نيويورك : واس

 شارك صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في جلسة المناقشة رفيعة المستوى لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه قضية فلسطين، وذلك بدعوةٍ من معالي وزير خارجية جمهورية البرازيل الاتحادية ماورو فييرا، حيث تتولى البرازيل رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر.

 وألقى سمو وزير الخارجية كلمةً، أكد فيها إدانة المملكة العربية السعودية بشكلٍ واضح استهداف المدنيين من أيّ طرفٍ كان، وقال:” دعت المملكة لضرورة وقف التصعيد والقتل، وإطلاق سراح الرهائن، والالتزام بما تقتضيه المواثيق والقوانين الدولية”، وأضاف:” بذلت القيادة في المملكة جهوداً مكثّفة في التواصل مع الدول الشقيقة والصديقة من أجل إيجاد حلّ عاجل وعمليّ يوقف التصعيد، ويضع نهاية لدورات العنف الدامية “.

 وعبر سموه عن خيبة الأمل الكبيرة جرّاء تخاذل المجتمع الدولي في التعاطي مع ما يفترض أنها مسلّمات إنسانية مشتركة، وقال:” إننا نرى خيبة أمل كبيرة، جرّاء تخاذل المجتمع الدولي في التعاطي مع ما يفترض أنها مسلّمات إنسانية مشتركة، وقوانين دولية تحكم علاقات الدول والمجتمعات وتعايشها السلمي، ووقوفه عاجزاً عن القيام بما يتوجب عليه لمعالجة الأوضاع المأساوية، وخذلانه للمدنيّين العزّل في فلسطين “.

 وأشار سمو وزير الخارجية، إلى أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يعاني من الحصار والتصعيد المستمر لآلة الحرب الإسرائيلية، والاستهداف المتواصل لمنشآته المدنية ومرافق حياته اليومية، من مدارس ومستشفيات وبنى تحتية، الذي أودى بحياة الآلاف من الأبرياء بما في ذلك النساء والأطفال والشيوخ، وتسبّب في جرح الآلاف من المدنيين.

 وأضاف:” ما نشهده من تراخي المجتمع الدولي حتى الآن في العمل على الوقف الفوري لما تقوم به آلة الحرب الإسرائيلية من عقابٍ جماعي بحقّ سكان غزة، ومحاولات تهجير قسري، لن يقرّبنا من الأمن والاستقرار الذي ننشده جميعاً “.

 وشدّد سموه، على أنه قد آن الأوان لأن يضطلع مجلس الأمن بالمسؤوليات التي أُنشِئ من أجلها، وأن يتّخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً وجاداً لإيقاف الانتهاكات الإسرائيلية، بما يضمن حماية المدنيين، وإنهاء الحصار، ويكفل سرعة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، من غذاء وماء ودواء، للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية، ويمنع توسيع دائرة الصراع وتعريض الأمن الإقليمي والدولي للخطر.

 وأضاف:” إن عجز مجلس الأمن عن القيام بالدور المناط به في حفظ السلم والأمن الدوليين، وفشله في التوصّل إلى قرار يعالج هذه الأزمة، في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمواثيق الدولية بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، لَيشكّك في موثوقية آليات الشرعية الدولية ومصداقية المدافعين عنها، وقدرتها على تحقيق السلام “.

 وأشار سمو وزير الخارجية، إلى التبعات الخطيرة التي تتعدى الأزمة الحالية ومنها سياسة الكيل بمِكيالَين، وازدواجية المعايير، والانتقائية في الالتزام بالقوانين والقرارات الأممية، لما لها من تبعات خطيرة تتعدى هذه الأزمة، وتمسّ شرعية قواعد القانون والنظام الدولي برمّته؛ مما سينعكس سلباً على قدرة الجميع على حفظ السلم والأمن الدوليين.

 وأكد سموه، أنّ استمرار دورات العنف وتعاقبها، ما هو إلا نتيجة لتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بدوره تجاه القضية الفلسطينية على مرّ العقود الماضية، وللآثار الوخيمة لعدم تحقيق الالتزام بالقرارات الأممية ذات الصلة، مشيراً إلى أن تجاهل أسباب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يؤدي لحلّ عادل للقضية الفلسطينية، ولا لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة؛ وهو الأمر الذي يتطلّب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والتحرّك الجادّ لدعم جهود إحياء عملية سلام ذات مصداقية.

 وقال سمو وزير الخارجية في ختام كلمته:” إننا نعمل من أجل مستقبل أفضل للمنطقة، ونتطلُّع لأن تنعم شعوبها بالسلام، الذي نؤمن بأنه سيسهم في تحقيق الازدهار للجميع، لذا فإن تحقيق السلام في الشرق الأوسط متطلّب جوهري لضمان مستقبل أفضل لشعوب المنطقة وأجيالها القادمة “.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: مجلس الأمن وزير الخارجية سمو وزیر الخارجیة المجتمع الدولی مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما للعراق

مصر – حذر مجلس الجامعة العربية من خطورة التصعيد الإسرائيلي الشامل الذي يهدد باندلاع حرب إقليمية واسعة تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، داعيا مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته تجاه التصعيد.

وطالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في القرار الصادر عن الاجتماع الطارئ لحشد الدعم الدولي للتصدي للإجراءات الاسرائيلية في محاولة توسيع ممارساتها العدوانية والتصعيدية في المنطقة المجتمع الدولي بالعمل على كبح جماح السياسات العدوانية الإسرائيلية بما ينسجم مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

وأدان مجلس جامعة الدول العربية محاولة إسرائيل توسيع ممارساتها العدوانية في المنطقة، بما فيها العراق، وذلك من خلال رسالة وزير الخارجية الإسرائيلي المرسلة إلى رئيس مجلس الامن، معتبرا تلك الرسالة بمثابة محاولات مكشوفة لتبرير التصعيد العدواني الإسرائيلي وتوسيع رقعة الحرب في المنطقة، وصرف الأنظار عن الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني والممارسات العدوانية في الجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية.

كما أدان مجلس جامعة الدول العربية “جرائم العدوان والابادة الجماعية والتطهير العرقى” التي تستمر إسرائيل بارتكابها ضد الشعب الفلسطيني و”جرائم العدوان” على أراضي الجمهورية اللبنانية والجمهورية العربية السورية، وما يخلفه من خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات، واعتبرها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب تستدعي المحاسبة الدولية.

وشدد مجلس جامعة الدول العربية على إدانته ممارسات الحكومة الإسرائيلية تجاه منظمة الأمم المتحدة والتي “وصلت إلى مرحلة لم تواجهها المنظمة منذ تاريخ تأسيسها”، معتبرا التصعيد والهجوم ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) واعلان الأمين العام للأمم المتحدة شخصاً غير مرغوب به والاستهداف العلني والممنهج لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، وكلها يستوجب قيام مجلس الأمن باتخاذ تدابير رادعة لإيقاف هذه التصرفات.

واستنكر مجلس الجامعة العربية استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الفيتو للمرة الرابعة ضد صدور قرار بوقف إطلاق نار فوري ودائم وغير مشروط في قطاع غزة، مطالبا الولايات المتحدة بمراجعة “مواقفها المنحازة للاحتلال الإسرائيلي” التي من شأنها أن تعطل مسؤوليات مجلس الأمن في حفظ الأمن والسلم الدوليين.

وطلب مجلس جامعة الدول العربية من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، الاضطلاع بولايتهم الأممية في حفظ السلم والأمن الدوليين، واتخاذ كافة التدابير المخوّلة لمجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية والجمهورية اللبنانية والاعتداءات على الجمهورية العربية السورية.

ورحب مجلس جامعة الدول العربية بقرار المحكمة الجنائية الدولية المتضمن مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الجيش السابق، مطالبا  جميع الدول الأطراف في ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية الالتزام بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في هذا الصدد وعدم تسييس قرارات المحكمة.

وأدان مجلس الجامعة العربية قيام السلطات الإسرائيلية بأعمال حفر خنادق ورفع سواتر ترابية بمحاذاة خط وقف إطلاق النار، والتي وثقتها تقارير “الاندوف”، محذرا من خطورة تلك الأعمال التي تنتهك قرارات مجلس الأمن، واتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

وقد عقد الأحد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة الجمهورية اليمنية وبناءً على طلب جمهورية العراق وتأييد الدول الأعضاء كافة، لبحث الخطوات العربية للرد على رسالة وزير خارجية حكومة الاحتلال الإسرائيلية حول ادعائه زيادة وتيرة وشدة الهجمات عليه عبر الأراضي العراقية، لتبرير منهجيته في التصعيد وتوسيع رقعة الحرب في المنطقة.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • اقرأ غدا بالوفد.. وزير الخارجية يناشد المجتمع الدولي مساعدة مصر على أعباء 9 ملايين لاجيء ومهاجر
  • اليونيفيل: قلق بالغ إزاء الهجمات الإسرائيلية على الجيش اللبناني
  • وزارة الخارجية تلفت نظر المجتمع الدولي للفظائع التي يرتكبها مليشيا الجنجويد بشكل منهجي ضد النساء
  • بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما للعراق
  • وزير الدفاع اللبناني: "نطالب المجتمع الدولي بإجبار الاحتلال على وقف العدوان"
  • وزير الخارجية:الحكومة “قلقة”من التهديدات الإسرائيلية ضد الحشد الشعبي
  • وزير الخارجية يحذر من خطورة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية
  • وزير الخارجية يُحذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في غزة والضفة والتوسع الاستيطاني
  • العراق يوجه رسائل إلى المجتمع الدولي بشأن تهديدات إسرائيل
  • العراق يراسل منظمات دولية ردا على التهديدات الإسرائيلية