قناة عبرية: رؤساء مجالس المستوطنات ناقمون على حكومة الاحتلال
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
الجديد برس:
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن وجود نقمة من رؤساء مجالس المستوطنات الإسرائيلية على حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وذكر مراسل “القناة كان” أن “هناك نقمة من رؤساء مجالس المستوطنات على الحكومة وبدأوا يرفعون الصوت”، مضيفاً أن “السكان في الجنوب، حتى الذين تم إخلاؤهم يشعرون أن لا أحد يهتم بهم أو يسأل عنهم”.
وأشار إلى أن “الأشخاص هنا يشعرون بأنهم مهملون ومتروكون”، لافتاً إلى “وجود مشاعر قاسية تسود هنا بين الإسرائيليين”.
وفي السياق، هدد رئيس المجلس الإقليمي إشكول (يضم عدة مستوطنات من مستوطنات غلاف غزة)، غادي يركوني، بالإضراب عن الطعام، قائلاً إنه “إذا لم يتم تسليم الأموال للإسرائيليين، سأعلن الإضراب عن الطعام أمام الكنيست”.
في غضون ذلك، نقلت “القناة 13” عن مستوطني غلاف غزة الذين تم إخلاؤهم، قولهم: “لم يساعدنا أي أحد، لقد اضطررنا لفعل كل شي لوحدنا”.
بدورها، نشرت “القناة 12” معطيات حول عمليات النقل في “إسرائيل” منذ بداية الحرب، موضحةً أنه تم نقل 23 ألف مستوطن في كريات شمونة.
وفي ما يخص المستوطنات التي تبعد 2 كلم عن الحدود مع لبنان، فقد تم إخلاء 27 ألف مستوطن، مشيرةً إلى إخلاء 61 ألفاً في الشمال فقط
أما المستوطنات التي تبعد 4 كلم عن الحدود مع غزة، فتم نقل 16 ألف مستوطن، بيما نُقل 18 ألف مستوطن من المستوطنات التي تبعد من 4 إلى 7 كلم عن الحدود مع غزة.
وفي مستوطنة “سديروت” نُقل 31 ألف مستوطن، وفي الإجمال تم نقل 65 ألف مستوطن في الجنوب.
أما في مجمل عمليات النقل في “إسرائيل”، فقد بلغت 125 ألف مستوطن.
ودخلت ملحمة “طوفان الأقصى” يومها الثامن عشر على التوالي، ولا تزال المقاومة الفلسطينية تطلق رشقاتها الصاروخية باتجاه الأراضي المحتلة من دون توقف، مستهدفةً العمق الإسرائيلي، ومستوطنات “غلاف غزة”.
ومع بداية ملحمة “طوفان الأقصى”، أفاد الإعلام الإسرائيلي بأن مستوطني غلاف غزة يتوسلون المساعدة، وقالوا إن “جيش الاحتلال تخلى عنهم، فيما أظهرت المشاهد هروباً جماعياً للمستوطنين”.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية وجود فوضى في عمليات نقل المستوطنين من المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، وسط “الكثير من الصعوبات اللوجيستية”.
وشدد مراسل “القناة الـ12” الإسرائيلية في الشمال، غاي فارون، على أن “كل المناورات التي حصلت طوال السنوات في الجبهة الداخلية في هذا السياق انهارت”، مشيراً إلى الفشل في إيجاد أماكن لنقل المستوطنين في وقت الحرب.
وتعمقت خشية الكيان الإسرائيلي من تمدد معركة “طوفان الأقصى” على جبهات أخرى، ولا سيما الجبهة الشمالية، التي تشهد تصاعداً للتوترات، إذ تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله)، استهداف كل مواقع جيش الاحتلال وتحشيداته على طول الحدود الجنوبية اللبنانية.
وفي وقتٍ سابق، كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن إخلاء المستوطنات شمالي فلسطين المحتلة “يجري بمستوى منخفض”، قائلةً إن المستوطنين في الشمال “يهاجمون الحكومة الإسرائيلية على خلفية الإخلاء”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: ألف مستوطن غلاف غزة
إقرأ أيضاً:
بعد أكثر من 20 عاما.. الدبابات الإسرائيلية تعود إلى شمال الضفة
في حين كان الفلسطينيون يتابعون -ليلة أمس السبت- قرارات الحكومة الإسرائيلية تعليق خروج الدفعة السابعة من الأسرى ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كان أهالي محافظة جنين يتابعون باهتمام كبير وصول قوة من دبابات الاحتلال إلى ما يعرف بـ"فتحة مقيبلة" القريبة من حاجز الجلمة العسكري.
