قصة مأساوية متكررة.. إنقاذ جنين استشهدت والدته خلال عدوان الاحتلال على غزة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
أعلن الأطباء في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إنقاذ حياة جنين استشهدت والدته في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي المتواصل.
وحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، قال الطبيب أسعد النواجحة من قسم الحاضنات في المستشفى خلال تقديمه الرعاية للجنين: "نحن أمام قصة إنسانية مأساوية باتت تتكرر في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي".
وأضاف النواجحة: “صباح الثلاثاء وصلت رنيم حجازي إلى مستشفى ناصر، وقد ارتقت وهي حامل، وعلى الفور تمّ استخراج الجنين من قبل الطاقم الطبي، ووجد أنّه على قيد الحياة”
وتابع قوله "استلمناه على الفور وتمّ إنعاشه وعمل اللازم، وهو الآن في الحاضنة على الأوكسجين، مشيرًا إلى أن "صحة الطفل مستقرة".
ولفت إلى أن الأم نازحة من مدينة غزة، واستشهدت في قصف للاحتلال استهدف عائلة العبادلة في خان يونس.
يذكر أن تقريرًا صدر عن وزارة الصحة الفلسطينية أشار إلى أن 130 على الأقل من الأطفال الخدج الذين يعتمدون على الحاضنات يواجهون خطر الموت، بسبب شح الموارد وعدم توفر الكهرباء.
كما تواجه حوالي 50000 إمرأة حامل تحديات في الوصول إلى الرعاية الصحية جراء الهجمات على المرافق الصحية والعاملين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خان يونس غزة حياة جنين الاحتلال الاسرائيلي الأنباء الفلسطينية الاحتلال
إقرأ أيضاً:
حتى الرمق الأخير
محمد بن رامس الرواس
37 مرة استُهدِفَ فيها مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة، خلال الثلاثين يومًا الماضية، ولقد بلغت ذروتها خلال الساعات الأخيرة، حتى أُحرِقَ بالكامل، ولقد شاهدنا على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي، ما تعرَّض له هذا المستشفى الباسل الصامد من جريمة إحراق مُتعمَّدة وما صاحبها من عمليات عسكرية إجرامية لا أخلاقية، نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بكل وحشية، وكانت النتيجة أنَّ غالبية الضحايا كانوا من الأطفال والرُضَّع والنساء وكبار السن والمدنيين.
هذه الجريمة لا تختلف أبدًا عن جرائم "عصابات الهاجاناه" وغيرها من العصابات الإسرائيلية التي كانت الأذرع الإجرامية والإرهابية للكيان الإسرائيلي قبل 78 عامًا، منذ أن احتلت فلسطين وإلى اليوم، لكن حاليًا يحدث ذلك تحت مُسمَّيات أخرى.
إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تدمير أحد المستشفيات بقطاع غزة بهذه الطريقة الوحشية التي ترقى إلى أن تصبح جريمة حرب مكتملة الأركان، لقد قاوم مستشفى كمال عدوان بكل ما أوتي له من إمكانيات وبقي مستبسِلًا حتى الرمق الأخير. يمكننا القول إنه تم اغتيال هذا المستشفى على شريعة الغاب البعيدة عن القيم والقوانين الإنسانية، إذ تم إحراقه وأُخِذَ كل ما بداخله من طواقم طبية ومرضى ومرافقون أسرى، ثم انتهاك جرائم لا تخطر على بال أحد.. هي جرائم بشعة تنوعت بين إلقاء القنابل وقصف مدفعي، وإطلاق نار، وقتل عشوائي واستخدام مسيرة "كواد كابتر".
إن جريمة إخراج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة بلغت ذروتها بالأمس عندما قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بتفجير الروبوتات والصناديق المُفخخة في محيطه مما أدى إلى استشهاد العديد من الطواقم الطبية حتى لحظة إحراقه بالكامل، وإبادته إبادة كاملة وإخراجه عن العمل الطبي بعد إحراق غرف العمليات وغرف الجراحة وأقسام الصيانة والمختبرات ووحدة الإسعاف وكافة محتوياته.
لقد كان مستشفى كمال عدوان مستشفى مركزياً على مدار 20 عاما فائتة يخدم ما لا يقل عن 400 ألف مواطن أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن في محيطه في غزة وهو اليوم في الرمق الأخير يلفظ أنفاسه الأخيرة، فلقد كان مستشفى كمال عدوان آخر المنظومات الطبية في شمال غزة التي كانت لا تزال تقوم بأعمالها الإنسانية لعلاج المرضى.
لقد كان كل ذلك مخططاً له وباستهداف تام ومرصود من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام منظر ومرأى العالم الذي لم يستطع أن يُقدِّم شيئًا لوقف هذه العملية النكراء، فلا نقول إلّا ما يقوله الصابرون "إنا لله وإنا إليه راجعون".