أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين العرب أن مصر لطالما كانت هى الداعم الأول للاستقرار فى المنطقة العربية، والمنقذ الدائم لكل الأشقاء من ليبيا إلى السودان إلى فلسطين، بفضل استقرارها وكفاءة جيشها، وهو ما ظهر بوضوح فى مواقفها الإنسانية ودعمها للقضية الفلسطينية والأزمة السودانية، سواء كان دعماً سياسياً أو مادياً، إلى جانب دعم الشعب الليبى خلال إعصار دانيال الذى دمر 25% من مدينة درنة الشهر الماضى.

ترتكز سياسة مصر الخارجية فى المنطقة على شعار الرئيس عبدالفتاح السيسى بعدم التدخل فى شئون الدول تزامناً مع بذل الجهود لدفع عملية السلام والاستقرار فى المنطقة، وفى ظل القصف المستمر لقطاع غزة دون هوادة، لا تزال الجهود المصرية مستمرة لوقف إطلاق النار ونزيف الدم، وتقديم الدعم للقطاع، حيث تم تخصيص مطار العريش لتوصيل المساعدات المصرية والدولية لأهلنا فى القطاع، كما نجحت الجهود المصرية فى الإفراج عن محتجزتين، وتم تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهما، وفى القضية السودانية، فتحت مصر أبوابها أمام المرضى والمصابين من كبار السن، قدمت لهم المأوى والمساعدات الطبية والإنسانية، فضلاً عن الدعوة لقمة دول جوار السودان لبحث كيفية الوصول إلى حلول مشتركة لإرضاء الطرفين لوقف النزاع فى البلد العربى الشقيق.

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس وعضو المجلس الثورى بحركة فتح، قال إنّ مصر هى الدولة العربية التى حملت القضية الفلسطينية على كاهلها منذ بداية الأزمة فى أربعينات القرن الماضى، موضحاً أنها حالياً تقود زمام التنسيق العربى المشترك، وهو ما تجلى فى الأزمة الأخيرة بقطاع غزة، حيث استطاعت الإفراج عن محتجزتين وقدمت لهما الدعم الطبى، فى محاولة حثيثة للتأثير على الجانب الإسرائيلى لوقف العنف والقصف المستمر على القطاع الذى بدأ فى 7 أكتوبر الجارى.

وتابع: «لا أحد ينكر الجهود المصرية المبذولة تجاه القضية الفلسطينية، بداية من إعمار غزة وتأهيل البنية التحتية من خلال شركات مقاولات مصرية، فضلاً عن الدعوات المتكررة للفصائل الفلسطينية للاجتماع فى القاهرة للتشاور والوصول إلى توافق فى وجهات النظر، فضلاً عن التنسيق العربى المشترك، إذ دعت القاهرة إلى قمة ثلاثية بين الأردن ومصر وفلسطين لدعم القضية العادلة».

«عبدالعزيز»: فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين السودانيين ودعت لقمة دول الجوار لدعم الاستقرار فى البلد الشقيق

وأضاف مجدى عبدالعزيز، الخبير السياسى والمحلل السودانى، أنّ مصر هى الشقيقة الكبرى للسودان، مؤكداً أن العلاقات بين القاهرة والخرطوم ليست اختيارية بل مصيرية، موضحاً أن موقف مصر تجاه الأزمة السودانية اتسم بالعقلانية والرزانة، مضيفاً أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قدم الكثير لأبناء السودان مع حرصه على عدم التدخل فى الشأن الداخلى، تاركاً حرية الاختيار للشعب، مضيفاً أن مصر استضافت الحوار «السودانى - السودانى»، فى فبراير الماضى، حيث قدمت دعوات لعدد كبير من القوى السياسية لتوسيع قاعدة التشاور والتفاهمات بين السودانيين، حتى الوصول لاتفاقات، وهذا هو منطق مصر للتعامل المباشر وتقديم المساعدات الطبية للسودانيين.

وأكد أن استضافة مصر لقمة دول جوار السودان، جاء بحثاً عن مصلحة الشعب الذى ينزف الدماء ويتعرض للعنف والتدمير، خاصة أن الكثير من الوقائع تمحورت وأصبح واضحاً للعالم أن المتضرر الوحيد هو الشعب السودانى الذى حُرم من الخدمات بعد تدمير البنية التحتية، واضطر للنزوح: «السودان الآن فريسة لأجندات دولية تحاول استغلال الحرب، وكان لا بد لمصر أن تتدخل لأنها تأمل فى تحقيق الاستقرار والسلام»، موضحاً أنّ مصر استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين، وفتحت لهم ذراعيها، وقدمت الدعم الإنسانى والطبى لكثير منهم.

من جانبه، أكد الكاتب والخبير السياسى الليبى رجب إبليبو، أنّ مصر كانت السند الأول للشعب الليبى خلال إعصار دانيال الذى تسبب فى خسائر فادحة، موضحاً أن الدعم المصرى ظهر فى كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى وجَّه الهلال الأحمر المصرى بالدخول وتقديم الدعم لأهالى المناطق المنكوبة فى ليبيا، وأضاف أن العلاقات بين مصر وليبيا تاريخية، وأن هناك مشاورات وتنسيقاً مستمراً بين قيادات البلدين، خاصة فيما يتعلق بالقضايا المشتركة مثل الهجرة غير الشرعية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة السيسي السودان

إقرأ أيضاً:

كوت ديفوار تتبرع بمساعدات طبية إلى السودان

أعلنت جمهورية كوت ديفوار عن تبرعها بمساعدات طبية عاجلة إلى السودان عبر وزارة الصحة الايفوارية للتخفيف من حدة الوضع الإنساني والصحي الذي يواجهه الشعب السوداني جراء الحرب والفيضانات التي ضربت البلاد خلال فترة الخريف الأخير.خلال حفل تدشين الدعم، أشار ممثل وزارة الخارجية الإيفوارية إلى أن هذا الدعم موجه للشعب السوداني نتيجة الفيضانات التي اجتاحت السودان في الأشهر الماضية.كما أكد تضامن الرئيس الإيفواري، السيد الحسن واتارا، والشعب الإيفواري مع جمهورية السودان والشعب السوداني الشقيق في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها، معرباً عن أمله في أن يسهم هذا الدعم الإنساني في مساعدة الشعب السوداني على تجاوز هذه المحنة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ما يبكي السفير والطفل الغرير
  • حزب الغد: مواقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابتة رغم محاولات التشكيك
  • السودان: لقاء سعودي أمريكي يبحث الأوضاع في السودان
  • البرهان يكشف عن المرحلة المقبلة في السودان
  • «أسوشيتدبرس»: إسرائيل تلاحق مواطنيها العرب المعارضين لحرب غزة
  • السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
  • وزير الصناعة: مواصلة تقديم الدعم للأشقاء في السودان والعمل على عودة الاستقرار
  • لماذا توقفت أميركا عن تأييد الدعم السريع؟
  • عالم “الجربندية” السياسية
  • كوت ديفوار تتبرع بمساعدات طبية إلى السودان