غزة- تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الليلة الماضية فأوقع 120 قتيلا ومئات المصابين، بعضهم في حالة حرجة، في عملية عسكرية استُهدفت فيها إسرائيل منازل مأهولة بالسكان.

ونالت أمس الاثنين مسنتان إسرائيليان حريتهما من قطاع غزة بعد 17 يوما من الأسر في قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل فلسطينية أخرى، لكن ذلك لم يبدُ كافيا لإقناع إسرائيل والولايات المتحدة ببحث إمكانية إعلان هدنة إنسانية تتيح دخول المزيد من المساعدات لمئات الآلاف الذين أنهكهم القصف والجوع في القطاع المحاصر.

وأعلنت حماس أنها أخلت سبيل الإسرائيليتين "لأسباب إنسانية"، وقال ناطق باسم الحركة "قررنا الإفراج عنهما لدواع إنسانية ومرضية قاهرة".

وتتجه قافلة رابعة من المساعدات من الأراضي المصرية نحو معبر رفح اليوم الثلاثاء استعدادا للدخول إلى قطاع غزة، حسبما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، لكن لم يتضح عدد الشاحنات ولا طبيعة المواد التي تحملها.

وفي الأيام الثلاثة الماضية، وصلت ثلاث دفعات من شاحنات تنقل مواد أساسية من غذاء ودواء وأدوات طبية، لكن دون وقود مع رفض إسرائيل السماح بدخول إمدادات الوقود إلى القطاع.

وبسبب نفاد مخزون الوقود، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم الثلاثاء "الانهيار التام" للمستشفيات في غزة.

وتوقف أمس الاثنين مستشفى آخر في شمال غزة عن العمل، ليضاف إلى قائمة المستشفيات التي توقفت خدماتها مع احتدام الأزمة على أكثر من مليونين يقطنون القطاع.

فقد توقف عمل المستشفى الإندونيسي في غزة بعد انقطاع الكهرباء عنه، وهو ما وصفته حماس بأنه "جريمة ضد الإنسانية". ودعت حماس الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل والفوري لتوفير إمدادات الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية بالمستشفيات.

لكنها دعوات لم تلق آذانا صاغية في إسرائيل، إذ قال مستشار كبير لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إنه لن يُسمح بدخول الوقود إلى غزة "حتى لو أطلق سراح جميع المحتجزين الآخرين".

ونقلت شبكة (سي.إن.إن) عن مارك ريجيف مستشار نتنياهو قوله "سمحنا بدخول بعض الوقود إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر"، لكنه أضاف أن تلك الشحنات "سرقت بقوة السلاح"، وأن إسرائيل تظن أن الوقود ذهب إلى العمليات العسكرية لحركة حماس.

وكانت هذه أول إشارة من مسؤول إسرائيلي إلى دخول شحنات وقود إلى القطاع منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول بعدما هاجمت حماس وفصائل فلسطينية أخرى بلدات ومدن إسرائيلية في المنطقة المتاخمة للقطاع المعروفة باسم غلاف غزة.

* عشرات القتلى

قال تلفزيون فلسطين اليوم الثلاثاء إن عدد قتلى قطاع غزة منذ بدء الحرب الحالية مع إسرائيل ارتفع إلى 5300، وإن عدد المصابين وصل إلى 18 ألفا.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن الغارات الإسرائيلية الليلة الماضية أوقعت 120 قتيلا ومئات المصابين، مضيفة أن بين القتلى 48 فلسطينيا سقطوا بعدما دمرت طائرات حربية بناية سكنية في مدينة رفح.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية منازل مأهولة بالسكان في منطقة تل السلطان برفح، وفي بلدة بيت لاهيا ومنطقة الفالوجا بشمال قطاع غزة، وفي خان يونس بجنوب القطاع، وفي مخيم البريج بوسط القطاع، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين بينهم نساء وأطفال، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية.

وباتت مشاهد انتقال العشرات من سيارات الإسعاف لنقل ضحايا القصف من مناطق الجنوب التي نزح إليها مئات الألوف من شمال القطاع بحثا عن ملاذ آمن، من المشاهد المؤلمة المألوفة. وربما لا يزال عشرات عالقين تحت أنقاض البيوت في أزقة مدينة غزة الضيقة.

ووصف مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية ما يجري في القطاع بأنه "إبادة جماعية"، مشيرا إلى سقوط "200 شهيد خلال 24 ساعة". وتابع أن مستشفى الشفاء لم تصله أي مستلزمات طبية من المساعدات.

من جانب آخر، قالت قناة (آي 24 نيوز) الإسرائيلية إن القصف الصاروخي تجدد على بلدات إسرائيلية على الحدود مع غزة وإن صفارات الإنذار دوت، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إن عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية شهدت انخفاضا في الآونة الأخيرة.

ومع ذلك، قال هاغاري في مؤتمر صحفي إن الانخفاض ليس مبررا لوقف الجيش عملياته.

* "نقول كفى"

قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن أي هدنة في قطاع غزة ستمنح حركة حماس "استراحة" لمعاودة لشن هجمات على إسرائيل.

ونقل بيان للوزارة عن المتحدث ماثيو ميلر القول في إفادة صحفية "ما سنواصل القيام به هو التركيز على إدخال مساعدات إلى غزة"، مشيرا إلى أن أي وقف لإطلاق النار في الصراع الذي بدأ في السابع من أكتوبر تشرين الأول سيعني "استمرار معاناة إسرائيل".

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء الإسرائيلي أنه ملتزم بدعم إسرائيل وضمان تفوقها.

لكن صوتا آخر أضيف إلى جوقة داعية للتهدئة مع تواصل الصراع منذرا بالتمدد والتحول إلى حرب إقليمية. كان هذا هو صوت وزير الخارجية الصيني وانغ يي الذي قال "يتحتم منع تصعيد الوضع بشكل أكبر والتسبب في المزيد من الصعوبات الإنسانية الخطيرة".

ونقلت عنه وكالة الأنباء الصينية القول خلال اتصال مع نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين إن الصراع الحالي "يؤثر على العالم بأسره وينطوي على خيار رئيسي بين الحرب والسلام"، مشيرا إلى أن الصين "تشعر بقلق عميق إزاء التصعيد المستمر للصراع وتدهور الوضع".

كما طالب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الثلاثاء بعدم السكوت عما وصفه بالقصف الهمجي على قطاع غزة، وشجب سياسة الكيل بمكيالين وتجاهل الأعداد الكبيرة من الضحايا.

وقال في الجلسة الافتتاحية لدور انعقاد سنوي لمجلس الشورى "لا يجوز السكوت عن القصف الهمجي على غزة ولا تجاهل الأعداد الكبيرة من الضحايا الأطفال والنساء". وتابع "لا نقبل الكيل بمكيالين وكأن حياة الأطفال الفلسطينيين لا تحسب".

وأضاف "نحن نقول كفى.. لا يجوز أن تُمنح إسرائيل ضوءا أخضر غير مشروط.. ولا يمكن أن يُسمح في عصرنا بقطع الماء والدواء والكهرباء".

* توتر متصاعد

ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن جنديا احتياطيا أصيب بجراح متوسطة في انفجار قنبلة في بلدة برقة قرب نابلس شمال الضفة الغربية، والتي اقتحمتها القوات الإسرائيلية.

وقال تلفزيون فلسطين إن قوة إسرائيلية اقتحمت مدينة الخليل اليوم الثلاثاء، مع استمرار التوتر المتصاعد في الضفة الغربية منذ بدء الجولة الجديدة من الصراع. ولم يذكر التلفزيون أي تفاصيل عن الاقتحام، لكنه نشر مقطعا مصورا لمركبات عسكرية إسرائيلية تسير في شوارع المدينة.

وفي السياق نفسه، قال التلفزيون إن إسرائيل اقتحمت أيضا بلدة بيت فجار بجنوب بيت لحم، وإنها اقتحمت كذلك مخيم شعفاط شمال القدس، دون مزيد من التفاصيل.

وفي لبنان، أعلن حزب الله في بيان اليوم الثلاثاء مقتل اثنين من عناصره في الجنوب، ليرتفع عدد قتلاه منذ بدء المناوشات الحالية مع إسرائيل إلى 32.

وقال الحزب في بيانين منفصلين إن كلا من علي عدنان أرطيل وإبراهيم محمد قشمر (حيدر) قتلا "أثناء القيام بالواجب الجهادي".

ونصحت إيطاليا مواطنيها اليوم الثلاثاء بعدم السفر إلى لبنان، ودعت الإيطاليين في شمال إسرائيل للامتثال لأي أوامر تصدر بإخلاء المنازل.

ونقلت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء عن وزير الخارجية والتعاون الدولي أنطونيو تاياني قوله "ننصح مواطنينا بعدم السفر إلى لبنان وندعو مواطنينا في شمال إسرائيل للامتثال لأوامر السلطات بإخلاء منازلهم"، مضيفا أن هناك 14 مواطنا إيطاليا في قطاع غزة وقال "نخطط لإخراجهم بمجرد أن تكون هناك إمكانية".

وخلال زيارته لإسرائيل اليوم الثلاثاء 24-10-2023، أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعمه لها وحذر في الوقت نفسه من توسيع نطاق الصراع الدائر حاليا، قائلا إن بلاده وجهت رسائل واضحة إلى حزب الله بعدم الانخراط في هذه الحرب.

لكن الحليفتين، إسرائيل والولايات المتحدة، لا ترحبان على ما يبدو بتهدئة قد تنزع فتيل ما يخشى وزير خارجية إيران أن تضحى أزمة تشعل المنطقة بأسرها.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن أكثر من 30 طائرة نقل عسكرية أميركية ثقيلة حطت في إسرائيل منذ بدء الصراع، حاملة إما عسكريين بارزين أو معدات لوجستية أو مساعدات عسكرية.

