عالم أزهري: الأعداء يتكالبون على أمتنا الإسلامية في كل زمان ومكان
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
عقدَ الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، حلقة جديدة من ملتقى شبهات وردود، والتي جاءت بعنوان "آداب الحروب وأخلاقياتها في الإسلام"، وحاضر في الملتقى د. عبد الفتاح العواري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، وعضو مجمع البحوث الإسلامية ، ود. محمود عبد الرحيم الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام الديني بجامعة الأزهر، ود.
وقال د. عبد الفتاح العواري، إن الشريعة الإسلامية تضمنت بنصوصها القطعية الدلالة أن القاعدة الأساسية الكلية عندها هي السلام؛ فالإسلام والسلام في أصل اشتقاقهما مادة واحدة، وأن الذي يستقرئ نصوص القرآن الكريم، وسنة النبي ﷺ يجد ذلك واضحاً غاية الوضوح، وأن الله سبحانه وتعالى من أسمائه "السلام" ، وأن الجنة هي دار السلام ، وتحية الملائكة لأهل الجنة السلام ، ونبينا ﷺ يقول في حديثه:( يَا أيُّهَا النَّاسُ، لَا تَتَمَنَّوا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيوفِ)،
هذا وقد جاء في كتاب الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ) .
وتابع عضو مجمع البحوث الإسلامية: وبهذا يتبين لنا أن الحرب استثناء ولا تمثل القاعدة الكلية، وأن هذه هي نظرة الشريعة إلى تشريع الحرب التي ضيقت الشريعة الإسلامية من أمره وجعلته استثناء يفرض وقت الضرورة، وأن الله سبحانه وتعالى قال: (كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ) فالاستثناء هنا متى وجدت الضرورة وفرضت، وحري بالأمة المسلمة أن تدفعَ عن نفسها ويلات الحرب وشرور المعتدي، وأن الشهيدَ إذا قُتِل في سبيل الله فإنه لا يحس بالطعنة أو بالضربة، كأنها ليست بشيء، ما يحس إلا أن رُوحه تخرج من الدنيا إلى نعيم دائم أبدًا.
من جانبه، أكد د. محمود الصاوي، أننا وحدنا المسلمون أصحاب الحروب النظيفة والأخلاقية فنحن نفاخر بذلك العالم كله، وأن مبادئنا التي جاءت بها النصوص المؤسسة للإسلام، وفي السيرة العطرة وفي ممارسات الخلفاء الراشدين رضوان الله تعالى عليهم، هذه المسيرة الطويلة التي تربو على ألف عام أو يزيد كنا فيها سادة هذه الدنيا، كما قال الشاعر:
ملكــنا هــذه الدنيــا قرونا وأخضعــها جـــدود خالــدونا
وما فتئ الزمان يدور حتى مضــى بالمجـد قوم آخرونا
وأصبح لا يرى في الركب قومي وقــد عاشــوا أئمته سـنينا
وبيّن د. الصاوي، أن الجيل المعاصر ربما لم يقرأ عن قيادة المسلمين لهذه الدنيا ، وأن رسولنا ﷺ هو المؤسس الأول لفكر التعايش السلمي بين المجتمعات، وأن الدولة الإسلامية احتوت عبر قرونها المتطاولة أهل الأديان والملل والنحل، وأن وثيقة المدينة خير شاهدٍ على أن سيدنا النبي ﷺ نص على حقوق اليهود في دستور المدينة، فلا يزايد أحد على الإسلام في قضية التعايش السلمي، وفي قضية الحروب أيضاً، فالمسلون لا يتعطشون للدماء، ولا يحملون سلاحهم في وجه من سالمهم، فالمسلمون لا يقاتلون إلا حينما يُقاتَلون قال تعالى: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
وأكد د.الصاوي، أن المسلمين يكرهون الحرب، وهذا جلي في كلمة النبي ﷺ النورانية التي قال فيها ( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام، وأقبحها حرب ومرة) ، وأن المسلمين يرون الحرب آخرَ خيارٍ ، وأنهم يتسامحون مع عدوهم من غير خوف ، ويعذرون خصومهم فإن رفضوا السلام فهي الحرب، وأن المسلمين ليسوا تجار حروب بل إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا أصحابه أثناء الحرب إلى التفرقة بين المحاربين وغير المحاربين وبين الرجال والنساء والأطفال وكبار السن وأعطت لكل حكمه أثناء القتال.
وفي ذات السياق أوضح د. نادي عبدالله محمد: أنه يجب علينا أن ننظر إلى حالنا ولنتدبر السبب فيما وصلنا إليه ، وأين نحن من القرآن الكريم وسنة نبينا ﷺ ، فالأعداء يتكالبون على هذه الأمة في كل زمان ومكان ، هذا وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل) ، وبين أن الأمم تتحد في مواجهة الإسلام ، لا تريد أن ترى إسلاماً ، فلابد أن ترجع الأمة إلى كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم وتتحد في مواجهة هذا الظلم والطغيان ، وأن على الأمة ألا تنظر إلى الغرب وتقاليده وسلوكياته.
