طريق «سيوة - مطروح».. نقلة حضارية في قلب الصحراء الغربية

نجاح كبير لجهود الدولة المصرية تكلل فى تطوير أكبر طريق فى محافظة مطروح، وهو طريق سيوة - مطروح الصحراوى، من خلال المشروع القومى لازدواج الطريق باستخدام الرصف الخرسانى على طريق يبلغ طوله 300 كيلومتر، ما يسهم فى التقليل من الحوادث، بعد ما اشتهر الطريق فى السنوات الأخيرة بـ«طريق الموت»، بسبب كثرة الحوادث.

وقال رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالى الغربى، اللواء دكتور آمون مرتضى، إن طريق مطروح - سيوة أحد المشروعات القومية التى تنفذها الدولة لتنمية سيوة، سياحياً وزراعياً وصناعياً واقتصادياً، والمشروع يتضمن ازدواج الطريق بطول 300 كيلومتر، وهو مقسم إلى 6 قطاعات، كل منها يبلغ طوله 50 كيلو، ونعمل حالياً فى القطاع الرابع من الكيلو 150، وحتى الكيلو 200 من اتجاه سيوة، وجرى الانتهاء من القطاعين الثانى والثالث.

«مرتضى»: 4 مليارات جنيه تكلفة المشروع.. و«يوسف»: يختصر زمن الرحلة من وإلى الواحة

وأضاف لـ«الوطن» أن العمل يجرى حالياً فى القطاع الأول بجانب الرابع، ويجرى تباعاً طرح القطاعين الخامس والسادس، للانتهاء من ازدواج الطريق بالكامل، وأضاف رئيس الجهاز أن طريق سيوة 3 حارات، بعرض يبلغ 11 متراً وربع متر، الحارة 3.75، بتكلفة 4 مليارات جنيه، وبتكنولوجيا متقدمة فى الرصف الخرسانى من خلال المواد المعالجة الموضوعة فى الخرسانة، من حديد وإضافات أخرى تزيد من الصلابة والقوة، ويعظم الفائدة الاستراتيجية من الطريق، والعمر الافتراضى الطويل للطريق، مع تحمل الأوزان الثقيلة لسيارات نقل البضائع، مثل الملح الخام الذى يجرى نقله من مناجم واحة سيوة وتصديره من سيوة، ونقله إلى بعض الموانئ خارج محافظة مطروح.

وأشار «مرتضى» إلى أن الطريق سرعته 120 كيلو فى الساعة، ما يقلل وقت رحلة السفر إلى ساعتين ونصف الساعة، بعد أن كانت تصل إلى 4 ساعات أو أكثر، ويعمل على تقليل نسبة الحوادث نتيجة متانة الطريق، والذى ستختفى أهم مشكلاته وهى الحفر التى كانت فى كل مكان، بعد اعتماد المواطنين من أهالى سيوة والزائرين على الطريق الخرسانى الجديد الآمن.

وأوضح أن جهاز التعمير انتهى من مشروع تطوير مدخل مدينة سيوة من اتجاه الواحة، وهو طريق أسفلتى مزدوج، لربط الطريق الرئيسى بمدخل المدينة، وتسهيل حركة السيولة المرورية بمدخل المدينة السياحية، والتى تستقبل آلاف السياح الأجانب بخلاف المصريين على مدار العام خلال الموسم السياحى، وإنشاء أرصفة وبلدورات وتجميل المدخل بما يتناسب مع الطبيعة السياحية للمدينة للارتقاء بها فى مشروعات الطرق.

ولفت رئيس جهاز تعمير الساحل الشمالى الغربى إلى أن هناك أكثر من محطة للخلط الخرسانى تعمل على طريق سيوة فى خلط الخرسانة المخصصة للطريق بالمواصفات المطلوبة وتحت إشراف جهاز التعمير، ويتم مراجعة المواد الخرسانية ومكوناتها من بداية التحضير وحتى النهائية بمرحلة الخلط والنقل لمواقع العمل، على مدار الساعة، كما يجرى متابعة أعمال تنفيذ المراحل المختلفة من الطريق مع الشركات المنفذة من خلال المهندسين المختصين بالجهاز. وقال: «انتهينا من إنشاء أول كافيتريا صديقة للبيئة فى منطقة (بئر النص) من خلال محافظة مطروح، على طريق سيوة - مطروح، عند علامة الكيلو 145 فى منتصف الطريق».

وقال يوسف سعيد من شباب واحة سيوة، إن ازدواج طريق سيوة - مطروح شىء نفتخر به، وتطويره يتناسب مع حجم السياحة والتجارة من المحاصيل التى تنتجها الواحة مثل الزيتون والتمور ومنتجات الملح والمياه المعدنية التى تنقل من سيوة إلى العديد من المدن والمحافظات.

وأضاف: «الطريق الجديد يختصر الوقت لجميع المسافرين من أبناء الواحة وزائريها من المصريين والسياح القادمين لزيارة سيوة من مختلف دول العالم والذين كانوا يمتنعون من قبل عن السفر على هذا الطريق بسبب كثرة الحوادث، كما أننا نشعر بالاطمئنان خلال سفرنا وأسرنا على الطريق، ويشجع الكثير على زيارتنا، كما يتمكن زوار مرسى مطروح من السفر عليه لزيارة سيوة يومين خلال برنامجهم السياحى فى موسم الصيف، كما زادت شركات النقل السياحى فى تنظيم رحلات إلى سيوة من القاهرة والجيزة والإسكندرية خلال العام الأخير، تزامناً مع تطوير معظم الطريق وإنشاء استراحة سياحية مميزة بها خدمات للمسافرين فى منتصف الطريق، لينقل الطريق الواحة نقلة حضارية كبيرة نلمسها جميعاً كأهالى سيوة».

وقال عثمان على، من أهالى سيوة، وصاحب كامب سياحى، إن تطوير طريق سيوة أسهم فى استقبال الواحة مزيداً من الرحلات السياحية، خاصة الأجانب فى ظل الطريق الجديد، وقلل من وقوع الحوادث على الطريق والتى كنا نسمع عنها يومياً واختفت منذ فترة.

المصدر: الوطن