مع حلول اليوم الـ18 من الحرب الإسرائيلية الأشد عنفا على غزة، تتصاعد التحذيرات من تحول مستشفيات قطاع غزة إلى مشارح كبرى لجثامين الشهداء بدلا من أن تكون أماكن للرعاية والاستشفاء.

وقال مدير مستشفى الشفاء الطبي -الأكبر في غزة- إنه لم يصلهم حتى الآن أي مستلزمات طبية أو أدوية من المساعدات التي دخلت القطاع، وأضاف للجزيرة "نحن بأمس الحاجة الآن لكل حبة دواء وكيس محلول ومستهلك طبي وأدوات جراحية".

وتابع "لم يعد لدينا متسع ولا لسرير واحد داخل المستشفى" مشيرا لأن الجرحى في الطرقات، ولا مكان للمرضى الجدد.

وأردف قائلا "نفدت الأدوية والمستلزمات الطبية، وغرف الرعاية المركزة امتلأت وغرف العمليات تعمل على مدار الساعة" مشيرا لأنهم يعملون منذ أسبوع على المفاضلة بين الجرحى حتى ينقذوا العدد الأكبر من المصابين.

وحذر أبو سلمية من نفاد الوقود وتوقف المستشفى الذي يخدم قرابة مليون و400 ألف في شمال ووسط غزة، مشيرا كذلك لوجود مرضى أيضا بعضهم يحتاج رعاية مثل مرضى الفشل الكلوي والسرطان والقلب، إضافة لرعاية الرضع والنساء والحوامل والتوليد.


وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، مساء اليوم الثلاثاء، "الانهيار التام" للمنظومة الصحية في كل مستشفيات القطاع، بينما طالبت منظمة الصحة العالمية ووكالة الأونروا بسرعة إيصال الوقود والمستلزمات الطبية إلى غزة.

وقال وكيل وزارة الصحة الفلسطينية بغزة الدكتور يوسف أبو الريش إن المنظومة الصحية في القطاع وصلت إلى مرحلة الانهيار الشامل رغم فتح المستشفيات أبوابها.

وأضاف في مقابلة مع الجزيرة أن جزءا كبيرا من الأدوية والمستلزمات الطبية قد نفدت، كما أغلقت الطاقة السريرية للمستشفيات.

من جانبه، قال المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة الدكتور محمد زقوت، أن إجراءات الاحتلال العقابية تهدد بقطع الخدمة عن بعض المستشفيات الكبرى، مشددا على أن عدم وصول الوقود إليها ينذر بكارثة كبرى.

ويعرض الإنفوغراف التالي، والمعلومات التفصيلية أدناه، واقع ما وصلت إليه المستشفيات في غزة بالأرقام المحدثة.

إنهيار حقيقي وشيك

جمعت الجزيرة نت من عدة مصادر بالإضافة لوكالة الأنباء الألمانية إفادات لمسؤولين في وزارة الصحة في غزة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية وممثلي منظمة الصحة العالمية في غزة بشأن تقييم ما وصلت إليه المستشفيات في القطاع ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

