نجحت الجهود المصرية المكثّفة فى إطلاق سراح المحتجزتين بقطاع غزة «نوريت يتسحاك» و«يوخفد ليفشيتز»، ووصلت السيدتان المحتجزتان إلى معبر رفح البرى بعد الإفراج عنهما بعد الجهود المصرية المكثّفة.

وجاءت عملية خروج عدد من الرعايا الأجانب من قطاع غزة إلى مصر بقرار مصرى تام، وليس من أى طرف آخر، حيث تملك مصر وحدها قرار عبور أى شخص من معبر رفح البرى من عدمه.

وأثبتت مصر، الدولة العربية الكبرى والوسيط التقليدى فى قضايا المنطقة، مرة أخرى أهمية دورها الحاسم والمحورى فى التسوية السلمية للأزمات، حيث تحتل مصر مكانة بارزة كوسيط فى التفاوض بين المقاومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، ومن خلال القدرة على تسوية الخلافات وتيسير عمليات الإفراج، وأثبتت جدارتها كمحطة أمان للكثير من الرعايا الأجانب المحتجزين.

وأرادت مصر بهذه الخطوة القوية إرسال رسالة واضحة إلى العالم بأن حياة البشر وكرامتهم تأتى فى المقام الأول، وتحمل هذه الخطوة الرسالة الإنسانية، حيث إن مصر قرّرت الاستماع إلى النداءات الإنسانية، والمضى قُدماً نحو التسوية والسلام.

وتؤكد هذه الخطوة نجاح الوساطة المصرية وقُدرتها على التحكُّم والتدخُّل بفاعلية لحل الأزمات الإنسانية والقدرة على التواصل المستمر والفعّال مع الأطراف المتنازعة، مما يظهر أهمية الوجود الدبلوماسى المستدام، الذى يمثل أساس الحوار والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة، فلولا مصر لما خرجت المحتجزتان ولما وصلت المساعدات.

«حليمة»: الاقتراحات المصرية دائماً إيجابية وبناءة.. ودورها فرصة جيدة لوقف إطلاق النار ودخول مزيد من المساعدات ووقف التهجير القسرى

وقال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر لها دور محورى فى مثل هذه الأمور، حيث لعبت دوراً مهماً فى التهدئة بين الفصائل وإسرائيل فى عدة مناسبات، انطلاقاً من اتصالاتها بكل الأطراف، إذ تحظى بالتقدير والاحترام من كل الأطراف، مع إمكانية أن يكون هناك بعض الجزئيات التى تسهم فى حلحلة الموقف، مثل الإفراج عن المحتجزين.

ولفت فى تصريحات لـ«الوطن» إلى دور مصر فى إدخال المساعدات ومحاولات التهدئة، وغالباً تأتى باقتراحات إيجابية وبنّاءة، وبالتالى فإن الدور الذى نجحت فيه فى الإفراج عن السيدتين، لاقى كل التقدير والاحترام، والإشادة والمطالبة بتواصله، وربما تكون هناك فرصة للإفراج عن محتجزين آخرين.

وأوضح أنه يمكن أن يُبنى عليه للتوصل إلى تهدئة أو وقف لإطلاق النار، حتى إن تصريح الرئيس الأمريكى جو بايدن الأخير قال إن وقف إطلاق النار مرتبط بالمحتجزين، وقد يكون ذلك فرصة لمواصلة الدور المصرى الإيجابى البناء، فى أن نصل إلى وقف لإطلاق النار، وبالتالى دخول مزيد من المساعدات ووقف التهجير القسرى، والعمليات العسكرية التى تدمر المزيد من البنية التحتية، ووقوع المزيد من الشهداء.

