بتريوس يتوقع مضي إسرائيل بالهجوم البري على غزة ويحذر من ترسانة حزب الله العسكرية الخطيرة
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
شفق نيوز/ رجح رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) السابق الجنرال ديفيد بتريوس، أن تمضي إسرائيل قدماً في تنفيذ هجوم بري على قطاع غزة، بهدف تدمير حركة حماس.
وقال في حديث مع "الشرق للأخبار" إنه "نظراً للأهداف التي أعلنها الإسرائيليون، (المتعلقة بالقضاء على البنية التحتية لحركة حماس)، لا أعرف كيف يمكن تحقيقها دون تنفيذ عملية برية".
وأضاف: "من الواضح أن العملية البرية سوف تستلزم قتالاً عنيفاً، وخسائر فادحة ومأساوية لا مفر منها في أرواح المدنيين الأبرياء، فضلاً عن الإضرار بالبنية التحتية".
"لا خطة بعد العملية العسكرية"
وقدر الجنرال المتقاعد، الذي قاد القتال في العراق بعد سقوط حكم نظام البعث واحتلاله، في تصريحاته لـ"الشرق" أن "إسرائيل لا تريد إعادة احتلال غزة"، وعليه أثار بتريوس السؤال "حول الكيان الذي يمكنه تولي إدارة المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية، وإعادة بناء البنية التحتية المتضررة والمدمرة وما إلى ذلك (بعد انتهاء الهجوم البري المحتمل)، فضلاً عن ضمان عدم قدرة حماس والجهاد الإسلامي على إعادة بناء نفسيهما"، على حد قوله.
وهنا استذكر رئيس المخابرات المركزية الأميركية السابق، تجربة الولايات المتحدة في العراق، وحذر من فراغ بعد عملية برية في غزة، وأن هذا الفراغ يمكن أن يؤدي إلى ما "كان تنظيم الدولة الإسلامية – داعش، قادراً على القيام به في العراق (إعادة تنظيم صفوفه) بعد مغادرة قواتنا القتالية الأخيرة في أواخر العام 2011"، بحسب تعبيره.
وأوضح بتريوس أن "مسألة الكيان الذي قد يدير قطاع غزة في أعقاب العمليات التي ربما ستقضي على عناصر حماس وجناحها السياسي، يبدو لي أنها تشكل السؤال الأصعب الذي يلوح في الأفق حالياً".
وقال: "لقد تعلمنا الدرس بصعوبة في العراق بشأن الحاجة إلى تخطيط مفصل لمرحلة ما بعد الصراع، وإسرائيل تدرك بوضوح أن هناك حاجة إلى التخطيط لمرحلة ما بعد الصراع والعملية البرية، ولكن يبدو أنه لا يوجد حل واضح في الوقت الراهن".
وتوقع الجنرال ديفيد بتريوس، أنه من المحتمل أن تكون هناك مبادرات دبلوماسية غير مباشرة للإفراج عن المزيد من الأسرى، لا سيما بعد إطلاق سراح رهينتين إضافيتين، الاثنين، من قبل حماس، وأشار إلى أنه من غير المرجح - نظراً للعدد الهائل من القتلى الإسرائيليين المدنيين الذين أوقعتهم حماس، والطريقة التي قُتل بها العديد منهم- أن تتمكن إسرائيل من التفاوض معهم، لأنه وبحسب وصفه، فهدف حماس في نهاية المطاف هو "تدمير إسرائيل وقتل اليهود".
حدود تدخل حزب الله
الجنرال ديفيد بتريوس اعتبر أن الصواريخ التي يمتلكها "حزب الله" تمثل تهديداً "خطيراً" على إسرائيل في ظل المخاوف من فتح جبهة جنوب لبنان، وذلك في الوقت الذي يتحضر فيه الجيش الإسرائيلي لشن عملية عسكرية برية في قطاع غزة.
وأضاف لـ"الشرق": "150 ألف صاروخ، يمتلكها حزب الله، تمثل تهديداً خطيراً للغاية، وإذا استُخدمت بكثافة، سيكون على تل أبيب أن ترد بقوة وأن تحدث أضراراً هائلة في مرافق حزب الله وبنيته التحتية كما حصل عام 2006".
وعليه، أشار المسؤول الأميركي السابق إلى أن حزب الله قد يبدو "أنه غير مستعد للمرور بالموقف نفسه (موقف 2006) مرة أخرى، ولكن الضغوطات عليه قد تزداد على أية حال، كما أن إسرائيل تعمل بجد لردع أي تصعيد محتمل من قبل حزب الله".
وعند سؤاله عن توقعاته لإمكانية مشاركة الولايات المتحدة، إذا ما نشبت الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل، أجاب بتريوس: "هذا صعب للغاية، حيث يعتمد ذلك على ظروف مُحددة بما في ذلك نطاق القتال واتساعه، ومدى حاجة إسرائيل أو رغبتها في تلقي المساعدة".