وبين أن الغرب يتحدث عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريات وتجدهم هم أول من ينتهكون حقوق الإنسان وحقوق المرأة والحريات وحقوق الطفل، وبين أن آداب الحروب كثيرة منها تقوى الله ، هذا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمّر جيشاً أو سرية كان يقول للقائد عليك بتقوى الله.
من جانبه، أكد د. محمد عبدالمجيد، أن قواعد الحرب الأخلاقية ليست ذات معيار واحد عند الشعوب حتى يُنظر إلها نظرة واحدة، فهي تخضع إلى مجموعة من القيم والمفاهيم الخاصة لكل مجموعة بشرية أو شعب من الشعوب أو أمة من الأمم، فقد فرقت الشريعة الإسلامية أثناء الحرب بين المحاربين وغير المحاربين وبين الرجال والنساء والأطفال وكبار السن وأعطت لكل حكمه أثناء القتال، أما إذا نظرنا إلى الحروب عند غير المسلمين، فإنها لم تعرف مثل هذا التقسيم سوى التقسيم الذي قسم البشر إلى قسمين يهود وغير يهود .
وبين أن أهداف الحرب في الإسلام قد تكون بسب دفع الاعتداء، أو بسب محاربة المرتدين وتأديب ناكثي العهد، أو بسب نجدة المستضعفين من الرجال والنساء والولدان المسلمين، وأن من آداب الحروب عند المسلمين عدم الإفساد في الأرض، وعدم قتل الأبرياء والآمنين العزل ، وعدم قتل النساء والأطفال، ومنع التمثيل بالجثث ، وعدم إلقاء السمّ في الماء والغذاء.
تأتي هذه الملتقيات برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبمتابعة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر، والدكتور هاني عودة مدير الجامع الأزهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الجامع الازهر الحروب الإسلام صلى الله علیه وسلم وبین أن
إقرأ أيضاً:
أفضل أدعية النبي.. واظب عليها كل يوم
أفضل أدعية النبي، الدعاء هو مخ العبادة ودائما الدعاء يقوي الصلة بين العبد والله عز وجل وكثرة الدعاء تعني كثرة الذكر ومن أفضل الأدعية القريبة من القلب هي الأدعية التي كان يرددها نبي الهدى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كانت أفضل الأدعية والتي قد علمنا إياها أن نرددها في أصعب المواقف التي تمر علينا جميعا، فجميع الأدعية والأذكار التي كان يذكرها سيد الخلق هي من أهم الأدعية والتي نذكرها حين الدخول للمنزل وحين الخروج من المنزل وحين التوجه إلى المسجد وحين الوضوء وفي كل الحركات والسكنات وفي الليل والنهار، فجميع أدعية الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام مفضلة لدينا جميعا لأنها من أشرف الخلق، ويقدم صدى البلد أفضل أدعية النبي .
أكثر دعاء كان يردده الرسولعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: «كان أكثرَ دعاءِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخِرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ».
عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: «كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يُكثِرُ أن يقولَ: يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ فقلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فَهل تخافُ علَينا ؟ قالَ: نعَم إنَّ القلوبَ بينَ إصبَعَينِ من أصابعِ اللَّهِ يقلِّبُها كيفَ شاءَ».
اللهم رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” متفق عليه .
“اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب. اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم” متفق عليه.
“اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات” متفق عليه .
“اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء” متفق عليه.
“اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر” رواه مسلم.
“اللهم إني أسألك الهدى، والتقى،والعفاف، والغنى” رواه مسلم.
“اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل،والجبن، والبخل، والهرم، وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها” .رواه مسلم.
أكثر أدعية مستجابة“اللهم اهدني وسددني،اللهم إني أسألك الهدى والسداد” رواه مسلم.
“اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك” رواه مسلم.
“اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت، ومن شر ما لم أعمل” رواه مسلم.
“اللهم أكثر مالي،وولدي، وبارك لي فيما أعطيتني” يدل عليه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأنس “اللهم أكثر ماله، وولده وبارك له فيما أعطيته” متفق عليه . “وأصلح حياتي على طاعتك وأحسن عملي واغفر لي” البخاري في الأدب المفرد.
“لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات، ورب الأرض،ورب العرش الكريم” متفق عليه.
“اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت” رواه أبو داود ، وأحمد وحسنه الألباني وغيره.
“لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين” رواه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ولفظه “دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له” .
“اللهم إني عبدك ابن عبدك، ابن أمتك،ناصيتي بيدك، ماضي فيّ حكمك، عدل في قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي” رواه أحمد والحاكم وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار، وصححه الألباني .
“اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك” رواه مسلم.
“يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك” رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.وقد قالت أم سلمة رضي الله عنها “كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم”.
“اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة” رواه الترمذي ولفظه “سلو الله العافية في الدنيا والآخرة” وفي لفظ: “سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية”
“اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة” رواه أحمد والطبراني في الكبير، قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد رجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني ثقات.
“رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى إلي، وانصرني على من بغى علي،رب اجعلني لك شكاراً، لك ذكاراً، لك مطواعاً، إليك مخبتاً أواهاً منيباً، رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي” رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.