لجريدة عمان:
2025-03-10@10:29:53 GMT

هيمنة الصهيونية على الغرب والرأي العام العالمي

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

ثمة تداعيات ودروس كبيرة تتضح من خلال العدوان الصهيوني الظالم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بشكل خاص وعموم فلسطين المحتلة، وهذا عادة ما يحدث في الحروب والصراعات من مواقف سياسية متباينة، حيث إن يوم السابع من أكتوبر كان هجوما مسلحا بامتياز من قبل المقاومة الفلسطينية، وخاصة من حركة حماس وأيضا الجهاد الإسلامي وبقية الفصائل الأخرى ضد الأهداف العسكرية في غلاف غزة.

ومن هنا فإن المواجهة العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي هي التي ينبغي أن تكون عنوان المرحلة، لكن الكيان الصهيوني تجرّد من كل مظاهر الإنسانية والقيم الحضارية وصب جام غضبه على المدنيين خاصة الأطفال والنساء وكبار السن والذين يشكلون أكثر من ثلثي الشهداء الذين نالهم القصف الجوي البربري. ومن هنا انتفضت شعوب العالم الحر شرقا وغربا ومن كل كبرى العواصم الغربية في واشنطن ولندن وبرلين وباريس ومدريد علاوة على الدول العربية والإسلامية. ولذا فإن المشهد السياسي يعبّر عن بربرية نفذها الكيان الصهيوني مع انحياز القيادات الغربية بتلك المواقف المخزية والتي لا تعبّر عن مواقف شعوبها والتي خرجت في مظاهرات شعبية عارمة والجواب أنها هيمنة الصهيونية العالمية وسيطرتها على مفاصل الدول الغربية منذ قرون علاوة على دور الماسونية العالمية وتأثيرها على مواقف الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية حيث توالت الزيارات من الرئيس الأمريكي بايدن ووزير الخارجية ووزير الدفاع بهدف نجدت الكيان الصهيوني، الذي انهار معنويا ونفسيا من هول الصدمة الكارثية يوم السابع من أكتوبر، والذي وصفه قادة الكيان الصهيوني بأنه اليوم الأسود.

النفاق الغربي جاء على مستوى القيادات حيث زار الكيان الإسرائيلي قادة ألمانيا وبريطانيا كما جاءت تصريحاتهم منسجمة مع العقلية الصهيونية العالمية وسيطرتها على مفاصل الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، فكانت تلك المواقف السياسية الظالمة للقيادات الغربية بمثابة الضوء الأخضر للكيان الصهيوني للقيام بجريمته الشنعاء ضد المدنيين في قطاع غزة، حيث ارتكب الكيان الإسرائيلي أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية في العصر الحديث، إذ تؤدي الصهيونية العالمية والماسونية الدور الأكبر في السيطرة على توجهات تلك القيادات، حيث إن الرئيس الأمريكي بايدن وغيره من الرؤساء في الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ قيام الكيان الإسرائيلي في الخامس عشر من مايو ١٩٤٨ ملتزمون بأمن إسرائيل ودعمها عسكريا واقتصاديا واستخباراتيا؛ لأن زرع الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي لم يأت عبثا بل هو تخطيط تاريخي للصهيونية العالمية ومعها الماسونية، اللتين تسيطران على المكون الثقافي والاقتصادي والاستخباراتي والعسكري في الغرب بعد سقوط الكنيسة، وبعد انتهاء حروب وصراعات القرون الوسطى وانتهاء بالحربين العالميتين الأولى والثانية وإزاحة النازية وظهور الدول القومية في الغرب ذات الاتجاه اليميني المتطرف.

وعلى ضوء ذلك، فإن المشهد السياسي في فلسطين المحتلة ومنذ سبعة عقود يمثل نهج الصهيونية العالمية والماسونية في السيطرة والنفوذ ورسم خريطة المصالح في العالم وإيجاد كيان عنصري بغيض وهو الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي.