هل تشارك إيران في الحرب؟
وتشهد المنطقة تصعيداً غير مسبوق ومخاوف من اتساع رقعة الحرب، تترافق مع مخاوف من انضمام طهران بشكل مباشر في هذه الحرب، أو نشوب نزاع عسكري بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، حيث قال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، خلال مؤتمر صحفي، الاثنين، إن الولايات المتحدة طالبت إيران بضبط النفس، ووجهت دعوة إلى الأطراف الأخرى في المنطقة إلى الهدوء، ولكن في حال ارتكبت إسرائيل خطأ شن هجوم بري على غزة فإنها ستتورط في مستنقع لا يمكنها التخلص منه.
ولكن رئيس الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، استبعد هذا السيناريو، وقال لـ"الشرق": "لا أعتقد أن إيران تريد أن تدخل في نزاعٍ مباشر مع إسرائيل، نظراً لقدرات إسرائيل العسكرية الكبيرة وقدرتها على الاستجابة، وبدلاً من ذلك، أعتقد أن طهران ستكون أكثر ارتياحاً تجاه أن تفعل ما اعتادت فعله – وهو الحرب بالوكالة، إضافة إلى التمويل والتسليح والإمداد بالمعدات لوكلائها في المنطقة مثل: حماس، وحزب الله، والمليشيات الشيعية في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، وتمكينهم من التسبب في تحديات كبيرة" لتل أبيب.
سر اختراق الأمن الإسرائيلي في 7 أكتوبر
وأرجع الجنرال المتقاعد، نجاح حماس في اختراق الأمن الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر، إلى تطوير الحركة لأمنها العملياتي بشكل كبير، وتسخير التضليل المعلوماتي، ومنع وكالات الاستخبارات الإسرائيلية من اكتشاف خطط الهجوم الذي وقع، على الرغم من فعالية إسرائيل عادةً.
وأضاف أن "حماس استغلت انشغال إسرائيل أيضا بالضفة الغربية، نظراً للتوتر هناك، وبالساحة الداخلية الإسرائيلية، نظراً للاضطرابات السياسية، ومن ناحية عملياتية، تمكنت حماس من تعطيل أنظمة المراقبة الإسرائيلية بدقة من خلال مهاجمة أبراج الاتصالات التي تغذي مراكز المراقبة بالفيديو (أي من الجدار الحدودي الفاصل إلى مراكز القيادة)، واستخدمت تكتيكات مبتكرة لدخول إسرائيل - عند تنفيذ الهجوم".
كما لفت إلى أن "السابع من أكتوبر صادف يوم سبت، وهو يوم لممارسة الشعائر الدينية مما خفض من الجاهزية العسكرية.
ونتيجة لذلك، تضافرت عدة عوامل أدت إلى فشل استخباراتي (إسرائيلي) خطير، إلى جانب فشل خطير في الجاهزية العسكرية".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي امريكا حرب غزة فی العراق حزب الله
إقرأ أيضاً:
سبحان الذي أسرى بعبده.. القرآن لخص تفاصيل ليلة الإسراء والمعراج بهذه الآية
تتضمن آية سبحان الذي اسرى بعبده من سورة الإسراء معجزة من أعظم المعجزات التي تكشف أسرار ليلة من أهم ليالي شهر رجب الذي هو أحد الأشهر الحُرم، وحيث اقتربت ليلة الإسراء والمعراج بنفحاتها التي لا يمكن لعاقل تفويتها ، من هنا تكثر الأسئلة تحت عنوان سبحان الذي اسرى بعبده ، سواء فيما حدث وسبب نزول هذا الآية وما تحويه من عجائب وأسرار .
ماذا حدث في الإسراء والمعراج؟.. 25 مشهدًا عجيبًا بين السماوات السبعة والأرضسبحان الذي أسرىعبرت آية سبحان الذي أسرى بعبده عن ليلة الجبر والمعجزات ، فقد ذكر القرآن الكريم قصة الإسراء والمعراج ولخص الرحلة في آية واحدة «سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى» ، وورد أنها إحدى معجزات النبي محمد صلى الله عليه وسلم-؛ ففيها أسرى الله عز وجل بنبيه محمد من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك في بيت المقدس، وفي مكان مرتفع من أرض المسجد الأقصى المبارك توجد صخرة كبيرة عرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من فوقها إلى السموات العُلى.
و لم تكن رحلةُ الإسراء والمعراجِ حدثاً عادياً؛ بل كانت معجزةً إلهيَّة متكاملةً أيَّدَ الله بها نبيَّهُ محمداً -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ونَصَر بها دعوتَهُ، وأظهَرهُ على قومِه بدليلٍ جديدٍ ومعجزةٍ عظيمةٍ يعجزُ عنها البَشر؛ إذ أسرى بهِ من المَسجدِ الحرامِ في مكَّةَ إلى المسجدِ الأقصى في مدينةِ القدس ؛ِ لِيُسرِّيَ عنهُ ما لَقيَهُ من أهلِ الطَّائف، ومن آثارِ دعوتِه، وموتِ عمِّهِ وزوجَتِه، ثمَّ عَرَجَ بِهِ إلى السَّماواتِ العُلى؛ ليريَهُ من آياتِهِ الكبرى.