حالة من الصدمة والاستغراب حملها وصول 3 دبابات إلى محيط مدينة جنين، في مشهد غاب عن أعين الناس أكثر من 20 عاما، وتحديدا منذ نهاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 (انتفاضة الأقصى).
ويأتي هذا التطور العسكري بعد يومين فقط من اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مخيم طولكرم مع قوة من الجيش، حيث قال إن "العمليات مستمرة وستتوسع".
نتنياهو من مخيم #طولكرم: ما رأيناه أمس هو محاولة تنفيذ هجمات متسلسلة جماعية وهو أمر خطير للغاية، وقد أصدرت الأوامر بتعزيز القوات في الضفة الغربية#الأخبار pic.twitter.com/KRKqEwUmns
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 21, 2025
مبالغاتكما يأتي بعد جملة من التصريحات القوية التي أصدرتها المستويات السياسية الإسرائيلية منذ أيام، والتي كان آخرها تصريحات وزير الأمن يسرائيل كاتس، من مخيم طولكرم، بأن "عملية السور الحديدي في شمال الضفة الغربية ستستمر لوقت طويل، وبأنه لن يسمح لسكان المخيمات الفلسطينية بالعودة إليها خلال العام الحالي بهدف القضاء على مجموعات المقاومة".
إعلانلكن الأهالي يرون أن ما تقوم به إسرائيل ليس إلا "مبالغات لا صحة لها تهدف بالأساس لتدمير مدن شمال الضفة، وزيادة صعوبة حياة الناس وتعقيدها وتهجير السكان وإفراغ المخيمات".
ومنذ اليوم الأول للعملية، قتل الاحتلال 10 مدنيين فلسطينيين. وخلال الـ34 يوما وهي مدة العملية في مخيم جنين حتى الآن والتي أدت إلى سقوط 27 شهيدا، لم يكن من بينهم سوى مقاومين استشهدا في الاشتباكات في المخيم.
وتشير المعطيات إلى أن المقاومين في مخيمات شمال الضفة بشكل عام، وفي مخيم جنين بشكل خاص، اضطروا لإخلائها والخروج منها بعد دخول جنود الاحتلال إلى عمق المخيم، وأن عددا كبيرا منهم جرى اعتقاله في المناطق التي لجؤوا إليها في بلدات محافظة جنين. ولم يشهد المخيم على مدار الأسابيع الماضية اشتباكات مسلحة بين مقاومين وجنود الاحتلال.
وصباح، اليوم الأحد، وسعت إسرائيل عملية "السور الحديدي" في المحافظة لتشمل بلدة قباطية جنوب مدينة جنين، حيث اقتحمت قوات كبيرة من آليات وجنود الاحتلال البلدة برفقة جرافات عسكرية، وشرعت في تدمير بنيتها التحتية وقطع خطوط الكهرباء والمياه فيها.
ضرب الحاضنةيرى أحمد زكارنة رئيس بلدية قباطية أن الاحتلال يستهدف البلدة كجزء من سياسته المتبعة في مخيمات جنين وطولكرم لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة.
وأضاف، في حديث للجزيرة نت، أنه قبل أشهر نشط عدد من المقاومين في قباطية، واستهدفهم الاحتلال في مرات عديدة بالقصف والقتل والتنكيل، وأن ما يحدث اليوم فيها ليس للبحث عن المقاومين لأنهم "لا يوجدون في البنية التحتية ولا في خطوط الكهرباء التي دمرتها جرافات الاحتلال، ولا في محال الخضار وبسطات البضائع الموضوعة في الشارع على مدخل البلدة".
ويؤكد زكارنة "ما يحدث هو تدمير للبلدة كعقاب جماعي للفلسطينيين ولزيادة التخويف والرعب لدى الناس، وتحويل حياتهم إلى جحيم".
إعلانويتابع رئيس بلدية قباطية أن جرافات الاحتلال دمرت منازل ومركبات المواطنين وشوارع رئيسية في البلدة وانتقلت لتجريف الشوارع الفرعية بين البيوت، كما هدمت أجزاء من جدران مقبرة الشهداء على مدخل البلدة، وهي مقبرة ذات بعد تاريخي حيث تضم أضرحة 45 جنديا عراقيا شاركوا في معارك عام 1948 ضد إسرائيل، واستشهدوا ودفنوا فيها.