القدرة الاستيعابية لمستشفيات قطاع غزة تقتصر على 2500 سرير فيما تم توثيق أكثر من 12 ألف جريح بمعدل ألف جريح يوميا. وثقت منظمة الصحة العالمية 115 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية، مما أدى إلى مقتل 16 عاملا في مجال الرعاية الصحية وإصابة 28 آخرين. بحسب وزارة الصحة في غزة خرجت 7 مستشفيات و21 مركزا صحيا عن الخدمة جراء الاستهداف الإسرائيلي ونفاد الوقود. التدفق الكبير للضحايا يثقل كاهل النظام الصحي الذي كان منهكا أصلا بشدة بفعل الحصار المستمر منذ عام 2006، ويعمل بحالة أشبه إلى الشلل بسبب نقص المعدات والمواد الطبية. قبل بدء الهجوم الإسرائيلي عانت المستشفيات من نقص حاد في 44% من الأدوية و32% من المستهلكات الطبية و60% من لوازم المختبرات وبنوك الدم. المستشفيات والخدمات الصحية لا تملك الماء والأدوية الضرورية وتعمل في ظل انقطاع الكهرباء وندرة شديدة في كل الموارد تقريبا. أدت أزمة انقطاع الكهرباء إلى وقف خدمات طبية أساسية بما في ذلك غالبية أقسام مستشفى الأورام الوحيد في قطاع غزة. تشمل الإجراءات المتخذة للحفاظ على تشغيل غرف الطوارئ تعليق بعض العمليات الجراحية والعمل في الظلام والحد من استخدام المصاعد. وقد تتوقف قريبا الإجراءات الحيوية مثل التعقيم وغسيل الكلى. تعاني مستشفيات غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي من نقص شديد في المستهلكات الطبية وعشرات الأدوية. أدى التدفق الكبير للضحايا إلى المستشفيات إلى نقص شديد في الضمادات ومواد التخدير والمستهلكات التي تستخدم لمرة واحدة. تواجه المختبرات المركزية نقصا شديدا في المستلزمات المخبرية والكهرباء للاستمرار في تقديم الخدمة للمصابين. القدرة الاستيعابية لغرف العمليات في معظم المستشفيات في غزة عاجزة عن التعامل مع العدد الهائل من الجرحى على مدار الساعة. مئات المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة بحاجة إلى وحدات العناية المركزة. أطفال في الحاضنات يمكن أن يموتوا في أي لحظة بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الأكسجين يوجد نحو 50 ألف امرأة حامل في قطاع غزة يواجهن تحديات شديدة في الحصول على رعاية ما قبل الولادة والأمومة بسبب المخاطر المرتبطة بالحركة، وتوقف المرافق الصحية، ونقص الإمدادات المنقذة للحياة، فيما 5500 منهن سيلدن هذه الأيام في مصير مجهول. تم توثيق حالات لنساء اضطررن بالفعل إلى الولادة في الشوارع لأنهن لا يملكن منازل ولا مركز إيواء. أزمة كبيرة في التعامل مع المرضى الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى والكثير منهم مهددون بالموت بمن فيهم 170 طفلا لأنهم لا يستطيعون الوصول إلى غسيل الكلى. ما يقدر بنحو 20000 شخص يعانون من أمراض الصحة العقلية، وقد انقطعت إمكانية حصولهم على خدمات الصحة العقلية والأدوية، بينما تعرضوا للعنف وسوء المعاملة، واختفوا أثناء الإخلاء. نسبة كبيرة من الإصابات تغلب عليها حروق بالغة وتهتك شديد في الأعضاء والأحشاء الداخلية وتحتاج إلى عمليات دقيقة وبحاجة لوقت طويل. الأغلبية الساحقة من الجرحى انتشلوا من تحت أنقاض منازلهم ونحو 30% إلى 40% منهم من الأطفال وهم مصابون جراء الانفجارات والشظايا ومواد البناء التي تتطاير وتلحق الأضرار بأجسادهم أو يتعرضون للسحق تحت الأنقاض مما يجعل إصاباتهم تتعرض للتلوث الشديد وتتطلب لعمليات جراحية متكررة. يتزامن ذلك مع مخاطر عالية بانتشار الأوبئة في غزة بسبب تدمير أنابيب المياه وأنظمة الصرف الصحي وغياب أي برامج تطعيم منذ أسبوعين. عشرات آلاف النازحين توافدوا إلى ساحات المستشفيات في مختلف مناطق قطاع غزة بحثا عن ملجأ أمن وهو ما يشكل ضغطا بشريا هائلا. يقدر متوسط استهلاك المياه لجميع الاحتياجات (الشرب والطبخ والنظافة) حاليًا بـ3 لترات يوميًا للشخص الواحد في غزة. ويتزايد استهلاك المياه من مصادر غير آمنة، مما يعرض السكان لخطر الوفاة أو تفشي الأمراض المعدية. تم رصد إلحاق أضرار بـ26 مستشفى ومنشأة رعاية صحية أخرى، بما في ذلك 17 مستشفى و23 سيارة إسعاف. وكان لا بد من إخلاء 4 من هذه المراكز الأخيرة، وجميعها في شمال غزة (بيت حانون، ومؤسسة حمد للتأهيل، والكرامة، والدورة) ولم تعد قادرة على العمل. استشهد 46 من الطواقم الطبية وأصيب 85 آخرون في هجمات إسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المستشفیات فی وزارة الصحة فی قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزارة الصحة: حريصون على تطوير المنظومة الصحية بشأن الوقاية من الإشعاع والاستجابة لأي طوارئ