ورّغمِ عدمِ ذكرِ الحادثةِ تصريحاً في آياتِ القرآنِ الكريمِ، إلَّا أَّنها اشتَملت إشاراتٍ تُؤيِّدُ صحَّتها، منها ما وَرَدَ في قوله –تعالى-: « وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ*عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ*إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ*مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ*لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ»، و قيلَ في توقيتِ رحلةِ الإسراءِ والمعراجِ قولانِ: فَنُقِلَ أنَّها وَقَعت قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ، وَقِيلَ قبلَها بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ، وأمَّا موضِعُ بدايَتِها ففيهِ أيضاً قولانِ: أوّلهما من المَسجِدِ الحَرامِ؛ إذ كانَ رسولُ اللهِ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- نَائِمًا فِي الْحِجْرِ، فَكانَت انطلاقةُ الرِّحلةِ من موضِعه، وَثانيِهما من بَيْتِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، وثلَّثَ آخرونَ بقولِ: كُلُّ الحرَمِ مسجِد.
ليلة الإسراء والمعراججاءت ليلة الإسراء والمعراج ، تثبيتًا للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم ومواساة وتكريمًا؛ ولتكون بذلك منحة ربانيَّة تمسح الأحزان ومتاعب الماضي، وتنقله -صلى الله عليه وسلم- إلى عالم أرحب وأُفق أقدس وأطهر، إلى حيث سِدْرَة المنتهى، والقُرْب من عرش الرحمن، مضيفًا بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ظل يدعو أهل مكة إلى الإسلام نحو 13 سنة، وكان عمه أبو لهب محطة تشويش فائقة القدرة على رسالة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وكان قد سبق هذه الرحلة سنوات عجاف على مكة ثم تلاها عام الحزن، حيث حدثتْ للرسول -صلى الله عليه وسلم- مصيبتان كبيرتان في السنة (العاشرة من البعثة)، أمَّا الأولى فهي موت أبي طالب، عمِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والسند الاجتماعي له، وأمَّا الثانية فهي وفاة خديجة رضي الله عنها، زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والسند العاطفي والقلبي له، فحينما وقعت هاتان الحادثتان المؤلمتان خلال أيَّام معدودة، ازدادت مشاعر الحزن والألم في قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وزاد عليه ما كان مِن تجرُّؤ المشركين عليه؛ حيث كاشفوه بالنكال والأذى بعد موت عمِّه أبي طالب.
و قد ازداد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غمًّا على غمٍّ حتى يئس من قريش، وخرج إلى أكبر القبائل بعد قريش وهي قبيلة ثقيف بالطائف؛ رجاء أن يستجيبوا لدعوته أو يُئووه وينصروه على قومه، فلم يرَ ناصرًا ولم يرَ مَن يُئوي، وقد قال له أحدهم: أما وجد الله أحدًا يرسله غيرك؟ وقال آخر: والله لا أُكلِّمك أبدًا... لئن كنت رسولًا من الله كما تقول لأنت أعظم خطرًا من أن أردَّ عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك! وهنا قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من عندهم وقد يئس من خيرهم.
وقال لهم: "إِذْ قَدْ فَعَلْتُمْ فَاكْتُمُوا عَنِّي". إلاَّ إنهم لم يفعلوا، بل تطاولوا عليه -صلى الله عليه وسلم-، وأَغْرَوْا به سفهاءهم الذين رَمَوْهُ بالحجارة هو ومولاه زيد بن حارثة، حتى دَمِيَتْ قدمه الشريفة، وشُجَّ رأس زيد، ولم يزل به السفهاء حتى ألجئُوه إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة، وهناك التجأ إلى شجرة وأخذ يدعو بالدعاء المشهور: "اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي، إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلاَ أُبَالِي..».
ولما عاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة حزينًا كسيرَ النفس لم يستطع أن يَدْخُلْهَا إلاَّ في جوار مشرك، وهو مطعم بن عديّ، وفي هذه الظروف العصيبة والمحن المتلاحقة؛ في الطائف وفيما سبقها من وثيقة المقاطعة والحصار، ووفاة سَنَدَي الرسول الكريم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العاطفي والاجتماعي، زوجه السيدة خديجة -رضي الله عنها- وعمه أبي طالب؛ وبعد أن ضاقت به الأرض من المشركين اتَّسعت له أفق السماء، وجاءت معجزة الإسراء والمعراج .
وورد حديث صحيح عن معجزة الإسراء والمعراج روي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ، طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ جِبْرِيلُ: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ.
وعندما عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ بِي، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، فَرَحَّبَا وَدَعَوَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِفَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلامُ، إِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قَالَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ «وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا»آية 57 من سورة مريم، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِهَارُونَ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، قِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ .
وتابع : ثُمَّ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيلُ، قِيلَ وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَإِذَا هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ، وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلَالِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَ تَغَيَّرَتْ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ مَا أَوْحَى، فَفَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَنَزَلْتُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ: مَا فَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَإِنِّي قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي، فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقُلْتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ وَبَيْنَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ، فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا، كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً ، قَالَ: فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ».