المصريون أبناء "النكتة".. "رقص وغناء سياسي" بإيحاءات مثيرة وساخرة لمقاومة الاستعمار
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
ـ سيد درويش ونعيمة المصرية بعد منع ذكر اسم سعد باشا:" يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح" ـ أستاذ آداب بجامعة القاهرة: الغجر والغوازي حافظوا على الرقص الشعبي من الضياعـ أبو الليل: المصريين القدماء أول من ابتكروا الرقص والغناء الشعبي وجدريات المعابد تحكي تاريخ المهرجانات الكبرى
يزخر التراث الشعبي المصري بعمق وتنوع وثراء أنواع مختلفة من الفُكاهة والفنون الساخرة، ومنها: الغناء والموسيقى والرقص الشعبي والحكائيين والرواى، والذي عادة ما يُعبر عن لسان حال الشعب وآماله وطموحه، وبدى في أول الأمر أنه نوع من الترفيهة عن الناس، ومع توالي الأحقاب السياسية على مصر تشكلت فرق من المهرجين "البهلونات" تنتقد الحكام وسياساتهم وجنودهم ، وتكويهم بألسنة حادة وألفاظ ساخرة تارة وخادشة للرجولتهم تارة أخرى، وهم يرون أساطير شعبية وحكايات.
ومنذ عصر الدولة المصرية القديمة والفن الشعبي يجد طريقة للتعبير عن حال الشعب في المناسبات والأعياد والاحتفالات، وتجد طقوسه محفورة على جدران المعابد الأثرية ووسط احتفالات الكهنة ، وتطورت الفنون الشعبية شيئًا فشيئًا وأخذت مسلكًا دفاعيًا ساخرًا لمقاومة الاحتلال وفساد الحكام والتهكم على الأوضاع والسخرية من واقع المعيشة الاقتصادية والسياسية، منذ عصر المماليك ومحمد علي باشا، مرورًا بالحملة الفرنسية والاحتلال الانجليزي لمصر.
انتقاد لاذع وأهازيج ساخرة قد تكون فاحشة وفاضحة ومخلة أحيانًا، انتقامًا ساخرًا على لسان حال الشعب يردده المهرج أو القاص في تجمعات أو مناسبات أو سيرًا على الأقدام في الشوارع.
راقصو فرقة علي كاكا في سوق العرب بالزقازيق سنة 1896ميلاديًا
اشتغل كثيرون من مهرجي الموالد بمناحي مصر، خلال القرن التاسع عشر ، في مهنة "الراقص المهرج" ، وذكر كتاب أحمد أمين الشهير "قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية"، مواصفات راقصو فرقة علي كاكا في سوق العرب بالزقازيق، سنة 1896ميلاديًا ، وهي شخصيات هذلية تؤدي رقصات خليعة بهدف الكسب ، وأخذت مسلكًا ساخرًا لإبراز "ولوع المصريين بعلاقاتهم الجنسية".
أزياء على كاكا
وجاء في وصف هيئة "على كاكا" في كتاب "قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية"، أنه كان يرتدي على وسطه حزاما ضخما مزركشا تتدلى من وسطه قطعة من الجلد المحشو تشبه العضو الذكري، وينتعل حذاءً ضخمًا مشهورًا لدى المهرجين، ويسير وهو يهز وسطه فيترجرج عضوه مثيرا ضحكات المارة الذين يجاوزون خجلهم وإدانتهم لهذا الفحش بالتورط في مناكفة علي كاكا.
حلوى المولد
وعبر المصريين عن حبهم لتلك الشخصيات الهذلية، فصنعوا أشكالا من حلوى المولد والدمى الفخار والقماش، لأطفالهم تُباع في الموالد وعلى أبواب المقامات قديمًا.
وزعم الكاتب ياسر بكر، في إحدى مؤلفاته مقتبسًا من تاريخ الجبرتي، أن شخصية علي كاكا تشكلت إثر هزيمة أهل القاهرة أمام جيش نابليون، وبعدما رجمهم بمدافعه من حواف القلعة، ونشر جنوده الذين روعوهم في الشوارع، غيمت على القاهرة سحب الكآبة والشعور بالخزي، فخرج المهرجون مسلحين بما يملكونه، أي ألسنتهم الحادة، ورشقوا الجنود الفرنسيين بالنكات والسخرية البذيئة، التي تطعن في عقولهم ورجولتهم، وخرج من هذا المناخ الساخر شخصية "علي كاكا".
أبو رجل مسلوخة
وجعل الدكتور مصطفى جاد، أستاذ ورئيس قسم تقنيات حفظ الفولكلور بالمعهد العالى للفنون الشعبية، في بحثه الرئيسي، "علي كاكا" أحد توابع شخصية أبو رجل مسلوخة الخارقة للطبيعة وضم معه شخصية أبو زبعبع، وعرض في مقارنته شخصيات للمهرجين مشهورة في التراث الأوروبي، ومن كانوا في مصر في ذلك الوقت.
