البوابة نيوز:
2024-09-30@14:24:19 GMT

منظور آخر للقضية الفلسطينية

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

أؤمن دائمًا بأن هناك بعض المشاكل تحتاج لأن تتفاقم حتى نتمكن من حلها، ذلك لأن الحديث عن حلول في بدايات المشكلة مع عدم امتلاك القدرة على حلها من الأساس يمثل نوعًا من ضرب الرؤوس في الجدران بلا طائل يمكن تحقيقه.. وعلى ما يبدو أن المشكلة تفاقمت إلى حد كبير.. ووصل وجيبها مداه، حتى ظهر ما في باطنها.

(1)

فمع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها "المقاومة الفلسطينية" على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، ومع تطورات المشهد السياسي والعسكري تجاه الناحية الشرقية للحدود المصرية في قطاع غزة، اتسعت دائرة العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، وبرزت الحاجة الملحة لإعلان المخطط الإسرائيلي لتوطين أهالي القطاع في سيناء، وهو مخطط لم يكن جديدًا على أسماعنا نحن المصريين.

. ونعرف جيدًا أننا الأعداء الاستراتيجيين لإسرائيل، ونعلم أيضًا أن المقصود من كل تلك الممارسات العنصرية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي توريط مصر في أزمات أكبر من أن تحتملها، وأن تنسى القضية الفلسطينية كما نسيها آخرون من أبناء جلدتنا.

(2)

لكن دعونا ننظر إلى القضية من منظور آخر.. منظور يعود بنا إلى أن نتمثل التجربة المصرية في درء الاحتلال عن الجغرافيا المصرية، فمنذ قديم الأزل وتتعرض مصر لمثل ما تعرضت له فلسطين.. احتلال يعقبه احتلال..وظلمات كانت بعضها فوق بعض منذ عصر الأسرات الفرعونية وهجمات الهكسوس على مصر، ولجوء مصر لتوحيد جبهتها الداخلية لمواجهتهم، وهو نفس النهج الذي سارت عليه مصر في سلسلة الاحتلال اللاحق، فلم تمكث الحملة الفرنسية كثيرًا أمام رغبة المصريين في طردها ولفظها شعبنا بكل ما أتت به. كما لم يستطع الاحتلال البريطاني أن تقوى عزيمته أمام الرغبة الجامحة في طرده أشد طرده. وأمام إرادة الشعب المصري "الموحد" لم يستطع العدوان الثلاثي أن يستمر في مصر، وفشل الاحتلال الإسرائيلي لاحقًا في أن يوطد أركانه على أرض مصر منذ بدايته عام 1967 وحتى جلاء كامل القوات الإسرائيلية عن مصر بعد المفاوضات التي تلت حرب أكتوبر 1973. وخلال كل تلك الفترات لم نصيح بأعلى صوتنا ونطلب دعم العرب، بل كانت صيحاتنا إلى أنفسنا، إلى إيقاظ الرغبة في الموت من أجل استعادة الأرض مهما كان الثمن.

(3)

لكن الأزمة في فلسطين تكمن في أن الفلسطينيين اعترفوا بشرعية الاحتلال قبل أن يعترف الاحتلال نفسه بشرعية دولة فلسطين.. لكن هذا لا يهم.. دعونا نتجاوز هذا الواقع إلى واقع آخر. فبيت القصيد هنا بالنسبة لي يكمن في ضرورة إيجاد أرضية مشتركة يمكن لأبناء الشعب الفلسطيني أن يقفوا عليها لكي ينطلقوا باتجاه هدفهم المتمثل في طرد الاحتلال أو حتى تقليص جغرافيته. وعليه، فلا يجوز أن يعيش الشعب الفلسطيني "شعبين" وتحت "حكومتين" يتراشقان في أوقات السلم، ولا يعلنان توحدهما معًا حتى في أوقات الحرب.

(4)

إنني أثق في أن هناك لحظات لا يجوز فيها جلد الذات بقدر ضرورة النظر إلى معالجة الوضع الراهن، فترميم البيت يبدأ من اعتراف من يعيش فيه بأهمية ترميمه لكي يتماسك أمام عوامل الزمن، وإلا ستظل مأساة استمرار العيش في بيت متصدع أقصى طموحنا وأمانينا، بصرف النظر عن المرحلة التالية والتي تتمثل في توحيد الجبهة الداخلية لحل مشكلة المشاكل و"قضية القضايا". وبدلًا من أن ننتظر القيامة حتى نخبر الله بكل شئ أو نصفع خدودنا عند حلول المصائب، يجب تضميد الجراح بعد المعركة الحالية والترتيب لصياغة مرحلة جديدة من التوافق بين أبناء الشعب الفلسطيني وتشكيل جبهة موحدة لصياغة مرحلة جديدة من عمر القضية الفلسطينية.. مرحلة يتمسكون فيها بالتوصل إلى إقامة دولتهم مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات، بدون انتظار الدعم العربي أو التضامن الدولي أو حتى رصاصة الرحمة من العدو. 