«الشاذلى»: مصر دولة محورية فى الشرق الأوسط وتتمتّع بمصداقية كبيرة عند الجميع وتضطلع بدور إنسانى مهم 

من جانبه، قال السفير محمد الشاذلى، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن مصر لعبت دوراً مهماً ومحورياً فى القضية الفلسطينية، والجهود المصرية تدل على أهمية مصر كدولة محورية فى الشرق الأوسط، لأنها دولة مهمة وعلى اتصال بجميع الأطراف، وتتمتّع بمصداقية كبيرة عند الجميع، لذلك ليس من الغريب أن تضطلع مصر بدور إنسانى فى هذه المرحلة، من أجل الإفراج عن بعض المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، الذين يعتبرون ضحايا، لأن توجّههم كان من خلال عملية عسكرية، نحو قوات الاحتلال، للحصول على مكاسب عسكرية فى إطار ما سمّته بحرب استقلال وتحرّر، وربما جاء البعض الآخر من المحتجزين من المدنيين، ربما لضرورة تحتّم خروج عناصر المقاومة لتأمين خروجهم من بعض الأماكن.

واعتبر السفير محمد الشاذلى إسرائيل مسئولة عن تفجير الموقف، ليس من الآن، ولكن منذ سنوات طويلة، من خلال سياستها فى الامتهان والقتل والترويع للمدنيين الفلسطينيين، وكل ذلك كان لا بد أن يؤدى إلى رد فعل عنيف، من أجل رد اعتبار الفلسطينيين. وتابع أن مصر لم ولن تتأخر فى القيام بدور فعّال فى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، وكانت مبادرة فى تحقيق السلام مع إسرائيل فى عصر الرئيس السادات، ولكن يجب على إسرائيل القيام بشىء إيجابى، فقد كانت هناك مبادرات عربية، بداية من مبادرة الرئيس السادات، واتفاقية السلام مع الأردن، والمبادرة العربية التى تقدّمت بها السعودية، لكن رد الفعل على كل ذلك كان يدعو إلى العنف.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة السيسي السودان الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي: أوامر الإخلاء الإسرائيلية في غزة تفاقم الوضع الإنساني الكارثي

بروكسل-سانا

حذر الاتحاد الأوروبي من تفاقم الوضع الإنساني الكارثي جراء أوامر الإخلاء الإسرائيلية من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة في ظل نزوح نحو 1.9 مليون فلسطيني داخل القطاع.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل ومفوض إدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش في بيان مشترك صدر اليوم: إن “أوامر الإخلاء الإسرائيلية تخلق أزمة إنسانية في خضم الأزمة، وتؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل، مع نزوح ما يقرب من 1.9 مليون شخص داخل القطاع”.

من جهة أخرى شدد البيان على وجوب الالتزام بتنفيذ أوامر محكمة العدل الدولية الصادرة والتي تُعتبر ملزمة قانوناً، مطالبا بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي الداعية إلى وقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى أنحاء قطاع غزة.

وأكد البيان أن وقف إطلاق النار في القطاع أصبح أكثر أهمية الآن، ومن شأنه أن يتيح زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترفض التعهد بتحديد سقف زمني لإتمام المرحلة الثانية من هدنة غزة
  • الاتحاد الأوروبي: أوامر الإخلاء الإسرائيلية في غزة تفاقم الوضع الإنساني الكارثي
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تصف التصريحات الإسرائيلية بشأن استئناف المفاوضات بـ«الانفراجة»
  • مصدر حكومي لـعربي21: وساطة عمانية تنهي أزمة احتجاز الطائرات من قبل الحوثيين
  • «نتنياهو» يبلغ الرئيس الأمريكي بموافقته على إرسال وفد للتفاوض بشأن المحتجزين
  • «القاهرة الإخبارية»: من المتوقع عدم دخول المساعدات لغزة خلال اليومين المقبلين
  • وزير الدفاع الإسرائيلي لأسر المحتجزين: نقترب من هدنة في غزة
  • وزير الخارجية يبحث إيصال المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار بغزة
  • أزمة دبلوماسية في "يورو 2024".. ما علاقة "الذئاب الرمادية"؟
  • وزير الخارجية: ناقشنا وقف إطلاق النار في غزة ودخول المساعدات الإنسانية