إن المشهد السياسي الحالي في فلسطين المحتلة هو صورة أكثر واقعية للتخطيط الصهيوني في صورته المصغرة لعالم عربي ضعيف الإرادة والتبعية للغرب وهذا ما يمكن مشاهدته الآن في حالة قطاع غزة حيث تعجز قيادات ٢٢ دولة عربية بكل إمكاناتها العسكرية والبشرية والاقتصادية عن إدخال الماء والكهرباء والغذاء إلى أكثر من مليوني إنسان في غزة يتعرضون للإبادة اليومية من القصف الجوي البربري من الكيان الصهيوني، حتى أن معبر رفح على الحدود المصرية مع قطاع غزة قصف من الطيران الإسرائيلي أكثر من أربع مرات.

ومن هنا فإن المشهد السياسي العربي الضعيف يعبر عن إرادة مسلوبة ولم يبق للنظام العربي سوى المناشدة والاتصالات والمؤتمرات التي لا تغني ولا تسمن كما يقال، ومنها مؤتمر القاهرة للسلام الذي انتهى دون صدور بيان ختامي بعد الخلافات بين عدد من الدول العربية والأوروبية حول ضرورة إدانة المقاومة الفلسطينية وأهمية وجود فقرة في البيان تعطي الحق للكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه.

الحقيقة تقول إن الصهيونية العالمية وسيطرتها على القرار الغربي هو أمر معروف على مستوى الدراسات، حيث تغلغل القيادات الصهيونية في البرلمانات في الغرب والسيطرة على البنوك الدولية خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، ولعل منظمة كالايباك لها سطوة كبيرة داخل واشنطن، فكشف الصراع العسكري في فلسطين المحتلة عددا من الظواهر الكامنة، ويبدو الآن أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت جزءا أصيلا من الحرب على الشعب الفلسطيني والمقاومة من خلال حشدها العسكري ولم يأت ذلك مصادفة ولكن الذي عجّل بتلك المواقف هو الهزيمة التاريخية الذي تلقاها جيش الاحتلال الإسرائيلي على يد المقاومة الفلسطينية التي أعطت درسا بليغا في الإيمان والتضحية، وبأنه يمكن للعرب أن يفرضوا إرادتهم ويحافظوا على قضاياهم القومية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

إن المرء يشعر بالشفقة على القيادات العربية، وهي تهرول هنا وهناك لطلب المعونة والاستجداء من الغرب لوقف التصعيد العسكري ضد الشعب الفلسطيني، فالقرار الغربي مرهون بأفكار وعقليات تدير المشهد السياسي في الغرب ولا تكترث بسقوط الأبرياء في غزة، لذلك فإن الصهيونية العالمية وسيطرتها على مفاصل الدول الغربية هي حقيقة وكتب عنها الكثير، ومع ذلك تسطر المقاومة الفلسطينية ومعها أحرار العالم ملحمة ضد المحتل الإسرائيلي الذي فقد الأمن والاستقرار، حيث هاجر عشرات الآلاف من المدن الإسرائيلية، وهناك قناعة لدى السكان في إسرائيل بأن الأمن لم يعد ممكنا بعد السابع من أكتوبر، وهذا إحدى النتائج الأساسية لمعركة غزة، وفي ضوء ذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ترى في ما حدث خطرا وجوديا على الكيان الصهيوني، لذا على المخطط الذي رُسم في أول مؤتمر يهودي في بازل قبل قرنين الذي ظهر فيه وعد بلفور البريطاني المشؤوم الذي أدى إلى نكبة الشعب الفلسطيني عام ١٩٤٨، وتتواصل حتى الآن.. فهل تعي القيادات العربية تلك المخططات أو لم يعد لها قدرة على مواجهة الواقع كما يلاحظ من مواقفها الضعيفة في وقت يصرخ الشعب الفلسطيني من أجل نجدته من مجرم التاريخ الحديث نتانياهو وعصابته في الكيان الصهيوني، والدعم اللامحدود من الصهيونية العالمية وأذرعها المتنفذة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة المقاومة الفلسطینیة الکیان الإسرائیلی الکیان الصهیونی الشعب الفلسطینی فلسطین المحتلة الدول الغربیة الصهیونی فی فی الغرب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الثورة الفلسطينية الكبرى.. يوم قام القسام ضد الإنجليز والمنظمات الصهيونية