غير أن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت عن مسؤولين أميركيين القول إنهم نصحوا إسرائيل بالتروي قبل شن عملية برية في غزة حتى تتمكن الولايات المتحدة من إرسال "أصول عسكرية" على الأرض والاستعداد في حال اتساع رقعة الصراع إقليميا.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين الذين لم تكشف عن هوياتهم القول إن "التوقف" من شأنه أن يتيح الفرصة لقطر لمواصلة العمل على تأمين إطلاق سراح أسرى آخرين، في إشارة لأكثر من 200 شخص تحتجزهم حماس في غزة منذ هجومها المباغت على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وأبدت حماس استعدادها لأي معركة قادمة.

ونقل تلفزيون (إل.بي.سي.آي) اللبناني عن غازي حمد، عضو المكتب السياسي لحماس في غزة، قوله إن الحركة لديها 35 ألف مقاتل في القطاع وإنها تمكنت من تطوير قدراتها في ظروف "شبه مستحيلة".

وقال "نعلم أننا إذا أردنا أن نحارب الجيش الإسرائيلي المدعوم أميركيا وأوروبيا علينا أن نكون في جهوزيّة عالية، ونحن كذلك. وقد نجحنا في تطوير أنفسنا وقدراتنا وإمكانياتنا في ظل ظروف شبه مستحيلة".

ومع ذلك، لا يرى دبلوماسي إيراني كبير أن إسرائيل لديها القدرة على إشعال حرب إقليمية.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن كاظم جلالي، سفير إيران لدى روسيا، قوله في مقابلة تلفزيونية إن إسرائيل تفتقر إلى القدرة على إطلاق حرب إقليمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مؤكدا أن إيران لم تدعو قط إلى مثل هذا الصراع.

 

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الیوم الثلاثاء قطاع غزة منذ بدء فی غزة

إقرأ أيضاً:

صحيفة أمريكية: الموساد أرسل رسائل نصية للأجهزة اللاسلكية بلبنان قبل تفجيرها

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا أكدت من خلاله أن الموساد أرسل رسائل نصية قصيرة باللغة العربية إلى الأجهزة اللاسلكية في لبنان قبل تفجيرها، وفقًا لـ"روسيا اليوم".

مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين جراء قصف صاروخي جنوب لبنان الدوما الروسي يدعو لإجراء تحقيق شامل ودقيق جراء تفجيرات لبنان


وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر في المخابرات الإسرائيلية إنه من المفترض أن يكون بعض أصحاب أجهزة النداء قد ظنوا أن الرسائل مرسلة من قيادة "حزب الله".
كما يشير المقال إلى أن هدف الرسالة كان أن يمسك المستخدمون بالأجهزة بحيث تكون قريبة من رؤوسهم قبل تفجيرها.
وشهد لبنان الثلاثاء والأربعاء، هجمات واسعة تسببت في تفجير أجهزة للاتصال اللاسلكي (بيجر) في عدد من المناطق التي تعد معاقل لحزب الله في لبنان، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا بينهم طفلان وإصابة نحو 2800 آخرين الثلاثاء، ومقتل 20 شخصا وإصابة أكثر من 450 آخرين بجروح الأربعاء.
وتوعد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين، بأن "العدوان المتمثل باختراق أجهزة الاتصال اللاسلكية وتفجيرها في لبنان" سيكون له عقابه الخاص، مشددا على أن هذا العقاب آت حتما.
هذا ومن المرتقب أن يتحدث الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله عند الخامسة من عصر اليوم الخميس، وذلك في أول تعليق له على هجمات الثلاثاء والأربعاء

مقالات مشابهة

  • مقتل جندي وإصابة 14 إسرائيليا جراء صواريخ أطلقت من لبنان على “الجليل الأعلى”
  • صحيفة أمريكية: الموساد أرسل رسائل نصية للأجهزة اللاسلكية بلبنان قبل تفجيرها
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين جراء قصف صاروخي جنوب لبنان
  • ‏هيئة البث الإسرائيلية: المقترح الإسرائيلي يتضمن إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ونزع سلاح قطاع غزة وتطبيق آلية حكم أخرى فيه وإنهاء الحرب
  • مقتل 9 وإصابة أكثر من 300 في انفجارات اليوم بمناطق مختلفة في لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود في قطاع غزة
  • مقتل 4 جنود إسرائيليين في رفح
  • مقتل أول جندية إسرائيلية في غزة منذ بدء الهجوم البري
  • وزير الصحة اللبناني: انفجارات بيجر أدت إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة 2800 على الأقل
  • مقتل 4 جنود بكمين وعملية نوعية للمقاومة في رفح