 (5)

إلى الأشقاء في فلسطين.. وحدوا جبهتكم الداخلية وكثفوا جهدكم تجاه إزاحة الاحتلال أو الاعتراف به إن أردتم.. حددوا موقفكم من حدود دولتكم أولًا.. واتفقوا على ضوابط يمكن أن تكون أرضية مشتركة بين من يحكم من قطاع غزة ومن يحكم من الضفة الغربية في سياق المواجهة، أعيدوا فتح ملف "المصالحة الفلسطينية"، ذلك الملف الذي قال لي أحد الشخصيات الفلسطينية البارزة يومًا ما أنه "ملف حساس لايجوز الحديث فيه"، وقتها لن نستجدي أحدًا لاقتناص الحق، خاصة وأنه بات واضحًا للأعمى أن المجتمع الدولي لم يعد يعترف بالضعيف والمستجدي للحق، وبات منطق القوة هو الغالب، حتى أصبحت إسرائيل تتعامل بمنطق أنها لا تُسأل عما تفعل وهم يسألون.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التجربة المصرية الضفة الغربية قطاع غزة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه يواصلون أعمالهم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي أعمالها الاستفزازية والوحشية بحق الشعب الفلسطيني، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم /الأحد/، خمسة شبان، بينهم سيدة، من بلدة عزون شرق قلقيلية، بعد أن داهمت منازلهم، وفتشتها.


وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة من مدخلها الشمالي الرئيسي، وانتشرت بعدة أحياء، منها: الحارة القديمة والعقبة، والمثلث.
وأضافت أن قوات الاحتلال نصبت حواجز عسكرية "طيارة" عند مدخل قرية النبي إلياس وأماتين شرق قلقيلية، ودققت في بطاقات هويات الركاب، ما أعاق حركة تنقل المواطنين.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتقلت اليوم، شابين من بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة، عقب دهم منزلي ذويهما، وتفتيشهما.
وفي سياق ممارسة الأعمال الإجرامية قامت القوات باقتحام، بلدة سلوان، جنوب القدس المحتلة، دون أن يبلغ عن اعتقالات أو مواجهات.
كما اقتحم مستوطنون اليوم، المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا "الأقصى" على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية، مشيرة إلى أن الأقصى يتعرض يوميا عدا الجمعة والسبت، لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى، ومحاولة تقسيمه زمانيا.
فيما تشهد القدس القديمة وبواباتها إجراءات عسكرية مشددة تتمثل بالتفتيش الدقيق للمواطنين والمصلين في الأقصى والاعتداء عليهم، وآخرها وضع أساسات لبناء مصعد كهربائي على مسافة 200 متر مربع من حائط البراق باتجاه المسجد الأقصى، لتسهيل اقتحامات المستوطنين.
كما شرعت آليات وجرافات للاحتلال الإسرائيلي اليوم، بتجريف أراض في بلدة سنجل شمال رام الله، المحاذية للشارع الرئيس، تمهيدا لإقامة جدار شائك.
وقال رئيس بلدية سنجل معتز طوافشة، إن آليات الاحتلال شرعت بتجريف أراضي البلدة، تمهيدا لوضع جدار شائك على طول شارع "60"، ويمتد على طول أكثر من كيلو متر بارتفاع 4 أمتار.
وأشار إلى أن الاحتلال أخطر أهالي البلدة مطلع العام الجاري بوضع اليد على 30 دونما، لصالح بناء الجدار، الذي من شأنه أن يعزل سنجل عن الشارع الرئيس، ويحرم المواطنين من الوصول لأراضيهم خلف الجدار التي تقدر مساحتها بأكثر من 8000 دونم.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء الفلسطيني: دعم السعودية للقضية الفلسطينية سياسيا ودبلوماسيا مستمر منذ عقود
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: دعم السعودية للقضية سياسيا ودبلوماسيا مستمر منذ عقود
  • "فتح": الصين حاضنة آمنة للقضية الفلسطينية وقضايا التحرر في العالم
  • مصطفى بكري: مصر تسعى للحصول على حقوق الشعب الفلسطيني
  • «دعم حقوق الشعب الفلسطيني»: الاحتلال الإسرائيلي يخطط لتوسيع الصراع الإقليمي
  • «أبوردينة»: حل عادل للقضية الفلسطينية الضمان الوحيد لمستقبل آمن ومستقر للمنطقة
  • الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه يواصلون أعمالهم الوحشية بحق الشعب الفلسطيني
  • فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية
  • وزير الخارجية: لن يكون سلام أو استقرار في المنطقة دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية
  • رئيس وزراء فلسطين: إسرائيل لديها خطة للتخلص من الشعب الفلسطيني للاستيلاء على الأرض