قصف صاروخي جديد على قاعدة عين الاسد الاميركية في العراق
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
طال قصف صاروخي جديد تبنته كتائب حزب الله العراقي قاعدة عين الاسد التي تضم قوات اميركية في غربي العراق، فيما هددت مجموعة مسلحة باستهداف قواعد واشنطن العسكرية في الامارات والكويت على خلفية الحرب في غزة.
اقرأ ايضاًوقالت كتائب حزب الله في بيان انها استهدفت قاعدة عين الاسد الجوية برشقة صاروخية مساء الثلاثاء، مؤكدة تحقيق اصابات مباشرة.
وتتواجد في القاعدة قوات اميركية تعمل في اطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
وتعرضت القاعدة واهداف اميركية اخرى في العراق وسوريا على مدى الايام الماضية، الى هجمات تقول الولايات المتحدة ان فصائل مدعومة من ايران تقف وراءها.
وفي سياق متصل، هددت مجموعة تطلق على نفسها "الوعد الحق – أبناء الجزيرة العربية" باستهداف القواعد الاميركية في الكويت والامارات "ثأرا" لشهداء فلسطين.
وقالت المجموعة في بيان ان لصبرها حدودا، وانها ستعتبر القواعد الاميركية في هذين البلدين "اهدافا مشروعة" ردا على الجرائم التي ترتكبها اسرائيل والولايات المتحدة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقالت الخارجية الأمريكية ان الوزير انتوني بلينكن بحث مع رئيس الوزارء العراقي الهجمات الاخيرة على القوات الاميركية في العراق.
واضافت الوزارة في بيان بان بلينكن رحب بادانة العراق للهجمات والتهديدات ضد العسكريين الاميركيين وقوات التحالف، داعيا الى محاسبة من يقفون وراءها.
وتوقعت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" الثلاثاء، تصاعد هذه الاستهدافات مع استمرار الحرب في غزة، والتي خلفت قرابة ستة الاف شهيد واكثر من 18 الف جريح في القطاع.
واطلقت اسرائيل التها العسكرية ضد المدنيين في القطاع بعد هجوم شنته عليها حركة حماس في 7 اكتوبر، وقتلت فيه 1500 شخص واصابت اكثر من 2500 اخرين.
والقت الولايات المتحدة بثقلها وراء اسرائيل في الحرب، حيث ارسلت اليها كميات هائلة من الذخائر والمعدات العسكرية، كما حركت حاملتي طائرات الى شرق المتوسط بهدف ردع اي محاولة قد تقدم عليها اطراف في المنطقة من اجل توسيع النزاع.
وتشير واشنطن خصوصا على ايران وحليفها حزب الله في جنوب لبنان، والذي يخوض مواجهات حدودية متصاعدة مع الجيش الاسرائيلي منذ الحرب التي اعلنها الاخير على غزة.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ الامیرکیة فی
إقرأ أيضاً:
مطرقة ترامب على خريطة العالم
القارة العجوز كما يسمونها، هي من صنعت الولايات المتحدة، منذ اكتشافها على يد بحارة أوروبيين. وفي حربها مع المستعمر البريطاني من أجل الاستقلال، اعتمدت على الدعم الفرنسي، واهتدت بكثير من أفكار الثورة الفرنسية، في قواعد إقامة الدولة الجديدة. عند اشتعال الحرب العالمية الثانية، واجتياح الجيوش الألمانية النازية لفرنسا، وقصف لندن بطيرانها العسكري، ثم الهجوم على الاتحاد السوفياتي، أيقن رئيس الوزراء البريطاني، أن صمود شعبه في وجه القوة النازية، لن يطول ولا سبيل لكسر المشروع العدواني الألماني، إلا بدعم أمريكي واسع عسكرياً ومالياً وسياسياً. ارتبط تشرشل بعلاقة صداقة مع الرئيس الأمريكي آنذاك فرنكلين روزفلت، لكنه لم يتمكن من إقناعه بدعم بريطانيا في حربها مع هتلر. الرئيس روزفلت وكان من الحزب الديمقراطي الأمريكي، وحكم الولايات المتحدة أربع مرات، ولم يغادر البيت الأبيض إلا بسبب الوفاة، رفض في البداية تقديم الدعم العسكري لبريطانيا، بسبب المعارضة الشعبية في أمريكا لذلك. جاءت ضربتا القدر اللتان حققتا أمل ونستون تشرشل. الأولى الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربر الأمريكي، والثانية الهجوم الألماني على الاتحاد السوفياتي. اندفعت الولايات المتحدة بقوة عسكرية هائلة متحالفة مع بريطانيا وقوات فرنسا الحرة التي يقودها شارل ديغول. فتحت صفحة جديدة في مسار التاريخ. بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، بقوة الآلة العسكرية الأمريكية، قام الرئيس الأمريكي هاري ترومان الذي خلف الرئيس روزفلت، بإعادة إعمار أوروبا المدمرة، عبر مشروع مارشال، وأصبح غرب القارة العجوز، تابعاً للولايات المتحدة.
الآن تفتح الولايات المتحدة، صفحة أخرى في كتاب علاقتها مع أوروبا بشرقها وغربها، بيد الرئيس دونالد ترامب. محركه الأساسي الحرب الروسية على دولة أوكرانيا. الحروب تصنع التحولات التاريخية الكبيرة. في السنوات الثلاث الماضية، قدمت الولايات المتحدة، ومعها دول الاتحاد الأوروبي، دعماً عسكرياً ومالياً ضخماً لأوكرانيا، وفرضت عقوبات واسعة على روسيا.
في حملته الانتخابية الرئاسية، تعهد دونالد ترامب، بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أربع وعشرين ساعة، وأنه لو كان رئيساً لأمريكا قبل اشتعال تلك الحرب، لما نشبت أصلاً. مباشرة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية، شرع ترامب يهوي بمطرقته، على الجانب الأوكراني، وعرض حلَّه الذي يعدّه حاسماً، وهو أن تقبل أوكرانيا بالتنازل عن الأرض التي احتلتها روسيا، وأضاف أن على الرئيس زيلينسكي أن يغادر السلطة، لأنه ديكتاتور قاد بلاده إلى الدمار، فهو من تسبب في تلك الحرب الدامية. الرئيس ترامب طالب أوكرانيا بأن تعوض الولايات المتحدة، على كل ما قدمته لها من دعم مالي وعسكري، عبر المعادن التي تختزنها أرض أوكرانيا. مطرقة ترامب هوت أيضاً على جبل التاريخ الطويل، من التحالف بين الولايات المتحدة وأوروبا، التي تجمع على إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا، وتجنح إلى استمرار دعمها عسكرياً ومالياً. بدأ القادة الأوروبيون يراجعون علاقاتهم الاستراتيجية العسكرية والاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة. ارتفعت أصوات أوروبية تدعو إلى إقامة جيش أوروبي، يحقق الاستقلال العسكري عن حلف "الناتو" الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة. لم يعد خافياً أن الرئيس دونالد ترامب، ينتهج سياسة الانسحاب من المنظمات الدولية، وفق مبدأ "أمريكا أولاً". انسحب من منظمة الصحة العالمية، ومن اتفاق باريس للمناخ، وأوقف برنامج المساعدات الأمريكية لكل الدول، باستثناء مصر وإسرائيل. هل سيوقف الرئيس دونالد ترامب دفع المساهمة الأمريكية لمنظمة الأمم المتحدة، التي تبلغ نحو ربع ميزانيتها، وبذلك تصبح معاقة مالياً، وتدخل في دائرة النهاية؟ من دون شك؛ فإن العالم يتحرك نحو تشكل آخر، وذلك ما عبر عنه وزير الخارجية الروسي لافروف، في كلمته أمام مجلس الدوما الروسي، في الأسبوع الماضي.
الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة. شكلت التكوين العالمي منذ الحرب العالمية الثانية، منذ الرئيسين فرنكلين روزفلت، وهاري ترومان. الاتحاد السوفياتي كان القوة الوحيدة التي شكلت المقارع السياسي والعسكري لأمريكا، وبعد انهياره انفردت الولايات المتحدة، بالتحكم في القرارات الدولية الأكثر أهمية. موازين القوة في عالم اليوم، تتحرك ببروز قوى كبيرة أخرى، وفي مقدمتها الصين الشعبية التي حققت تقدماً اقتصادياً هائلاً، ولها وجود منافس للولايات المتحدة وأوروبا. التقارب الصيني الروسي، والكوري الشمالي، له فاعليته الكبيرة التي ستسهم في إعادة رسم خريطة القوة العالمية. الرئيس دونالد ترامب سيهزُّ كثيراً من المسلمات السياسية والاقتصادية، التي عاش فيها العالم وتعايش معها لسنوات طويلة، دعا إلى ضم كل من كندا، وغرينلاند إلى بلاده، وهدد بالهيمنة على قناة بنما، وغيَّر اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا. لا نستبعد أن يكون الرئيس الأمريكي الثالث، الذي يضع بصمات جديدة على خريطة العالم، بعد الرئيسين روزفلت وترومان، اللذين رسما خريطة العالم في القرن العشرين، وفرضا السيطرة الأمريكية على اليابان بعد ضربها بالقنبلة الذرية، وعلى كوريا الجنوبية وأوروبا الغربية، كما فرضت الولايات المتحدة نمطيها السياسي والاقتصادي على هذه الدول.