البوابة نيوز:
2024-12-25@01:25:01 GMT

منظور آخر للقضية الفلسطينية

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

أؤمن دائمًا بأن هناك بعض المشاكل تحتاج لأن تتفاقم حتى نتمكن من حلها، ذلك لأن الحديث عن حلول في بدايات المشكلة مع عدم امتلاك القدرة على حلها من الأساس يمثل نوعًا من ضرب الرؤوس في الجدران بلا طائل يمكن تحقيقه.. وعلى ما يبدو أن المشكلة تفاقمت إلى حد كبير.. ووصل وجيبها مداه، حتى ظهر ما في باطنها.

(1)

فمع انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها "المقاومة الفلسطينية" على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، ومع تطورات المشهد السياسي والعسكري تجاه الناحية الشرقية للحدود المصرية في قطاع غزة، اتسعت دائرة العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، وبرزت الحاجة الملحة لإعلان المخطط الإسرائيلي لتوطين أهالي القطاع في سيناء، وهو مخطط لم يكن جديدًا على أسماعنا نحن المصريين.

. ونعرف جيدًا أننا الأعداء الاستراتيجيين لإسرائيل، ونعلم أيضًا أن المقصود من كل تلك الممارسات العنصرية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي توريط مصر في أزمات أكبر من أن تحتملها، وأن تنسى القضية الفلسطينية كما نسيها آخرون من أبناء جلدتنا.

(2)

لكن دعونا ننظر إلى القضية من منظور آخر.. منظور يعود بنا إلى أن نتمثل التجربة المصرية في درء الاحتلال عن الجغرافيا المصرية، فمنذ قديم الأزل وتتعرض مصر لمثل ما تعرضت له فلسطين.. احتلال يعقبه احتلال..وظلمات كانت بعضها فوق بعض منذ عصر الأسرات الفرعونية وهجمات الهكسوس على مصر، ولجوء مصر لتوحيد جبهتها الداخلية لمواجهتهم، وهو نفس النهج الذي سارت عليه مصر في سلسلة الاحتلال اللاحق، فلم تمكث الحملة الفرنسية كثيرًا أمام رغبة المصريين في طردها ولفظها شعبنا بكل ما أتت به. كما لم يستطع الاحتلال البريطاني أن تقوى عزيمته أمام الرغبة الجامحة في طرده أشد طرده. وأمام إرادة الشعب المصري "الموحد" لم يستطع العدوان الثلاثي أن يستمر في مصر، وفشل الاحتلال الإسرائيلي لاحقًا في أن يوطد أركانه على أرض مصر منذ بدايته عام 1967 وحتى جلاء كامل القوات الإسرائيلية عن مصر بعد المفاوضات التي تلت حرب أكتوبر 1973. وخلال كل تلك الفترات لم نصيح بأعلى صوتنا ونطلب دعم العرب، بل كانت صيحاتنا إلى أنفسنا، إلى إيقاظ الرغبة في الموت من أجل استعادة الأرض مهما كان الثمن.

(3)

لكن الأزمة في فلسطين تكمن في أن الفلسطينيين اعترفوا بشرعية الاحتلال قبل أن يعترف الاحتلال نفسه بشرعية دولة فلسطين.. لكن هذا لا يهم.. دعونا نتجاوز هذا الواقع إلى واقع آخر. فبيت القصيد هنا بالنسبة لي يكمن في ضرورة إيجاد أرضية مشتركة يمكن لأبناء الشعب الفلسطيني أن يقفوا عليها لكي ينطلقوا باتجاه هدفهم المتمثل في طرد الاحتلال أو حتى تقليص جغرافيته. وعليه، فلا يجوز أن يعيش الشعب الفلسطيني "شعبين" وتحت "حكومتين" يتراشقان في أوقات السلم، ولا يعلنان توحدهما معًا حتى في أوقات الحرب.

(4)

إنني أثق في أن هناك لحظات لا يجوز فيها جلد الذات بقدر ضرورة النظر إلى معالجة الوضع الراهن، فترميم البيت يبدأ من اعتراف من يعيش فيه بأهمية ترميمه لكي يتماسك أمام عوامل الزمن، وإلا ستظل مأساة استمرار العيش في بيت متصدع أقصى طموحنا وأمانينا، بصرف النظر عن المرحلة التالية والتي تتمثل في توحيد الجبهة الداخلية لحل مشكلة المشاكل و"قضية القضايا". وبدلًا من أن ننتظر القيامة حتى نخبر الله بكل شئ أو نصفع خدودنا عند حلول المصائب، يجب تضميد الجراح بعد المعركة الحالية والترتيب لصياغة مرحلة جديدة من التوافق بين أبناء الشعب الفلسطيني وتشكيل جبهة موحدة لصياغة مرحلة جديدة من عمر القضية الفلسطينية.. مرحلة يتمسكون فيها بالتوصل إلى إقامة دولتهم مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات، بدون انتظار الدعم العربي أو التضامن الدولي أو حتى رصاصة الرحمة من العدو. 

