أكد عدد من الخبراء وأساتذة العلوم السياسية على دور مصر والقيادة السياسية فى المنطقة العربية لحلحلة الوضع فى قطاع غزة، مشيدين بالخبرة التى اكتسبتها «القاهرة» فى إدارة الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط، وتصدّرها المشهد لإنقاذ الشعوب فى فلسطين والسودان وليبيا.

طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إنّ مصر هى المحرك فى كل الأزمات العربية تجاه الحل، بفضل خبرة وقدرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لافتاً إلى أنّ مصر لعبت دوراً محورياً ومهماً منذ شن إسرائيل عدوانها على قطاع غزة بداية أكتوبر الحالى، فى ما يتعلق بالتهدئة، بالإضافة إلى الإفراج عن المحتجزتين الأجنبيتين بغزة، مؤكداً أنّ إدارة الأزمة جاءت من منطلق مسئولية مصر الكبيرة تجاه القضية الفلسطينية.

وتابع: «تسعى مصر لتفكيك الأزمة فى غزة، من خلال وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات المطلوبة إلى الأهالى».

وشدّد «فهمى» لـ«الوطن» على أنّ مصر تتحرّك فى جميع الاتجاهات الأمنية والسياسية والاستخباراتية والاستراتيجية لإيجاد حلول لأزمة قطاع غزة: «مصر تتحرّك لوقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وليس فقط الإفراج عن المحتجزين»، موضحاً أنّ القيادة المصرية تتحرّك بمسئولية والتزام، من خلال تمهيد وقف إطلاق النار وبناء الثقة بين مصر والمجتمع الدولى: «مصر هى سيدة نفسها وقراراتها لا تتدخّل فيها أطراف خارجية، خاصة فى ما يتعلق بمعبر رفح البرى، الذى أصبح مفتوحاً وفقاً للضوابط المصرية وإدخال المساعدات الإنسانية، فالقيادة المصرية تبذل مجهودات مضنية للإفراج عن المحتجزين فى غزة».

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أنّ دور مصر لإحلال السلام فى المنطقة وحصول الشعب الفلسطينى على حقه فى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود يونيو ١٩٦٧، يُعد من الثوابت لدى القيادة السياسية على مدار عقود. وتابع: «هناك أساسيات يتم التحرّك من خلالها عند الحديث عن فلسطين، وذلك لأن الرؤية المصرية تسعى دائماً لتفعيل قرار حل الدولتين والانتقال من حالة الحرب إلى التهدئة، ومن ثم تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية»، مشيراً إلى أنّ القاهرة دعت إلى قمة السلام فى الأساس من أجل تسجيل موقف مصرى وعربى تجاه ما يتعرّض له المدنيون فى قطاع غزة من عدوان إسرائيلى غاشم، بالإضافة إلى تحرّك شامل لحل القضية الفلسطينية.

«الجابرى»: القيادة السياسية مهتمة بالبحث عن حلول للقضية الفلسطينية

من جانبه، قال اللواء سيد الجابرى، المحلّل السياسى والخبير الاستراتيجى، إنّ مصر أصبحت تملك زمام الأمور فى ما يتعلق بالبحث عن حلول للأزمات العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وذلك من خلال سعيها لنشر السلام، ليس فى المنطقة العربية فقط، وإنما فى العالم بأكمله. وأضاف أن الدولة المصرية لم تتأخر أبداً فى دعم القضية الفلسطينية، سواء فى وقت السلم أو الحرب، حيث حرصت مصر على دعم القضية من خلال المساعدة فى تأسيس منظمة «تحرير فلسطين» فى عام 1964، وذلك بعد انعقاد المؤتمر العربى الفلسطينى الأول فى القدس، نتيجة قرار مؤتمر القمة العربى 1964، لتمثيل الفلسطينيين فى المحافل الدولية، لتُصبح المنظمة مراقباً فى الأمم المتحدة بعد مفاوضات السلام التى تمت فى اتفاقية «أوسلو»، ومن ثم يُعترف بها ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطينى، وشدّد فى تصريح لـ«الوطن»، على أن جميع الحكام المصريين دعموا القضية الفلسطينية، مؤكداً أنّ مصر ترغب فى أن يكون للشعب الفلسطينى دولته الخاصة به، ويتمتع بسيادته الكاملة على أرضه، دون أن يتدخّل المحتل الإسرائيلى فى شئون الأمن، أو منع الغذاء أو قطع الكهرباء أو غيرهما من الجرائم التى تُرتكب حالياً ضد الشعب الفلسطينى.

