لجريدة عمان:
2025-01-30@15:47:01 GMT

نوافذ :رواية بدون راوٍ

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

الموضوع على مرمى حجر: أي أنه يمكن أن يتحقق في أية لحظة حتى قبل أن نخلع عباءة هذا العام ونلبس جلباب العام المقبل، الذي كما يقول أفضل المتفائلين إنه لن يكون بأفضل حال من اِخوانه الأعوام السابقة؛ فالمتنبئون يقولون إن حال العالم سيستمر في ركوده الاقتصادي وحرائقه المشتعلة وأزماته النفسية وتقنياته المحترفة التي تهدد عرش الإنسان البشري بالاستيلاء عليها بأبخس الأثمان ويذهب غلاة المتنبئين إلى أن الآلة سوف تحكم الإنسان وتسيطر عليه، ولن يستطيع الفكاك من ربقة تلك الآلة التي تطوقه من عنقه.

لا أريد أن أرسم صورة سوداء قاتمة حالكة لمستقبلنا البشري في ظل الآلة، لكنها على ما يبدو الحقيقة؛ فكل ما يحيط بنا ينبئ أننا سائرون باتجاه حكم الآلة وإن كان في الأمر بعض الارتياح من أن بعضا من حكم تلك الآلات يجلب الرخاء والاستقرار والنزاهة والشفافية وبعضا من الراحة لبني البشر، لكن على الأغلب الأعم من أن عصر الآلة كما تنبّأ بها جورج أورويل في روايته ذائعة الصيت « 1984» والتي كتبها في نهايات الأربعينيات من القرن المنصرم أي قبل أكثر من سبعين عاما بقليل وتنبأ فيها بسيطرة الآلة على المجتمع وإخضاعها الإنسان البشري للرقابة في كل تفاصيل يومه والإبلاغ عن كل ما يقوم به بشكل تفصيلي ممل.

بالحديث عن الروايات والآداب والقصص، قرأت يوم أمس خبرا مفاده أن الآلة قد بدأت بالفعل في كتابة أولى رواياتها الأدبية وقرضت الشعر واسترسلت في كتابة المقالات الصحفية وأنتجت أولى قصصها القصيرة بأسلوب يحاكي أسلوب الأدباء المعروفين من النشر وبأسلوب الشعراء في كتابتهم لأشعارهم منذ زمن الجاهلية وحتى الشعر الحديث. تمعنت في تفاصيل الخبر سالف الذكر فبان لي امتعاض مدير أكبر معرض للكتب في العالم وهو معرض فرانكفورت للكتاب حينما تساءل عن الملكية الفكرية ما سيحل بها ومن سيحفظ حقوق المؤلفين والكتّاب والمبدعين؟ لكن المجتمعين في أروقة ذلك المعرض أبدوا بعض الارتياح بعدما حاولوا إقناع أنفسهم أن « أسلوب الآلة في السرد يفتقر إلى الإلهام» وأن طريق الآلات التي تحاول التظاهر بالثقافة طويل ومحفوف بالقليل من الإبداع وأن «أداء الآلة في مجال الكتابة الإبداعية ليس جيدا بعد».

قررت بحكم عملي الصحفي الذي يقتضي مني دس أنفي في كل شيء أعرفه أو لا أعرفه أن أجرب كتابة القصة القصيرة والشعر باستخدام البرنامج الذي وصلت شهرته الآفاق « تشات جي بي تي» وطلبت منه كتابة قصة قصيرة عن (نجار فقير حصل على كنز دفين لم يستطع استخراجه) وقبل أن يرتد إليّ بصري جاءني نص أدبي محبوك بصياغة أدبية جيدة، قد اتفق مع ما ذهب إليه أدباء فرانكفورت من أن أسلوب الآلة في الكتابة القصصية ليس جيدا بعد، جربت بعدها إعطاء أمر كتابة شعر عمودي عن ذات الموضوع فجاءت النتيجة أفضل في كتابة الشعر عنها في كتابة القصة.

