لجريدة عمان:
2024-11-08@19:48:11 GMT

نوافذ :رواية بدون راوٍ

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

الموضوع على مرمى حجر: أي أنه يمكن أن يتحقق في أية لحظة حتى قبل أن نخلع عباءة هذا العام ونلبس جلباب العام المقبل، الذي كما يقول أفضل المتفائلين إنه لن يكون بأفضل حال من اِخوانه الأعوام السابقة؛ فالمتنبئون يقولون إن حال العالم سيستمر في ركوده الاقتصادي وحرائقه المشتعلة وأزماته النفسية وتقنياته المحترفة التي تهدد عرش الإنسان البشري بالاستيلاء عليها بأبخس الأثمان ويذهب غلاة المتنبئين إلى أن الآلة سوف تحكم الإنسان وتسيطر عليه، ولن يستطيع الفكاك من ربقة تلك الآلة التي تطوقه من عنقه.

لا أريد أن أرسم صورة سوداء قاتمة حالكة لمستقبلنا البشري في ظل الآلة، لكنها على ما يبدو الحقيقة؛ فكل ما يحيط بنا ينبئ أننا سائرون باتجاه حكم الآلة وإن كان في الأمر بعض الارتياح من أن بعضا من حكم تلك الآلات يجلب الرخاء والاستقرار والنزاهة والشفافية وبعضا من الراحة لبني البشر، لكن على الأغلب الأعم من أن عصر الآلة كما تنبّأ بها جورج أورويل في روايته ذائعة الصيت « 1984» والتي كتبها في نهايات الأربعينيات من القرن المنصرم أي قبل أكثر من سبعين عاما بقليل وتنبأ فيها بسيطرة الآلة على المجتمع وإخضاعها الإنسان البشري للرقابة في كل تفاصيل يومه والإبلاغ عن كل ما يقوم به بشكل تفصيلي ممل.

بالحديث عن الروايات والآداب والقصص، قرأت يوم أمس خبرا مفاده أن الآلة قد بدأت بالفعل في كتابة أولى رواياتها الأدبية وقرضت الشعر واسترسلت في كتابة المقالات الصحفية وأنتجت أولى قصصها القصيرة بأسلوب يحاكي أسلوب الأدباء المعروفين من النشر وبأسلوب الشعراء في كتابتهم لأشعارهم منذ زمن الجاهلية وحتى الشعر الحديث. تمعنت في تفاصيل الخبر سالف الذكر فبان لي امتعاض مدير أكبر معرض للكتب في العالم وهو معرض فرانكفورت للكتاب حينما تساءل عن الملكية الفكرية ما سيحل بها ومن سيحفظ حقوق المؤلفين والكتّاب والمبدعين؟ لكن المجتمعين في أروقة ذلك المعرض أبدوا بعض الارتياح بعدما حاولوا إقناع أنفسهم أن « أسلوب الآلة في السرد يفتقر إلى الإلهام» وأن طريق الآلات التي تحاول التظاهر بالثقافة طويل ومحفوف بالقليل من الإبداع وأن «أداء الآلة في مجال الكتابة الإبداعية ليس جيدا بعد».

قررت بحكم عملي الصحفي الذي يقتضي مني دس أنفي في كل شيء أعرفه أو لا أعرفه أن أجرب كتابة القصة القصيرة والشعر باستخدام البرنامج الذي وصلت شهرته الآفاق « تشات جي بي تي» وطلبت منه كتابة قصة قصيرة عن (نجار فقير حصل على كنز دفين لم يستطع استخراجه) وقبل أن يرتد إليّ بصري جاءني نص أدبي محبوك بصياغة أدبية جيدة، قد اتفق مع ما ذهب إليه أدباء فرانكفورت من أن أسلوب الآلة في الكتابة القصصية ليس جيدا بعد، جربت بعدها إعطاء أمر كتابة شعر عمودي عن ذات الموضوع فجاءت النتيجة أفضل في كتابة الشعر عنها في كتابة القصة.

يقول البشر الذين يقفون خلف صفوف الآلة: إن آلاتهم بحاجة إلى بعض الوقت لاكتساب الوعي ولمئات الآلاف من النصوص والكتابات؛ كي تستطيع الآلة التحدث بلسان فصيح ومبين يفهمه البشر وبمختلف لغات العالم وكما قلت في البدء من أن الموضوع قد يكون على مرمى حجر ويمكن أن يتحقق ذلك بمزيد من التعلم والمحاكاة والتقليد، كي تتفوق الآلة على الإنسان.