 (5)

إلى الأشقاء في فلسطين.. وحدوا جبهتكم الداخلية وكثفوا جهدكم تجاه إزاحة الاحتلال أو الاعتراف به إن أردتم.. حددوا موقفكم من حدود دولتكم أولًا.. واتفقوا على ضوابط يمكن أن تكون أرضية مشتركة بين من يحكم من قطاع غزة ومن يحكم من الضفة الغربية في سياق المواجهة، أعيدوا فتح ملف "المصالحة الفلسطينية"، ذلك الملف الذي قال لي أحد الشخصيات الفلسطينية البارزة يومًا ما أنه "ملف حساس لايجوز الحديث فيه"، وقتها لن نستجدي أحدًا لاقتناص الحق، خاصة وأنه بات واضحًا للأعمى أن المجتمع الدولي لم يعد يعترف بالضعيف والمستجدي للحق، وبات منطق القوة هو الغالب، حتى أصبحت إسرائيل تتعامل بمنطق أنها لا تُسأل عما تفعل وهم يسألون.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التجربة المصرية الضفة الغربية قطاع غزة الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

موظفو مكتب هيئة الزكاة بالأمانة ينظمون وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني

الثورة نت|

نظم موظفو مكتب الهيئة العامة للزكاة في أمانة العاصمة، اليوم، وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، وإعلاناً للجهوزية لمواجهة أي تصعيد صهيوني أمريكي.

وفي الوقفة التي حضرتها قيادة وكوادر المكتب وفروعه بالمديريات، أشار مدير مكتب الزكاة بالأمانة محمد العلفي، إلى أن هذه الوقفة تأتي في إطار برامج وفعاليات الشعب اليمني لمناصرة ومساندة غزة والشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

وأكد استعداد وجهوزية شعب الإيمان والحكمة لمواجهة أي تصعيد إجرامي من قبل العدو الإسرائيلي والأمريكي وعملائهم، والتصدي لمؤامراتهم ضد اليمن حتى تحقيق النصر ودحر الغزاة والمحتلين.. مبيناً أن اليمن يُعرف بأنه مقبرة للغزاة.

ولفت العلفي، إلى أن اليمنيين اليوم أكثر قوة وصموداً وثباتاً ومستمرون في التعبئة والالتحاق بدورات طوفان الأقصى العسكرية الشعبية استعداداً لتنفيذ توجيهات القيادة الثورية لمواجهة أي تصعيد.

وأشار بيان صدر عن الوقفة، إلى جهوزية الشعب اليمني لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي أمريكي على الوطن.. مؤكداً الموقف المبدئي والثابت في مساندة ونصرة الشعب الفلسطيني ومقاومته لردع الكيان الصهيوني المجرم.

وأدان العدوان الصهيوني على سوريا واحتلال أراضيها ونهب ثرواتها من قبل الأمريكان والصهاينة.. محذراً جميع الدول العربية والإسلامية من المخطط الشيطاني الذي أعلن عنه الصهاينة بشكل واضح وصريح وهو مشروع “الشرق الأوسط الجديد” ويستهدف الدول العربية في المقدمة.

وحذر البيان من يتحركون خدمة للصهاينة بهدف إشغال الشعب اليمني عن مناصرة غزة وفلسطين.. مؤكداً أن الشعب اليمني يقظ ومستعد للتصدي لكل المؤامرات والمخططات الإجرامية التي تستهدفه.

وأكد تمسك الشعب اليمني بالهوية الإيمانية، وتجديد ولاءه وعهده لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والاستعداد لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ضد أعداء الله.

ودعا البيان، علماء الأمة الإسلامية ونخبها الفكرية والثقافية ووسائل اعلامها إلى القيام بمسئولياتهم تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأهمية نشر الوعي القرآني حول خطورة العدو الصهيوني ومخططاته الخبيثة.

مقالات مشابهة

  • وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في الصومعة بالبيضاء
  • ريمة.. وقفات تضامنية مع فلسطين في وجه العدوان
  • موظفو مكتب هيئة الزكاة بالأمانة ينظمون وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني
  • فلسطين من المتن إلى الهامش.. ماذا فعلوا لتقزيم القضية الفلسطينية؟!
  • رئاسة كوردستان تؤكد دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني
  • فتح: الظروف مهيأة لنتنياهو لممارسة عدوانه تجاه الشعب الفلسطيني
  • المفتي: ما يحدث من الشعب الفلسطيني تجربة حية على عظمة الأوطان
  • الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. "أبو عطيوي": الاحتلال يسعى لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية
  • بيان عاجل لـ فلسطين بشأن عدم توقف الاحتلال عن حرب الإبادة
  • "الخارجية الفلسطينية" تحمل مجلس الأمن المسؤولية عن الفشل في وقف حرب الإبادة بغزة