ومنذ اقتحام قوات الاحتلال لقباطية، لم تشهد البلدة إطلاقا للرصاص الحي بين جنود الاحتلال ومقاومين، ولا تفجيرا لعبوات محلية الصنع، "مما يؤكد أن ادعاء الاحتلال بتوسيع المعارك غير صحيح، ولا وجود لها أصلا".
وبحسب وزير الأمن الإسرائيلي كاتس، فإنه تم حتى الآن تهجير 40 ألف مواطن من مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم، وهي الآن خالية من السكان. وقال إنه أصدر تعليماته للجيش "للقضاء على بؤر الإرهاب وعدم السماح لها بالازدهار مرة أخرى، وهو ما قد يستدعي بقاء قوات الجيش لمدة عام في مخيمات شمال الضفة".
خطة إسرائيليةيرى المحلل والخبير في الشأن الإسرائيلي سليمان بشارات أن تصريحات كاتس تأتي ضمن عملية إعادة هندسة السكان الفلسطينيين، وإعادة ترتيب الحالة السياسية الفلسطينية لتحقيق الخطة الإسرائيلية لضم الضفة الغربية. وأوضح، للجزيرة نت، "هذا ما ذهبنا إليه منذ بداية عملية السور الحديدي في مخيم جنين بأنها عملية سياسية بطابع عسكري إسرائيلي".
ووفق بشارات، فإن تعمد إسرائيل إدخال وحدة من الدبابات يثبت أن الاحتلال أمام مرحلة تأخد شكل وطبيعة عودته لكن ليس بشكل عسكري وإنما كجزء من ترتيب بيئة الضفة، كما أنها تمثل خطة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش التي أطلقها عام 2017 و"هي خطة الحسم الإسرائيلية في الضفة".
إن المتابع لموجة التصريحات الإسرائيلية منذ وجود نتنياهو في طولكرم وحتى صباح اليوم الأحد، والتي تتلخص في إطالة زمن العمليات العسكرية وإدخال وحدات الدبابات ووحدتي ناحال ودوفدفان، يلمس بشكل واضح تضخيم الحالة الفلسطينية وتصوير ما يحدث كقتال بين قوتين، في حين أن ما يحدث على أرض الواقع هو اقتحام للمدن والقرى الفلسطينية وتحويلها إلى خراب.
إعلانويؤكد بشارات أن الاحتلال حرص من اليوم الأول على تصدير الحالة الفلسطينية على مدى أكبر بكثير مما هي عليه، وهو يريد أن يحمّل كل ما يحدث للبعد الدفاعي، وواحد من الأهداف الأساسية لما يجري مرتبط بالداخل الإسرائيلي.
ويضع الدفع بالدبابات إلى مشارف جنين والحديث عن مشاركتها بطريقة دفاعية لحماية قوات جيش الاحتلال، في إطار "رفع حالة الانتكاسة التي أصابت الجيش في قطاع غزة، وإعادة الروح العسكرية التي فقدتها وحداته هناك، ولإرضاء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال".
ويصف المحلل بشارات وجود الدبابات بـ"الاستعراضي البحت لأن الحالة الموجودة في الضفة لا تحتاج لاستخدامها أصلا، فإن كان الحديث عن القضاء على أذرع المقاومة كما يقول كاتس، فإن الاحتلال يقوم بذلك منذ سنوات من خلال اعتقالهم وعمليات القصف التي تتم من فترة إلى أخرى".
ويرى مراقبون أن الاحتلال يعمل بشكل متواز -وعلى أكثر من خطة- للوصول إلى التهجير الشمولي في الضفة وإعادة هندسة الوجود الفلسطيني، بحيث يتعامل مع خيارات غير محسوبة.
ويعلق بشارات أن الاحتلال يعمل بطريقة الضغط الكبير ومن خلال استعراض القوة، وآخرها ظهور الدبابات، لمحاولة تطبيق خطة التهجير إلى الأردن، أو من خلال إعادة تشكيل المناطق والمدن الفلسطينية بترحيل السكان داخليا و"هو ما يحدث في مخيمات شمال الضفة حاليا".