الطيران الحربي يقصف المليشيا بـ مزارع سوبا والعمل الخاص يسكت راجمة «كاتيوشا» بالمدرعات
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
رصد – نبض السودان
شهدت العاصمة السودانية تبادلاً للقصف المدفعي العنيف بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في محيط القيادة العامة للجيش وسلاح المدرعات، كما تواصلت المعارك والقصف والاشتباكات في أجزاء واسعة من ولاية الخرطوم، بشمال وجنوب أم درمان والخرطوم بحري ومناطق جنوب الحزام وسوبا في شرق الخرطوم.
وقالت مصادر عسكرية إن الطيران الحربي شن غارات جوية على مواقع “الدعم السريع” في مزارع سوبا، وأوقع فيها خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وأكدت المصادر أن قوات العمل الخاص بسلاح المدرعات تمكنت من إسكات راجمة كاتيوشا مدفعية والقضاء على طاقمها والاستيلاء على منظومة الاتصالات الخاصة بها، وضبطت أسلحة وذخائر في مدينة الفتح بأم درمان، وأفاد شهود بأن قوات “الدعم السريع” قصفت من منصاتها في شمال الخرطوم بحري موقفاً للحافلات في لفة الحارة 30 بشارع الوادي المكتظ بالمواطنين والباعة والتجار، وسقطت قذائف عدة على شارع الوادي في شمال أم درمان.
وقال مواطنون إن مناطق جبل أولياء جنوب الخرطوم شهدت أيضاً قصفاً مدفعياً مرعباً من داخل معسكر الجبل، كما سمع دوي المدافع في مناطق عدة قرب تمركزات “الدعم السريع” في نواحي أرض المعسكرات والمدينة الرياضية بجنوب شرقي العاصمة السودانية.
وتداول السودانيون وسكان الخرطوم، على وجه الخصوص، فيديوهات تظهر تقدم الجيش الميداني في مدينة أم درمان واحتفال جنود من سلاح المهندسين بوصول طلائع من مشاة قاعدة كرري ووادي سيدنا إلى المنطقة، وقالت غرفة طوارئ منطقة الفتيحاب جنوب أم درمان إن قذائف مدفعية ثقيلة أصابت محولات كهرباء، مما أدى إلى احتراقها بشكل كلي وانقطاع التيار الكهربائي عن كامل المنطقة، وناشدت غرفة طوارئ الفتيحاب المنظمات الدولية والإقليمية التدخل الفوري لإنقاذ مواطني المنطقة لتفادي كارثة إنسانية، وأيضاً الجيش السوداني لفتح ممرات آمنة لدخول الأدوية والمواد الغذائية في أسرع وقت، وقالت في بيان، إن المنطقة المكتظة بالسكان بما يفوق 50 ألف مواطن لم تتوقف أو تهدأ فيها أصوات المعارك على الإطلاق.
وبثت قوات “الدعم السريع” مقاطع فيديو على موقعها بمنصة “إكس” تستعرض فيها مناطق سيطرتها وانتشارها داخل ولاية الخرطوم تفصيلاً، وأعلنت أنها نفذت عمليتين نوعيتين استهدفت إحداهما معسكر القوات الخاصة بمنطقة المرخيات بأم درمان مخلفة وراءها خسائر بشرية فادحة، كما استهدفت في الثانية معسكر حطاب قائلة إنها قتلت وجرحت خلالها أكثر من 145 ممن كانوا بالمعسكر. وأفاد بيان للناطق الرسمي باسم “الدعم السريع” بأننا “عاقدون العزم على إنهاء هذه الحرب لصالح شعبنا وتحقيق تطلعاته في الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية، وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة، وإعادة بناء الجيش الوطني القومي الواحد الذي يحمي الوطن والمواطن”، متهماً في الوقت نفسه سلاح الطيران التابع للجيش السوداني بقصف مبنى السفارة الفرنسية، وكذلك أحد مواقع أسرى الجيش لدى قواتهم مما تسبب في مقتل وجرح العشرات منهم.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الحربي الطيران المليشيا يقصف الدعم السریع أم درمان
إقرأ أيضاً:
أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
اتهم السودان الإمارات بـ"التواطؤ في الإبادة الجماعية" في شكوى تقدّم بها الخميس أمام محكمة العدل الدولية، في خطوة تسلّط الضوء على دور مفترض للدولة الخليجية في الحرب المدمّرة التي يشهدها منذ نحو عامين. ولطالما اتهمت الخرطوم وأطراف أخرى أبوظبي بدعم قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش منذ العام 2023، وهو ادعاء لطالما نفته الإمارات. فأي دور للإمارات في السودان، وما هي علاقتها بقوات الدعم السريع؟
ما أهمية السودان للإمارات؟
يُعد السودان، إحدى أكبر دول أفريقيا، غنياً بالموارد الطبيعية بما في ذلك الأراضي الزراعية الشاسعة والغاز. كما أنه ثالث أكبر منتج للذهب في القارة. ويتشارك السودان حدوداً غربية طويلة مع ليبيا حيث تدعم الإمارات موالين لها في بنغازي، ويطل شرقاً على البحر الأحمر، الممر المائي الحيوي للنفط.
وفي العام 2021، استولى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على السلطة في السودان، بعد تنفيذ انقلاب مع نائبه حينها محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع. وبعد عامين، اندلعت الحرب بين البرهان وحميدتي، وسط اتهامات لقوى عدة، بما في ذلك الإمارات ومصر وتركيا وإيران وروسيا، بدعم أحدهما أو الآخر.
ويقول الباحث المتخصص في القضايا الأمنية في الشرق الأوسط أندرياس كريغ إنّ الهدف الأساسي للإمارات في السودان "يتعلق بالتأثير السياسي في بلد استراتيجي يكتسي أهمية كبيرة للغاية". وتنظر شركات مرتبطة بالإمارات إلى السودان باعتباره مركزاً للاستثمار في الموارد والمعادن والتجارة، بحسب كريغ.
من جهته، يقول الباحث السوداني حميد خلف الله إنّ "دولة الإمارات الصحراوية مهتمة بالموارد الطبيعية التي تفتقر إليها بما فيها المعادن والأراضي الصالحة للزراعة". ويضيف أنه من ليبيا إلى الصومال، "تتّبع الإمارات نمطاً للعمل مع القوات شبه العسكرية" لاستغلال موارد القارة.
وقدّرت منظمة "سويس إيد" في تقرير العام الماضي أنّ 66,5% من صادرات الذهب الأفريقية إلى الإمارات في العام 2022 تمّت عن طريق التهريب. وتُعد الإمارات، وهي مركز رئيسي لتجارة الذهب، المشتري الأكبر عالمياً لهذا المعدن الثمين من السودان، وهو قطاع يسيطر عليه دقلو إلى حد كبير.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ترييستي الإيطالية فيديريكو دونيلي أنّ حصر اهتمامات الدولة الخليجية بالذهب هو أمر "تبسيطي للغاية". وأضاف أنّ الإمارات تسعى أيضاً إلى "مواجهة النفوذ السعودي" في السودان و"منع انتشار الإسلام السياسي" الذي ترى فيه تهديداً لأمنها.
ما علاقة الإمارات بـ"الدعم السريع"؟
ترتبط دول خليجية بعلاقات مع الجيش السوداني منذ انضمام الخرطوم إلى التحالف الذي تقوده السعودية منذ العام 2015 لدعم الحكومة اليمنية في مواجهة جماعة الحوثيين. وقاد البرهان السودانيين الذين قاتلوا تحت مظلة السعودية، بينما قاتلت قوات الدعم السريع إلى جانب جنود من الإمارات، بحسب دونيلي.
منذ ذلك الحين، نشبت خلافات بين الحليفين الخليجيين التقليديين. ويشرح دونيلي أن دعم الإمارات دقلو، رغم نفيها ذلك، يهدف إلى "تحدي أهداف السعودية". من جهته، يرى كريغ بعداً أيديولوجياً للعلاقة، موضحاً أن الإمارات "اعتمدت على قوات الدعم السريع لاحتواء الشبكات المرتبطة بالإخوان المسلمين"، في حين يُربط بين الجيش وقيادات إسلامية من عهد النظام المخلوع للرئيس عمر البشير.
وواجه الجانبان مزاعم بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب التي أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليوناً. وفي يناير/ كانون الثاني 2025، اتهمت واشنطن قوات الدعم السريع بـ"الإبادة الجماعية" لارتكابها القتل والاغتصاب الجماعيين بحق جماعات عرقية.
وخلال الشهر نفسه، قال المشرعون الأميركيون إنّ الإمارات "خرقت" وعودها بوقف الدعم العسكري لقوات الدعم السريع. وتُدار الشؤون المالية الخاصة بدقلو من الإمارات، وفق كريغ، مضيفاً أنه بات رهن علاقة "اعتماد متبادل" مع أبوظبي. كما حصلت قوات الدعم السريع على دعم حيوي من الإمارات، بما في ذلك شحنات أسلحة عبر تشاد المجاورة، بحسب دبلوماسيين ومحللين ومنظمات حقوقية. وتنفي الإمارات تلك الاتهامات.
أي تأثير لشكوى السودان على الإمارات؟
رفع السودان، أول من أمس الخميس، شكوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، على خلفية "التواطؤ في إبادة جماعية" بسبب دعمها المفترض للدعم السريع. وندّدت الإمارات بالشكوى التي وصفتها "حيلة دعائية خبيثة" مؤكدة أنها ستعمل على ردّها.
وتُعد قرارات محكمة العدل، التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقراً، ملزمة قانوناً، لكنها لا تملك وسائل لفرض تنفيذها. لكن من شأن الخطوة أن تضرّ بسمعة الإمارات بحسب دونيلي الذي قال لوكالة فرانس برس إنه بات يُنظر لأبوظبي بشكل متزايد على الصعيد الدولي، وفي أفريقيا، على أنها "جهة مزعزعة للاستقرار". لكنه يضيف أن "الأهمية المالية والسياسية" التي اكتسبتها الدولة الخليجية خلال العقد الماضي "ستحميها على الأرجح من أي عواقب خطرة".
(فرانس برس)