لا أدري إلى أين يأخذنا هذا الطريق فلا الرؤية تبدو واضحة ولا الطريق يبدو سالكا ونحن كما يبدو نحاول تدمير ذواتنا بذواتنا من دون تدخل أي كائنات فضائية أخرى كما كانت أفلام السبعينيات تتنبأ بذلك ولا حل يبدو في الأفق سوى كبح جماح تلك الآلات الرعناء التي ما أن يطلق لها العنان حتى تقضي على الأخضر واليابس من بني البشر وعندها لن يكون هنالك وقت للملامة أو المجادلة أو العودة بالزمن للوراء أو استدعاء نستولوجيا في أرض تغير مشهدها عما كان عليه ولن تجد راويًا يستطيع أن يحكي الحكاية كما كانت عليه في الماضي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی کتابة

إقرأ أيضاً:

معرض الجزائر الدولي للكتاب.. قطر ضيفة شرف وإقبال على رواية الشوك والقرنفل

تتواصل فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب بعدما فتح أبوابه، أمس الخميس، لزواره من عشاق القراءة والكتب، الذي سيستمر إلى 16 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. تحت شعار "نقرأ لننتصر"، تزامنا مع احتفالات الجزائر بالذكرى الـ70 لاندلاع ثورة أول نوفمبر/تشرين الثاني المجيدة.

ويشارك في هذا الحدث 1007 ناشرين من 40 دولة، من بينهم 290 ناشرا جزائريا، يعرضون ما يزيد على 300 ألف عنوان في معرض تقيمه الجزائر سنويا، ويستقطب حوالي 3 ملايين زائر، حسب أرقام صادرة عن منظمي هذا الحدث الثقافي المهم.

وقال محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب، محمد إيقرب، إنه ومنذ ساعات النهار الأولى لافتتاح المعرض كان هناك إقبال كبير من عشاق الكتب، وهو ما يعرف عادة عن معرض الجزائر الدولي للكتاب.

وتوقع محمد إيقرب، في تصريحات للجزيرة نت"، أن يكون الإقبال أكبر بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، حيث يستقطب العرض عادة في الفترة نفسها خلال السنوات السابقة حوالي 600 ألف زائر يوميا، مؤكدا أن قطاع الثقافة يسعى من خلال التنظيم الجيد والمحكم لهذا المعرض لتعزيز حب الكتب والمقروئية لدى الجزائريين.

قطر ضيفة شرف

واعتبر محافظ معرض الجزائر الدولي للكتاب أن اختيار قطر لتكون ضيف شرف هذه الطبعة قرار سديد للغاية كونها تملك ديناميكية متقدمة في الجانب الثقافي والفني، فهي بلد يحتضن أدباء وأقلاما معروفة، مما يجعل المناسبة فرصة لتبادل الأفكار بين الكتاب الجزائريين ونظرائهم القطريين، وحتى مع القراء وهو ما يظهر في الإقبال الكبير على الجناح القطري

من جانبه، أكد سفير دولة قطر بالجزائر، عبد العزيز علي النعمة، أن مشاركة وزارة الثقافة القطرية بصفتها ضيف شرف في معرض الجزائر الدولي للكتاب تأتي لتجسد العلاقات الجزائرية القطرية المستمرة، المتجذرة والمتقدمة التي أرسى معالمها قائدا البلدين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

فعاليات بمعرض الجزائر الدولي للكتاب (الجزيرة)

ونوه عبد العزيز علي النعمة، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن المشاركة القطرية تعد كبيرة وذات طابع خاص في عيون الجزائريين، وهو ما يظهر في الإقبال الكبير على الجناح القطري والمعرض بصفة عامة وهو ما يؤكد نجاحه.

بدوره، أشاد المشرف على جناح وزارة الثقافة القطرية، عبد الكريم سعد الحميدي، بالإقبال المنقطع النظير على الجناح القطري، واعتبره راجعا لطبيعة المجتمع الجزائري الواعي والمنفتح على الاطلاع بالثقافة القطرية على تنوع عاداتها وتقاليدها.

زوار بجناح قطر في معرض الجزائر الدولي للكتاب (الجزيرة)

ونوه عبد الكريم سعد الحميدي، في حديثه مع الجزيرة نت، إلى الحرص على إبراز التراث القطري بالجناح المستوحى من فن العمارة القطرية، إضافة إلى كونه يشمل إصدارات لوزارة الثقافة القطرية ودور نشر قطرية، كما يتم عرض مقتنيات دار الكتب القطرية وبعض الحرف التقليدية، مع تخصيص جناح للطفل والمشاركة في الندوات المختلفة وعروض تقدمها فرقة شعبية قطرية.

الشوك والقرنفل

شهدت رواية "الشوك والقرنفل" للشهيد يحيى السنوار -الرئيس السابق لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إقبالا كبيرا على اقتنائها مع انطلاق معرض الجزائر الدولي للكتاب، حسب ما أكده المسؤول التجاري بدار الوعي الجزائرية للنشر والتوزيع، رفيق شابة، لرغبتهم في التعرف على قصة الشهيد يحيى السنوار.

كما أرجع رفيق شابة، في حديثه للجزيرة نت، الإقبال الكبير لمعرفة الوافدين بأن عائدات هذه الرواية ستذهب إلى المركز الفلسطيني للدراسات دعما لغزة.

ومن جانبهم، أكد الوافدون على اقتناء رواية "الشوك والقرنفل"، في حديثهم للجزيرة نت، أن حب الاطلاع على مسيرة يحيى السنوار ونشر بعض من أجزاء الرواية تزامنا مع استشهاده يعد أبرز أسباب اقتنائها.

وبهذا الخصوص يبرر المؤرخ الجزائري، الدكتور محمد الأمين بلغيث، اقتناء الرواية بالمكانة التي بات يحظى بها يحيى السنوار كشخص قام بواجبه لآخر دقيقة من حياته، إلى جانب استشرافه في حديثه مع أمه وفق ما تضمنته الرواية بطريقة استشهاده فكانت له، مما يجعل الاطلاع على مسيرة رجل أصبح بطلا -بحسبه- عند الشعوب الحرة ودوره في طوفان الأقصى ضرورة ملحة.

إقبال كبير على زيارة معرض الجزائر الدولي في أول أيامه (الجزيرة)

واعتبرت سهام إحدى الوافدات على المعرض لاقتناء الرواية أن الصيت الكبير لـ"الشوك والقرنفل" وكاتبها هما ما دفعاها للبحث عنها، إلى جانب رغبتها في معرفة طريق تفكير رجل كتب اسمه في تاريخ النضال، إضافة إلى كون الرواية وليدة سجون الاحتلال حيث وجد السنوار لسنوات.

توجهات متنوعة

ويقول مدير دار رؤية المصرية للنشر، رضا عوض، إن عددا من الناشرين والكاتبين يحرصون على حضورهم كل عام في معرض الجزائر الدولي للكتاب، خاصة في ظل اهتمام المنظمين في الجزائر على جذب جميع دور النشر التي تمتلك مشاريع ثقافية هادفة بقصد خلق نوع من الحوار والجدل الصحفي من خلال الكتاب المطبوع.

فعاليات بمعرض الجزائر الدولي للكتاب (الجزيرة)

ويؤكد رضا عوض، في حديثه مع الجزيرة نت، أنه لاحظ توافدا على دور النشر، مما يوحي بالتوجهات المختلفة للقراء على غرار الإقبال الذي عرفته الكتب التنويرية الحداثية وكتب الدراسات والمعرفة.

وتصف سلسبيل إحدى زائرات المعرض المناسبة الثقافية بالفرصة التي تتيح اقتناء كتب يصعب إيجادها في سائر الأيام، كون المعرض يضم دور نشر من مختلف البلدان وبأسعار تعد تنافسية خاصة هذا العام.

وتؤكد سلسبيل، للجزيرة نت، أن تجولها في المعرض سمح لها بالعثور على أغلب الكتب التي ترغب في اقتنائها بلغات مختلفة، منها العلمية والفلسفية وحتى الروايات التي تستهويها قراءتها.

مقالات مشابهة

  • خبيرا روايات بوليسية يكشفان كيفية كتابة شخصيات مؤثرة
  • معرض الجزائر الدولي للكتاب.. قطر ضيفة شرف وإقبال على رواية الشوك والقرنفل
  • غدا .. مناقشة رواية "حكايات عزيزة " لمنير عتيبة بنادي الزمالك النهري
  • «بحر الثقافة» يناقش رواية «النباتية» للكورية هان كانج
  • أقدم نظام كتابة بالعالم له أصوله من رموز غامضة..أين اكتُشف؟
  • غدا.. مناقشة رواية «ما زلت أنا» ومحاضرة إدارة الوقت في مكتبة مصر الجديدة
  • خالد الجندي: الحرية تكمن في الانقياد لله والتحلي بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع
  • قالت شهرزاد: رواية مريم قدّورة من جباليا
  • كيف تطورت تكنولوجيا الانتخابات في الولايات المتحدة؟
  • قضى 40 عاما في كتابة قصة الحضارة.. من هو الفيلسوف والكاتب ويل ديورانت