«سنجر»: قمة السلام أكّدت الدور الريادى الذى تلعبه مصر فى المنطقة 

وأوضح الدكتور أشرف سنجر، خبير السياسات الدولية،  أنّ قمة القاهرة للسلام أكدّت على الدور الريادى الذى تلعبه مصر فى المنطقة، بالإضافة إلى أهميتها لجميع دول العالم، بالإضافة إلى امتلاكها دفة القيادة، حيث أسهمت فى خلق رأى عام أكثر حيادية تجاه القضية الفلسطينية، وخلق نوع من التعاطف تجاه الأهالى فى قطاع غزة. وتابع: «هذا من شأنه أن يُسهم فى السيطرة على التصعيد المستمر داخل القطاع»، كما لفت إلى أن الدولة المصرية تمكنت من توضيح رأى الشعب المصرى والفلسطينى حول مسألة التهجير إلى سيناء، وخطورة هذا الأمر على مصير القضية التى تمثل القضية الأولى للعرب، موضحاً: «تمكنت مصر، من خلال جهودها على مدار الأيام الماضية، منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، من توضيح موقفها للعالم أجمع، وليس فقط من خلال قمة السلام، بل عن طريق جميع الجهود التى قامت بها مصر منذ بداية الأزمة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة السيسي السودان القضیة الفلسطینیة بالإضافة إلى فى المنطقة قطاع غزة من خلال

إقرأ أيضاً:

شهداء ومصابون فى قصف إسرائيلى على رفح الفلسطينية

استشهد شخص وأصيب أخرين فى قصف إسرائيلى على منطقة البيوك شمالى مدينة رفح، كما ارتقى شهيدان وأصيب أخرين فى قصف إسرائيلى على منطقة المشروع شرقى المدينة، حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.

وأكد مدير مكتب صحة غزة، اليوم الأربعاء ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على القطاع منذ أكتوبر 2023 إلى 45.361 شهيدا و107.308 مصابين، حسبما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلى عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ446، مخلفا عشرات الشهداء والإصابات ودمارا واسعا فى الممتلكات والبنية التحتية، فى سلسلة غارات جوية وقصف مدفعى متواصل على مناطق متفرقة.

وفجر الأربعاء، ارتقى 8 فلسطينيين جراء قصف للاحتلال الإسرائيلى استهدف منزلًا فى جباليا النزلة شمالى قطاع غزة.

وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلى النار بكثافة فجرا على بوابة مستشفى كمال عدوان شمال القطاع.

وللمرة الثانية، أعلن مستشفى العودة أن الاحتلال الإسرائيلى فجر روبوت بجوار المستشفى، واثار حالة من الرعب بين المرضى والجرحى.

واستشهدت امرأة فلسطينية حامل، فيما أنقذ جنينها بعد قصف شقة سكنية محيط مدرسة يافا فى مدينة غزة.

كما استشهد 3 نازحين فلسطينيين، وأصيب عدد آخر بقصف استهدف منزلًا فى بيت حانون شمالى قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • "القاهرة للدراسات": مصر حققت 2.9% نموًا رغم الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية خلال 2024
  • حصاد دار الأوبرا المصرية خلال عام 2024
  • بلال الدوي: موقف مصر مشرف تجاه التعامل مع القضية الفلسطينية
  • خبير دولي: القضية الفلسطينية لم تغب لحظة عن أجندة السياسة الخارجية المصرية
  • كاتب صحفي: موقف الدولة مشرف تجاه التعامل مع القضية الفلسطينية
  • شهداء ومصابون فى قصف إسرائيلى على رفح الفلسطينية
  • تونس: نشيد بجهود القيادة السياسية المصرية في دعم القضية الفلسطينية
  • عناني: تضامن مصر مع القضية الفلسطينية يؤكد قوة الدولة ويظهر حالة الاصطفاف الوطني
  • رئيس "المستقلين الجدد" يوضح دور الأحزاب السياسية في دعم القضية الفلسطينية
  • أبو شامة: اتفاقية أوسلو سقطت والسلطة الفلسطينية عاجزة عن أداء أي دور بالضفة