توضح مؤشرات العراق الداخلية، عدم رغبة في نقل المواجهة مع الاطراف الداعمة لإسرائيل في حربها الدموية على غزة، وعلى رأسها الولايات المتحدة،الى الداخل العراقي، سيما بعد توجيهات رئيس الوزراء العراقي بملاحقة منفذي الهجمات على القواعد العسكرية التي تستضيف مستشاري التحالف الدولي.

وقد يزعج هذا الأمر، اطرافا حليفة لحكومة السوداني، ودعمته في العديد من خطواته السابقة، وتطالبه اليوم بتصويب وضع التواجد العسكري الاجنبي، وعدم التهاون كما حصل في الحكومات السابقة، وجعله يقتصر على تواجد بصفة ملحق عسكري داخل السفارات، كما ورد عن قيادي في كتائب حزب الله.

الخبير الأمني، مخلد الدرب أكد  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” ان “موضوع المقاومة، واحد من الخيارات الصعبة التي تواجهها الحكومة العراقية، سيما وان الفصائل التقليدية تعمل في سياق الحكومة وهناك شبه اتفاق بينها وبين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وقادة هذه الفصائل”، مبينا ان “هناك اتفاقيات بين الحكومة والجانب الأميركي، تتعلق بتحييد الفصائل المسلحة، مقابل دعم الولايات المتحدة لحكومة السوداني”.

واضاف، ان “ما شهدناه في هذه الفترة من ظهور مسميات جديدة لبعض الفصائل، والتي نشطت بعد عملية طوفان الاقصى في غزة، متمثلة بالفصائل الثلاثة (المقاومة الاسلامية في العراق وحركة الشباب الثائرين وغرفة عمليات الاقصى)، ومن المتوقع ان استحداثها جاء لتكون فصائل ظل عن تلك التقليدية المعروفة، ومن الممكن ايضا، ان تكون  تابعة لجهات اخرى بعيدة عن فصائل التقليدية، وارادت ان توصل رسالة  الى الجانب الامريكي باننا جزءا من محور المقاومة”.

واوضح، ان “لغاية هذه اللحظة لم نر ردا امريكيا، كون عمليات هذه الفصائل لم تكن مؤثرة لدى الجانب الامريكي، وممكن ادراجها ضمن قواعد الاشتباك الطبيعية”، مبينا انه “في حال ازدادت وكانت مديات الاستهداف ابعد واقوى واكثر تأثيرا، من الممكن ان نرى ردا امريكيا على مصادر القرار في الجانب العراقي، او على مركز عمليات هذا المحور”.

وتابع الخبير الأمني، انه “يضاف الى هذا التصعيد ايضا، خطاب السوداني في القاهرة، والذي اتسم بالحماسة والعاطفية، وابتعد عن الدبلوماسية، وقد تكون هذه الفصائل استمدت دعمها منه، باعتباره خطاب قريب من محور المقاومة ولا ينسجم مع الخطاب العربي والدولي الذي حضر في قمة القاهرة”.

واشار الى ان “من الطبيعي ان يوجه السوداني بتعقب مطلقي الصواريخ على القواعد العسكرية، وهي رسالة بعدم تعاطي مع هذه الفصائل”، لافتا الى ان “في نهاية المطاف لن تظهر اي نتائج لهذه التحقيقات، والموضوع سيستمر مع ازدياد ضربات الجانب الاسرائيلي على قطاع غزة”.

وبين الدرب، ان “فصائل المقاومة لم تتوحد في ساحة واحدة أو تعطي اشارة للقيام بعمليات مؤثرة ضد المصالح الامريكية في العراق، والجميع حذر مما يحصل حاليا، والحكومة العراقية هي جزء في هذا الصراع”.

ونوه الى عدم نسيان اتفاقية الاطار الاستراتيجي ما بين العراق والجانب الامريكي، مبينا ان “العراق ملزم بهذه الاتفاقية وعليه حماية المصالح الامريكية، واذا ما تعذر على العراق هذا الموضوع ، سوف يكون هناك رد فعل امريكي، واذا ما كان عسكريا فممكن ان يكون  في مجالات اخرى”.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: هذه الفصائل

إقرأ أيضاً:

خطر ترامب المبالغ فيه: هل يحاول الإعلام إشاعة القلق في العراق؟

9 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:  تصاعدت التوترات بشأن مصير الفصائل العراقية المسلحة مع التحركات الأخيرة داخل الكونغرس الأمريكي، حيث لم يعد الحديث عن إدراج بعض هذه الفصائل على “لائحة الإرهاب” مجرد تكهنات إعلامية، بل تحول إلى خطوة رسمية من جانب أعضاء في الكونغرس، في خطوة تعكس تحولات أوسع في الموقف الأمريكي من المشهد السياسي والأمني العراقي.

و يبدو أن الإجراءات المرتقبة من قبل إدارة ترامب تجاه العراق تشهد تضخيمًا إعلاميًا متزايدًا، حيث يتم تسليط الضوء على تصنيف الفصائل المسلحة العراقية كـ”منظمات إرهابية”، مما يعزز الشعور بالقلق داخل الأوساط السياسية العراقية.

بعض التحليلات ترى في هذه التصريحات محاولات لنسج قصص تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وزيادة التوترات السياسية في العراق. في حين أن هذه التحركات قد تكون جزءًا من أجندة أمريكية أكبر تتعلق بالملف الإيراني، فإنها تعكس أيضًا توجيهًا واضحًا لتأجيج المخاوف داخل الحكومة والشعب العراقي. من المتوقع أن تستمر هذه السياسات في خلق جو من عدم اليقين ويزيد من الضغوط على النظام السياسي في بغداد.

و قال خبراء إن هذه المبادرة تعيد إلى الأذهان محاولات سابقة في العام 2022، لكنها هذه المرة تأتي ضمن سياق أكثر تعقيداً، حيث لم تعد العقوبات تقتصر على الأفراد أو الكيانات، بل تستهدف منظومة كاملة تمتد من الزعامات إلى الأصول المالية، مروراً بالشبكات الاقتصادية والإعلامية التابعة لها.

أوضح مراقبون أن الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، تجد نفسها في وضع حساس، حيث تُعد الفصائل المسلحة جزءاً أساسياً من القاعدة التي تدعمها، كما أن الفصائل نفسها سبق أن وصفت حكومة السوداني بأنها “حكومة المقاومة”، مما يعكس الارتباط الوثيق بين الجانبين.

وأكدت الحكومة أنها ترى في هذه القرارات شأناً سيادياً عراقياً، رافضةً أي حديث عن التخلي عن الفصائل المسلحة أو حتى إعادة النظر في وضع الحشد الشعبي.

أشار مختصون إلى أن رئيس الحكومة لا يمتلك النفوذ السياسي الكافي داخل البرلمان لتمرير قرارات كبرى مثل تفكيك الفصائل أو دمجها ضمن المؤسسة الأمنية، إذ أن هذه الخطوة تلقى معارضة واسعة من القوى السياسية المهيمنة على المجلس، وخاصة القوى الشيعية التي ترى في الفصائل جزءاً من المنظومة الأمنية التي لا يمكن المساس بها.

لكن مصادر ترى أن الحكومة العراقية تمتلك الأدوات السياسية التي تتيح لها تقديم حلول مقبولة لدى واشنطن،

واعتبر بعض المختصين أن القائمة الأمريكية التي تتضمن تصنيف الفصائل ليست قانونية، لأنها تخضع لاعتبارات سياسية أكثر من كونها تستند إلى معايير قانونية واضحة. وأكدوا أن هذه القوائم تشهد تغييرات مستمرة وفقاً للظروف والمصالح الأمريكية، حيث يتم حذف وإضافة أسماء بناءً على اعتبارات سياسية بحتة، وليس بناءً على وقائع قانونية ثابتة.

وازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية واضحة، حيث يتم تصنيف شخصيات وفصائل عراقية على أنها إرهابية، في حين تُغضّ الطرف عن جهات أخرى تمتلك سجلاً واضحاً في دعم الإرهاب، مما يعكس انتقائية في استخدام هذه التصنيفات لأغراض سياسية.

و نشر النائب الأمريكي جو ويلسون تغريدة عبر حسابه في منصة “إكس”، أعلن فيها أنه تقدم بطلب إلى وزير الخارجية لتصنيف منظمة بدر ضمن لائحة الإرهاب إلى جانب باقي الفصائل المدعومة من إيران. واختتم تغريدته بالقول إن “ترامب سيصلح الأمر”، في إشارة إلى أن هذه السياسات قد تكون جزءاً من نهج الجمهوريين في حال عودتهم إلى السلطة.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • السوداني: سياسة الحكومة المتوازنة حصّنت العراق وأبعدت عنه شبح العدوان
  • السوداني يدعو لإنهاء النزاعات العشائرية وإسناد الحكومة في تعزيز الأمن ومحاربة المخدرات
  • السوداني يطالب العشائر العراقية بإنهاء النزاعات ودعم استقرار عمل الشركات
  • رئيس الحكومة : الامريكي ماكر ووضعنا في مواجهته اسوأ الاحتمالات
  • خطر ترامب المبالغ فيه: هل يحاول الإعلام إشاعة القلق في العراق؟
  • الفصائل العراقية تدخل لائحة ترامب.. الأمور تغيّرت وسيناريوهات المرحلة المقبلة كثيرة
  • مصدر أمني: الحكومة ستفرض غرامات على اللاجئين اللبنانيين إذا لم يغادروا العراق
  • عز الدين: لا خيار سوى الصمود والاستمرار في المقاومة
  • التحديات والآثار.. كيف سيناور العراق ويتفادى مواجهة لا يستطيع التحكم بها بين أمريكا وإيران؟
  • التحديات والآثار.. كيف سيناور العراق ويتفادى مواجهة لا يستطيع التحكم بها بين أمريكا وإيران؟ - عاجل