تتصاعد خسائر الاحتلال الإسرائيلي، منذ انطلاق عملية «طوفان الأقصى» التي وقعت فجر السبت في السابع من أكتوبر من الشهر الجاري، لتطول مختلف الأنشطة الاقتصادية، حيث كانت تسعى الحكومة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية لاستقطاب استثمارات أجنبية.

ويذهب الكثير من المحللين إلى تأكيد الخسائر الاقتصادية الكبيرة للكيان الصهيوني من جراء عملية «طوفان الأقصى»، وإن كان من المبكر تقدير حجم الخسائر.

الخسائر البشرية في الاحتلال الإسرائيلي

وتعد الخسائر البشرية التي أوقعتها المقاومة في صفوف الاحتلال فادحة بالنسبة للكيان الصهيوني الذي لا يتحمل مقتل هذا العدد الكبير سواء من جنوده أو من سكانه.

كما أن عملية طوفان الأقصى، أجبرت حكومة الاحتلال على نقل حوالي أكثر من نصف مليون من سكان المغتصبات إلى داخل الكيان، وبدأ شتات اليهود في فلسطين في الاحتماء بجنسياتهم الأصلية، ورغبتهم في العودة إلى الدول التي جاؤوا منها.

خسائر الاحتلال الإسرائيليالخسائر التي لحقت بالممتلكات وحجم التعويضات

وكشف مدير صندوق التعويضات في الكيان المحتل، أمير دهان، أن إجمالي الخسائر التي لحقت بالممتلكات منذ بداية الحرب على غزة، يبلغ 1.5 مليار شيكل «نحو 373 مليار دولار أمريكي»، ما يضاهي خسائر تل أبيب في الحرب الكاملة التي شنتها على لبنان عام 2006.

ونقلت صحيفة Calcalist الإسرائيلية يوم الأربعاء الموافق 18 أكتوبر 2023، عن دهان قوله: «تلقينا 15 ألف طلب تعويض، ونتوقع أن يصل هذا العدد إلى 45 ألفا في نهاية الحرب، أي ضعف ما دفعناه في حرب لبنان 2006 التي استمرت 34 يومًا».

ويواجه صندوق التعويضات الإسرائيلي التابع لهيئة الضرائب، أزمة في مواكبة المطالبات التي تنهال عليه في الأيام الأخيرة، حيث أشار الدهان في تصريح للصحيفة الإسرائيلية، إلى أن الصندوق تلقى بالفعل نحو 15 ألف مطالبة، وهذا على الرغم من أن موظفي الهيئة لا يستطيعون دخول مستوطنات النقب الغربي حتى الآن لأسباب أمنية.

كما زعم أن «الكيان المحتل تعرض للقصف بنحو 240 صاروخًا في المتوسط خلال اليوم الواحد من أيام حرب لبنان الثانية، أما الآن فإننا نتحدث عن 25 ألف صاروخ يوم السبت 7 أكتوبر فقط»، على حد قوله.

وأضاف دهان أن الحكومة «دفعت 1.5 مليار شيكل "نحو 373 مليار دولار" من التعويضات عن الأضرار المباشرة في حرب لبنان الثانية بأكملها، إلا أننا وصلنا اليوم إلى المبلغ ذاته تقريبًا ونحن لم ننهِ الحرب بعد».

وأشارت الصحيفة إلى أن الإجراءات تقتضي ذهاب أفراد صندوق التعويضات إلى المنطقة المتضررة، مع المثمنين والمهندسين في أسرع وقت ممكن بعد الحادث، ويفحص الفريق المباني المتضررة لينتهي إلى تقدير أوَّلي للأضرار، ولا يجوز لشاغلي المباني المساس بالمباني والممتلكات أو إصلاح الأضرار دون معاينة المثمن.

لكن بحسب دهان، فإن الوضع في الحرب الحالية يختلف عما كان عليه في الأحداث الماضية، وقال في هذا الصدد: «كنا غالبًا ما نصل إلى مواقع الأضرار خلال بضع ساعات. أما الآن، فيستغرق الوصول 3 أيام، وتتعرض عسقلان لزخات كثيفة من الصواريخ، لذا لا نستطيع الذهاب بفرقِ المعاينة إلى هناك».

وأكد أن «هناك مستوطنات تضررت مرافقها ولا يمكن العودة إليها حالياً، مثل باري، وكفار عزة، ونير عوز، وهناك مستوطنات تمكنت وحدات احتياط الجيش من حمايتها، وإن كانت لا تزال تتعرض للقصف الصاروخي».