ثورة بدأت عام 1936م وامتدت حتى 1939م. اندلعت في منتصف أبريل/نيسان بعدما هاجم أتباع الشيخ عز الدين القسّام قافلة شاحنات بين مدينتي نابلس وطولكرم، وقتلوا سائقين يهوديين، فردت منظمة الإرغون الصهيونية في اليوم التالي بقتل عاملَين فلسطينيين قرب قرية بيتح تكفا.

وتلت ذلك اضطرابات دامية في تل أبيب ويافا فانطلقت بذلك "الثورة الفلسطينية الكبرى"، التي استمرت 3 أعوام، وتعاضد فيها الأعيان والنخب مع الفلاحين والبسطاء من أهل الريف.

الظروف التاريخية للثورة الفلسطينية الكبرى

مهدت عدة أحداث وتطورات الطريق لهذه الثورة، فقد كانت فترة الثلاثينيات من القرن الـ20 في فلسطين -كما في غيرها من البلدان- فترة اضطراب اقتصادي شديد، وفيها أصاب الفلسطينيين في الريف ضرر كبير نتيجة عمليات نزع ملكيتهم وتراكم الديون عليهم، جرّاء سياسات سلطات الانتداب البريطاني المشجعة لجهود المنظمات الصهيونية لشراء الأراضي بالإكراه.

وملأت الهجرة من الريف إلى الحضر حيفا ويافا بالفلسطينيين الفقراء الباحثين عن عمل، فبرزت أشكال جديدة من التنظيمات السياسية التي ركّزت على الشباب والفئات الاجتماعية الشعبية بدل الأشكال القديمة القائمة على النخب، كما أدى تزايد العداء لليهود في أوروبا إلى زيادة هجرتهم إلى فلسطين.

ونتجت عن تلك التطورات والأحداث اضطرابات دورية، ابتداء بثورة البراق سنة 1929، ثم اندلاع المظاهرات في العديد من مدن فلسطين ضد الانتداب البريطاني عام 1933.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1935، تم اكتشاف كمية من الأسلحة شُحنت لحساب منظمة الهاغاناه في ميناء يافا، مما أجّج المخاوف الفلسطينية، خاصة وأن الهجرة اليهودية بلغت ذروتها، ففي الفترة من 1933 إلى 1936 وصل أكثر من 164 ألف مهاجر يهودي إلى فلسطين، وبين 1931 و1936 زاد عدد السكان اليهود أكثر من الضعف من 175 ألفا إلى 370 ألفا، وانتقلت نسبتهم من 17% إلى 27% من مجموع السكان.

إعلان

وفي عام 1930، أسس الشيخ عز الدين القسام منظمة "الكف الأسود"، المناهضة للصهيونية وللسياسات الاستعمارية البريطانية، وجنّد الفلاحين والعمال وأقام لهم دورات تدريبية عسكرية.

وبحلول عام 1935 كان قد جند المئات، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه اشتبك اثنان من رجاله بالأسلحة النارية مع دورية للشرطة البريطانية وقتلوا شرطيا.

وفي أعقاب هذه الحادثة طاردت الشرطة القسّام، وحاصرته في كهف بالقرب من قرية يعبد ومعه 10 من أنصاره، فرفض الاستسلام، وبعد قتال من الصباح حتى العصر استشهد الشيخ برصاصة في جبينه، واستشهد معه 3 من رفاقه، وأصيب اثنان منهم وأسر الباقون.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1935، خرج الآلاف في جنازة كبيرة لتشييع عز الدين القسام ورفاقه الثلاثة، وأطلقت الدعوات لمتابعة نهجهم والسير على منوالهم، وبقيت تتوالى حتى اندلعت الثورة الفلسطينية الكبرى في أبريل/نيسان 1936.