جيمس جان جونز الرحالة البريطاني
وزار جيمس جان جونز الرحالة البريطاني، مصر في عهد محمد علي وهو يصف المهرجين في موكب المحمل خلال تطوافه في البلاد قبل أن يخترق طريقه من العاصمة إلى برزخ السويس ومنه صوب بلاد الحجاز، قائلًا: "كان المهرجون الهزليون ينتقلون بين الأولياء وهم يلونون سيماء وجوههم بأشكال غريبة، ويتفوهون بسخافات مقصودة من أجل الترفيه عن عامة الناس، وقد حملت بعض هذه الشخصيات المسرحية ذات الأردية المتعددة الألوان على أكتاف رجال، وركب الآخرون جمالا، في حين جعل الأقل تميزا منهم من أرجلهم فرجارا لهم، وكانت ملابسهم الغريبة ومظهرهم الطريف تفوق الوصف، لكن المهرج الأساسي يرتدي معطفا ذا غطاء للرأس من جلد الغنم، وقد ارتداه بصوفة عليه، وله شارب عظيم حجمه، طوله ست أو سبع بوصات على الأقل، مصبوغ بألوان متنوعة، ويبرز من كل جانب مثل أعواد الكرات.
ويقول الرحالة جونز عن حضور علي كاكا وتحلق الناس من حول المهرج القائم بشخصيته: "لا يداني المشهد الذي يثير الخجل كل ما يمكن لخيال أكثر الناس انحطاطا وتلوثا تصوره"
ما يدينه الرحالة البريطاني وأحمد أمين في المهرج علي كاكا هو سلوكه الفاحش ومظهره المبدي اما وجب ستره، وهو أمر نجد أصله في ما ذكر المقريزي في "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" من وصف لمدينة أخميم في القرن الرابع عشر الميلادي.
المقريزي
يشرح المقريزي تلك الأسطورة عن "شيطان قائم على رجل واحدة، وله يد واحدة، وقد رفعها إلى الهواء، وفي جبهته وحواليه كتابة، وله إحليل ظاهر ملتصق بالحائط، وكان يذكر أن من احتال، حتى ينقب على ذلك الإحليل حتى يخرجه، من غير أن ينكسر، ويعلقه على وسطه، فإنه لا يزال منغطا إلى أن ينزعه، ويجامع ما أحب، ولا يفتر ما دام معلقا عليه، وإن بعض من ولي إخميم اقتلعه، فوجد منه شيئا عجيبا من ذلك، وكانت الأنطاع تجلب من إخميم، وبها تعمل".
المسرح المصري الحديث
فقد غازلت شخصية المهرج كتاب المسرح المصري الحديث منذ بداياته وحتى في محاولات تمصير العديد من المسرحيات الأوروبية التي تظهر فيها شخصية المهرج كان يستعاض عنها بما وقر في الوجدان الشعبي عن علي كاكا وأمثاله من الشخصيات الهزلية والأسطورية، وثمة مسرحية تنسب إلى عزيز عيد باسم "علي كاكا" عرضها في مسرحه المثير للجدل المسمى بالكوميدي العربي.
علي لوز في المال والبنون
ويمثل علي كاكا النقيض الفاحش لشخصية علي لوز الطيبة التي نعرفها والتي ظهرت في مسلسل المال والبنون، وقاموا بأدائها النجم الرحال وحيد سيف، والتي تعود إلى العهد الفاطمي، والغريب أن يندثر تراث علي كاكا ويبقي فينا ذكر علي لوز في الغناء والمسرح.
ويطالب مؤرخين مصريين منذ عقود بتدشين متحفا تاريخيًا لجمع فن التصوير الفوتغرافي، ومن المثير أن تجد صورًا من تاريخ مصر وصورًا لمهرجي الأعياد والمناسبات في قرى مصر داخل المتحف الوطني للفوتوغرافيا أو متحف التاريخ في ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
الرقص الشعبي في مصر الفرعونية
يقول الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبي ـ كلية الآداب ـ جامعة القاهرة، إن الرقص الشعبي، مرتبط بالشعب المصري منذ الدولة الفرعونية وتجده على معابد الكهنة ، وله طقوس مرسومة على المعابد.
الرقص الشعبي والموالد
ويحكي أستاذ الأدب الشعبي، أن الرقص الشعبي أخذ أبعاد أخرى بعد ارتباطه بالموالد وكُتب المستشرقين والرحالة دونت الشخصية الهزلية للمهرج والراقص الشعبي والغزية، ومنهم : علماء الحملة الفرنسية الذين رصدوا في موسوعة "وصف مصر" الحكائيين والرواة والسيّر الشعبية وسيّر المقاهي وفرق الرقص التي كانت تجوب القرى المصرية .