خسائر الاحتلال الإسرائيليالخسائر الاقتصادية في الجانب الإسرائيلي

إلى جانب أضرار الممتلكات، لحق الكيان المحتل خسائر اقتصادية فادحة تمثلت في تراجع قيمة الشيكل إلى مستويات غير مسبوقة منذ العام 2015، كما خسرت البورصة جراء استمرار الحرب والتصعيد أيضاً في الجبهة الشمالية مع لبنان.

وتراجعت قيمة الشيكل بشكل كبير ولمستويات بداية عام 2016، وأعلن البنك المركزي الإسرائيلي ضخ 45 مليار دولار من احتياطاته الأجنبية لوقف نزف الشيكل، وتلبية الاحتياجات المتزايدة على النقد الأجنبي.

وقال بنك إسرائيل إن من السابق لأوانه تقييم الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الصراع، لكنه أشار إلى الحرب التي استمرت 50 يومًا مع مقاتلي حماس في غزة عام 2014، والتي تسببت في خسائر قدرها 3.5 مليارات شيكل، أو 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي.

وتراجعت أسعار الأسهم والسندات الإسرائيلية، وأغلقت العديد من الشركات أبوابها في إسرائيل الأحد.أغلق مؤشر أسهم تل أبيب الرئيسي منخفضاً بنحو 7% مع تراجع أسهم البنوك بنسبة 9% مع مبيعات بلغت 2.2 مليار شيكل (573 مليون دولار)، وانخفضت أسعار السندات الحكومية بنسبة 3% في رد الفعل الأولي للسوق على «طوفان الأقصى».

واستدعى جيش الاحتلال ما يزيد على 360 ألف جندي للاحتياط، مما يعني تركهم وظائفهم وشركاتهم من أجل التعبئة للخدمة العسكرية، وهذا أدى إلى توقف أجزاء من الاقتصاد.

الجدير بالذكر، أن الأداء الاقتصادي لكيان الاحتلال كان يمر بمرحلة صعبة قبل عملية طوفان الأقصى، إذ انخفض بنسبة 60% في الاستثمار الأجنبي بالإضافة إلى تدهور قيمة الشيكل الإسرائيلي خصوصاً في سوق الأسهم وارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع التضخم وتزايد توقعات تباطؤ نمو الاقتصاد، فأتت هذه الحرب لتضربه بمقتل وتهريب مليارات الدولارات من أسواقه وذلك إلى جانب التحشيدات العسكرية التي تستنزفه استنزافًا دائمًا وكبيرًا.

وأعلنت هيئة الرقابة على المصارف الإسرائيلية أن الجهاز المصرفي سيعمل بشكل محدود في ما يتعلق باستقبال الزبائن، وهبوط «مؤشر بورصة تل أبيب 35» بنسبة وصلت إلى 6.65% خلال التعاملات، قبل أن يغلق هابطاً 8.04%.

خسائر الاحتلال الإسرائيليأضرار قطاع السياحة في الكيان المحتل منذ بدء العملية

وتكبد قطاع السياحة والسفر خسائر فادحة، مع إلغاء مئات الرحلات وتعطل معظم المطارات الإسرائيلية وإلغاء حجوزات فندقية لعشرات الآلاف من السياح، حيث أبلغت الفنادق عن كثرة المكالمات إلى مراكز الخدمة، وإلغاء الحجوزات المستقبلية من قبل السياح.

ونصحت عدة دول مواطنيها بعدم السفر إلى الكيان المحتل والمناطق الفلسطينية المحتلة، كما قامت أخرى بإعادة سياحها من هناك.

وأعلنت شركات الطيران إلغاء رحلاتها إلى الكيان المحتل، عقب تنفيذ عملية «طوفان الأقصى»، حيث توقفت حركة الطيران في مطار بن غوريون.

فوضى في دولة الاحتلال الإسرائيلي

لم تتوقف الفوضى في المستوطنات الإسرائيلية عند هذا الحد، حيث انقطع التيار الكهربائي في عدد من المستوطنات جنوبي الكيان المحتل «بالقرب من قطاع غزة»، كما انقطعت الطرق بين عدد منها، فضلاً عن انقطاع خدمة الإنترنت، وإلغاء الدوام المدرسي في وسط وجنوب الكيان المحتل، ما يعني أن حوالي مليون طفل سيبقون في منازلهم، وإغلاق الشركات التي تفتح عادة أيام السبت، بما في ذلك محال البقالة والمقاهي والصيدليات، في جميع أنحاء الكيان المحتل.

