بوابة الوفد:
2025-05-01@02:26:11 GMT

هنا فلسطين من القاهرة

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

ستبقى مصر، ولو كره الحاقدون، صاحبة الدور الرائد والمحورى فى الشرق الأوسط، ورمانة الميزان فى المنطقة بما تملكه من موروث حضارى وثقافى وقدرة كبيرة وكفاءة عالية فى السلم والحرب، فهى محفوظة فى سِلمها بقول المولى عز وجل فى الآية الكريمة «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أبويْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ»، «يوسف 99» وفى نفيرها ودفاعها عن نفسها وقيمة عدتها وعتادها قوله (صلى الله عليه وسلم) «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيرًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبوبكر: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة».

ورغم الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تعرضت لها مصر منذ عدة شهور بسبب تعويم الجنيه وما أسفر عنه من ارتفاعات وقفزات فى الأسعار بصورة مبالغ فيها، وما تشهده المنطقة من تطورات تنذر بالخطر فى الملف العربى الإسرائيلى، فإنها تعاملت مع الملفين بمنتهى الحكمة والقوة، بصورة تعنى أنها قادرة فى الوقت المناسب على فرض إرادتها وهيمنتها على الموقف بشتى السبل.

فى الملف الداخلى «الغلاء وجشع التجار» جاء قرارها – وإن كان متأخراً بعض الشىء- حاسماً وتلقى منها تجار الأزمات وسماسرة البطون الجائعة لطمة قوية بالنزول بسعر سبع سلع استراتيجية بكل قوة وحزم، الأمر الذى أثر على باقى السلع وتنفس الأهالى الصعداء بعدما فرضت الدولة هيبتها وأعلنت كلمتها ونفذت ما أرادت، وانتصرت لأصحاب البطون الخاوية فى مواجهة سماسرة الاتجار فى كل شىء حتى لو دفع الناس أرواحهم ثمناً ليحيا مصاصو الدماء.

وفى الملف الخارجى الذى يتعلق بغزة، جاء الدور المصرى أكثر شموخاً كون مصر طرفاً رئيسياً فى الصراع العربى الإسرائيلى، مقاتلاً شرساً فى حرب العزة والكرامة، ودبلوماسياً بارعاً فى السلام واستعادة الحقوق.

وقالت مصر كلمتها منذ اللحظة الأولى وأعلنت لاءاتها للعالم أجمع.. لا لحرب الإبادة الجماعية.. لا لتجويع الشعب الفلسطينى.. لا للمقابر الجماعية.. لا لضرب الآمنين.. لا للتهجير.. لا للنزوح.. لا للوطن البديل، مؤكدة أنه لا نهاية للقضية إلا بحل الدولتين وفقاً لحدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

واستطاعت مصر أن تقول للعالم أجمع: «هنا فلسطين من القاهرة» ونعلنها مدوية القدس عربية، وترفض كل الحلول التى تأتى لتصفية القضية على حساب الأرض البديلة مهما كان السبب، متمسكة بحق الأشقاء فى أرضهم وإقامة دولتهم المستقلة، كما أنها تمكنت من عقد مؤتمر القاهرة للسلام بهذه السرعة الفائقة فى الدقة والتنظيم، وبحضور قادة وزعماء العالم لتعلن أمام الجميع أن فلسطين ستبقى عربية أبد الآبدين.

ورغم ما تمر به مصر، وما يحاك لها من الداخل والخارج، فإنه رُب ضارة نافعة، فوفقاً لتصريحات أبرزتها وكالة بلومبرج الألمانية أن مصر سوف تستفيد من الأزمة الراهنة فى المنطقة بمعالجة مشاكلها الاقتصادية دون استقبالها لنازحين من غزة، مؤكدة أن الحرب بين إسرائيل وحماس أعادت الأضواء إلى الدور المصرى كمحرك إقليمى رئيسى مما يوفر مساندة غربية لها، وأن الدول الغربية مضطرة لمساعدة مصر اقتصادياً لأن دورها لا غنى عنه وغيابه سوف يؤدى لأزمات للعالم كله.

وكشفت الوكالة الألمانية أن الحكومة الإسرائيلية ناقشت مع أكثر من دولة إمكانية نقل الفارين من الصراع فى غزة إلى مخيمات مؤقتة داخل شبه جزيرة سيناء لإنقاذهم من العنف وإعادتهم مرة أخرى بعد انتهاء الصراع، إلا أن القيادة السياسية المصرية رفضت هذا الأمر بشدة، مشيرة إلى أن النشاط الدبلوماسى الأخير فى القاهرة شكل دور مصر البارز فى المنطقة.

أحداث غزة أثبتت أن الدور المصرى لا يستطيع أحد سرقته وأنها الوحيدة القادرة على قيادة المنطقة رغم ما تتعرض له من ضغوط وهجوم من جماعات منظمة بل ودول.

وتبقى الحقيقة الراسخة أن إشعال فتيل الحرب فى الشرق الأوسط سوف يهز استقرار العالم، وأن مصر ضلع رئيسى وهام فى الصراع العربى الإسرائيلى، وأن كلمتها هى العليا، فلا حلول بدونها، وأن لاءات مصر التى أطلقتها مؤخراً هى السبيل الوحيد والأمثل لاستقرار المنطقة والعالم وفرض السلام القائم على الحرية والعدل وحسن الجوار.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصراع العربي الإسرائيلي باختصار هنا فلسطين من القاهرة الشعب الفلسطيني

إقرأ أيضاً:

لم يكن الصراع السياسي أبدا سلميا في السودان

أيا كان توجهك السياسي أو العقدي أو الأيديولوجي حينما تجلس على كرسي السلطة سيكون لك أعداء من الداخل والاقليم والعالم. وهذة هي السياسة ببساطة. تدميرك البنية التحتية اليوم بهدف هزيمة عدوك الحالي يقوي أعداءك المستقبلين ويزيد فرص اقتلاع حكمك الذي لم يبدأ بعد. دأب السياسيون وقادة الحركات المسلحة في السودان من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار على استهداف الدولة بهدف هزيمة الخصم السياسي بكل السبل والتي يسمونها سلمية ولكن لم يكن الصراع السياسي أبدا سلميا في السودان .

فالتحريض على الدولة في المحافل الدولية وما ينتج عنه من عقوبات تقعد الإقتصاد هو الذراع المدني العنيف الذي يقابل تحويل ميزانية الدولة لميزانية حرب ودفاع عبر حركات التمرد و استهداف الاعيان المدنية والسكان بالقصف والتدمير والتهجير القصري. السودان اليوم وبفعل هذا الصراع السياسي العنيف الخالي من أي فعل سلمي أصبح دولة عصية على الحكم وخاصة الديمقراطي لأنه وبالنظر لحجم التحديات الا قتصادية التي بات يواجهها السودان لا يمكن لحكم يسمح بحرية التعبير والتظاهر ان يستمر لأن مقومات استمرار اي حكومة مستقبليه حتى لو كانت منتخبة من الناحية الاقتصادية معدومة.

أي حكومة ستكون رهينة لتدخلات إقليمية ودولية اعنف من التي رأيناها في الفترة الانتقالية بسبب الاعتماد الكبير الذي سيكون على المنح والقروض والهبات. وفي ظل الاضطراب الجيوسياسي الذي يشهده العالم سيكون من الصعب جدا إن تتموضع أي حكومة مستقبلية بشكل يسمح لها بحرية القرار الداخلي وستتجاذبها التقلبات الجيوسياسية الشديدة التي تشكل المشهد السياسي الاقليمي والدولي اليوم و في المستقبل المنظور. ما الفائدة من الجلوس على كرسي ارجله الاربع (الإقتصاد، والجيش والامن، العلاقات الدولية، والتماسك الاجتماعي) آيلة للسقوط.

سبنا امام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة: رفع كفاءة المنطقة المحيطة بموقف السلام النموذجي
  • مقتل شاب في البيضاء إثر نزاع قبلي متجدد بين "الجوابرة" و"آل علي سعيد".. والحوثيون في دائرة الاتهام بتأجيج الصراع
  • الصراع على سوريا… مجدداً
  • صراع العمالقة.. خبير اقتصادي: الصين قادرة على معاقبة أمريكا بسنداتها ومعادنها |فيديو
  • أبو الغيط: الصراع لا السلم هو الأصل في العلاقات الدولية
  • نادى السيارات والرحلات المصرى يطلق كرنفاله السنوي للسيارات الكلاسيكية والتاريخية
  • مصر تتوج بالبطولتين العربية والأفريقية للكبار والناشئين لكرة السرعة
  • لم يكن الصراع السياسي أبدا سلميا في السودان
  • دوري نجوم العراق ..الصراع على الصدارة يشتعل والزوراء بالمقدمة بعد انتهاء الجولة الـ 30
  • رئيس جامعة بورسعيد يشيد بمبادرة النيل التابعة للبنك المركزى المصرى