الرقص السياسي
ويشير إلى أن فرق الغجر حافظوا على الرقص الشعبي من الضياع ، وظهر معهم مصطلح "الغزية" وجزء منه مرتبط بالسياسة لأنه جاء من "الغزاة والغزو" ، وكان هناك رقصات توظف بشكل سياسي لمحاربة فساد الحكام والتلسين على القوى الحاكمة والمحتلة معًا.
رقصة " الاستربتيز"
ويضيف "أبو الليل" أن فرق الغجر والموالد والمتصوفة، كان منهم رقص ذات طابع ديني، مثل "الذكر" أو رقصة رئيسية حول آي مقام من المقامات أو مولد مثل: مولد أبو الحجاج الأقصري ومولد السيد البدوي ومولد الجناوي ومولد إبراهيم الدسوقي، إضافة إلى فقرة الغزية، واحيانا يكون هناك رقصات خليعة، وتكون مصدر للكسب ، واشهرها على الإطلاق رقصة "الاستربتيز" ويتم الاعتماد عليها بشكل أساسي لكسب المال.
الغجر والغوازي
ويؤكد أن الغجر والغوازي إلى الآن هم من يؤدون الرقصات الشعبية في الموالد ، إضافة إلى استخدامه مصدرًا للبهجة والسعادة ، ويتابع أن آي مولد له بُعد ديني وروحاني يضم الذكر والاستماع الى الابتهالات والأناشيد والتواشيح ، وبُعد ترفيهي يضم الألعاب والغناء والرقصات والمراجيح.
رقصات وأغاني هذلية ساخرة لمهاجمة جنود نابليون
وبسؤاله عن البُعد السياسي للرقص الشعبي واستخدامه لمقاومة الاحتلال منذ عهد محمد علي مرورًا حملة نابليون بونابرات والانجليز، ومنها فرق استخدمت رقصات وأغانيات هذلية ساخرة، يقول: المصري استخدم كل سُبل التحايل لمواجهة الاحتلال، ويضيف أثناء غزو نابليون لمصر استخدم الشعب أغاني ورقصات ساخرة ومصممه خصيصًا لمواجهة جنوده في القاهرة.
ثورة 1919
ويكشف ”أبو الليل" أنه أثناء ثورة 1919 ، منعت سلطات الاحتلال الانجليزي، آبان ذلك، ذكر اسم الزعيم الراحل سعد باشا زغلول تمامًا في آي شيء ومن يذكر اسمه يحاكم ويسجن، فلجأ فناني مصر وعلى رأسهم سيد درويش، والمغنية نعيمة المصرية، وألف بديع خيري أغنيته الشهيرة لمقاومة الاحتلال ودعمًا لـ سعد باشا، والتي يقول مطلعها " يا بلح زغلول يا حليوة يا بلح.. يا بلح زغلول يا زرع بلدي.. عليك يا وعدي يا بخت سعدي"، وكان كل شطر في الأغنية يحمل اسم زغلول.
ثورة عرابي
ويواصل: أيام ثورة عرابي استخدم المصريون الأغاني في مناهضة ومهاجمة الاحتلال الانجليزي، ما يؤكد أن المصري استخدم شتى الطرق في التحايل لمواجهة الغزاة بسُبل كثيرة منها: الرقص والموسيقى واللحن والكلمة .
كُتب المستشرقين
ويؤكد أن كُتب المستشرقين رصدت حلقات الرقص الشعبي المصري تفصيلا ، إضافة إلى حلقات الذكر والعادات والمعتقدات في كتاب "عادات المصريين المحدثين وتقاليدهم" للرحالة البريطاني إدوارد وليام ، وموسوعة "وصف مصر" لعلماء الحملة الفرنسية.
العرب قبل الإسلام
ويوضح أن العرب قبل الإسلام كان لديهم أماكن مخصصة للرقص والترفية ، ومع قدوم الإسلام أخذت البُعد الديني تدريجيًا ، ما جعل الرقص فقرة أساسية في الموالد ، إلى جانب البُعد السياسي، ووسيلة الكسب .
مواسم الحصاد
ويروي "أبو الليل" أنه في مواسم الحصاد سواء قمح أو آي محصول زراعي ، يتردد الغجر على أصحاب الأراضي، يحملون الربابة و وينشد المواويل والابتهالات ويرقصون بصحبة آلة موسيقية بدائية ، لامتاع الفلاحين وكسب رزقهم من المحاصيل الزراعية.
فرق الغجر
ويؤكد أن بعض فرق الغجر وغيرهم يتجولون الآن في شوارع القاهرة حاملين الطبول والربابات قبل شهر رمضان وفي المناسبات والأعياد ويرقصون ويغنون مقابل ما يجود به الناس عليهم جزاء البهجة التي يدخولنها عليهم.
