوسوماتية

أستاذ علم النفس في جامعة تعز، ومدير “مؤسسة التأهيل النفسي”، الدكتور جمهور الحميدي، كشف في حديثه لـ”يمن سايت”، عن انتشار أعراض جسمية ناتجة عن صدمات نفسية. موضحاً أن جلساته مع عدد من الحالات أظهرت وجود أطفال يعانون من سكر طفولي وفشل كبدي أو كلوي، واضطراب النوم والتبول اللاإرادي، وفرط الحركة والنشاط الزائد، “وأغلب هذه السلوكيات لم تكن لديهم قبل الحرب”، يقول الحميدي.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن واحداً من كل أربعة يمنيين يعاني من مشاكل عقلية ونفسية، بسبب النزاع المسلح. وتزداد معاناة هؤلاء مع وجود نقص حاد في عدد المتخصصين في الطب النفسي، إذ يقدر عدد الأطباء النفسيين في اليمن بحوالي 58 طبيباً، بمعدل طبيب نفسي واحد لكل نصف مليون شخص. إضافة إلى 120 استشارياً نفسياً، حسب تقديرات 2020.

تقول شيماء سلطان، التي تعمل اختصاصية نفسية لدى منظمات إنسانية في تعز، إنها تجد نفسها أحياناً غير قادرة على تقديم الإرشاد النفسي لحالات تصل إليها وقد تفاقم وضعها النفسي، وتحتاج إلى تدخل من طبيب مختص في العلاج النفسي.

ووفقاً للدكتورة حزام، فإن ندرة الأطباء والمختصين في مجال الصحة النفسية في اليمن، ترجع إلى عوامل عدة، أبرزها الوصمة المجتمعية التي تواجه الأطباء والعاملين المتخصصين في الصحة النفسية، إذ يعاملهم المجتمع بطريقة قاصرة، وينظر إليهم باعتبارهم يعانون من مشكلة نفسية، مما يؤثر على اهتمام المجتمع لتطوير هذا المجال، حسب قولها.

وترى حزام أن للنزاعات المسلحة دوراً في تفاقم المشكلة، إذ زادت الحاجة إلى الكوادر المؤهلة في مجال الصحة النفسية، كما أن الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمن، جعلت من الصعب جذب الكوادر المؤهلة في هذا المجال أو الاحتفاظ بهم.

ثقافة غيبية

وعلاوة على ندرة المتخصصين في الطب النفسي، يُتهم بعض الممارسين للمهنة بتغليب الثقافة الغيبية في عملهم.

واشتكى الدكتور الحميدي، من “انتشار المراكز التي تدعي تقديم العلاج النفسي، لكنها في الحقيقة تستغل الناس، وتنتحل الصفة العلاجية النفسية”.

واتهم مراكز لم يسمِّها بتقديم العلاج “تحت غطاء ديني مزيف، وتزعم أن المشاكل النفسية ما هي إلا مس وعين (…)، وهذا الأمر يعد استغلالاً”، حسب تعبير الحميدي الذي طالب بوضع استراتيجية وطنية للتعامل مع الجوانب النفسية وكيفية رعايتها، ووضع أساليب منهجية للتعامل مع الحالات المرضية.



ووفقاً للدكتورة حزام، فإن تأثيرات الحروب القاسية لا تقتصر على الجانب النفسي والعقلي فحسب، بل تجعل النساء والأطفال عرضة للاستغلال والعنف وانتهاك حقوقهم داخل الأسرة وفي المجتمع.

كما يلعب العنف المرتبط بالحروب والنزاعات الأسرية دوراً خاصاً ومستقلاً في تفاقم الأمراض والاضطرابات النفسية المختلفة لدى النساء والأطفال، حسبما ترى حزام. مشيرة في هذا الصدد إلى شيوع اضطراب ما بعد الصدمة وأعراض الاكتئاب.

وخلال السنوات السابقة، سجلت حالات انتحار وتفكك أسري يعتقد أنها ناتجة عن الضغوط المعيشية، خصوصاً مع استمرار سلطات الحرب منذ نهاية 2016، في وقف صرف رواتب أكثر من مليون موظف يشكلون مع عائلاتهم ربع السكان، حسب تقديرات البنك الدولي.