ويعد عبد القادر الحسيني أول من بدأ قيادة الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936 بحشده رجال المقاومة في كل الأراضي لمواجهة الاحتلال، وقد استشهد في الثامن من أبريل/نيسان 1948 وهو يخوض معركة تحرير قرية القسطل الإستراتيجية المشرفة على طريق القدس يافا.

مراحل الثورة الفلسطينية الكبرى

مرت الثورة الفلسطينية الكبرى بـ3 مراحل:

المرحلة الأولى

بدأت من ربيع عام 1936 وحتى يوليو/تموز 1937، وهي مرحلة اشتعال الثورة بعد تأجج التوترات في فلسطين وتراكمها منذ خريف 1935.

ففي منتصف أبريل/نيسان 1936، هاجم أتباع القسّام قافلة من الشاحنات بين نابلس وطولكرم وقتلوا سائقين يهوديين، فردت منظمة الإرغون في اليوم التالي بقتل عاملَين فلسطينيين بالقرب من بيتح تكفا، ثم تلت ذلك اضطرابات دامية في تل أبيب ويافا.

وفي 19 أبريل/نيسان، شُكّلت في نابلس لجنة وطنية اتُّفق فيها على إعلان الإضراب، كما شُكلت لجان وطنية في مدن أخرى دعت بدورها إلى الإضراب.

إعلان

وفي 25 أبريل/نيسان، تم تشكيل اللجنة العربية العليا من رؤساء الأحزاب الخمسة، و5 آخرين من رجالات البلاد. وكان أعضاء اللجنة هم: الحاج أمين الحسيني وراغب النشاشيبي وأحمد حلمي عبد الباقي والدكتور حسن الخالدي ويعقوب فراج وعوني عبد الهادي وعبد اللطيف صلاح وألفرد روك وجمال الحسيني ويعقوب الغصين، وانتخب أمين الحسيني رئيسا لتنسيق ودعم إضراب وطني عام انطلق في الثامن من مايو/أيار وشلّ النشاط التجاري والاقتصادي في فلسطين 6 أشهر.

وفي تلك الأثناء كان الفلسطينيون في أنحاء الريف كافة يشكّلون مجموعات مسلحة لمهاجمة أهداف للسلطات البريطانية والحركات الصهيونية المسلحة، وكان عملهم في البداية عفويا ومتقطّعا، ثم انتظم بعد ذلك بشكل متزايد، وانضم إليه متطوعون عرب من خارج فلسطين، وإن بأعداد قليلة.

واستخدم البريطانيون أساليب وتكتيكات مختلفة لوقف الإضرابات وقمع العصيان المسلّح في المناطق الريفية، وزادوا أعداد رجال الشرطة البريطانيين واليهود، وتعرّضت المنازل للتفتيش والمداهمات الليلية، وأهلها للضرب والسجن والتعذيب والترحيل.

ووصل القمع البريطاني إلى حد هدم أحياء واسعة في مدينة يافا القديمة، وتزامنت تلك العمليات العسكرية والتدابير القمعية مع إرسال الحكومة البريطانية لجنة برئاسة اللورد بيل للتحقيق في الأسباب الجذرية للتمرد.

وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول 1936، وتحت وطأة ضغوط السياسات القمعية البريطانية، وضغوط بعض الملوك والأمراء العرب من خلال وعود وتطمينات، وكذا العواقب الاقتصادية للإضراب على السكان الفلسطينيين، أوقفت اللجنة العربية العليا الإضراب ووافقت على التعاون مع لجنة بيل.

بدأت لجنة بيل عملها، وانخفضت التوترات مؤقتا، وبعد إعلان نتائج تحقيقها، الذي صدر في يوليو/تموز 1937، أوصت اللجنة بتقسيم فلسطين إلى دولتين، واحدة لليهود وأخرى للعرب، فثار الشعب الفلسطيني مجددا وأطلق تمردا مسلّحا أكثر شدة من سابقه، وبدأت المرحلة الثانية من الثورة الفلسطينية.