الدولة الفاطمية
وبسؤاله حول محاولة الدولة الفاطمية في نشر التشيع بين المصريينن الذين رفضوا هذا الأمر ووجهوه بالفكاهة والسخرية من طقوس الشيعة وانكار عاداتهم وتقاليدهم بطرق لاذعة وهذلية، يقول :" مصر طول عمرها دولة معتدلة ، والمصريون يتركون تأثيرهم في آي غازي أو معتدي ولا يحدث العكس أبدًا".
عادات وتقاليد ومعتقدات المصريين
ويتابع : بالمقارنة مع آي دولة أخرى تم احتلالها ستجد أن دول منهم "اتفرنست"، وتأثرت لغاتهم وعاداتهم، ولكن مع مصر الأمر مختلف فهي من تأثر فيهم وفي عاداتهم ، لدرجة لن تجد دولة من الدول كُتب عنها هذا الكم من الكُتب التي تتناول عادات وتقاليد ومعتقدات المصريين.
المستشرقين
ويسترسل: معظم المستشرقين من جاء لمصر للتأثير فيها لخدمة توجههم الاستعماري، ثم اعتزلوا حملات الاحتلال اللذين جاؤا فيها ، وحدثت لهم هواية الحياة في مصر بالقرى والصعيد والقاهرة، ومع مرور الوقت أعجابوا بمصر ولبوا نداء النداهة المصرية ليمارسوا عادات وحياة وطبيعة المصريين .
مصر مذهب معتدل
ويؤكد: مصر لن تشيع ومذهبها معتدل ، وحتى وقت خضوعها للدولة الفاطمية تلاقت مع الروح المصرية ، لأنها ميالة إلى البهجة والسعادة وهذه صفات المصريين يحبون البهجة والسعادة أيضًا ، ونتج عن ذلك كثرة المناسبات الاجتماعية والأفراح والعادات والتقاليد ، ومنها مرتبط بشهر رمضان وصيام يوم عشوراء والمولد النبوي الشريف.
المولد النبوي
ويضيف المصريون يحتفلون بالمولد النبوي ويصمون عشوراء ليس لاعتقادهم شيء في التشيع ولكن على أساس الاحتفاء بـ آل البيت والتعبير عن حبهم وإكرامهم ، ويؤكد أغلب الدول المجاورة لديهم هاجس التشيع ، لكن مصر لديها حماية طبيعية من عند ربنا تجاه آي فكر غريب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النكتة المصريون رقص ساخرة الغناء الشعبي أبو اللیل
إقرأ أيضاً:
أفريقيا بين أوراق الكتب أرض خصبة للإبداع.. تحظى باهتمام بالغ من الروائيين والباحثين.. والروايات تسرد مآسى أفريقيا مع العبودية والعنصرية.. ونهب ثروات القارة يلهم الأدباء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تُعد قارة أفريقيا واحدة من أغنى القارات تاريخًا وثقافةً، حيث شهدت أحداثًا وتحولات تاريخية كبيرة ألهمت العديد من الكتّاب حول العالم، وتناقلت هذه الكتب قصصًا عن النضال، الهوية، الاستعمار، الاستقلال، والتنوع الثقافي.
وتعد هذه الكتب مرآة لتاريخ قارة أفريقيا وحاضرها من خلال القصص والروايات والدراسات، تقدم هذه الأعمال صورة عميقة عن التحديات والآمال التي تواجهها القارة، وقراءة هذه الكتب ليست فقط فرصة لفهم أفريقيا بشكل أفضل، بل هي دعوة للتفكير في كيفية دعمها لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا.
في هذا التقرير، نستعرض أشهر الكتب والروايات التي تحدثت قارة أفريقيا، مع التركيز على محتواها وتأثيرها.
آلة النهب.. حينما تكون الثروة نقمةيعد كتاب "آلة النهب"، للكاتب توم بيرجيس من أبرز الأعمال التي تتناول ظاهرة الفساد واستغلال الموارد الطبيعية في أفريقيا.
يكشف الكتاب الستار عن شبكة واسعة من الفساد والنظم الاقتصادية الظالمة التي تستغل ثروات القارة السمراء لصالح نخبة صغيرة من السياسيين والشركات متعددة الجنسيات، تاركة الشعوب الأفريقية تعاني الفقر والتهميش.
يبدأ بيرجيس، الصحفي في صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، بتحليل العلاقة بين الموارد الطبيعية مثل النفط والمعادن الثمينة، وبين انتشار الصراعات والفساد في الدول الأفريقية.
يعرض كيف يتم تحويل هذه الموارد إلى لعنة بدلًا من أن تكون نعمة، حيث تتحول الثروة إلى سبب للصراعات المسلحة واستمرار أنظمة استبدادية.