وفيما تؤكد حزام وجود صعوبة تواجهها العديد من النساء في الوصول إلى الرعاية النفسية؛ بسبب معارضة الأسرة، الناتجة عن نظرة المجتمع السلبية إلى المريض النفسي، تقترح شيماء سلطان تعليم هؤلاء المرضى، مهارات جديدة تساعدهم في التغلب على التحديات الناجمة عن الاضطرابات النفسية والآثار السلبية للحرب.

من جهته، يدعو الحميدي إلى ” إجراء دراسات مسحية لتحديد المناطق التي تشهد ارتفاعاً في حالات الاضطرابات النفسية، وتحديد نوع هذه الاضطرابات من خلال فهم أسباب هذه المشاكل وتحليل النتائج المتعلقة بها”.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: الاضطرابات النفسیة

إقرأ أيضاً:

مراحل الحرب التدريجية:-جارية في اليمن .. وستنتقل للعراق. ثم تنزلق نحو إيران!

بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:
قلناها مراراً ونكررها اليوم ماأن تُقرَّرْ حرب عالمية إلا ويتم اسقاط مشاريع وثقافات وافكار وانظمة وحكومات ،وتحل محلها مشاريع وثقافات وانظمة وحكومات جديدة ونظام عالمي جديد له عناوين جديده وملفات جديدة وقناعات جديدة .. ويتم تغيير واجهات جغرافية في العالم وتُرسم غيرها .بحيث هناك دول تضمحل ،وأخرى تُقسَّمْ ،وغيرها تتوسع وهكذا .ناهيك سيولد نظام عالمي جديد بعد كل حرب عالمية يتم من خلاله توزيع النفوذ العالمي ( ادارة العالم ). وما شاهدناها ونشاهدها من حروب وستليها حروب اخرى جميعها متعلقة بترتيب ولادة العالم الجديد ( وهي سلسلة حلقات الحرب العالمية الثالثة )!
ثانيا :-
والحرب العالمية التدريجية الجديدة هي بالأخرى ( الحرب العالمية الثالثة) والتي حدثت بالفعل ولكن على شكل فصول ومراحل هذه المرة . وكانت بدايتها من خلال الحرب الناعمة اي ما يسمى بالربيع العربي أي سلسلة التغييرات السياسية والاقتصادية التي ضربت عدداً من الدول العربية فغيرت انظمتها وحكوماتها وطباعها . ثم جاء فصل جائحة كورونا ” كوفيد ١٩” والذي شلَّ العالم واقتصاديات الدول وغير نظام العمل والحياة في العالم . ثم جاء فصل الحرب الروسية الاوكرانية والتي لازالت مستمرة ومباشرة والتي ماهي إلا حرب عالمية ثالثة مصغرة ( امريكا + حلف الأطلسي /الناتو ) ضد روسيا وبالعكس . ثم جاءت حلقة الانقلابات العسكرية المتتالية في الدول الأفريقية التي غيرت المشهد . ثم جاء فصل الحرب الكونية بقيادة إسرائيل ضد غزة اي ضد الشعب الفلسطيني في غزة رداً على احداث ٧ اكتوبر ” التي لازالت غامضة بأسرارها ” ضد إسرائيل( اي ١١ سبتمبر إسرائيلي ) والتي لازالت مستمرة وطابعها ابادة وتهجير ألشعب الفلسطيني بالقوة وتفرعن إسرائيل التي اصبحت تعربد في المنطقة كلها بدعم أميركي بهدف ولادة شرق اوسط جديد ” إسرائيل الكبرى ” .ثم جاء فصل حروب مابعد السابع من اكتوبر وتقليم اطراف الأخطبوط الايراني في ( لبنان، وسوريا ، واليمن ، والعراق ) والآن وصل التصعيد إلى مراحل متقدمة ومخيفة بحجة توجيه ضربات إلى ايران نفسها (وان عملية تطويقها بالسلاح والعتاد والبارجات والصواريخ وأسراب الطائرات الحديثة والجيوش وصنوفها وصلت لمراحل مرعبة ) وجاءت بحجة التحشيد ضد الحوثيين في اليمن ومن هناك الفوضى السورية التي بدأت. وتركيا التي تورطت في المستنقع السوري مباشرة ومن هناك دخلت تركيا في الفوضى الداخلية والانهيارات الاقتصادية . وكل هذا من يراقبه ويهندس فيه وهم مصمموا ولادة العالم الجديد !
ثالثا:-