إعلان

المرحلة الثانية

وامتدت من يوليو/تموز 1937 إلى خريف 1938، وحققت فيها الثورة مكاسب كبيرة، إذ سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي الجبلية، بما في ذلك البلدة القديمة في القدس لفترة من الزمن، فأحلوا فيها مؤسسات وطنية محل تلك التي كانت تابعة للانتداب البريطاني، مثل المحاكم وخدمة البريد وغيرها.

وكان حادث اغتيال لويس يلاند أندروز -حاكم لواء الجليل- على يد جماعة القسام يوم 26 سبتمبر/أيلول 1937 المؤشر البارز على بدء المرحلة الثانية من الثورة الفلسطينية.

وقد اعتبر مقتل أندروز صدمة كبيرة للسلطات البريطانية، إذ كان أول اغتيال لشخصية مدنية كبيرة، واعتبر إعلانا صريحا للثورة ضد الحكم البريطاني.

فما كان من البريطانيين إلا أن اتخذوا تدابير أشد قسوة في محاولة لسحق الثورة، فأعلنت سلطة الانتداب عدم شرعية اللجنة العربية العليا والأحزاب السياسية الفلسطينية كافة، وألقت القبض على القادة السياسيين والأهليين، ونفت عددا من الشخصيات العامة رفيعة المستوى.

كما لجأت إلى تصعيد الوسائل العسكرية لمكافحة التمرد، فنشرت الدبابات والطائرات والمدفعية الثقيلة في جميع أنحاء فلسطين، وطبّقت العقاب الجماعي في حق الفلسطينيين، فزجّت بآلاف منهم في "معسكرات الاعتقال"، كما دمرت أحياء سكنية وأغلقت مدارس وغرمت قرى بشكل جماعي وأجبرتها على إيواء الشرطة والقوات البريطانية.

وأمام هول ما كان يحدث للشعب الفلسطيني، استفادت المنظمات العسكرية الصهيونية من الوضع لبناء قدراتها بدعم بريطاني، وبحلول أوائل سنة 1939 حصل 14 ألف رجل من "شرطة المستعمرات اليهودية" على الدعم والزي الرسمي والسلاح من الحكومة البريطانية.

وكانت منظمة الهاغاناه تعمل خلف تلك الواجهة، إضافة إلى ما يسمّى الوحدات الليلية الخاصة المشكَّلة من يهود وبريطانيين، وكانت تنفذ "عمليات خاصة" ضد القرى الفلسطينية.

إعلان

المرحلة الثالثة

واستمرت تقريبا من خريف 1938 حتى صيف 1939، إذ كان البريطانيون قد عينوا في يناير/كانون الثاني 1938 لجنة تحقيق أخرى بقيادة السير جون وودهيد لدراسة الجوانب الفنية لتنفيذ التقسيم.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 1938، خلص تقرير لجنة وودهيد إلى أن التقسيم ليس عمليا، مما جعل البريطانيين يتراجعون بعض الشيء عن توصية بيل، إلا أنهم أطلقوا في الوقت ذاته هجوما شاملا على الفلسطينيين، فشهد عام 1939 قتل المزيد منهم وإعدام المزيد شنقا واعتقال ما يقارب ضعفي عدد معتقلي سنة 1938.

وقد فرضت هذه الأوضاع ضغوطا هائلة على الثوار الفلسطينيين، مما أدى إلى تفاقم الخلافات بين قادة اللجنة العربية العليا من السياسيين المنفيين إلى دمشق وبين القيادة المحلية، ومن جهة ثانية بين مجموعات الثوار وسكان القرى الذين كان من المتوقع أن يدعموهم.

ووقع الخلاف بشكل أساسي بين الفلسطينيين المستعدين للتوصل إلى تسوية مع البريطانيين وأولئك الملتزمين بالثورة، وتم تشكيل ما سمّي "فرق السلام" الفلسطينية بدعم بريطاني لمحاربة أنصار الثورة.

وفي مايو/أيار 1939 نشرت الحكومة البريطانية الكتاب الأبيض الجديد الذي نص على "الوفاء بالتزامات بريطانيا تجاه فكرة الوطن القومي لليهود، واستمرار السماح بهجرة 75 ألف يهودي جديد إلى فلسطين في الأعوام الخمسة التالية، واستحواذ اليهود على الأراضي فيها (وهما بندان يتعارضان مع التزامات بريطانيا تجاه الفلسطينيين).

