وفاة المذيعة العمانية رحمة آل عيسى
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
((عمان)) : فقد الوسط الإعلامي بسلطنة عمان مساء أمس المذيعة رحمة بنت حسين آل عيسى، أو كما اشتهرت باسم "ماما رحمة"، بعد أن تركت بصمتها في عالم الإعلام العماني، ونعت وزارة الإعلام اليوم المذيعة الراحلة التي خدمت في المجال الإعلامي على مدار عقود من الزمان، وكانت نموذجا للتفاني، وتركت بصمتها في انطلاقة الإعلام العماني.
وتعلق جيل السبعينيات والثمانينيات بـ "ماما رحمة" التي نجحت في كسب قلوب المتابعين بفضل طريقتها الرقيقة والنثرية في تقديم الأخبار والبرامج وبالعبارة التي اعتاد على سماعها المتابعون: "مشاهدينا الأعزاء.. أسعدتم مساء بكل خير"، لتكون صوتا مؤثرا في حياتهم، وكانت تجمع بين الأناقة والذكاء والأخلاق العالية في كلماتها وتعابير وجهها.
وتوفيت الإعلامية القديرة بعد صراع مع المرض، وتعد واحدة من أوائل المذيعات العمانيات اللاتي ظهرن على شاشة التلفزيون العماني منذ انطلاقته، وكانت بدايتها في إذاعة سلطنة عمان في موقعها ببيت الفلج، حيث عملت فيه ثم انتقلت إلى التلفزيون العماني وكانت من المذيعات الرائدات للشاشة العمانية، وكانت محبوبة لدى الكبار والصغار على حد سواء.
تميزت رحمة آل عيسى بتقديمها لبرامج للأطفال، حيث كانت مقدمة لبرنامج "براعم المستقبل" ومسابقة "الفزورة" التي عرفت من خلاله في شاشة تلفزيون سلطنة عمان باسم "ماما رحمة"، كما قدمت العديد من البرامج الأخرى وتميزت بأسلوبها القريب من الجمهور وحضورها القوي في برنامجها "الأسرة" الذي جمع الأسرة العمانية بكافة أطيافها. وكانت الراحلة أكثر من مجرد مذيعة، فهي أيقونة للإلهام والإيجابية، واستطاعت ببساطتها أن تكسب قلوب المشاهدين، لما لها من قدرة على ترك الأثر، وقدمت برامجها بشغف، وتحلّق الأطفال حولها ينادونها "ماما رحمة"؛ لتعكس عشقها للعمل بلطفها ومحبتها.
كان لرحمة آل عيسى دور كبير في تطور الإعلام في سلطنة عمان، حيث قدمت نشرات أخبار وبرامج متنوعة على مدار أكثر من خمسة عقود، حظيت خلالها باحترام وتقدير الناس وكانت جزءا لا يتجزأ من الأسرة العمانية، وعملت بعدها كمذيعة ربط، للانتقال بين البرامج في شاشة تلفزيون سلطنة عمان، وبعد توقفها عن العمل كمذيعة واصلت مسيرتها في وزارة الإعلام.
وقدمت المذيعة الراحلة دورا بارزا في تعزيز حضور المرأة العمانية في الإعلام وسلطت الضوء بثقافتها الرصينة، على مدى تمكن المرأة من العمل إلى جانب الرجل في مطلع النهضة العمانية المباركة، فلا يمكن أن ننسى تأثير "ماما رحمة" في قلوبنا وستبقى في ذاكرة الجميع، بأثرها وهي تقف في استوديو التلفزيون أو تجلس خلف ناقل الصوت في الإذاعة، ملهمة للأجيال اللاحقة في المجال الإعلامي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان آل عیسى
إقرأ أيضاً:
«الأكاديمية الوطنية» تنظم برنامجا تدريبيا حول القيمة المحلية المضافة
«عُمان» : تنظم الأكاديمية الوطنية للتدريب والتطوير برنامجا تدريبيا حول القيمة المحلية المضافة في الثامن من شهر ديسمبر المقبل، ويهدف البرنامج إلى تعزيز المحتوى المحلي، وتشجيع استخدام المنتجات الوطنية، وتطوير المهارات للعمانيين، من خلال التركيز على الموارد المحلية بدلا من الواردات، وتسعى القيمة المحلية المضافة إلى الحفاظ على نموها داخل سلطنة عمان، مما يسهم في بناء اقتصاد متنوع ومستدام.
ويأتي البرنامج في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، حيث أصبحت المرونة والاكتفاء الذاتي من العناصر الأساسية لدفع النمو الوطني. وقد تجلت القيمة المحلية المضافة (ICV) في سلطنة عمان كاستراتيجية محورية تهدف إلى تمكين التنمية الاقتصادية المستدامة، وتوفير فرص عمل للكوادر الوطنية، وتقوية سلسلة الإمداد المحلية، كما تسعى إلى بناء اقتصاد متوازن وشامل يعود بالنفع على الأعمال والمجتمعات على حد سواء.
وأوضح علي بن مصطفى اللواتي، مؤسس الأكاديمية الوطنية للتدريب والتطوير أن القيمة المحلية المضافة تؤدي دورًا حيويًا في تمكين مرونة الاقتصاد الوطني من خلال دعم الصناعات المختلفة مثل: النفط والغاز، والتصنيع، والبناء، كما تعمل هذه الاستراتيجية على تقليل اعتماد سلطنة عمان على السلع والخدمات الأجنبية، مما يمكّن الشركات المحلية ويوفر فرص عمل مستدامة للمواطنين.
وأشار غسان فضل المدرب المختص في القيمة المحلية المضافة والقيادة إلى أن مبادرات القيمة المحلية المضافة تتماشى مع الأهداف الاقتصادية لسلطنة عمان، حيث تسهم في النمو العاجل والاستدامة على المدى الطويل، فعلى سبيل المثال، من خلال تطبيق متطلبات القيمة المحلية المضافة في العقود العامة والخاصة، استطاعت سلطنة عمان زيادة فرص العمل بشكل ملحوظ، كما شجعت القيمة المحلية المضافة على تعزيز أسس الصناعات العمانية من خلال تحفيز الإنتاج المحلي، وقد وجدت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فرصًا جديدةً للنمو عبر العقود المرتبطة بالقيمة المحلية المضافة، مما يفتح أمامها آفاق التوسع والتنويع.
وأشار غسان فضل إلى نجاح المشاريع المتعلقة بالقيمة المحلية في سلطنة عمان، مثل: توطين التصنيع في قطاع النفط والغاز، مما أسفر عن إنشاء أكثر من 60 مصنعًا محليًا، وتقليل الاعتماد على الواردات، وتعزيز سلسلة الإمداد المحلية، وبفضل دعم الحكومة، أصبحت هذه المبادرات أساسًا رئيسيًا في اقتصاد سلطنة عمان، مما يدفع بعجلة الابتكار ويدعم التنمية المستدامة.
وأكد اللواتي أن تنفيذ القيمة المحلية المضافة بشكل فعال يتطلب وجود محترفين ذوي مهارات عالية قادرين على تصميم ومراقبة وتكييف الاستراتيجيات لتعزيز المحتوى المحلي، موضحًا أن نجاح القيمة المحلية المضافة في سلطنة عمان يعتمد على بناء الخبرة المحلية في مجالات القيمة المحلية المضافة، وإدارة سلسلة الإمداد، والتنمية الاقتصادية. ومن هنا تأتي أهمية برامج التدريب والتعليم المتخصصة، التي تزود المهنيين بالمهارات والأدوات اللازمة لتحويل مبادئ القيمة المحلية المضافة إلى خطط عملية تعود بالنفع على الاقتصاد العماني.
وأشار علي اللواتي إلى أن الأكاديمية ستطلق البرنامج التدريبي حول القيمة المحلية المضافة في إطار دعمها للجهود الوطنية، حيث تم تصميم البرنامج للمهنيين الراغبين في تأدية دور فاعل في مستقبل سلطنة عمان الاقتصادي، سواء كانوا مديرين من المستوى المتوسط أو كبار المديرين، أو متخصصين في سلسلة الإمداد، أو صانعي سياسات في القطاعات العامة والخاصة. ويغطي البرنامج الجوانب الأساسية للقيمة المحلية المضافة، كفهم استراتيجيتها وتطوير السياسات المناسبة للسياق الاقتصادي لسلطنة عمان، بالإضافة إلى تمارين عملية لتنفيذ القيمة المحلية المضافة في إدارة سلسلة الإمداد وإدارة المشاريع، ودراسة أفضل الممارسات العالمية ودراسات الحالة المحلية لتعميق فهم المشاركين، مع التركيز على الأدوات العملية لمراقبة القيمة المحلية المضافة والتقارير وتطوير الموردين.