فما يحدث في اليمن ضد الحوثيين هي حرب أميركية بريطانية اسرائلية ضد إيران في اليمن.وسوف يضمحل التأثير الإيراني في اليمن قريبا ومثلما حصل في سوريا ولبنان .وسوف يولد نظام جديد في اليمن .وسوف تنتقل الحرب الاميركية البريطانية ضد ايران في العراق هذه المرة ( ولكن المختلف هنا ان المجتمع الدولي هو الذي يقود عملية طرد ايران من العراق ويقود التغيير السياسي في العراق بلا خسائر وبلا دمار لان العراق يهم المجتمع الدولي جدا. ولن يسمح بالفوضى فيه ) .وسوف تخرج إيران من العراق بالقوة .وحينها يبقى المجتمع الدولي يساعد العراقيين بترتيب اوضاعهم ودعمهم بنظام سياسي وطني جديد !
رابعا:-
ولكن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل سيلاحقون الإيرانيين نحو الداخل الإيراني .وهذه المرة سنرى ولادة تحالف دولي ضد النظام الإيراني ومثلما حصل ضد العراق عام ٢٠٠٣ عندما اسقطوا نظام صدام حسين واحتلوا العراق وأسسوا نظام سياسي جديد ( ولكن وللأسف تدخلت المجاميع والجهات الدينية الراديكالية والظلامية العراقية والتي تأخذ اوامرها من الخارج فشوهت النظام الجديد في العراق بدعم ايران والكويت وتركيا ودول اخرى فانحدر النظام في العراق نحو الطائفية والانعزالية والفساد والدمار والتبعية للخارج ومحاربة المشاريع الوطنية والانقاذية في الداخل ولازال فاشلا فاسدا متخبطا ومكروها من الشعب .. الخ ) .. ونعتقد ان الشعب الايراني لن ينتظر تدخل امريكا وبريطانيا والتحالف الجديد نحو العمق الايراني وهو من يقوم بمهمة تغيير النظام الايراني القائم وحتى ظهور بوادر انفصال القوميات الكبرى في ايران ( وللتأكيد فان في عام ٢٠٢٥ لن يبقى النظامين الايراني والتركي .. وسوف تتقسم ايران وتركيا على حد سواء ..وتماشيا مع ولادة العالم الجديد الذي تكلمنا عنه أعلاه ) (( ولكن كل هذا لا يهمنا إطلاقاً وانه شأن ايراني داخلي .. فقط الذي يهمنا هو خروج ايران من العراق وبأي طريقة .لان ايران شاركت في تدمير بلدنا ومجتمعنا واقتصادنا واجيالنا ومعتقداتنا الوسطية … الخ ) )
خامسا:-
ونطمن العراقيين ان كثير من الدول سوف تتقسم وقريبة من العراق ولكن العراق سوف يبقى عراقاً واحداً بأمر المجتمع الدولي لان العراق ينتظره مستقبل واعد وموقع واعد !
الخلاصة :
قلتها في القنوات التلفزيونية من قبل ” وربما أنا على خطأ” قلت :- لقد عجزت حلول الأرض في موضوع العراق المقدس ،وسوف تبدأ حلول السماء ،وستشاهدون اعداء العراق ومن كانوا سببا في دمار العراق هم من يناصر العراقيين بالتحرير واعادة العراق إلى وضعه التاريخي والاستراتيجي والاقتصادي بلفتة ربانية !. وان جميع الملامح تشير لذلك بإذن الله. فالعراق بلد مقدس وموعود بشعاع التنوير والعدل على المنطقة والعالم خصوصا بعد ازالة المنافقين والدجالين والمشعوذين والعملاء !
سمير عبيد
٦ نيسان ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • برلماني يطالب المجتمع الدولي بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين
  • مراحل الحرب التدريجية:-جارية في اليمن .. وستنتقل للعراق. ثم تنزلق نحو إيران!
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • منظمة دولية تتحدث عن أبرز تحدي يواجه محافظة مأرب التي تضم أكبر تجمع للنازحين في اليمن
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • حرب نفسية.. إيران تنفي مقتل عناصر من الحرس الثوري في اليمن
  • منظمة ميون تطالب المجتمع الدولي إعادة تمويل برامج نزع الألغام في اليمن
  • دراسة جديدة: «النوم غير المنتظم» يزيد فرص الإصابة بأمراض قاتلة
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • الاحتلال يعلن اغتيال مسؤول الحرب النفسية في حماس