كما نص الكتاب الأبيض على أنه "بعد انقضاء السنوات الخمس تصبح الهجرة اليهودية خاضعة للموافقة العربية ويسمح بنقل ملكية الأراضي في مناطق معينة فقط، فيما تكون العملية مقيدة ومحظورة في مناطق أخرى، وذلك لمنع حرمان الفلسطينيين من الأراضي، ويتم إنشاء دولة موحدة مستقلة بعد 10 سنوات، مشروطة بعلاقات فلسطينية يهودية مواتية".

إعلان

وفي أواخر صيف 1939، أوصلت الجهود البريطانية العسكرية والدبلوماسية المشتركة، الثورة إلى نهايتها، وفي السنوات الثلاث للثورة قُتل حوالي 5 آلاف فلسطيني وجُرح ما يقارب 15 ألفا، إضافة إلى نفي القيادات الفلسطينية واغتيالها وسجنها وتأليب بعضها ضد بعض.

أما خسائر الإنجليز، فكانت مقتل 16 رجل شرطة و22 جنديا وجرح 10 رجال شرطة و148 عسكريا ومقتل 80 يهوديا وجرح 308 آخرين.

أبرز معارك الثورة الفلسطينية الكبرى معركة نور شمس: وقعت يوم 23 مايو/أيار 1936. معركة عنبتا: وقعت يوم 21 يونيو/حزيران 1936. معركة وادي عزون: وقعت يوم 28 يونيو/حزيران 1936. معركة الفندقومية: وقعت يوم 30 يونيو/حزيران 1936. معركة باب الواد: وقعت يوم 29 يوليو/تموز 1936. معركة رأس عامر: وقعت في الثالث من أغسطس/آب 1936. معركة صفد: وقعت في التاسع من أغسطس/آب 1936. معركة بلعا الأولى: وقعت في العاشر من أغسطس/آب 1936. معركة عصيرة الشمالية: وقعت يوم 17 أغسطس/آب 1936. معركة وادي عرعرة: وقعت يوم 20 أغسطس/آب 1936. معركة عين دور: وقعت يوم 29 أغسطس/آب 1936. معركة بلعا الثانية: وقعت في الثالث من سبتمبر/أيلول 1936. معركة الجاعونة: وقعت في التاسع من سبتمبر/أيلول 1936. معركة ترشيحا: وقعت في التاسع سبتمبر/أيلول 1936. معركة حلحول: وقعت يوم 24 سبتمبر/أيلول 1936. معركة جبع: وقعت يوم 24 سبتمبر/أيلول 1936. معركة بيت مرين: وقعت يوم 29 سبتمبر/أيلول 1936. معركة الخضر: وقعت في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1936. معركة كفر صور: وقعت في التاسع من سبتمبر/أيلول 1936.

مقالات مشابهة

  • عبدالله نعمة: انعدام الأمن في سوريا يصب في مصلحة الكيان الصهيوني
  • الندوة العالمية تدشن برنامج إفطار الصائم في عدد من الدول
  • الثورة الفلسطينية الكبرى.. يوم قام القسام ضد الإنجليز والمنظمات الصهيونية
  • مقررة أممية: سلوك إسرائيل بالضفة الغربية مخزٍ والموقف العربي صادم
  • حماس تدعو الدول والشعوب لرتفع مستوى إسنادها للمستوى الذي يمثله اليمن
  • محافظ الغربية يهنئ سيدات المحافظة في يوم المرأة العالمي
  • وول ستريت جورنال: ترامب يقلب النظام العالمي الذي بنته أميركا رأسا على عقب
  • محافظ الغربية يهنئ السيدات في اليوم العالمي للمرأة
  • حقبة الاستثمار العالمي بتوقيت الخليج
  • الأمم المتحدة تحذر من الآثار الوخيمة لعمليات الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية