د.حماد عبدالله يكتب: وقفات مصرية وطنية !!
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
إن القارىء والمتابع للتاريخ المصرى المعاصر يجد ظاهرة الإجتماع أو التجمع الوطنى حول القضايا الوطنية الكبرى ولعل أبرز هذه المظاهر فى تاريخنا المعاصر ما سميت بثورة 1919، وثورة يوليو 1952، وحرب أكتوبر 1973 وفورة 25 يناير 2011 (بالفاء)وثورة 30 يونيو 2013.
وخلال هذه "الظواهر الوطنية" الثلاث مئات المواقف التى ألتف الشعب كله دون إستثناء حول الموقف، وظهرت الوطنية جلية لا تقبل أى تشبيه أخر لها إلا أن "المصريون توحدوا" على قلب رجل واحد، ولعل ما يثير الفكر ويؤجج الضمير الوطنى هو كيفية الإستفادة من هذه الظاهرة الوطنية نحو إستمرار "الإصلاح والخروج" من عنق زجاجة الإختناق الإقتصادى، وكسر أى إرادة أجنبية تحاول السيطرة على إرادتنا الوطنية ولا يمكن لأى أمة أن تتقدم إلا بإرادة واعية لشعبها ديمقراطيًا.
ومن القراءة فى "السيرة الذاتية لشعب مصر" نجد أيضًا بأن هناك جوانب سلبية عديدة زادت فى حقبة قامت فيها الدولة نائبًا عن الشعب فى إدارة التنمية وتعيين الأبناء فى الوظائف وخبز العيش، ووصلت حتى أن الدولة أصبحت "مطعم" يقدم من اللحوم إلى " الطعمية والفول المدمس" أصبح الشعب فى وضع السيد والحكومة فى الخدمة تقدم كل شيىء !!
بل أصبح الشعب يعمل أو لا يعمل فهو يستحق ما يقبضه فى أخر الشهر، وإن كان ما يقبضه لا يكفيه ولا يسد الرمق، إلا أنه يقبض أقل ويعمل أقل فتكدس العاملون فى مرافق الخدمة وأصبح المكتب أو العمل الذى يستحق عاملين يوجد به 10 عمال فأصبحت هناك "بطالة مقنعة" فى كل مواقع العمل إنعكس على إنتاجية العمال والموظفين وكل أدوات التنمية فى الوطن.
وتدهورت الحالة فى مصر مع الحروب المستمرة والتجهيز لها حيث "قام الوطن نائبًا عن الأمة العربية" فى الدفاع عن القضايا القومية مقابل مساعدات من الدول الخليجية تمنح، وتقطع حسب الاحوال المزاجية بين القيادات السياسية في الطرفين !!
وهكذا حتي أوائل الثمانينات وبداية مرحلة الاصلاح الإقتصادي تم الدخول في الاصلاح السياسي وكانت بادرة طيبة لم تكتمل يوم 26/2/2005 بإعلان رئيس الدولة عن مشروع تعديل المادة 76 من الدستور "وانتخاب رئيس الجمهورية" بالإنتخاب الحر المباشر وما حدث بعدها وكل هذا ليس موضوع مقالنا اليوم !
ولكن قيام الدولة نيابة عن الشعب ونيابة عن الامة العربية قد وصل بنا إلي حالة من الركود، والتجمد، واللامبالاه واصبح الغالبية العظمى من الشعب والمسماة ( بالكتلة الصامتة ) تحتاج إلي جلوكوز يجري في عروقها ويعيد لها الحياه بمعناها المشاركة في في صنع مستقبل هذا الوطن وإخراجه من أزماته وأهمها البطالة وكساد الاقتصاد وتصحيح التعليم وتحسين إنتاجية الفرد في المجتمع في كل مناحي الحياة
ولا شك بأننا لا نستطيع القول بأن الشعب جثة هامدة " معاذ الله " فعدة ظواهر أثبتت أن الشعب حي، يرزق، وواعي، وقادر، ومنتمى ويستطيع أن يجتمع فورا وكانت الصحوة يوم 30 يونيو 2013 أحس الشعب المصرى بفقد هويته وضياع الأمل فى المستقبل وبدأت مسيرة الوطن نحو إعادة بناء الدولة الحديثة والسؤال اليوم
وقد تحدث توفيق الحكيم سنة 1936 في رائعته الأدبية " عودة الروح " عن أهم خواص الشعب المصرى ؟ والتي تحدث عنها كل العالم في أيام أكتوبر 1973 بعد اندلاع حرب الكرامة العربية وبعد ثورة الشعب وإسترداد الوطن فى عام 2013.
إن الشعب المصرى وعلى قمة هرمه القيادة سواء سياسية أو تنفيذية قادرين علي أخذ زمام الموقف وهذا ما أتثبته دائما الظواهر الكبيرة فى أعوام 1919 و1952و1973 … وحتى يوم تلبية القوات المسلحة المصرية لإرادة شعب مصر فى يوم 3 يوليو 2013.
وما زالت الظواهر تتوالى وتتعاقب وأهمها حاليًا مأساة (غزة) والشعب الفلسطينى والذى لن تتخلى مصر ابدا عن دورها فى حل هذه الأزمة بإذن الله.
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد
[email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
قيادى بالجبهة الوطنية: عمال مصر يثبتون دائمًا أنهم الحصن المنيع لهذا الوطن
أكد عادل مأمون الأمين المساعد لحزب الجبهة الديمقراطية بالغربية أن عيد العمال مناسبة هامة تمثل فرصة حقيقية للاعتراف بدور العمال في بناء الوطن، وتقديرًا لعطائهم المتواصل في دفع عجلة التنمية والإنتاج.
وقال القيادى بحزب الجبهة الديمقراطية في تصريحه: أن عيد العمال هذا العام يأتي في ظل ظروف اقتصادية دقيقة، لكن عمال مصر يثبتون دائمًا أنهم الحصن المنيع لهذا الوطن، بعزيمتهم وإخلاصهم وتضحياتهم، مؤكدا على إنهم قوة الإنتاج وحماة الاستقرار".
وأعرب عن تقديره البالغ لاهتمام القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمال، مؤكدًا أن السنوات الأخيرة شهدت خطوات ملموسة لدعم حقوقهم وتحسين أوضاعهم، سواء عبر إطلاق المبادرات الوطنية الكبرى، أو تعزيز الحماية الاجتماعية، أو إقرار سياسات وتشريعات تضع العامل في قلب عملية التنمية.
وأضاف عادل مأمون أن القيادة السياسية تضع العامل المصري في مقدمة أولوياتها، وتؤمن بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، وفي مقدمتهم العمال، الذين يتحملون العبء الأكبر في مسيرة النهوض بالدولة، مؤكدا أن حزب الجبهة الوطنية سيواصل دوره في دعم العمال، ويضع ملف العمال على رأس أولوياته، وأضاف القيادى بحزب الجبهة الديمقراطية إن حرص القيادة السياسية على دعم العمال بشكل دائم ومستمر ، والاستماع إلى مطالبهم، يمثل رسالة واضحة بأن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية، وتحقيق حياة كريمة لكل مواطن، وعلى رأسهم العمال.
واختتم تصريحه قائلًا: "نوجه تحية فخر واعتزاز لكل عامل وعاملة في مصر وفي عيدهم، نؤكد أن تقدم الوطن لن يتحقق إلا بسواعدهم، ودعم قيادته السياسية الواعية، ومشاركة جميع القوى الوطنية المخلصة."