“نيويورك تايمز” تكشف: هذه هي الافتراضات الأربعة التي حطمتها عملية “طوفان الأقصى”
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
الجديد برس:
سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على أربع افتراضات تخص الصراع العربي الإسرائيلي، نجحت عملية “طوفان الأقصى” بتدميرها.
“إسرائيل” فشلت في احتواء حماس
الافتراض الأول، هو “إمكانية احتواء حركة حماس في قطاع غزة”، وإدارة الصراع معها من قبل “إسرائيل”، وذلك عبر استراتيجية اتبعها رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والتي تهدف إلى تقسيم الفلسطينيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وكانت “إسرائيل” تعتقد أن حماس، سوف تركز بشكل كبير على حكم القطاع مع ضمان عدم مواجهة “إسرائيل”، الأمر الذي من شأنه أن يقوض قدرات حماس العسكرية.
وقالت الباحثة الإسرائيلية، نوا شوستيرمان دفير إن مفهوم “إدارة الصراع” أصبح مُعطلاً بعد “طوفان الأقصى”.
“إسرائيل” فقدت تفوقها العسكري
ووفق “نيويورك تايمز”، فإن الافتراض الثاني الذي دمرته “طوفان الأقصى”، هو أن “إسرائيل” لا تقهر وتحافظ على تفوقها العسكري، لافتةً إلى أن ذلك تم رغم أن “إسرائيل تملك الجيش الأفضل والأكثر تطوراً في الشرق الأوسط، مع التزام أمريكي بإبقائه أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية”.
ومع اعتبار “إسرائيل”، وفق الصحيفة، بأن لديها معلومات استخباراتية جيدة عن حماس، إلا أن الحركة ذات الموارد الأقل بكثير من واشنطن، “نفذت هجوماً لم يكن من الممكن تصوره على الإطلاق، وبالتالي حققت مفاجأةً استراتيجية كبرى”، ونجحت بهزيمة التكنولوجيا المنتشرة على طول قطاع غزة “التي يفترض أنها لا تقهر”.
وتضيف: “اعتماد إسرائيل بشكلٍ مفرط على التكنولوجيا، كان عاملاً أساسياً في هزيمتها، إذ نجحت حماس بإبقاء خططها سريّة، وهو بمثابة ضربة قوية لقدرات “إسرائيل” الاستخباراتية البشرية على الأرض في غزة”.
العالم العربي يقف مع القضية الفلسطينية
كذلك، رأت الصحيفة أن الافتراض الثالث الذي دمره “طوفان الأقصى” هو أن “العالم العربي مُتجاهل للقضية الفلسطينية”، إذ افترضت “إسرائيل” أن الدول العربية “تعترف بها كحقيقة لا يمكن إزالتها من المنطقة”.
لكن هذا الإفتراض الإسرائيلي “باطل”، وفق الصحيفة، ولا سيما أن إيران شكلت مع حلفاءها حزب الله، وحماس، والجهاد الإسلامي “محور المقاومة”، الذي يدافع بشكلٍ أساسي عن القضية الفلسطينية وحضورها.
وحماس بعمليتها، أرادت إعادة القضية الفلسطينية إلى الطاولة، “وقد فعلت ذلك بكل قوة”، بعدما أدت العملية والعدوان الذي تلاها إلى اندلاع مظاهراتٍ ضخمة مؤيدة للفلسطينيين في المدن العربية “لم نشهدها منذ عقدٍ من الزمن”.
الولايات المتحدة دخلت على خط الصراع
أما الافتراض الرابع، والأخير، هو أن الولايات المتحدة لا “يمكنها أن تتجاهل الشرق الأوسط”. ورأى المؤرخ الإسرائيلي، غيرشوم جورنبرغ، إن إحدى “الروايات المُحطمة هي أن أمريكا، يمكنها تحويل اهتمامها إلى القضايا الحقيقية في أماكن أخرى والتخلي عن الشرق الأوسط”.
وأضاف: “للأسف يا أمريكا، الشرق الأوسط لم ينته بعد، ولا يمكنك تجاهل الحقائق الجيوسياسية، فإيران وروسيا ومصر لها مصالح في البحر الأبيض المتوسط منذ قرون”.
بدروه، رأى المحلل الإسرائيلي، عكيفا إلدار أن “نتنياهو يحتاج إلى الولايات المتحدة للقيادة، ولتوجيه إسرائيل وتقديم الدعم لها”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الشرق الأوسط طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: تغير خريطة الشرق الأوسط تحد كبير للغرب
حذر باحث بارز في الشؤون الدولية الغرب من التهاون في التعامل مع التحولات التاريخية في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن في ذلك خطرا كبيرا.
