أبوظبي – الوطن:

في إطار مواكبته لقضايا المناخ، ومؤتمر الأطراف المتعددة (كوب 28)، أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة بحثية جديدة بعنوان “التغيرات المناخية واستعداد الجيوش المبكر لإعادة تموضع الصراعات”، تناولت العديد من التساؤلات، والأُطُر القانونية المنظِّمة لأعمال الجيوش في البيئة التي تكون على أرضها، إضافة الى أثر الإنفاق العسكري على التغيّرات المناخية، وأدوات استعداد الجيوش لمواجهة التغيرات المناخية، والأماكن الجديدة للصراعات، التي قد تنشأ بفعل التغيرات المناخية والاحتباس الحراري.

وذكرت الدراسة التي أعدها كل من محمد الظهوري رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية، والدكتور يسري أحمد العزباوي الخبير في الشؤون السياسية بـ”تريندز” أنه لمحاولة الإجابة عن هذه التساؤلات، وغيرها الكثير، تناولت الدراسة بالرصد والتحليل عدة نقاط، هي حماية البيئة أثناء النزاعات المسلحة.. مقاربة قانونية، وأثر الإنفاق العسكري على التغيرات المناخية، وتداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية على التغيّرات المناخية، وهل حقاً تعمل الجيوش للحفاظ على البيئة؟ وأدوات استعداد الجيش الأمريكي للتغيرات المناخية وأخيراً، تأثير التغيرات المناخية على نوعية ومواقع الصراعات الجديدة بين الجيوش.

وأشارت الدراسة إلى أن التغيرات المناخية أثرت هي الأخرى على أعمال الأمن والدفاع، وعلى قدرة الجيوش على أداء المهام المنوطة بها. وأثرت التغيرات والظواهر المناخية، مثل الفيضانات والرياح والحرائق والجفاف، على بنية المنشآت والمعدات العسكرية.

ولفتت الدراسة إلى أن الاستراتيجيات والتشريعات البيئية تُركز على الأنشطة المدنية للحدّ من انبعاثاتها الكربونية، وتغفل عن رصد التّبعات البيئية للأنشطة العسكرية التي قد تشكل تهديداً للحياة وللتنوع البيولوجي في بعض المناطق.

وأكدت الدراسة أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، تعتبر المحْفِل الأنسب لمناقشة الأضرار التي تسببها الجيوش للبيئة، مشيرة إلى أن مؤتمر كوب28 يمثّل فرصة سانحة لمناقشة الانبعاثات العسكرية.

كما شددت الدراسة على ضرورة وضع معايير مشتركة للمساءلة والإبلاغ عن الانبعاثات العسكرية، أو على الأقل الحدّ منها، كما ينبغي أيضاً أن تتسم هذه المعايير بالشفافية، وأن تكون مقيدةً بإطار زمني وقابلة للقياس، مطالبة الجيوش بتحسين قدرتها على حساب الانبعاثات وإدارتها، وكذلك تدريب الأفراد على فعل ذلك.

وشددت الدراسة على أن هناك علاقة طرديّة بين الإنفاق العسكري والتغيرات المناخية، موضحة أنه كلما زاد الإنفاق العسكري زادت حدّة التغيرات المناخية.

كما بينت الدراسة أن منطقة القطب الشمالي ستشهد في الفترة المقبلة العديد من الصراعات بين الدول الكبرى نتيجة أثر التغيرات المناخية على البيئة الجغرافية لتلك المنطقة، ليس فقط من أجل السيطرة على الموارد الطبيعية في تلك المنطقة، ولكن أيضاً من أجل فرض السيطرة والتحكم في الطرق التجارية الجديدة التي قد تنشأ في هذه المساحة الشاسعة من الكرة الأرضية.

وأوضحت أن هناك صعوبة، بل استحالة، في إخضاع الجيوش في جميع أنحاء العالم للمساءلة القانونية والأخلاقية بسبب ما تمارسه ضد الطبيعة، وما تُلحقه أيضاً من أضرار بالبيئة، وارتفاع درجات حرارة الأرض، مؤكدة أهمية توثيق مدى تأثير النزاعات المسلحة على التغيّرات المناخية، وفهم هذا التأثير من أجل العمل على الحد من هذه التأثيرات أو معالجتها على الأقل، في أسرع وقت ممكن.

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف تأثير نمط اللعب في الطفولة على القدرات المكانية لدى المراهقين

الثورة نت/..

كشفت دراسة جديدة عن ارتباط نمط اللعب في الطفولة المبكرة بمستوى التفكير المكاني لدى المراهقين.
وأوضحت الدراسة البريطانية واسعة النطاق المنشورة في مجلة Archives of Sexual Behavior أن الأطفال الذين مارسوا ألعابا تعتبر تقليديا “ذكورية” في عمر 3.5 سنوات أظهروا أداء أفضل في مهام “التدوير الذهني” بعد عشر سنوات، بغض النظر عن جنسهم.

ويُعد التدوير الذهني عنصرا أساسيا في التفكير المكاني، ويساعد في التوجيه على الخرائط، وتصميم الهياكل الهندسية، وتحليل الحركات الرياضية، وحتى معالجة الصور الطبية.
واستخدم الباحثون بيانات من دراسة طويلة الأمد للآباء والأطفال بدأت في أوائل التسعينيات، حيث وصف الآباء طرق لعب أطفالهم في سن الثالثة والنصف، ثم خضع المشاركون بعد عشر سنوات لاختبارات تقييم القدرات المكانية. وأظهرت النتائج أن الأطفال ذوي “نمط اللعب الذكوري” سجلوا نتائج أعلى في مهام التدوير الذهني، حتى بين الفتيات.

ويقصد بـ”نمط اللعب الذكوري” ممارسة أنشطة شائعة بين الأولاد، لكنها متاحة للفتيات أيضا، مثل البناء بالمكعبات مع التركيز على الدقة والترتيب، أو سباقات السيارات على مضامير مصنوعة يدويا تتطلب إدراكا دقيقا للزوايا والاتجاهات.

ويشير الباحثون إلى أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، فقد يكون اللعب هو الذي ينمي المهارات، أو أن الأطفال ذوي القدرات المكانية الأفضل هم من يميلون لممارسة هذه الألعاب. ومع ذلك، تؤكد الدراسة أن التفكير المكاني يتشكل ليس بالوراثة فحسب، بل ومن خلال الخبرة.

مقالات مشابهة

  • أطعمة الإفطار التي تحمي الدماغ من الخرف المبكر
  • دراسة: الوقت الذي تستخدم فيه هاتفك قد يفضح حالتك النفسية
  • وزارة البيئة تشارك فى ورشة العمل الإقليمية حول الربط بين المساهمات المحددة وطنيًا وتقارير الشفافية المناخية
  • تلوث الهواء يزيد من مخاطر انقطاع النفس أثناء النوم.. دراسة توضح
  • البيئة تشارك فى ورشة عمل حول الربط بين المساهمات المحددة وطنيًا وتقارير الشفافية المناخية
  • دراسة تكشف عن نموذج لإنتاج الميثانول الصديق للبيئة
  • دراسة تكشف تأثير نمط اللعب في الطفولة على القدرات المكانية لدى المراهقين
  • دراسة تحذر من استخدام مضادات الاكتئاب مع أحد المسكنات
  • التقديم في الأكاديمية العسكرية ضباط متخصصين 2025.. التخصصات والشروط المطلوبة
  • دراسة كندية: الإفراط في استخدام الشاشات يمكن أن يؤثر على أداء الأطفال