تخوف “إسرائيلي” شديد من عمليات ثأر محتملة بدول العالم للدماء الفلسطينية
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
يمانيون – متابعات
أصدر ما يسمى بمجلس الأمن القومي لدى الاحتلال، تحذيراً لجميع رعاياه المتواجدين في العديد من دول العالم لمغادرتها فورًا، والعودة إلى الكيان.
وأشَارَت الشعبة إلى ارتفاع مستوى التهديدات ضد “الإسرائيليين” في الخارج، وارتفاع التحذير من السفر إلى عدد من الدول لأعلى مستوى، مطالبة إياهم بالمغادرة في أسرع وقت ممكن، والتوصية باتِّخاذ المزيد من الاحتياطات في تنقلاتهم.
ولفتت إلى أن ذلك يأتي بعد بدء الحرب “الإسرائيلية” على غزة، وقد تم رصد تفاقم كبير للتهديدات ضد اليهود والإسرائيليين في جميع أنحاء العالم.
الدول المحيطة بالكيان بالدرجة الأولى:
ومن جهتها، قامت وزارة الشؤون القانونية بتحديث معلوماتها، حول رفع مستوى تحذير “الإسرائيليين” من السفر في عدد من الدول، لا سِـيَّـما المحيطة “بإسرائيل”.
وتركَز التحذير “الإسرائيلي” حول “تركيا والمغرب ومصر والأردن والإمارات والبحرين وماليزيا وإندونيسيا وجزر المالديف”، بزعم توفر معلومات عن محاولات تقوم بها جهات معادية، لم تسمّها، لاستهداف “الإسرائيليين” في الخارج.
ووصل التخوف “الإسرائيلي” إلى حَــدّ تحذير المواطنين “الإسرائيليين” من زيارة دول القرن الأفريقي والساحل، وبعض دول وسط أفريقيا، كما تم التركيز على شمال سيناء.
وأيضاً تم التحذير من زيارة مناطق في آسيا كأفغانستان، وجنوب الفلبين، وباكستان وبنغلاديش ومنطقة كشمير في الهند، أما أُولئك المقيمون في سيناء، فقد أوصى مجلس الأمن القومي بمغادرة المواقع السياحية المعروفة في الشريط الساحلي وشرم الشيخ.
الخشية من استدراج إسرائيليين تجارياً:
وتتحدث المعلومات “الإسرائيلية” أن مصدر المخاوف يتركز في استمرار محاولات عناصر معادية إقامة اتصال مع “الإسرائيليين” تحت ستار أنشطة تجارية مع “إسرائيليين” في تلك البلدان؛ مِن أجل استدراجهم، وإلحاق الأذى بهم، وُصُـولاً لقتلهم أَو اختطافهم من خلال استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، أَو المراسلات عبر البريد الإلكتروني.
ولذلك تجددت التوصية للإسرائيليين الذين لم يغادروا تلك الدول بعد، باتِّخاذ جميع الاحتياطات الموصي بها، لتقليل التجمعات في الأماكن العامة قدر الإمْكَان، وعدم ظهورهم بالرموز الدينية اليهودية، وتجنب الذهاب إلى الأماكن التي تم تحديدها على أنها يهودية، أَو ذات انتماء “إسرائيلي”، وإظهار المزيد من اليقظة.
مطالبة السفراء بالعودة:
وطالب كيان الاحتلال سفراءه بالعودة إلى تل أبيب، لا سِـيَّـما أُولئك المقيمين في “البحرين والأردن والمغرب ومصر وتركيا”.
كما توسعت التحذيرات الإسرائيلية لتصل إلى حَــدّ حظر الإسرائيليين للصعود على رحلات الترانزيت في الدول المعادية وهي “سوريا، لبنان، العراق، إيران واليمن”، والدول ذات مستوى التهديد العالي مثل “ليبيا، الجزائر، باكستان، أفغانستان والصومال”، والتوصية عند التخطيط لرحلة للخارج التأكّـد أن مسارها لا يمر فوق هذه البلدان، حَــدّ وصفها.
ومن جانبها، قالت وزارة العدل الأمريكية إنها رصدت تزايداً في التقارير الواردة عن تهديدات لليهود “الصهاينة” في الولايات المتحدة؛ بسَببِ العدوان “الإسرائيلي” على غزة.
وقد وجّه مكتب التحقيقات الاتّحادي “إف بي آي” ومكاتب الادِّعاء العام في عموم الولايات المتحدة بالعمل مع أجهزة إنفاذ القانون المحلية للتصدي للتهديدات، وحثّ ممثلي ادِّعاء اتّحاديين على التواصل مع شخصيات قيادية ودينية في المجتمعات المذكورة.
إجلاء 120 ألف مستوطن:
وفي السياق ذاته، أجلى كيان الاحتلال حوالي 120 ألف مستوطن من منازلهم جنوبي وشمالي فلسطين المحتلّة، منذ 7 أُكتوبر الجاري، دون أفق بعودتهم إليها مع استمرار الحرب.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أمس الاثنين، إنه “حتى اليوم، غادر حوالي 120 ألف إسرائيلي أماكن إقامتهم، كجزء من خطة الإخلاء أَو الإنعاش، ويقيمون في مرافق الضيافة”، كما نقلت وكالة الأناضول.
وقالت الصحيفة: “ينقسم الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى مجموعتين: من الجنوب، وهم السكان الذين يعيشون على مسافة 7 كيلومترات من الحدود، بما في ذلك سكان مستوطنة سديروت، وسكان الدائرة الخارجية مثل عسقلان وأوفاكيم”.
وتابعت: “يحق لسكان الشمال الذين يعيشون على بعد كيلومترين من الحدود اللبنانية، أن يتم إجلاؤهم إلى دور الضيافة التي تدعمها الدولة”.
وكان كيان الاحتلال قد أعلن إخلاء البلدات الفلسطينية المحتلّة في غلاف غزة، مع إطلاق الحرب عليها، ثم أعلن إخلاء 43 بلدة في شمالي البلاد، مع تصاعد تبادل إطلاق النار على جانبي الحدود “الإسرائيلية” واللبنانية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“في خيمة واحدة”
تلتقي الجدران مع السقف، وتثبت الخشبة بجسدها النحيل تفزع العدو وتحمي قلوب النازحين، لكن ليس بوسعها دفع الغارات القادمة إلى هذا المكان، يتفاهم الجميع مع شظايا الحرب، ويعيشون ضمن المتاح. هناك ترقد جذور المعاناة في الأرض، بينما تتكرر المحاولات للوصول إلى مهد السماء.
ينبعث صوت من كل خيمة، ينادي الجثث الطاهرة بأن تقاتل معهم، ويطالب المركبات حولها بالالتفات نحوها لتحتضن بأذرعها المتربة عشرات الأسر الغزاوية، خيمة واحدة تولد شمسا صغيرة وتفرش طبيعة بلا ألوان. تطهو طعامًا غير مرئي يُنتظر بلا أمل. يتصاعد الدخان، لكنه يحمل دلالات ثقيلة على عبثية البقاء، تتقلص أمعاؤهم في صبر الانتظار، ولا مجال للهزيمة على أية حال.
تتنامى المأساة في عيونهم الغارقة، وأجسادهم البارزة. تتوسع قمصانهم وتتبدل ملامحهم، فيما تبقى أسماؤهم كما هي: أحمد هو أحمد، ياسين هو ياسين، وفاطمة هي فاطمة؛ لكن علامات النزوح استعمرت خلاياهم، فأصبحوا غرباء بين آلاف البشر. تأوي الخيام وحدها جميع النازحين، تشغلهم عن الموت، ولكنها لا تستطيع إطلاق أي رصاصة أو دك مستعمرات المحتل.
تمتلئ بالخدوش والدخان الأسود، وطسوتها المفتوحة تتشابه مع المغلقة، تشتركان في النظرة الفارغة إلى اللا شيء. لكنها لا تزال تستر جزءًا من معاناتهم، وتذكرهم بأنهم لا يزالون بين الأحياء المجاهدين.
حياتهم في تلك المساحة الضيقة لا تعترف بالشعور ولا بالتفكير، ولا حتى بالهروب، فكل الدول خائنة، وكل الوجوه تشارك شيطانًا أخرس يسبح في الصباح، ويشارك في قتلهم بالمساء. السواعد العربية مقطوعة الأصابع تجيد فقط الرقص على مرأى أحزانهم، بينما يبارك إعلامهم المعيب فسادهم السنوي.
تعيش قلوبهم في لحظة ممتدة، ولا علاقة للوقت بما هو قادم. يعرفون أن مصاصي الدماء سيهبون في أي غارة بلا شفقة، وليس هناك من يمنعهم. تلك القلوب مدهونة بالشقاء، تتأمل مصابيح معتمة بلا جدوى، لكنها تُبدع معجزة البقاء في خيمة واحدة. المسافات صغيرة لا تكفي لمرور شخص واحد، لكنها تكفي لتصنع صبرًا مقاومًا يغنيهم عن فقاعات العالم. لا مجال للمبيت أو حتى الاستلقاء بعد كل فاجعة، فالنار وحدها تشتعل، وتحاول العيش لأجلهم، وهم يحاولون ضم كل منهم الآخر دون أي صوت.
العالم كبيرٌ حولهم في غزة، والدول الأخرى تضج بالحياة وتنعم بالرخاء. الأذان يرتفع فوق كل مسجد، ويتعلم الناس حب الفضيلة كأنه الطريق الوحيد إلى الجنة. ولكن ماذا عن النازحين في غزة؟ أصبحت الخيمة مؤتمنة على كل روح، أكثر من أي دولة أخرى.