يقول البشر الذين يقفون خلف صفوف الآلة: إن آلاتهم بحاجة إلى بعض الوقت لاكتساب الوعي ولمئات الآلاف من النصوص والكتابات؛ كي تستطيع الآلة التحدث بلسان فصيح ومبين يفهمه البشر وبمختلف لغات العالم وكما قلت في البدء من أن الموضوع قد يكون على مرمى حجر ويمكن أن يتحقق ذلك بمزيد من التعلم والمحاكاة والتقليد، كي تتفوق الآلة على الإنسان.

لا أدري إلى أين يأخذنا هذا الطريق فلا الرؤية تبدو واضحة ولا الطريق يبدو سالكا ونحن كما يبدو نحاول تدمير ذواتنا بذواتنا من دون تدخل أي كائنات فضائية أخرى كما كانت أفلام السبعينيات تتنبأ بذلك ولا حل يبدو في الأفق سوى كبح جماح تلك الآلات الرعناء التي ما أن يطلق لها العنان حتى تقضي على الأخضر واليابس من بني البشر وعندها لن يكون هنالك وقت للملامة أو المجادلة أو العودة بالزمن للوراء أو استدعاء نستولوجيا في أرض تغير مشهدها عما كان عليه ولن تجد راويًا يستطيع أن يحكي الحكاية كما كانت عليه في الماضي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی کتابة

إقرأ أيضاً:

عبد الرحيم كمال ينتهي من كتابة أولى رواياته للأطفال ويتحدث عن مسيرته بين السيناريو والأدب في معرض الكتاب

أعلن الكاتب والسيناريست الكبير عبد الرحيم كمال في منشور عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك انتهاؤه من أولى رواياته الموجهة للأطفال والتي سماها (أنس وليلى وشجرة ترقص و تغني وطائر يتكلم)حيث كتب عبد الرحيم عبر صفحته “(أنس وليلى وشجرة ترقص و تغني وطائر يتكلم)”.

 

روايتي الأولى للأطفال

 

الفصل الأول منها هدية للقراء على صفحات مجلة حرف الثقافية  المتخصصة".

 

على صعيد آخر ندوتين أقيمت يوم الاثنين الماضي ندوة لتكريمه في معرض الكتاب هو والمخرج الكبير محمد فاضل بمناسبة حصولهم على جوائز الدولة لهذا العام ونديرها الإعلامية أماني إسماعيل.


و تقام السبت القادم الأول من فبراير في الخامسة مساءا وفي جناح مؤسسة محمد بن راشد  ندوة له وللكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد ويديرها الناقد الكبير دكتور يسري عبد الله وستكون عن مشواره بين الأدب والسيناريو وفي اليوم نفسه يتسلم عبد الرحيم تكريمه من وزير الثقافة الفنان أحمد هنو وهو التكريم المقدم من جمعية عليا.


الجدير بالذكر أن عبد الرحيم كمال له في رمضان القادم عمل درامي بعنوان قهوة المحطة مكون من ١٥ حلقة ويخرجه إسلام خيري وهو من بطولة كل من احمد غزي واحمد خالد صالح وبيومي فؤاد وانتصار وهالة صدقي.

مقالات مشابهة

  • منذر ريحانة في ندوة توقيع كتابة في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • عبد الرحيم كمال ينتهي من كتابة أولى رواياته للأطفال ويتحدث عن مسيرته بين السيناريو والأدب في معرض الكتاب
  • قصة الأسطرلاب العربي.. أداة حسابية لقياس الوقت وحركة النجوم
  • اكتشافات جديدة تُعيد كتابة تاريخ ظهور أشباه البشر في أوروبا
  • أحد المنازل الأكثر شهرة في التاريخ..كيف يبدو منزل سري لكاتبة مشهورة هربت من النازيين؟
  • حفريات محيرة في الصين قد تعيد كتابة التاريخ البشري.. ما القصة؟
  • خضير البورسعيدي يشارك في كتابة إهداءات بالخط الزخرفي لرواد معرض القاهرة
  • خضير البورسعيدي يشارك في كتابة إهداءات بالخط الزخرفي لرواد معرض الكتاب
  • شهوة القتل والبشر الضاحك أو هشُّ الزنَّانة
  • الإسراء والمعراج