يركز الكتاب على العلاقة بين القوى الدولية والمحلية، حيث تستغل الشركات الكبرى من الدول الغربية والصين ضعف الحكومات الأفريقية وغياب الشفافية، لعقد صفقات مشبوهة تتيح لها السيطرة على الموارد.
وفي الوقت نفسه، يستفيد المسئولون المحليون من هذه الصفقات لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصلحة شعوبهم.
وصف أفريقياكتاب وصف أفريقياكتاب "وصف أفريقيا" هو عمل شهير من تأليف الرحالة والعالم المغربي الحسن بن محمد الوزان، المعروف في أوروبا بـ"ليون الأفريقي".
وُلد الوزان في مدينة غرناطة عام ١٤٩٤، وانتقل إلى فاس بعد سقوط الأندلس واشتهر بتجاربه الواسعة ومعرفته العميقة بالثقافات والجغرافيا.
يُعد "وصف أفريقيا" من أبرز الأعمال الجغرافية والتاريخية في عصر النهضة الأوروبية، حيث كُتب بعد أن أسره القراصنة المسيحيون قرب تونس وتم إهداؤه إلى البابا ليون العاشر في روما وهناك، تحول إلى المسيحية مؤقتًا وأصبح يُعرف بليون الأفريقي، وبتوجيه البابا كتب هذا العمل باللغة الإيطالية.
يغطي الكتاب وصفًا دقيقًا للقارة الأفريقية في القرن السادس عشر، حيث يقدم معلومات شاملة عن الطبيعة الجغرافية، المدن، الأنظمة السياسية، العادات الاجتماعية، والاقتصاد. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء رئيسية: الأول يركز على شمال أفريقيا، الثاني على أفريقيا جنوب الصحراء، والثالث على مصر والنيل.
أثر الكتاب بشكل كبير في رسم صورة أفريقيا لدى الأوروبيين، إذ اعتُبر مرجعًا أساسيًا لفهم القارة لعدة قرون. رغم بعض التأثيرات الأوروبية على النص، يُعد الكتاب شهادة استثنائية على علم الجغرافيا والإثنوغرافيا في عصره.
العلاقات المصرية الإثيوبيةكتاب العلاقات المصرية الإثيوبية"كتاب "العلاقات المصرية الإثيوبية" للكاتب أنتوني سوريال يتناول العلاقات بين مصر وإثيوبيا عبر التاريخ، مع التركيز على الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أثرت على تفاعلات البلدين.
يناقش سوريال في كتابه تطور العلاقات بين مصر وإثيوبيا منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث، مشيرًا إلى الأوقات التي شهدت تنسيقًا بين البلدين وأوقات أخرى كانت مليئة بالتوترات.
ويتناول كتاب العلاقات المصرية الإثيوبية، تاريخ العلاقات بين البلدين خلال العصور القديمة والبعثات التعليمية التي كانت ترسلها القاهرة إلى أديس أبابا، وتأثرها بالحكم العثماني، والصراع على البحر الأحمر.
ويتطرق إلى علاقة الكنيسة المصرية بإثيوبيا، خلال هذه الحقبة التاريخية، ومحاولات محمد علي باشا إقامة علاقات ودية مع حكام الأقاليم الإثيوبية حيث كانت تتجاور إثيوبيا مع مصر عن طريق السودان التي كانت تحت السيادة المصرية مع التبعية للدولة العثمانية، إلى جانب الحديث عن انتصارات إبراهيم بن محمد علي على الوهابيين في شبه جزيرة العرب وتعيينه واليا على جدة في يوليو ١٨٢٠ ونظرة محمد علي باشا إلى البحر الأحمر وأهميته للأمن القومي المصري.
ويسرد الكتاب المباحثات الدولية بين مصر وبريطانيا حول إثيوبيا، ومحاولة الجيش المصري السيطرة على الاعتداءات الإثيوبية المستمرة على السودان.
أفريقيا منذ عام ١٨٠٠يعالج كتاب أفريقيا منذ عام ١٨٠٠ لمؤلفيه رونالد أوليفر وأنتونى أتمور، تاريخ القارة الأفريقية منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى مطلع الألفية الثالثة، ويدرس تاريخ القارة السمراء قبل الاستعمار.
ويهتم كتاب أفريقيا منذ عام ١٨٠٠ باستمرارية التاريخ الأفريقي والتغيرات التي حدثت طوال هذه الفترة وامتد للحديث عن عدد من الأزمات مثل أزمة دارفور السودان إلى جانب الأمراض والاوبئة التي اجتاحت القارة مثل الإيدز والملاريا، إلى جانب الصراعات والحروب من أجل السيطرة على موارد القارة.
رواية أشياء تتداعىتعتبر رواية أشياء تتداعي للروائي النيجيري تشينوا أتشيبي من أكثر الروايات تأثيرًا في الأدب الأفريقي الحديث، يتناول الرواية انهيار الثقافات الأفريقية التقليدية بسبب الاستعمار الأوروبي.
