الأنظمة العميلة الذليلة لا تمثل الشعوب الحرة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
العدوان الصهيوني على غزة كشف الكثير من الحقائق على كل المستويات الإنسانية والقومية والدينية والسياسية وغير ذلك على مستوى العالم بشكل عام، وكذلك كشف مستوى علاقة العرب والمسلمين بالقضية الفلسطينية، كما أن الأعمال الإجرامية التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية كشفت مدى الحقد الصهيوني الإجرامي تجاه المسلمين بشكل عام وتجاه الشعب الفلسطيني بشكل خاص الذي يتمسك بقضيته بكل قوة ويخوض غمار التحديات من أجل تحرير أرضه واستعادة حقوقه وكشفت حجم الدعم الغربي الذي تقدمه دول الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للكيان الصهيوني المحتل عسكرياً ومادياً وسياسياً والذي أثبت أن إسرائيل وأمريكا بل والغرب بشكل عام طواغيت ومجرمون وأعداء للحق والحقيقة وشركاء لإسرائيل في ظلم الشعب الفلسطيني، كما أن هذا العدوان الظالم كشف مدى قوة علاقة الشعوب العربية والإسلامية بقضيتهم الأولى فلسطين والتي لا يبعدها عنها لا الزمان ولا المتغيرات ولا سياسة التطبيع والخيانة ولا الجغرافيا ولا العوامل الطائفية والحزبية ولا غير ذلك.
العدوان الصهيوني الوحشي على غزة هو بمثابة امتحان صعب للعرب والمسلمين وخصوصا الأنظمة التي بمقدورها دعم القضية الفلسطينية في كل المجالات أما الشعوب العربية والإسلامية فقد برز موقفها بشكل قوي وكبير من خلال المسيرات الجماهيرية المليونية التي خرجت في مختلف البلدان حتى في تلك البلدان التي تحكمها أنظمة عميلة مطبعة مع إسرائيل، ولولا القيود الجغرافية والسياسية والأمنية التي تفرضها القوانين البشرية غير العادلة لتوافد الملايين من أبناء الشعوب الإسلامية إلى فلسطين لمساندة شعبها ومقاومتها والدفاع عن شعب فلسطين وعن المسجد الأقصى والمشاركة الفعلية في التصدي للعدوان الصهيوني بل لعملت على تحرير فلسطين من الاحتلال وهي قادرة على ذلك بمعية الله تعالى، ونستطيع القول إن الشعوب العربية والإسلامية وضعت أنظمتها في موقف محرج للغاية حيث أثبتت أن الأنظمة الخانعة العميلة لا تمثلها وأن التطبيع مع إسرائيل لا يعنيها فهي ترفضه جملة وتفصيلاً، وأثبتت أن سياسة المصالح والخوف على السلطة لا تمت لها بصلة لأن الشعوب ترى فلسطين قضيتها الأولى وتدرك أن نصرتها ودعمها واجب ديني وإنساني وأخلاقي وبكل الاعتبارات.
توصيف ما يفعله العدو الصهيوني في غزة من طغيان، توصيفه لمجرد التوصيف فقط أمر مثير للسخرية، عندما يأتي الكثير من ذوي النفوذ والسياسيين وغيرهم للحديث عن جرائم العدوان الإسرائيلي في غزة فيصفون تلك المجازر بأنها جرائم حرب ويصفونها بالإبادة الجماعية وبالانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان وللمواثيق الدولية وغير ذلك من التوصيفات التي هي حقيقة لا غبار عليها لكن هل توصيف ما يجري في غزة يعتبر موقفاً؟ لا ليس موقفاً إيجابياً ولا نصرة لغزة وشعب فلسطين إنما هو تحصيل حاصل لمعطيات يعرفها القاصي والداني والصديق والعدو، والموقف الحقيقي والقوي والواجب على العرب والمسلمين بالدرجة الأولى هو العمل بكل الطرق والوسائل لوضع حد لهذا الطغيان ولهذا الإجرام الصهيوني، فعندما نرى الكيان الصهيوني يسرف في قتل الأطفال والنساء ويدمر غزة ويحاصرها من الماء والغذاء والدواء ونرى أمريكا تدعم كيان الاحتلال سياسيا وعسكريا ولوجستياً فإن الموقف الصحيح والواجب الذي يفرضه علينا ديننا هو نصرة غزة وشعب فلسطين بشكل عام في كل المجالات دون خوف أو رهبة من أحد، كما أنه لا يكفي عند ارتكاب إسرائيل لمجازر وحشية أن يقتصر الأمر على الخروج في مسيرات جماهيرية حاشدة فقط فهذا موقف الشعوب التي لا حول لها ولا قوة إلا الحزن والغضب والدعاء والمسيرات، وقد شاهدنا كيف أن المسيرات الجماهيرية الحاشدة خرجت في معظم بلدان العالم حتى في تلك البلدان التي أنظمتها تدعم إسرائيل وتطبع معها وقد حاولت منع المسيرات والاحتجاجات ولم تستطع ما يؤكد أن موقف الشعوب يعبر عن الشعوب نفسها ويدل على قوة علاقتها بالقضية الفلسطينية ولا يعبر عن الأنظمة أبداً لأن دور الأنظمة يجب أن يكون واسعاً وقوياً بحجم التحديات والأحداث، وقد حان الوقت ليقول الجميع من العرب والمسلمين لأنفسهم يكفي خذلاناً للقضية الفلسطينية على مدى أكثر من سبعة عقود يكفي وحان وقت الأعمال والمواقف القوية والجادة لنصرة فلسطين والمسجد الأقصى والشعب الفلسطيني بل لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني بشكل شامل، وهذا ليس مستحيلا بل هو ممكن خصوصا عندما يكون العمل الجهادي قائماً على الثقة بالله والتوكل عليه، “ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز”.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
سرايا - قال رئيس الوزراء جعفر حسان، الثلاثاء، إن الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية، وكل المجتمع الدولي يجب أن يكون معنياً بوقف هذا التوحش الذي طال الأطفال والنساء والعزل، واليوم يتمثل في التجويع لغايات التهجير، وطرد الشعب الثابت على أرضه.
وأكد رئيس الوزراء مجدداً على ثوابت الأردن القوية والراسخة تجاه القضيَّة الفلسطينية، التي يعبر عنها جلالة الملك دائماً بكل وضوح في "لاءات الأردن الثلاثة"؛ (لا للتهجير، لا للتوطين، لا للوطن البديل).
وأشار إلى أن الجهود التي يقودها جلالة الملك مكرسة من أجل دعم وتثبيت صمود الأشقاء الفلسطينيين على ترابهم الوطني، وهذا هو الضمان الوحيد لاستعادة حقوقهم الكاملة وفي مقدِّمتها حقَّهم في إقامة دولتهم المستقلة ذات السيادة، على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وعلى أساس حل الدَّولتين.
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الوزراء التي عقدت اليوم في محافظة مأدبا؛ وهي السادسة التي يعقدها في المحافظات.
إقرأ أيضاً : بعد عودة القتال .. نتنياهو يوجه تعليمات "صارمة" لوزرائهإقرأ أيضاً : الاحتلال يغلق معبر رفح ويمنع سفر المرضى من قطاع غزةإقرأ أيضاً : ارتفاع حصيلة شهداء عدوان الاحتلال على غزة إلى 322 شهيدا
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1329
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 18-03-2025 11:48 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...