وأكد إميل حكايم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره في العاصمة البريطانية لندن، أن توالي التطورات التي بدأت في المنطقة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كانت مذهلة لاجتماع أحداث مأساوية وإستراتيجية فيها ستستغرق وقتا حتى تهدأ، لأن ما حدث سيكون له، بلا أدنى شك، تداعيات على المدى الطويل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: عندما يتعلق الأمر بالقيم البريطانية الأمر جد معقدlist 2 of 2لوفيغارو: حكومة طالبان تعتمد على السياحة للتخفيف من عزلتهاend of listوأضاف، في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن المجتمعات في المشرق العربي "متنوعة وهشة" وتمر بتحولات تاريخية جذرية، ومن غير المرجح أن تحصل على مساعدة من الخارج، نظرا لتردد دولها وفتور همة العالم على حد سواء.
حل الدولتينوتترافق عملية إعادة ترتيب المنطقة -وفق الكاتب- مع أعمال عنف شديدة وسجالات متجددة، فالفلسطينيون يعانون الأمرين على نحو غير مسبوق في قطاع غزة على يد الجيش الإسرائيلي.
وزعم حكايم أن رهان حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي يصفه بالفاشل، وعجز شركائها عن نجدتها، هو تذكير بأن المسار الوحيد لقيام دولة فلسطينية يكمن في تدويل القضية والتوصل إلى حل عبر التفاوض.
إعلانوقد برز التحالف من أجل حل الدولتين الذي تتبناه دول عربية وأوروبية باعتباره الوسيلة الأرجح لتحقيق ذلك الهدف.
وتابع قائلا إن على الفلسطينيين الاقتناع بأن الأمر أكثر من مجرد حفلة دبلوماسية رمزية، ولكن عليهم أن يثبتوا أنهم أصحابها، وهي نتيجة لن تتحقق إلا بإصلاح السلطة الفلسطينية الذي طال انتظاره.
عجرفة الاحتلالوفي موازاة ذلك، انتقل الإسرائيليون من صدمة شديدة -في إشارة إلى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إلى "انتصار عسكري" في غضون عام واحد فقط، كما يدعي كاتب المقال.
وقد عزز ذلك، برأيه، الاعتقاد بأن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد إلا على قوتها العسكرية وأن التوسع في غزة والضفة الغربية المحتلة والآن جنوب سوريا ليس مبررا فحسب بل إنه مطلوب.
وأردف أن الدعم غير المشروط الذي تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية سمح لها بصرف النظر عن ضرورة التوصل إلى سلام عادل من شأنه أن يوفر الأمن للجميع.
لكن عقلية إسرائيل القائمة على الأمن فقط ستكون لها عواقب وخيمة، فهي في نظر حكايم مكلفة، وتزيد من الاعتماد على الولايات المتحدة، وتنفر الشركاء الحاليين والشركاء المحتملين في الجوار، الذين يخشون من أن توسع إسرائيل نطاق الصراع بضرب قيادة إيران ومنشآتها النووية.
خسارةولفت إلى أن خسارة إسرائيل سمعتها جراء حربها على غزة هائلة، وتنطوي على التزامات قانونية، إلا إن وضع اللبنانيين مختلف، إذ ينبغي على حزب الله أن يأخذ في الاعتبار انهيار إستراتيجيته العسكرية وسقوط سرديته الأيديولوجية وتداعي مصداقيته، على حد تعبير الكاتب.
أما السوريون فيتذوقون طعم الحرية لأول مرة منذ عقود، كما يقول حكايم الذي يعزو انهيار نظام بشار الأسد السريع إلى فساده. وأشاد بالإدارة الجديدة في دمشق لتحليها بضبط النفس وبعض الحكمة.
ومع ذلك، فهو يعتقد أن إحلال السلام يتطلب مآثر جمة من النبل والشهامة والتفاني في إرساء حكم يشمل الجميع رغم أنف المخربين في الداخل والخارج.
إعلان تغيرات إستراتيجيةوأوضح أن من أجل التوصل إلى مصالحة بين العرب والأكراد، فإن ذلك يستدعي "اعتدالا ووسطية" من جانب تركيا، ودبلوماسية من قبل الولايات المتحدة، معتبرا ذلك حيويا.
وقال إن بإمكان دول الخليج أن تساعد في تحييد نفوذ إيران، التي يعدها الخاسر الأكبر فيما يجري.
وخلص إلى أن كثيرين في العواصم الغربية سيجدون سلوى في أن هذه التحولات التاريخية قد تم احتواؤها حتى الآن بشكل مدهش.