صدرت الرواية عام ١٩٥٨ وتحكي قصة أوكونكو، وهو قائد قوي في قريته الإيجبوية يُدعى "أوموفيا"، ويصوّر أتشيبي كيف تزعزعت حياة المجتمع التقليدي بسبب وصول المبشّرين المسيحيين والاحتلال البريطاني، ويعرض الصراع بين القيم التقليدية والأفكار الاستعمارية.
الرواية تسلط الضوء على الصراع بين التقاليد والحداثة، وقوة العادات التي تواجه تحديات من الأفكار والقيم الغربية.
يُبرز أتشيبي تعقيد الثقافة الإفريقية، التي كانت غالبًا تُصور بصورة نمطية في الأدب الغربي.
تميزت الرواية بلغة بسيطة لكن قوية، واستخدمت الكثير من الأمثال الشعبية لتعكس عمق الثقافة الإيجبوية تُعتبر بداية الأدب الأفريقي المكتوب باللغة الإنجليزية، وأصبحت من الكلاسيكيات التي تدرس على نطاق عالمي لتعريف القراء بتاريخ إفريقيا وتجاربها مع الاستعمار.
النيل حياة نهريروي هذا الكتاب قصة نهر النيل للكاتب توبي ويلكينسون، شريان الحياة لقارة أفريقيا، من منبعه إلى مصبه، ويستعرض تأثير النيل على الحضارات الأفريقية القديمة، خصوصًا الحضارة المصرية، ويقدم رؤى عن الحياة المعاصرة حول النهر.
ويعد عملًا مميزًا يستعرض تاريخ نهر النيل وأهميته الحضارية عبر العصور، ويقدم ويلكينسون، وهو عالم مصريات بارز، رؤية شاملة عن النهر الذي يعتبر شريان الحياة لمصر والسودان، حيث يتتبع عبر الكتاب النيل من منابعه في أفريقيا حتى مصبه في البحر المتوسط، مستعرضًا تأثيره في تشكيل الحضارات القديمة.
يبرز الكاتب دور النيل في تطوير الزراعة، التجارة، والثقافة، بالإضافة إلى مكانته الدينية والسياسية عبر الأزمنة، ويعرض قصصًا تاريخية غنية بالأحداث التي توضح كيف ساهم النهر في بناء واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ، حضارة الفراعنة، وكيف استمرت أهميته حتى يومنا هذا.
يتميز الكتاب بأسلوبه السلس والمعتمد على أبحاث دقيقة، مما يجعله قراءة ممتعة ومفيدة للمختصين والمهتمين بالتاريخ والجغرافيا.
القلب المظلم لأفريقيارواية "القلب المظلم لأفريقيا" (Heart of Darkness) للكاتب البريطاني البولندي جوزيف كونراد هي واحدة من أعظم الأعمال الأدبية التي تتناول موضوعات الاستعمار والإنسانية.
نُشرت الرواية لأول مرة عام ١٨٩٩، وتدور أحداثها حول رحلة الراوي، مارلو، في نهر الكونغو خلال الحقبة الاستعمارية البلجيكية في إفريقيا وتسلط الضوء على استغلال الأوروبيين للقارة السمراء، يركز الكاتب على قسوة الاستعمار والآثار النفسية والجسدية التي خلفها على الأفارقة والسكان المحليين.
من خلال مغامرة مارلو للبحث عن السيد كورتز، تاجر العاج الذي فقد أثره في الأدغال الأفريقية، تكشف الرواية عن فساد الاستعمار وطبيعة الإنسان الغامضة. كورتز، الذي كان في البداية رمزًا للحضارة والتقدم، يتحول إلى شخصية غارقة في الوحشية والطغيان.
الرواية تسلط الضوء على التوتر بين "الحضارة" و"الهمجية"، وتستخدم السرد الرمزي لإبراز قضايا مثل الجشع، السلطة، والاضطرابات الأخلاقية التي يسببها الاستعمار. أسلوب كونراد الأدبي المعقد وصوره المظلمة جعلها من الأعمال الخالدة التي تُدرس في الأدب العالمي.
ثوار أفريقيا: حركات التحرر الوطني في القارة السمراءكتاب "ثوار أفريقيا: حركات التحرر الوطني في القارة السمراء" للكاتب شوقي الجمل يُعدّ مرجعًا مهمًا في دراسة تاريخ النضال الأفريقي ضد الاستعمار.
يسلّط الكتاب الضوء على أبرز حركات التحرر الوطني التي اندلعت في القارة الأفريقية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، مستعرضًا الجهود التي بذلتها الشعوب الأفريقية للتحرر من الاستعمار الأوروبي.
