لجريدة عمان:
2025-02-17@04:55:45 GMT

نوافذ :رواية بدون راوٍ

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

الموضوع على مرمى حجر: أي أنه يمكن أن يتحقق في أية لحظة حتى قبل أن نخلع عباءة هذا العام ونلبس جلباب العام المقبل، الذي كما يقول أفضل المتفائلين إنه لن يكون بأفضل حال من اِخوانه الأعوام السابقة؛ فالمتنبئون يقولون إن حال العالم سيستمر في ركوده الاقتصادي وحرائقه المشتعلة وأزماته النفسية وتقنياته المحترفة التي تهدد عرش الإنسان البشري بالاستيلاء عليها بأبخس الأثمان ويذهب غلاة المتنبئين إلى أن الآلة سوف تحكم الإنسان وتسيطر عليه، ولن يستطيع الفكاك من ربقة تلك الآلة التي تطوقه من عنقه.

لا أريد أن أرسم صورة سوداء قاتمة حالكة لمستقبلنا البشري في ظل الآلة، لكنها على ما يبدو الحقيقة؛ فكل ما يحيط بنا ينبئ أننا سائرون باتجاه حكم الآلة وإن كان في الأمر بعض الارتياح من أن بعضا من حكم تلك الآلات يجلب الرخاء والاستقرار والنزاهة والشفافية وبعضا من الراحة لبني البشر، لكن على الأغلب الأعم من أن عصر الآلة كما تنبّأ بها جورج أورويل في روايته ذائعة الصيت « 1984» والتي كتبها في نهايات الأربعينيات من القرن المنصرم أي قبل أكثر من سبعين عاما بقليل وتنبأ فيها بسيطرة الآلة على المجتمع وإخضاعها الإنسان البشري للرقابة في كل تفاصيل يومه والإبلاغ عن كل ما يقوم به بشكل تفصيلي ممل.

بالحديث عن الروايات والآداب والقصص، قرأت يوم أمس خبرا مفاده أن الآلة قد بدأت بالفعل في كتابة أولى رواياتها الأدبية وقرضت الشعر واسترسلت في كتابة المقالات الصحفية وأنتجت أولى قصصها القصيرة بأسلوب يحاكي أسلوب الأدباء المعروفين من النشر وبأسلوب الشعراء في كتابتهم لأشعارهم منذ زمن الجاهلية وحتى الشعر الحديث. تمعنت في تفاصيل الخبر سالف الذكر فبان لي امتعاض مدير أكبر معرض للكتب في العالم وهو معرض فرانكفورت للكتاب حينما تساءل عن الملكية الفكرية ما سيحل بها ومن سيحفظ حقوق المؤلفين والكتّاب والمبدعين؟ لكن المجتمعين في أروقة ذلك المعرض أبدوا بعض الارتياح بعدما حاولوا إقناع أنفسهم أن « أسلوب الآلة في السرد يفتقر إلى الإلهام» وأن طريق الآلات التي تحاول التظاهر بالثقافة طويل ومحفوف بالقليل من الإبداع وأن «أداء الآلة في مجال الكتابة الإبداعية ليس جيدا بعد».

قررت بحكم عملي الصحفي الذي يقتضي مني دس أنفي في كل شيء أعرفه أو لا أعرفه أن أجرب كتابة القصة القصيرة والشعر باستخدام البرنامج الذي وصلت شهرته الآفاق « تشات جي بي تي» وطلبت منه كتابة قصة قصيرة عن (نجار فقير حصل على كنز دفين لم يستطع استخراجه) وقبل أن يرتد إليّ بصري جاءني نص أدبي محبوك بصياغة أدبية جيدة، قد اتفق مع ما ذهب إليه أدباء فرانكفورت من أن أسلوب الآلة في الكتابة القصصية ليس جيدا بعد، جربت بعدها إعطاء أمر كتابة شعر عمودي عن ذات الموضوع فجاءت النتيجة أفضل في كتابة الشعر عنها في كتابة القصة.

يقول البشر الذين يقفون خلف صفوف الآلة: إن آلاتهم بحاجة إلى بعض الوقت لاكتساب الوعي ولمئات الآلاف من النصوص والكتابات؛ كي تستطيع الآلة التحدث بلسان فصيح ومبين يفهمه البشر وبمختلف لغات العالم وكما قلت في البدء من أن الموضوع قد يكون على مرمى حجر ويمكن أن يتحقق ذلك بمزيد من التعلم والمحاكاة والتقليد، كي تتفوق الآلة على الإنسان.

لا أدري إلى أين يأخذنا هذا الطريق فلا الرؤية تبدو واضحة ولا الطريق يبدو سالكا ونحن كما يبدو نحاول تدمير ذواتنا بذواتنا من دون تدخل أي كائنات فضائية أخرى كما كانت أفلام السبعينيات تتنبأ بذلك ولا حل يبدو في الأفق سوى كبح جماح تلك الآلات الرعناء التي ما أن يطلق لها العنان حتى تقضي على الأخضر واليابس من بني البشر وعندها لن يكون هنالك وقت للملامة أو المجادلة أو العودة بالزمن للوراء أو استدعاء نستولوجيا في أرض تغير مشهدها عما كان عليه ولن تجد راويًا يستطيع أن يحكي الحكاية كما كانت عليه في الماضي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی کتابة

إقرأ أيضاً:

بشاعة النظام القمعي في رواية (وباء السلطان) لحسام الدين خضور

دمشق-سانا

سنواتٌ طويلةٌ من السجن والاعتقال في زنازين النظام البائد عانى منها الأديب والمترجم حسام الدين خضور، انعكست في نتاجه الأدبي الذي تتجلى فيه بوضوح مواقفه الرافضة للظلم والاضطهاد.

رواية خضور (وباء السلطان) جمعت بين أسلوب السخرية والنقد المرير، وتحدث فيها عن دولةٍ مستبدةٍ افتراضية، تهتز أركان سلطتها عند تحوّل سجن المعارضين السياسيين للحاكم اللاشرعي في معجزةٍ إلى نقطةٍ للاستشفاء من الأمراض المستعصية.

وبعد أن يتسرب هذا النبأ إلى الصحافة الأجنبية، “طفقَ السلطان” يجمع وزراءه لمحاولة السيطرة على ذلك العالم المغلق عبر محاولة التعتيم وفرض حالة الطوارئ، واستخدام العنف وتعزيز الشرطة العسكرية وتشويه الحقائق والتضليل الإعلامي، ونشر الفتن والتخوين والاستهزاء بالمعجزة، والتشكيك بها عبر الدجل والمشعوذين.

بعدها تُعرجُ أحداث الرواية بأسلوبٍ مشوّقٍ على البرلمان المسيس لمصلحة السلطان، وعلى الانحلال الأخلاقي المتفشي في المجتمع، وشيوخ السلطان، لتخرج الأمور عن سيطرة وزير الداخلية، ولتتدخل دولٌ أخرى عبر وفود أجنبية ومختبرات لكشف كنه المعجزة، فينقلب الوزير على السلطان ثم تنتهي الأمور تدريجياً بانفراط عقد الدولة بعد نخر الفساد في بنيتها التحتية وانهيارها بعقابٍ سماوي للمجرمين.

وفي الرواية استخدم الكاتب الكثير من المتناقضات مثل: (المرض والصحة)، (الحرية والسجن)، بكلماتٍ بسيطةٍ معبرّة عن أهمية الحرية أولاً للإنسان حتى قبل الصحة والحياة الاجتماعية.

معجزة الشفاء من الأمراض داخل السجن المعزول عن العالم الخارجي تستحضر في الأذهان معجزة اندلاع الثورة داخل سجنٍ كبير اسمه سوريا، فرضه النظام البائد طيلة 61 عاماً، فكلمة حرية زعزعت أركانه وجعلته يتخبط في مخططٍ شيطاني بدأ بالرصاص والبطش، وتعزيز المخابرات ومحاولة شيطنة وتخوين المتظاهرين، وإلصاق تهمة الإرهاب بهم، واللعب على وتر الطائفية وتشويه صورة الثورة السورية في إطار تسييس الإعلام ورجال الدين والانتخابات الشكلية وتحويل مجلس الشعب إلى (مصفقين).

يُشار إلى أن الرواية من القطع المتوسط، وصادرة عن دار شرق/غرب في سوريا، بينما العمليات الفنية لدار نينوى، وكانت ممنوعة من النشر في زمن النظام البائد.

رواية وباء السلطان 2025-02-14Remسابق ماكرون: جميع الدول مستعدة لدعم سوريا ونعمل على رفع العقوبات عنهاآخر الأخبار 2025-02-13ماكرون: جميع الدول مستعدة لدعم سوريا ونعمل على رفع العقوبات عنها 2025-02-13مؤتمر باريس يشكل مجموعة عمل لتنسيق جهود دعم سوريا 2025-02-13الرئيس الشرع يلتقي في قصر الشعب مع وفد من الفعاليات السورية في كندا 2025-02-13الصحة تبحث تطوير واقع العمل في مديريتَي المعلوماتية والتنمية الإدارية 2025-02-13إصابة 8 أشخاص نتيجة حادث سير غربي منبج بريف حلب  ‏ 2025-02-13المنخفض الجوي إلى انحسار وموجة صقيع قادمة مع هطولات مطرية ‏متقطعة ‏ 2025-02-13منظمات دولية تجتمع في باريس وتؤكد حرصها على المساعدة بإعادة إعمار سوريا 2025-02-13رئيس وزراء كندا يهنئ رئيس الجمهورية في اتصال هاتفي بتوليه رئاسة الجمهورية 2025-02-13وزير الخارجية الفرنسي: يجب السماح بتدفق المساعدات إلى سوريا ورفع العقوبات عنها 2025-02-13الصحة تبحث مع جمعية رحمة الماليزية تعزيز التعاون في جميع ‏المجالات‏

صور من سورية منوعات تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20 الصين تطلق مجموعة جديدة من الأقمار الصناعية إلى الفضاء 2024-12-05فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23حدث في مثل هذا اليوم 2024-12-077 كانون الأول-اليوم العالمي للطيران المدني 2024-12-066 كانون الأول 2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2024-12-05 5 كانون الأول – اليوم الوطني في تايلاند 2024-12-033 كانون الأول 1621- عالم الفلك الإيطالي جاليليو جاليلي يخترع التلسكوب الخاص به 2024-12-022 كانون الأول- اليوم الوطني في الإمارات العربية المتحدة 2024-12-011 كانون الأول 1942 – إمبراطور اليابان هيروهيتو يوقع على قرار إعلان الحرب على الولايات المتحدة
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يتفوق على الجراحين في كتابة التقارير الطبية
  • الذكاء الاصطناعي يتفوق على الجراحين في كتابة تقارير طبية
  • حياة المضمار.. «البوابة نيوز» تنشر فصلًا من رواية «لمّاح»
  • بعد اعمال الشغب أمس.. كيف يبدو طريق المطار صباح اليوم؟
  • لماذا تُمهل الملائكة العاصي 6 ساعات قبل كتابة السيئات ؟.. اعرف السر
  • لماذا يبدو مخطط ترامب لتهجير غزة غير قابل للتحقيق؟
  • السومة يواصل كتابة التاريخ ويعزز رقمه القياسي في الدوري .. فيديو
  • 4 شروط لاستخدام الآلة الحاسبة في الاختبارات للـ 3 متوسط و ثانوي
  • سلسلة روايات كانت ممنوعة: أدب السجون – رواية “بيت خالتي” للكاتب أحمد خيري العمري
  • بشاعة النظام القمعي في رواية (وباء السلطان) لحسام الدين خضور