أجج تشكيك المسؤولين العسكريين والسياسيين الأميركيين بقدرة جيش الاحتلال على شن عملية برية في قطاع غزة وانتقادهم عدم طرح دولة الاحتلال أهدافاً يمكن تحقيقها لهذه العملية، الدعوات في تل أبيب للامتناع عن شنّ العملية.

 

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أمس الاثنين، عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن قولهم إنّ الإدارة "قلقة لأنه لا توجد لدى إسرائيل أهداف يمكن تحقيقها وأن جيشها غير جاهز لشنّ عملية برية".

 

وبحسب الصحيفة، فإنه نظراً لعدم ثقة الولايات المتحدة في قدرة جيش الاحتلال على شن العملية البرية، فقد تحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، وحثه على عدم شن العملية البرية ومواصلة الغارات الجوية وتنفيذ عمليات بواسطة قوات الكوماندوز.

 

من جانبه، دعا يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تغريدة على "إكس"، اليوم الثلاثاء، القيادة الإسرائيلية إلى تسريح مئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم والامتناع عن شن عملية برية، والتوصل لصفقة تبادل أسرى شاملة مع حركة حماس.

 

وفي السياق ذاته، قال تومر بريسكو، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية: "إن كان هذا (ما يقوله الأميركيون) صحيحاً فإنه فظيع، لا يوجد ما يبرر شن عملية برية بدون خطة، فقط من أجل تكبد خسائر كبيرة، بحيث نتلقى هزيمة معنوية أخرى وضرر هائل للاقتصاد".

 

وأضاف: "إن كانت الأمور على هذا النحو، فيجب تسريح قوات الاحتياط ومواصلة الغارات الجوية حتى يتم التوصل لصفقة تبادل أسرى والانتظار حتى نتمكن من تصفية قيادة حماس.. أنا أقدر ما يمر به صناع القرار عندنا.. ليتنا ننتصر".

 

أما الكاتب أورن شفيت فقد ذكّر، في تغريدة، بأنّ آخر مرة شن فيها جيش الاحتلال حرباً أفضت إلى انتصار كانت حرب 1967، مشيراً إلى أنّ جيش الاحتلال ظل يتلقى الهزائم في الحروب والعمليات العسكرية منذ حرب أكتوبر 1973.

 

وأضاف: "منذ ذلك الوقت لم يحدث أن تمكنا من تحقيق أهدافنا في الحروب والعمليات العسكرية، هذا إن كانت لنا أهداف، وفي حال شن جيشنا عملية برية في قطاع غزة فإنه سيغرق في الوحل الغزي لسنوات طويلة ويتكبد مئات القتلى".

 

وكان الجنرال إسحاق بريك، أحد أبرز قادة سلاح المشاة السابقين في جيش الاحتلال، قد حث بعد بدء الحرب على غزة على تجنب شن العملية البرية.

 

وأكد بريك، الذي التقاه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مرتين بعد إعلان الحرب، أنه أوصى بتجنب شن العملية البرية.

 

وقد جاءت التحذيرات الأميركية لإسرائيل من مغبة شن العملية البرية في أعقاب تلميحات زعيم حركة "شاس" الحاخام آرييه درعي من أن الجيش غير جاهز لشن العملية البرية.

 

وعرضت قناة "كان" التابعة لسلطة البث الإسرائيلية فيديو يظهر فيه درعي وهو يتحدث إلى وزراء ونواب حركته، قائلاً: "نحن لسنا في وضع الجيش فيه جاهز للعملية البرية، والمستوى السياسي لا يصدر الأوامر بشنها".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: شن العملیة البریة جیش الاحتلال عملیة بریة بریة فی

إقرأ أيضاً:

عملية حيفا ببطلها الدرزي .. تفرض إعادة الحسابات داخل فلسطين وخارجها

 

 

تقرير/ إبراهيم الوادعي
في الوقت الذي يرفع فيه كيان العدو الإسرائيلي قميص الدروز في سوريا أتت عملية حيفا النوعية واللافتة ببطلها الدرزي لتوجه ضربة معنوية كبيرة لهذا المسار بما في ذلك داخل الطائفة نفسها.
عملية الطعن الجديدة في موقف عام بحيفا شمال فلسطين المحتلة تتشابه مع عمليات الطعن السابقة من حيث نتائج عداد القتلى والجرحى فقط، وتختلف بشكل كبير جدا من حيث الدلالات والتوابع، بالنظر إلى طبيعة المنفذ وهويته الطائفية.
ووفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية فإن منفذ عملية الطعن التي وقعت في مدينة حيفا في وقت سابق أمس الاثنين، هو شاب درزي من مدينة شفا عمرو يدعى يثرو شاهين ينتمي للطائفة الدرزية في داخل فلسطين المحتلة.
يبلغ تعداد الطائفة الدرزية داخل فلسطين المحتلة نحو 150 الف نسمة ويشكلون نحو 1،6 % من السكان ويتوزعون في مناطق داخل فلسطين المحتلة، وانخرط العديد منهم في قطاعات صهيونية بما في ذلك جيش العدو الإسرائيلي..
عملت الدولة الصهيونية على فصل الدروز عن الهوية الفلسطينية من خلال الاعتراف بديانتهم ومنحهم امتيازات، وتم دعم برامج تعليمية خاصة بهم وحصلوا على وظائف في مؤسسات الأمن والجيش، وعلى الرغم ما قدمه الدروز للمشروع الصهيوني فإن السياسات التمييزية التي قامت بها إسرائيل استهدفت أيضًا أراضيهم لصالح التجمعات الاستيطانية اليهودية، وجرى إلى مرتزقة داخل كتائب الجيش الإسرائيلي.
وما يشار هنا إلى أن جنديين من بين من أسرهم حزب الله في عملية مزارع شبعا عام 2003م كانا درزيين، وتتحدث التقارير الإخبارية عن مشاركة العديد من الدروز بصفتهم مجندين في الجيش الإسرائيلي في القتال داخل غزة،
وهذا الانصهار المقرون بالتمييز في المجتمع الصهيوني وضع الطائفة الدرزية في خلاف مع ذاتها حيث تتوزع الطائفة الدرزية جغرافيا على 3 دول هي سوريا وفلسطين ولبنان، حيث يحافظ الدروز في الجولان السوري المحتل رغم منحهم جنسية الإسرائيلية، على هويتهم السورية ويذهبون للتعلم في جامعاتها ويتمسكون بهويتهم العروبية ويرفضون اشكال الاندماج مع المجتمع الصهيوني، وكذلك الحال في لبنان اذ تقف الطائفة الدرزية في موقف العداء للكيان الإسرائيلي، لكن الصلات لم تنقطع، وبقي الجدل قائما بسبب الخيارات المتباعدة وإلى أتت نتيجة خيارات رجال الدين الدروز .
وقبل أيام اطلق نتيناهو تصريحا لافتا قال فيه انه امر جيشه بالاستعداد للدفاع عن الدروز في مواجهة الجماعات المسلحة .
ومنذ سقوط سوريا بيد ما يسمى هيئة تحرير الشام والمكونة من أربعين فصيلا مسلحا ينتمي اغلبهم للقاعدة وداعش والسلفية الجهادية، وهؤلاء يرون في الطوائف الأخرى بينها الشيعة والدروز والعلويين كفارا، ويرون إبادتهم أولوية على قتال اليهود الذين لم يسنوا باتجاههم القتال وفق ثقافتهم رغم مئات الغارات على سوريا واحتلال العدو الإسرائيلي نحو 600 كيلو مترا من الأراضي السورية
منذ سقوط نظام الأسد شرع العدو الإسرائيلي في احتلال الأراضي السورية جنوب البلاد حيث تقطن هناك غالبية درزية، وصولا إلى جرمانا على بعد 5 كيلو مترات من العاصمة السورية دمشق، والتي تشدق بالدفاع عنها نتنياهو «مقتديا فعل معاوية حين رفع قميص عثمان».
يبلغ عدد الدروز في سوريا نحو مليون نسمة ويشكلون نحو 3.2% من السكان. ويتركز الدروز في المناطق الريفية والجبلية في شرق وجنوب دمشق، ويشكلون الغالبية في محافظة السويداء في المنطقة المعروفة رسمياً باسم جبل الدروز. وتُشير التقديرات أن سوريا تضم بين 40 % إلى 50 % من مجمل الدروز البالغ عددهم حوالي 1.5 مليون في جميع أنحاء العالم.
ووفقاً لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى اعتبارًا من عام 2010، يشكل الدروز حوالي 90 % من السكان في محافظة السويداء، ويقيم حوالي 250,000 من الدروز في دمشق وضواحيها (جرمانا وصحنايا وجديدة عرطوز)، إلى جانب 30,000 آخرين يعيشون على الجانب الشرقي من جبل الشيخ والذي احتله جيش العدو الإسرائيلي بعيد سقوط نظام الأسد بايام، وهناك حوالي 25,000 درزي يعيشون في أربع عشرة قرية في جبل السماق شمال شرق إدلب
كما أن صمت الجماعات المسلحة أمام الانتهاكات الإسرائيلية شجع قادة الصهاينة على الحلم بالوصول إلى دمشق، وهو ترى القيادة انه يحتاج فقط لذريعة لا غير.
وإذا ما اعتبرت تصريحات وليد جنبلاط الزعيم البارز للطائفة الدرزية في لبنان بالحذر من المكائد الإسرائيلية ردا على نتيناهو، فقد أتت عملية حيفا لتقلب الطاولة رأسا على عقب من حيث إعادة تموضع الطائفة خصوصا داخل فلسطين.
ودعوة للطائفة خصوصا داخل فلسطين لمراجعة مواقفها وإعادة تموضعها في الجانب الصحيح المنسجم مع عروبتها وقوميتها، ينظر هؤلاء إلى أن التموضع مع المشروع الصهيوني يحمل الخطر على بقاء الطائفة، فالمشروع الصهيوني مهما طل أمده فهو مندثر لعوامل عديدة العامل العسكري احدها والعامل الديمغرافي أيضا واحد منها، ناهيك عن كون المشروع الصهيوني هشاً كما اثبت طوفان الأقصى، ومن يسنده اليوم الغرب منقسم على حاله ومفكك، كما ان نجم زعامة أمريكا على العالم يوشك على الأفول .
ويمكن اعتبار عملية حيفا ردا وردعا لأحلام العدو الصهيوني باستخدام الدروز مطية لبلوغ دباباته أبواب دمشق، أو الركون إلى أن دروز فلسطين باتوا في الحضن الصهيوني.
وبالتالي فعملية حيفا تخلق قلقا صهيونيا جديدا لا يمكن التغاضي عنه، وان يكون تصنيف العملية فردية، فالدروز يتواجدون في داخل الجيش الصهيوني بأعداد ليست قليلة وهذا سيطرح مخاوف جدية ويعزز من الانقسام داخل الجيش الصهيوني، وقد نرى قتلا على الهوية أو نتيجة خطأ.
تطرح عملية حيفا ببطلها الدرزي مزيدا من الضغط على شيوخ الطائفة الدينيين في إعادة التفكير بتموضع الدروز داخل فلسطين المحتلة بعيدا عن المشروع الصهيوني وإعادة الالتحام مع هويتهم الجغرافية والقومية.
وللدروز تاريخ مضيء من العمليات البطولية ضد الكيان الإسرائيلي حتى سبعينيات القرن الماضي تحت رايات الحركات القومية واليسارية، يذكر منهم سمير القنطار والذي هاجم نهاريا عبر البحر رفقة مجموعة فدائية، وحكم عليه بعدد من المؤبدات، وحرره حزب الله بصفقة تبادل للأسرى عقب حرب تموز 2006م .
يمكن القول ان عملية حيفا هي احدى ارتدادات زلزال طوفان الأقصى والذي عصف بأساسات المشروع الصهيوني في المنطقة، وهي ارتدادات لم تظهر جميعها بعد، لكن ما ظهر منها ان أطراف ظن العدو انها أخمدت أو دجنت، استدارت عائدة إلى حيث تنسجم مع هويتها الجغرافية والقومية بعيدا عن المشروع الطارئ..
عمر طوفان الأقصى لايزال أشهر.. وبالتالي فارتداداته الكبيرة لاتزال في الطريق بعد مخاض الولادة الذي شهدناه في السابع من أكتوبر، وانتهاء جولة بالشكل الذي شهدته المنطقة لا تحكم على عمل جبار كهذا ..
.. عملية حيفا لن تكون معزولة، وايا تكن فهي تضيف عدوا إلى قائمة التصنيف داخل أراضي الـ48م، بما يزيد من عزلة المشروع الصهيوني داخل فلسطين، ويسحب من وهج قطار التطبيع مع الطرف البعيد جغرافيا، ناهيك عن تحويل سوريا إلى جبهة ساخنة تستنزف الكيان الإسرائيلي، بما يجعل ما طرحه قائد الثورة الإسلامية عن تحول سوريا إلى جبهة مقاومة مشتعلة بعد ان كانت ممرا، واكد ذلك بوضوح القيادي في حركة حماس أسامة حمدان بأن مؤشرات ذلك ستكون واضحة في القريب العاجل .
الارتدادات الكبرى لطوفان الأقصى لاتزال في الطريق.. فلننتظر وليس إلى أمد طويل .. فقد دخلنا زمن السرعة في كل شيء، وزمن المفاجآت الكبرى..

مقالات مشابهة

  • إسرائيل - الشروع في عملية إقالة المستشارة القضائية للحكومة
  • وكيل "تعليم المنيا" يتابع التدريبات العملية لطلاب المدارس الفندقية
  • المفتي يثمن المبادرة المصرية في القمة العربية: موقف تاريخي يعزز وحدة الصف العربي
  • موقع أكسيوس الأميركيّ: لهذا السبب لا تزال إسرائيل في جنوب لبنان
  • عملية إسرائيل في جنين.. مقتل 28 فلسطينيا وتهجير 20 ألفا
  • الإعلام الصهيوني يواكب المخاوف “الإسرائيلية” المتصاعدة من التهديدات اليمنية
  • إسرائيل تبدأ عملية "إزالة الألغام" قرب الجولان
  • مصرع وجرح 6 مستوطنين في حادثة طعن بحيفا والمقاومة تبارك العملية
  • عملية حيفا ببطلها الدرزي .. تفرض إعادة الحسابات داخل فلسطين وخارجها
  • الفصائل الفلسطينية تبارك عملية حيفا وتؤكد: العملية أثبتت فشل المنظومة الأمنية للاحتلال