أكدت وزارة الصحة حرص الكويت على تطوير المنظومة الصحية بشأن الوقاية والحماية من الإشعاع لاسيما محطات الرصد الإشعاعي وقياس الجرعات وتدريب العاملين على الاستعداد والاستجابة والتأهب لأي طوارئ إشعاعية أو نووية.

جاء ذلك في تصريح أدلى به وكيل الوزارة لشؤون الصحة العامة الدكتور المنذر الحساوي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد عقب افتتاح ورشة عمل إقليمية بشأن تقييم واستكمال عملية المقارنة الإقليمية المشتركة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمعهد الصيني للحماية من الإشعاع بشأن الرصد الفردي للتعرض الخارجي للإشعاع وتستمر حتى 28 الجاري بمشاركة دولية.

وقال الدكتور الحساوي إن خبراء ومتخصصين من 25 دولة حول العالم يشاركون في هذه الورشة المهمة للاسهام بإثراء النقاش حول موضوع التعرض للإشعاع الخارجي ومدى القدرة على قياسه.

مشاركات من 25 دولة

وأوضح أن الورشة تعنى ببحث أي مادة تخرج عنها مادة مشعة سواء كانت داخل المستشفيات أو في الأجهزة المنزلية كالميكرويف والمواد الطبيعية كالصخور والمواد النفطية.

من جانبها قالت مدير إدارة الوقاية من الإشعاع بالتكليف في وزارة الصحة إلهام الفارس لـ(كونا) إن الوزارة تستضيف ورشة العمل الإقليمية بمشاركة خبراء من دول شرق آسيا وأوروبا ودول الخليج بغية مناقشة الاختبار الدولي الخاص بالقياس الإشعاعي للعاملين في المجال الإشعاعي بمختلف مرافق الوزارة.

وأضافت الفارس أن الورشة تهدف إلى تحديث الإجراءات بما يتناسب مع المستجدات العالمية والأساليب المتبعة مضيفة أن الكويت إحدى الدول المشاركة في مشروع الرصد الفردي لتقييم طبيعة القياس الإشعاعي لدى مختلف الدول المشاركة وتوحيد القياسات لتفادي أي أخطاء والتعرف على كفاءة الأجهزة المستخدمة واختيار أفضلها.

المشاركون في الورشة المصدر كونا الوسومالإشعاعات وزارة الصحة

مقالات مشابهة

  • وزارة الصحة: حريصون على تطوير المنظومة الصحية بشأن الوقاية من الإشعاع والاستجابة لأي طوارئ
  • حياة كريمة.. تعرف على أماكن القوافل الطبية المجانية بالمحافظات
  • خبير: إسرائيل تتحمل المسؤولية إذا توقف عمل مستشفيات غزة
  • الصحة العالمية: الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في قطاع غزة (فيديو)
  • «الصحة العالمية»: الاحتلال دمر 59% من الخدمات الطبية في قطاع غزة
  • الصحة تنعى علام: استشهاده خسارة كبيرة
  • مستشار الرئيس: مستشفيات جامعة عين شمس مدينة طبية كبيرة
  • صحة غزة: المستشفيات ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة
  • وزارة الصحة بغزة تستغيث وتحذر من توقف جميع المستشفيات لعدم توفر الوقود
  • وزارة الصحة توجه "إنذارا عاجلا" بشأن مستشفيات غزة