دعا وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، اليوم الثلاثاء، مجلس الأمن الدولي لوقف المجازر التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني.

وقال المالكي، في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن لمناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية، بمقر الأمم المتحدة بنيويورك: "يجب أن تتوقف المجازر المستمرة - المتعمدة والممنهجة والوحشية - التي ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ضد المدنيين الفلسطينيين الخاضعين لاحتلالها الاستعماري غير القانوني والقائم على الفصل العنصري".

وأكد أن "من واجب مجلس الأمن وقف هذه المجازر، كما أن المجتمع الدولي ملزم بموجب القانون الدولي ملزم بوقفها، ومن واجبنا الإنساني الجماعي أن نوقفها"، مشددًا على أنه في هذه الظروف فإن "فشل مجلس الأمن المستمر أمر لا يغتفر".

وتساءل المالكي: "أليست مسؤولية مجلس الأمن حفظ الأمن والسلم الدوليين، وصون مقاصد وأهداف الميثاق التي تعهدت لشعوبنا بإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب، واتخاذ التدابير المشتركة الفعّالة لمنع الأسباب التي تهدد السلم وإزالتها وفقًا لمبادئ العدل والقانون الدولي، أم يتعذر على مجلسكم الاضطلاع بمسؤولياته وتنفيذ ولايته وقراراته دون انتقائية أو إزدواجية في المعايير عندما يتعلق الأمر بفلسطين؟".

وأضاف: "أليس دوره التصدي للعدوان الذي يستهدف الرضع والأطفال والنساء، ووقفه فورًا، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين من جرائم الاحتلال المستمرة، وعلاج جذر المشكلة، وأسباب عدم الاستقرار وغياب الأمن والسلم والتي تتمثل بالرغبة الجامحة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي باستعمار أرض فلسطين وتشريد شعبها؟".

وأكد أن الأمن والسلم يمران من بوابة تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف، وليس بالقفز عنها وتجاهل معاناته وإنسانيته.

وقال المالكي: "لقد جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (إن تجاهل حقوق الإنسان يفضي إلى أعمال همجية تؤذي الضمير الإنساني)، وهنا أتوجه بالسؤال للمجتمع الدولي ممثلا بمجلسكم: ألا يؤذي ضميركم الإنساني جرائم الاحتلال الإسرائيلي على مدار عقود من احتلاله الاستعماري، أو ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم من إرهاب وقتل ودمار وتجويع؟ ألا يؤرقكم قتل الطفولة في فلسطين بالقصف الهمجي الذي يقتل الأبرياء ويستهدف المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والصحفيين والعاملين في القطاع الصحي وموظفي الأمم المتحدة؟ ألا يؤذي ضميركم الإنساني تجريد شعبنا من إنسانيته والتصريحات الممجوجة للمسؤولين الإسرائيليين التي تدعو للتطهير العرقي والإبادة الجماعية وتصف الشعب الفلسطيني تارة "بأطفال الظلام" وتارة "بالحيوانات البشرية" لإباحة قتلهم؟".

وأضاف أن "الحرب المدمرة ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هي امتداد للعدوان الذي يشنه هذا الاحتلال على شعبنا لاستدامة استعماره واحتلاله لأرضنا"، مؤكدا أن السلام والأمن لا يمكن أن يتحققا بإراقة دماء الأطفال ولا "بمحو غزة" أو "تحويلها إلى جهنم" أو "تقليص مساحتها" كما أُعلن مرارا وتكرارا ممن يقومون بهذا الدمار والقتل…ولا بتسليح آلاف المستعمرين الإرهابيين لمواصلة إرهابهم واعتداءاتهم على أبناء الشعب الفلسطيني في القدس وسائر الضفة الغربية.

وأشار المالكي إلى أن أطفال فلسطين في غزة يكتبون أسماءهم على أياديهم كي لا يغدوا جثثا مجهولة الهوية، ويدفنوا في مقابر جماعية، لافتا إلى أن إسرائيل أبادت عشرات العائلات من سجل السكان في عمل انتقامي ضد الأطفال والنساء والمدنيين، وهذا ما اتفق العالم على منع حدوثه، وسعت مقاصد الميثاق إلى حظره وقمعه وجاء القانون الدولي لمنعه.

وتابع: "إسرائيل تنتقم من النساء والأطفال، إسرائيل تنتقم من الشعب الفلسطيني ككل، تنتقم من الضحية التي ما زالت ترفض هذا الاحتلال ومشروعه الاستعماري، الضحية التي ما زالت تطالب بحقوقها في الحرية والاستقلال والعودة، الشعب الصامد في وجه الجرائم والعدوان المستمر والهمجي المدعم بخطاب الكراهية والانتقام والإبادة الجماعية والذي تقوده حكومة الاحتلال، التي تريد استكمال جريمة النكبة".

وأردف وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني بالقول إن "العالم وقف شاهدا على ما تقوم به إسرائيل من كل أنواع القتل والدمار، والاعتقال والتهجير ضد الشعب الفلسطيني، وتعايش مع جرائمها وإفلاتها من العقاب، بدلا من البحث عن حل جذري للاحتلال ووجوده على أرض دولة فلسطين"، مؤكدا أن "إنهاء الاحتلال وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني هو الطريق الأوحد للحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم الإقليميين والدوليين".

وشدد على أن "التصعيد الخطير في المنطقة سببه الرئيسي غياب الحقوق وتجاهلها"، مؤكدًا أن "الحد الأدنى الملح المتوقع من مجلس الأمن اليوم هو الدعوة للوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي وإطلاق النار على شعبنا في قطاع غزة، والعمل العاجل على تأمين دخول المساعدات والمعونات الإنسانية في كل أنحاء قطاع غزة، ومنع التهجير القسري، وتوفير الحماية الدولية العاجلة للشعب الفلسطيني، وتحقيق العدالة من خلال المساءلة والمحاسبة".

ودعا إلى اتخاذ ما يلزم من خطوات عملية لمعالجة جذر المشكلة، وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس استنادا لقرارات مجلس الأمن ومرجعيات عملية السلام والقانون الدولي، وإحقاق الحقوق غير القابلة للتصرف وعلى رأسها الحق في تقرير المصير، والاستقلال الوطني، والعودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي شردوا منها تنفيذا للقرار 194. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رياض المالكي مجلس الأمن الدولى الشعب الفلسطيني الشعب الفلسطینی الأمن والسلم مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

"حريات" يدعو الأمم المتحدة لتفعيل نظام الحماية الدولية لشعبنا

رام الله - صفا

دعا مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، الأمين العام للأمم المتحدة بالعمل فورًا على تفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة عام 1967.

وطالب المركز في بيان يوم الثلاثاء، الهيئات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة باتخاذ إجراءات فورية بحق جيش الاحتلال ومستوطنيه لوقف اعتداءاتهم وجرائمهم بحق المدنيين والأعيان المدنية سواءً في الضفة الغربية أو في قطاع غزة الذي يتعرض لجريمة إبادة جماعية مستمرة.

وأكد أن سلطات الاحتلال تستغل انشغال العالم بما يجري في قطاع غزة لقضم ما تبقى من أراضٍ في الضفة الغربية، بالتنسيق الكامل مع ميليشيات المستوطنين التي تمارس جرائمها بحماية ودعم كامل من جيش الاحتلال، غير آبهةٍ بأحكام القانون الدولي الذي يعتبر الاستعمار جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.

وأشار إلى أن ما يشجع سلطات الاحتلال والمستوطنين على الاستمرار في ممارسة هذه الجرائم هو صمت المجتمع الدولي، أو اتخاذه لإجراءات عقابية بحق بعض المستوطنين أو المؤسسات الاستيطانية، كما فعلت بعض الدول، والتي لا ترتقي لمستوى خطورة هذه الجرائم.

وشدد على أن ما تقوم به سلطات الاحتلال في الضفة من الاستيلاء على الأراضي، وتوسيع وبناء المستوطنات، وإغلاق الطرق ووضع الحواجز، وفرض الحصار الاستعماري المُحكم والخانق من كل الجهات للمناطق الفلسطينية، وبخاصة في التجمعات البدوية والرعوية، يأتي في سياق سياسة الاحتلال لضم ما يسمى مناطق (ب، ج)، والتي تزيد مساحتها عن 82% من مساحة الضفة وتحويل المدن والبلدات والقرى إلى معازل سكانية "كنتونات".

واعتبر ما يقوم به الاحتلال يتعدى وصفه بالعقوبات الجماعية بل يصل إلى حد جريمة الفصل العنصري، والتهجير القسري، والاستيلاء على الأراضي.

ودعا المركز إلى ضرورة تحمل أجهزة الأمم المتحدة ذات الاختصاص والصلة، مسؤولياتها في حماية المدنيين في الضفة، واستثمار ومتابعة الرأي الاستشاري الأخير الصادر عن محكمة العدل الدولية.

وأكد أن هذا يُحتم على الدول والمنظمات الدولية، بعدم الاعتراف بكل التغييرات الديمغرافية والجغرافية التي أحدثها الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة، واتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها الزام دولة الاحتلال على إنهاء احتلالها، والايفاء بالتزاماتها وفق ما يمليه عليها القانون الدولي.

كما دعا إلى ضرورة أن تبادر الدول الأطراف في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 إلى تحمل مسؤولياتها القانونية طبقًا لأحكام المادة الأولى المشتركة من اتفاقيات جنيف من خلال عقد اجتماع طارئ لاتخاذ ما يلزم من تدابير فعّالة لوضع حد للوجود الاستعماري واعتداءات المستوطنين المنظمة على المواطنين في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعدم الاكتفاء باتخاذ خطوات محدودة وخجولة.

وطالب بأن يفتح المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تحقيق في الجرائم التي يرتكبها المستوطنون بحماية جيش الاحتلال ضد المواطنين الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • شرط الأمان لتحقيق العدالة لفلسطين
  • "حريات" يدعو الأمم المتحدة لتفعيل نظام الحماية الدولية لشعبنا
  • "حريات" يدعو الأمين العام للأمم المتحدة لتفعيل نظام الحماية الدولية للشعب الفلسطيني
  • مجلسُ الأمن.. إخلالٌ بالواجبات القانونية وزعزعةٌ لاستقرار الإنسانية
  • فارس يطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى
  • وزارة الخارجية: سورية إذ تدين هذا السلوك الوقح لمجرم الحرب نتنياهو الذي ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني فإنها تؤكد على أن هذا الموقف المشرف لأبناء الجولان اليوم والمتجدد منذ أكثر من 57 عاماً في مواجهتهم المستمرة لآلة الحرب الإسرائيلية
  • وزير الخارجية: أمن الخليج لن يتم إلا بوجود يمن مستقر ومزدهر
  •  وزير الخارجية: أمن الخليج وشبه الجزيرة العربية لا يتم إلا بوجود يمن مستقر ومزدهر
  • النائب جمال أبو الفتوح: اجتماع روما تحرك جديد للدبلوماسية المصرية لوقف المجازر الإسرائيلية بغزة
  • إعلام عبري: هبوط حاد في أسعار الأسهم بالبورصة الإسرائيلية