يتناول السياقات التاريخية والسياسية التي أحاطت بهذه الحركات، ويبرز دور القادة الأفارقة في تحفيز شعوبهم للدفاع عن حقوقهم وهويتهم.
كما يناقش تأثير الاستعمار في تفتيت الدول الأفريقية واستنزاف مواردها، إلى جانب استعراض الأيديولوجيات التي ألهمت قادة الثورات، مثل القومية الأفريقية والوحدة الأفريقية.
ما يميز الكتاب هو أسلوب الكاتب التحليلي الذي يربط بين الأحداث التاريخية والنضالات الشعبية، مما يجعل الكتاب إضافة قيمة للمكتبة العربية، خاصةً للباحثين والمهتمين بتاريخ أفريقيا الحديث ودراسات التحرر الوطني.
طريق طويل نحو الحرية - نيلسون مانديلاهذا الكتاب هو السيرة الذاتية لنيلسون مانديلا، زعيم جنوب أفريقيا وأيقونة النضال ضد التمييز العنصري، يروي مانديلا تفاصيل كفاحه من أجل الحرية والمساواة، وكيف أثرت تجربته على تحقيق التغيير السياسي والاجتماعي في أفريقيا.
يقدم الكتاب نظرة عميقة وشخصية على حياة مانديلا، بدءًا من طفولته في قرية صغيرة بجنوب أفريقيا، وصولًا إلى كفاحه السياسي الطويل وإطلاق سراحه من السجن بعد ٢٧ عامًا.
يُبرز مانديلا محطات رئيسية من حياته، مثل انضمامه إلى المؤتمر الوطني الأفريقي، وتأسيسه لرؤية شاملة للمساواة والعدالة، ومشاركته في الحركات السلمية والمسلحة ضد النظام العنصري. كما يصف الظروف الصعبة التي عايشها في السجن وتأثيرها على إصراره ومرونته.
يمثل الكتاب شهادة ملهمة على قدرة الإنسان على الصمود والتغيير، وهو تأكيد على أن الحرية الحقيقية تتطلب تضحيات كبيرة. يُعد هذا العمل وثيقة تاريخية وإنسانية تسلط الضوء على القيم الإنسانية والكرامة.
دموع الغابةتقدم وانجاري ماثاي الكاتبة والناشطة البيئية وانجاري ماثاي الحائزة على جائزة نوبل للسلام ٢٠٠٤، رؤيتها حول حماية البيئة في أفريقيا، حيث تعرض في كتابها "دموع الغابة" تجربة حركة الحزام الأخضر التي أسستها في كينيا، والتي تهدف إلى مكافحة إزالة الغابات وتعزيز التنمية المستدامة.
"دموع الغابة" يتناول الكتاب قضايا البيئة وعلاقتها بحياة الإنسان والمجتمع، مستعرضًا تأثير تدمير الغابات على الطبيعة والبشر. يسلط الضوء على التحديات البيئية التي تواجه العالم، خاصة في أفريقيا، مثل إزالة الغابات وتغير المناخ ونضوب الموارد الطبيعية.
من خلال قصص وتجارب شخصية، تقدم ماثاي رسالة مؤثرة عن أهمية الحفاظ على البيئة، مبينة كيف أن الغابات ليست مجرد موارد طبيعية، بل هي شريان حياة يحمل أبعادًا اقتصادية وثقافية وروحية.
الكتاب يعكس رؤية ماثاي التي أسست حركة الحزام الأخضر، حيث حثت المجتمعات على زراعة الأشجار كوسيلة لاستعادة التوازن البيئي وتمكين المرأة. "دموع الغابة" ليس مجرد كتاب بيئي، بل هو دعوة للتفكير في العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وإلهام للعمل من أجل مستقبل أكثر استدامة.
إعادة اكتشاف تاريخ أفريقياكتاب "إعادة اكتشاف تاريخ أفريقيا" للكاتب بييرلوجي فالستشي يُعدّ من أبرز الأعمال التي تسلط الضوء على تاريخ أفريقيا بعمق وشمولية.
يهدف الكتاب إلى تقديم قراءة جديدة للتاريخ الأفريقي بعيدًا عن التحيزات والاستشراق التقليدي، حيث يركز الكاتب على أهمية القارة السمراء في صياغة التاريخ الإنساني، موضحًا مساهماتها الكبيرة في الحضارات القديمة والتجارة والثقافة.
يعتمد فالستشي في تحليله على مصادر متنوعة، منها السجلات التاريخية والشواهد الأثرية، بالإضافة إلى الروايات الشفهية التي تُعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الأفريقي.
يعالج الكتاب أيضًا قضايا الاستعمار وتأثيره العميق على القارة، محاولًا إعادة الاعتبار للشعوب الأفريقية وثقافاتها التي تعرّضت للتهميش.