وقف إنتاج الغاز من قِبل الكيان الصهيوني

واعلنت شركة شيفرون الأمريكية، المشغلة لحقل تمار الإسرائيلي بالبحر المتوسط، أنها علّقت عمليات إنتاج الغاز الطبيعي من الحقل حتى إشعار آخر، وأكدت الشركة أنها لا تزال تمارس عملها بشكل طبيعي من حقل ليفياثان، عبر تزويد عملائها في إسرائيل والمنطقة.

ويُنتج حقل تمار نحو 7.1 ملايين إلى 8.5 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي، بحسب موقع شيفرون عبر الإنترنت، وأوردت تفاصيله وكالة «بلومبيرغ».

اقرأ أيضاًارتفاع عدد ضحايا «الأونروا» في فلسطين إلى 35 شهيدًا منذ بداية عملية طوفان الأقصى

المرصد الحقوقي للجرائم الإسرائيلية: الكيان المحتل يرتكب جرائم حرب منذ انطلاق طوفان الأقصى

«طوفان الأقصى».. رئيس الاستخبارات الإسرائيلية: فشلنا وأتحمل المسؤولية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأقصى الاحتلال قوات الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي خسائر الجيش الإسرائيلي جيش الاحتلال القصف الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي رئيس الوزراء الإسرائيلي المسجد الأقصى قوات الاحتلال الإسرائيلي القوات الإسرائيلية جرائم الاحتلال جيش الاحتلال الإسرائيلي القوات الجوية الإسرائيلية الإسرائيلي الجيش الاسرائيلي جيش الاحتلال في مخيم جنين الطيران الإسرائيلي الاقصى القوات الاسرائيلية عملية طوفان الأقصى طوفان الأقصى طوفان الاقصى طوفان الأقصي طوفان الاقصى الان طوفان الاقصى اليوم طوفان القدس عملية طوفان الاقصى طوفان الأقصى اليوم طوفان الاقصى مباشر الطائرات الإسرائيلية معركة طوفان الأقصى منذ بدء عملية طوفان الأقصى الاقتصاد الإسرائيلي الشرطة الاسرائيلية الجندي الإسرائيلي خسائر الاحتلال الإسرائیلی الکیان المحتل طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

ماذا قال الأسير الإسرائيلي (صاحب أشهر صورة في يوم طوفان الأقصى)؟

القدس المحتلة - الوكالات

أصدر ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا حول الإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين اليوم السبت في غزة.

وأشار البيان إلى أنه تم ابلاغ أبناء عائلات الأسرى بالافراج عنهم واستقبالهم من قبل قوات جيش الدفاع والمفرج عنهم الثلاثة هم أوهاد بن عامي، أور ليفي، الياهو شرعبي.

وأكد البيان أن حكومة إسرائيل ملتزمة بإعادة جميع الأسرى والمفقودين.

وقال الأسيرر الإسرائيلي أوهاد بن عامي (صاحب أشهر صورة في يوم طوفان الأقصى بتاريخ 7 أكتوبر 2023 عندما ظهر بالملابس الداخلية حافي القدمين) متحدثا لكتائب القسام: أدعو إلى إنهاء الحرب وأناشد أهالي الأسرى البقاء أقوياء لإتمام بقية مراحل الصفقة.

وأطلقت حماس سراح أوهاد بن عامي، أحد قادة جيش الدفاع الإسرائيلي الذي تم أسره في السابع من أكتوبر، وهو ليس ضابط في الجيش الاسرائيلي كما قالت العديد من وسائل الاعلام بل يشغل منصب مدير الحسابات في مستوطنة بئيري في غلاف غزة.

مقالات مشابهة

  • قيادي بفتح: نتنياهو أخذ عملية "طوفان الأقصى" كهدف سياسي
  • شاهد| لحظة تسليم أسرى الاحتلال الثلاثة للصليب الأحمر والإفراج عنهم ضمن صفقة طوفان الأقصى
  • ماذا قال الأسير الإسرائيلي (صاحب أشهر صورة في يوم طوفان الأقصى)؟
  • كتائب القسام توجه رسالة للعالم بأكمله : نحن طوفان الأقصى، نحن اليوم التالي / شاهد
  • طوفان الأقصى نصرٌ أم هزيمة؟
  • مناورة لخريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية وشحة بحجة
  • مناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في وشحة
  • بسبب الحرب التجارية.. البورصة العالمية للذهب تتجه لتسجيل ارتفاعات جديدة
  • السوداني: لم نتعرض إلى أي ضغوط بسبب عملية طوفان الأقصى
  • تكريم ومسيران لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في الحديدة