"سانت كاترين" مدينة استثنائية في طريقها للعالمية 

متعة للسائحين وتاريخ حضاري وديني في سيناء 

1.6 مليون سائح سنويًا متوقع زيارته بعائد 10 مليارات جنيه بعد مشروع التجلي الأعظم 

تضم أهم الملاجئ الطبيعية لمعظم النباتات النادرة التي يقتصر وجودها في مصر

مدينة سانت كاترين، التي تتمتع بأهمية تاريخية ودينية وطبيعية وجغرافية، تستحق بجدارة أن تكون في مصاف المدن السياحية العالمية.

فهي من أجمل مدن محافظة جنوب سيناء، وأكثرها قدسيةً وخصوصيةً وتميزًا، وتتمتع بجمال ورونق خاص. كما تحتوي المدينة على مجموعة من الجبال الشهيرة، التي يأتي إليها الكثيرون من أجل الاستمتاع بمشاهد شروق وغروب الشمس على قمم هذه الجبال. فضلًا عن سكانها الطيبين الذين يتمتعون بحسن الضيافة والبشاشة.

تمتلك مدينة سانت كاترين العديد من المقومات السياحية، التي تجعلها من أهم الوجهات السياحية في مصر والعالم. فهي تتمتع بموقع فريد، حيث تقع في قلب جبال سيناء، وترتفع 1600 متر فوق سطح البحر. كما تتميز بطبيعة خلابة، تضم العديد من الجبال والوديان والشلالات. بالإضافة إلى ذلك، تضم المدينة العديد من المعالم الدينية والتاريخية، التي تجذب السياح من جميع أنحاء العالم.

ويحيط بمنطقة سانت كاترين عدة جبال متباينة الارتفاعات هي: 

جبل سانت كاترين وهي أعلي قمة في مصر ويبلغ 2641 مترًا فوق سطح البحر.جبل موسي وارتفاع قمته 2285 مترًا، وجبل الصفصافة وارتفاع قمته 2145 مترًا.جبل الصناع وجبل أحمر ويتراوح ارتفاع القمم بين 1969 مترًا، و2037 مترًا.جبل قصر عباس وارتفاع قمته 2341 مترًا.

هذا الارتفاع جعل لها مناخًا متميزًا أيضًا، فهو معتدل في الصيف شديد البرودة في الشتاء، مما يعطي لها جمالًا خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال، وأعلنت المنطقة محمية طبيعية عام 1988، على مساحة 4300 كيلو متر مربع، وتعد أكبر محمية طبيعية في جمهورية مصر العربية من حيث المساحة، فأصبحت مدينة سانت كاترين مدينة داخل محمية، وهي منطقة ذات أهمية كبيرة. 

تتميز منطقة سانت كاترين بالعديد من المقومات، التي جعلتها من أهم المحميات الطبيعية في مصر والعالم. فهي تتمتع بتاريخ حضاري وديني غني، كما أنها موطن للعديد من النباتات النادرة المتوطنة في سيناء.

ومن أبرز مميزات المنطقة ما يلي:

موقعها الفريد على هضبة مرتفعة تحيط بها جبال شاهقة متعددة الألوان.وجود دير سانت كاترين، الذي يعد أحد أقدم الأديرة في العالم.وجود العديد من الآبار المهمة، مثل بئر سيدنا موسى وبئر الزيتونة وبئر هارون.عمل معظم سكان المنطقة في الزراعة والرعي والخدمات السياحية.

وأعلنت الحكومة المصرية عن خطة تنموية شاملة بكل بقاع سيناء. شملت تلك الخطط إقامة مشروع التجلي الأعظم بأكثر الأماكن قدسية في مدينة كاترين، ممهدةً لذلك المشروع الطريق نحو وجهات السياحة العالمية التي يستقطبها العديد من أفواج الزوار كل عام.

مشروع "التجلي الأعظم فوق أرض السلام" هو مشروع تطويري يهدف إلى إحياء المكانة الروحانية والدينية لمدينة سانت كاترين. وقد تم تنفيذ المشروع بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بهدف تنمية المنطقة وجذب المزيد من السياح إليها.

ومن المقرر أن يتم افتتاح المشروع في عام 2024، ومن المتوقع أن يساهم في زيادة عدد السياح إلى 1.5 مليون سائح سنويًا، وتحقيق عائد اقتصادي يقدر بـ 10 مليارات جنيه مصري.

مكانة عظيمة في قلب المدينة

وفيما يلي أبرز المعلومات عن المشروع:

الهدف: إنشاء مزار روحاني على الجبال المحيطة بالوادي المقدس، وتوفير جميع الخدمات السياحية واللوجستية للزوار، وربط المدينة بباقي المنطقة الساحلية، والعمل على تسويق المدينة عالميا كوجهة للسياحة الدينية الروحانية.المساحة: يقع المشروع في محيط جبلي موسى وسانت كاترين، وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 3000 فدان.المراحل: يتكون المشروع من عدة مراحل، منها تطوير دير سانت كاترين، وتطوير محيط الدير، وتطوير مطار سانت كاترين، وإنشاء مشروعات سياحية جديدة.التكلفة: تبلغ تكلفة المشروع حوالي 10 مليارات جنيه مصري.الأثر البيئي: سيتم دراسة المخاطر البيئية من الزلازل والسيول، وكيفية مواجهتها، مع الحفاظ على الطبيعة البدوية للمكان، ورعاية مصالح أهل المنطقة.تطوير ورفع كفاءة الفنادق الموجودة حاليا بمدينة سانت كاترين مع الالتزام بالمعايير البيئية والهوية التراثية للمدينة.إقامة فنادق جديدة ذات طراز معمارى غير تقليدى يعكس الهوية المميزة والمتفردة والمتنوعة للمدينة، وبحيث لا يتخطى ارتفاعها دور أرضى ودور أول فقط مع مراجعة الطابع التراثى والبيئى لها.مراعاة نوعية ومتطلبات سياح وزوار المنطقة ومراعاة الأبعاد البيئية والاجتماعية والحفاظ على الخصائص الطبيعية والثقافية والطابع الأثرى والروحانى لمنطقة سانت كاترين.الترويج للمشروع خلال الثلاث أشهر القادمة للتسويق للمنطقة سياحيا وما تنعم به من تراث طبيعى وأثرى وبيئى وفق رؤية متكاملة تعرض كافة النواحى الروحية والبيئية والثقافية.ترميم بعض الكنائس داخل الدير، مثل كنيسة اسطفانوس ويوحنا، ووضع نظام إطفاء تلقائي، وتحذير ضد الحريق شامل.تطوير منطقة وادى الدير، بوضع نظام إضاءة مناسب، وإزالة الأعمدة الكهربائية من باب السلسلة حتى مدخل الدير، وإنشاء بوابة أمن للحقائب والأفراد، وغرفة مراقبة أمنية وكاميرات مراقبة بأنحاء الدير كافة.تطوير محيط الدير، ليشمل جبل موسى وحديقة الدير، لتصبح مزارا خاصا لما تتمتع به من أشجار نادرة، و3 آبار، و3 عيون تاريخية، ومنحل عسل، ومعصرة زيتون.دراسة المخاطر البيئية من الزلازل والسيول، وكيفية مواجهتها على أن تطور بالحفاظ على الطبيعة البدوية للمكان، ورعاية مصالح أهل المنطقة.توفير سيارات كهربائية صغيرة جولف، لنقل الزوار من منطقة انتظار السيارات إلى الدير، إلى جانب وجود طريق للمشاة، وآخر للجمال، كوسيلة انتقال إلى الدير، والدخول إلى المنطقة عبر أبواب منزلقة وليست كهربائية.إقامة بازارات لبيع المنتجات السيناوية والأعشاب الطبية، وتوفير لافتات إرشادية وسلال قمامة، وعمال نظافة بالموقع مع عدم السماح بإنشاء مقاهي الموقع، ويمكن السماح للقرية البدوية بممارسة هذا النشاط داخل القرية.

الدير رمز التسامح بين الأديان 

دير سانت كاترين رمز التسامح بين الأديان يشبه حصون القرون الوسطى وسوره مشيد بأحجار الجرانيت ويضم 6آلاف مخطوطة نادرة.

 وقال الدكتور إسلام نبيل مدير مكتب الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بجنوب سيناء، لـ"البوابة": تعد جنوب سيناء منذ العصور المسيحية الأولى أحد أهم مناطق الجذب للرهبان المسيحيين، وقد أقام هؤلاء الرهبان العديد من الأديرة والكنائس في أودية سيناء أشهر ما بقى منها دير طور سيناء المعروف باسم دير سانت كاترين. ويقع الدير أسفل جبل سيناء، في منطقة جبلية وعرة المسالك حبتها الطبيعة بجمال أخاذ مع طيب المناخ وجودة المياه العذبة. وإلى الغرب من الدير يوجد وادى الراحة. وللدير سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحيانًا إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز معوجة. 

وأشار نبيل، إلى أن بناء الدير يشبه حصون القرون الوسطى، وسوره مشيد بأحجار الجرانيت وبه أبراج في الأركان ويبلغ ارتفاع أسواره بين 12 و15 مترًا، وتبلـغ أطـوال أضلاعـه 117 في 80 في77 في 76 مترًا تقريبًا. ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادي عندما أمرت الإمبراطورة هيلانة أم الامبراطور قسطنطين في عام 342 م ببناء دير يحوى كنيسة عرفت باسم كنيسة العذراء عند موقع الشجرة المقدسة أو العليقة الملتهبة.. وفى القرن السادس الميلادي أمر الامبراطور جوستنيان ببناء كنيسة فى نفس هذه البقعة عرفت باسم كنيسة "التجلي". 

وأضاف: ومن أهم مباني الدير هي: الكنيسة الكبرى، وكنيسة العليقة والجامع، والمكتبة بالإضافة إلى قلايا الرهبان ومعصرة وطاحونتين ومخازن حبوب وآبار للمياه، بينما تقع الكنيسة الكبرى في الجزء الشمالي من الدير وتسمى أحيانا الكنيسة الكبرى أو الكاتدرائية وهى مشيدة على طراز " البازيلكا " الذى كان شائعا وقت بنائها عام 527ميلادية وقد عرفت في عصر الامبراطور جوستنيان باسم كنيسة التجلي، وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة وهى 12 عمودًا تمثل شهور السنة، وعلى كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين، ورغم ما تعرضت له هذه الكنيسة في مختلف العصور، فإن الجزء الأكبر من سقفها ظل محفوظًا، وتوجد بعض الكتابة القديمة على أجزاء منه من بينها: "لأجل تحية ملكنا التقى جوستنيان العظيم ".. ايها الرب الذى تجلى برؤيته في هذا المكان احفظ وارحم عبدك " أتيين". 

وتابع: وباني هذا الدير " ايليسيوس" (اليشع) و" نونا " والأول هو أول من أشرف على الدير، أما اليشع فهو المهندس المعماري الذى شيده وربما كانت " نونا" زوجته.  وفى صدر الكنيسة حنية مستديرة حلى سقفها وجوانبها بالفسيفساء وهى أهم ما فى الدير كله حيث إنها من أشهر الفسيفساء المسيحية في العالم كله ولا يضارعها في قيمتها الفنية إلا فسيفساء أياصوفيا في استانبول. وتمثل هذه الفسيفساء مناظر من العهد القديم والعهد الجديد. والمنظر الرئيسي فيها يمثل السيد المسيح في الوسط وعلى يمينه العذراء وعلى يساره موسى. بينما بطرس مستلقيا عند قدميه، وعلى الجدار يوجد منظران يمثل أحدهما موسى يتلقى الشريعة فوق جبال سيناء، والثاني يمثل موسى وقد ركع أمام الشجرة، وامتدت إليه من فوق لهيبها يد الله مشيرة إليه، وتحت سقف هذه القبة والفسيفساء يوجد التابوت الذى وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة في أحدهما جمجمة القديسة وفوق الصندوق تاج من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ويحتوى الآخر على يدها اليسرى وقد حليت بالخواتم الذهبية والفصوص الثمينة وفى الناحية الأخرى صندوقان كبيران من الفضة على كل منهما صورة القديسة كاترين وداخلهما هدايا ثمينة مما أهداه الملوك والموسرون إلى الدير. 

واستطرد: وفى كل مكان بالكنيسة تنتشر الأيقونات الجميلة ذات الأهمية التاريخية الكبرى حيث تعرض نحو 150 أيقونة من مجموع حوالى 2000 أيقونة من بينها أيقونات نادرة المثيل صنعت في القرن السادس.. كما يعود جزء منها إلى أوائل العهد البيزنطي وقسم إلى الفترة من القرن الحادي عشر حتى الخامس عشر، لافتًا إلى أن الكنيسة تبدو أشبه بمتحف للفنون. أما أقدس مكان في الكنيسة فيقع خلفها ويمكن الوصول إليه من الجانبين وهو هيكل الشجرة أي المكان الذى يعتقد أن موسى وقف فيه عندما تجلى الله له وخاطبه. وأمام الكنيسة الرئيسية يوجد مسجد صغير بنى في أيام الفاطميين تنفيذًا لرغبة الوزير أبو النصر أنوشطاقين فى عام 500 هجرية (1106م) حسبما هو مذكور على المنبر وذلك في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله.

 وأشار مدير مكتب الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بجنوب سيناء، إلى أن  شهرة دير سانت كاترين ترجع إلى مكتبته الغنية بالمخطوطات وتقع في الطبقة الثالثة من بناء قديم جنوب الكنيسة الكبرى وتضم المكتبة إلى جانب المخطوطات النادرة عددًا من الوثائق والفرمانات التي أعطاها الخلفاء والحكام للدير. أشهرها ما يقال بأنه وثيقة من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يعطى فيها الأمان للدير والرهبان، والوثيقة على نحو ما يعتقد كتبها علي بن أبي طالب(رضي الله عنه)، وهي معروضة الآن بحجرة الأيقونات أو المعرض داخل الدير، ويبلغ عدد مخطوطات المكتبة نحو 6000 مخطوط نادر، إضافة إلى نحو 2000 وثيقة وفرمان أعطاها الولاة للدير ومعظمها من العصر الفاطمي. إلى جانب ذلك يضم الدير معصرة لاستخراج الزيت من الزيتون، وبئر ماء وشجرة العليقة ومخزن قديم للطعام وحوله حديقة واسعة بها حجرة للجماجم تجمع رفات الرهبان. 

وتابع: وفى أعلى جبل موسى كنيسة صغيرة يصعد إليها الزائرون وعلى مقربة منها مسجد صغير، وفيما يتعلق بنظام الدير قال: نظام الرهبنة الحالي الذى يتبعه رهبان دير سانت كاترين هو نظام القديس باسيليوس الكبير (329 - 379 م) أحد تلاميذ الأنبا باخوم (290-348 م). حيث ينذر الراهب نفسه لحياة التقشف والعبادة مع العمل المشترك جنبًا إلى جنب.

9 204 297 298 4993_732613653538750_1736399232750636524_n 23201955_10210714182271781_2105808487_n 23226992_10210714180911747_1613005420_n 23227009_10210714050828495_1238002789_n 381411019_775426087961147_1739126929365378918_n 381502177_775426851294404_2017304519032202256_n 381506436_775388031298286_2390321747764304464_n - Copy 381527782_775426697961086_5131972843017357984_n - Copy 382179284_775409361296153_1812898892110825239_n - Copy 393218308_795564642613958_796115443346114624_n - Copy 520224192741812 - Copy Picture1 - Copy صورة2 - Copy صورة3 - Copy صورة4 - Copy - Copy صورة4 - Copy (2) 380821634_775446544625768_7513385104373098594_n - Copy - Copy 380874745_775426654627757_5412921816930456708_n 380888383_775409414629481_1247852318759381063_n 380997566_775406431296446_5075418925062010343_n 25348413_2051776448375821_3319973205986327929_n 23227127_10210714093989574_192067424_n 23232015_10210714095509612_813391701_n 23232052_10210714181551763_568098533_n 23283122_10210714091869521_1109681085_n 23283453_10210714196832145_2065171650_n 23315821_10210714094629590_712879107_n 23316060_10210714052628540_443512416_n 380546690_775426004627822_2681457196362439452_n 364773960_127089957124079_6558562832439865318_n 364774816_127089857124089_5623314086662485953_n 378182843_775443934626029_6106636101307589836_n 379737286_775406411296448_3119821069722155299_n 379920354_775426804627742_7253590836903435907_n 379940337_775388021298287_6610219452142975849_n 380373272_775439014626521_8254583661799475728_n 380592956_775387974631625_6967173096328288027_n 380613129_775387944631628_8414044648953015556_n 380643942_775387937964962_8696076320852368891_n 380655424_775426114627811_4791644122271930818_n 380656651_775426734627749_5059149623056276351_n 380706154_775443797959376_2970358229939787653_n 380744410_775439167959839_1782833852852405264_n 380754330_775444051292684_8450798005837674033_n 380656651_775426734627749_5059149623056276351_n 380706154_775443797959376_2970358229939787653_n 380744410_775439167959839_1782833852852405264_n 380754330_775444051292684_8450798005837674033_n 380821634_775446544625768_7513385104373098594_n 380828193_775438911293198_4927399947666795668_n

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سانت كاترين مشروع التجلي الأعظم جبل موسى مدینة سانت کاترین دیر سانت کاترین العدید من فی مصر

إقرأ أيضاً:

علماء يقترحون نظرية استثنائية جديدة عن أصل القمر

أظهر التحليل الكيميائي والفيزيائي على مدى عقود أن هناك تشابهًا بين التركيبة الصخرية لكل من القمر والأرض، وتبيّن أنها غنية بالكالسيوم وبازلتية، ويرجع تاريخها إلى نحو 60 مليون سنة بعد تشكل النظام الشمسي.

دفع ذلك العلماء لاقتراح أن أصل القمر أرضي، وفي عام 1984 ظهرت النظرية السائدة حاليا التي تقول إن القمر تشكّل بعد اصطدام كوكب بحجم المريخ (سمي ثيا) بالأرض قبل مليارات السنوات، فتسبب ذلك في انفصال جزء من مادة هذا التصادم، ليشكل ما نعرف الآن أنه القمر.

ولكن، وفقًا لباحثين من جامعة ولاية بنسلفانيا في دراسة جديدة نُشرت في مجلة "بلانيتاري ساينس جورنال"، فإن ما سبق غير صحيح، وقد تم التقاط القمر في وقت كان يمر فيه على مسافة قريبة من الأرض في زمن سحيق.

ولغرض التشبيه، تخيّل أن تلتقط كرة تمر بسرعة بجانبك، لكن بدلا من يديك فإن الأرض تمتلك قوة الجاذبية التي يمكنها التقاط الأجسام المارة بها.

وإليك فيديو قصير من وكالة ناسا يوضح النظرية السائدة لنشأة القمر:

نظرية تبادل الالتقاط

ويوضح الباحثون في الدراسة الجديدة أن هناك تساؤلات تتعارض مع كون القمر قد نشأ عبر اصطدام وتفتت ثم بناء جديد، لأن ذلك لو حصل كان يجب أن يدور القمر فوق خط استواء الكوكب، لكنه يدور في مستوى مختلف، بل يبدو أن القمر أكثر انسجامًا في مداره مع الشمس منه مع خط استواء الأرض.

في حين تشرح النظرية الجديدة التي يفترضها هذا الفريق، والتي سميت "نظرية تبادل الالتقاط"، أن جاذبية الأرض التقطت القمر عندما كان في نظام ثنائي (أي يدور حول جرم آخر صغير)، ثم فصلتهما عن بعضهما بعضا بقوى الجاذبية، مما أدى إلى التقاط القمر وجعله يدور في مستواه الحالي.

وأظهرت الحسابات التي قام بها الفريق البحثي أن عملية الفصل السالفة الذكر تتوافق مع المدار الحالي للقمر وشذوذه عن المتوقع منه، وكذلك تتوافق مع تأثير الشمس الجذبي على القمر.

وتوضح الدراسة أن هناك أدلة على حدوث هذا النوع من الالتقاط في أماكن أخرى من النظام الشمسي، حيث يعتقد العلماء أن تريتون مثلا، وهو أكبر أقمار نبتون، قد سُحب إلى نبتون من حزام كايبر.

ويدور تريتون حول نبتون في مدار رجعي، حيث يتحرك في الاتجاه المعاكس لدوران الكوكب، كما أن مداره مائل بشكل كبير من خط استواء نبتون (بزاوية قدرها 67 درجة).

لكن وضع تريتون يختلف عما يحدث في حالة القمر، فالأخير يدور بالفعل في مدار مائل، لكن بزاوية قدرها 5 درجات فقط. وفي هذا السياق، فإنه لا تزال هناك حاجة للمزيد من الدلائل الرصدية والدراسات لتأكيد الفرضية الجديدة.

مقالات مشابهة

  • دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية في طريقها إلى إسرائيل
  • القيادة المركزية الأمريكية: 3 أسراب طائرات إضافية في طريقها إلى المنطقة
  • علماء يقترحون نظرية استثنائية جديدة عن أصل القمر
  • الحكومة تدين العدوان الاسرائيلي على مدينة الحديدة
  • مجلس جامعة السويس يوافق علي فتح فصول للدراسات العليا بفرع مدينة الطور بجنوب سيناء
  • جنوب سيناء تتابع آخر مستجدات تنفيذ مشروع الهوية البصرية لسانت كاترين ونويبع
  • جيش الاحتلال: اعترضنا مسيرة كانت في طريقها لاستهداف حقل «كاريش» للغاز
  • محافظ جنوب سيناء يكشف موعد الانتهاء من مشروع التجلي الأعظم (فيديو)
  • الكنيسة تحتفل بعيد رؤساء الملائكة
  • الكنيسة الكلدانية تدين ما يحدث في لبنان والأراضي المقدسة