يعتبر الكتاب دعوة لإعادة التفكير في النظرة النمطية تجاه أفريقيا، حيث يقدم سردًا يعكس تنوعها الثقافي والتاريخي. إنه مرجع هام للباحثين والمهتمين بتاريخ القارة الأفريقية.
اعرف أهلك: دراسات أنثروبولوجية للثقافات الأفريقيةيعد كتاب "اعرف أهلك: دراسات أنثروبولوجية للثقافات الأفريقية" من الأعمال البارزة التي تلقي الضوء على التنوع الثقافي والأنثروبولوجي داخل القارة الأفريقية.
يقدم المؤلف دراسة شاملة حول المجتمعات الأفريقية، مستعرضًا عاداتها وتقاليدها وأساليب الحياة اليومية التي تعكس تراثًا غنيًا ومتجذرًا في التاريخ.
يركز الكتاب على فهم البنية الاجتماعية لمجتمعات أفريقية مختلفة، مثل أنماط الزواج، أدوار الجنسين، النظم القبلية، والطقوس الدينية. كما يستعرض دور الأساطير والحكايات الشعبية في تشكيل الهوية الثقافية للأفراد والجماعات. يتميز الكتاب بمنهجه العلمي الذي يعتمد على ملاحظات ميدانية مكثفة ومقابلات شخصية مع أفراد هذه المجتمعات.
من أبرز مواضيع الكتاب أيضًا التحديات التي تواجه الثقافات الأفريقية نتيجة للعولمة والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية. يناقش المؤلف كيف تسهم هذه التحديات في تهديد التراث الثقافي، مع التركيز على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل التغيرات المتسارعة.
الكتاب ليس فقط مرجعًا أكاديميًا ولكنه دعوة للتعرف على ثقافات متنوعة ومبهرة، تشجع على احترام التنوع الثقافي وتعزز من فهم القارئ لتراث القارة الأفريقية الغني والمميز.
اليوم أفضل من الغدتعد رواية "اليوم الأفضل من الغد" للكاتبة الجنوب أفريقية نادين جورديمر من أبرز أعمالها التي تناولت قضايا التمييز العنصري والمجتمع في جنوب أفريقيا.
تسلط الرواية الضوء على الصراعات السياسية والاجتماعية التي عاشها البلد خلال فترة نظام الفصل العنصري.
تتميز "اليوم الأفضل من الغد" بطرحها الواقعي والمعمق لشخصيات متعددة من مختلف الطبقات الاجتماعية والخلفيات الثقافية، حيث تعكس هذه الشخصيات التحديات التي تواجهها في ظل الظلم الاجتماعي.
تقدم جورديمر من خلال أحداث الرواية تصويرًا حيًا للتغيرات التي تشهدها البلاد وللنضال المستمر من أجل العدالة والمساواة.
لغة الكاتبة تتسم بالقوة والبساطة، ما يجعل النص مشحونًا بالعواطف والمعاني.
تحاول الرواية إيصال رسالة أمل بأن الغد يمكن أن يكون أفضل، رغم العقبات والتحديات التي تواجه الإنسان في طريقه نحو الحرية. من خلال أسلوبها الفريد، ترسخ جورديمر مكانتها كواحدة من أبرز الأصوات الأدبية في القرن العشرين.
أفريقيا من قرن إلى قرن كتاب أفريقيا من قرن إلى قرنيعد كتاب "أفريقيا من قرن إلى قرن" للكاتب حلمي شعراوي مرجعًا مهمًا لدراسة التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي للقارة الأفريقية عبر قرن من الزمن.
يتناول الكتاب تطور القارة الأفريقية من نهايات القرن التاسع عشر وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين، مستعرضًا محطات مفصلية شكّلت مسارها التاريخي.
يسلط الكاتب الراحل حلمي شعراوي، الضوء على التأثيرات الاستعمارية ودورها في تقسيم القارة واستغلال ثرواتها، مع توضيح كيف أثرت هذه التجربة على المجتمعات الأفريقية واستقلالها لاحقًا. كما يناقش الكتاب مراحل التحرر الوطني والصراعات التي خاضتها الدول الأفريقية لتحقيق استقلالها، وأثر الحركات التحررية في تعزيز الهوية الأفريقية.
يركز شعراوي على الأبعاد الثقافية والاجتماعية من خلال تسليط الضوء على التنوع الثقافي في القارة، والجهود المبذولة لتعزيز التكامل الأفريقي.
كما يتناول التحديات الراهنة مثل التنمية الاقتصادية، الصراعات الداخلية، وقضايا البيئة.
الكتاب يعكس خبرة شعراوي الطويلة كباحث متخصص في الشأن الأفريقي، ويتميز بأسلوبه التحليلي العميق وسرده المدعوم بالمصادر التاريخية يُعتبر الكتاب دعوة لفهم أعمق للقارة الأفريقية بما تحمله من تاريخ غني وإمكانات مستقبلية كبيرة.