جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-17@13:49:13 GMT

ثقافة المقاطعة

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

ثقافة المقاطعة

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

يتحدث كثير من الناس ويحثون على مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني والتي تُصدّر بطريقة مباشرة وغير مباشرة للدول العربية والإسلامية والتي تأتي من دول داعمة له على أنها منتجة في تلك الدول وهي في الأصل لشركات يهودية، والبعض يتفهم الوضع القائم عليه سوق المنتجات وخاصة الغذائية ويستبدلها بمنتجات أُخرى؛ سواءً إسلامية أو غيرها والبعض يستنكر الأمر ويدّعي بالفيه المليان ويقول ماذا سنأكل إن قاطعناها.

الأمر هُنا يحتاج لتدخل عامل الضمير الإنساني أولًا قبل عامل سد الرمق، فما تسد به جوعك ليس كما يُشبع نَهمك من الغذاء والأكل بشتى أنواع الطعام، واستبدال المنتج الفلاني والماركة الفلانية بأخرى من نفس صنفها بمنتجات أُخرى يبقى به نوع من الخيار الذي تتناسب فيه بين عامل ضميرك الإنساني وبين مقتنيات استهلاكك اليومي، وعندما تُغلِّب الضمير على باقي الرغبات تبقى النفس مُطمئنّة ومُكتفية بعامل ضميرها الإنساني وليس في الأكل والشرب فقط بل بكامل جوارحها.

إن ما يحدث في إخواننا المسلمين في فلسطين وغزّة من تنكيل وقتل وتدمير لهو كاف لتحريك الضمير ضد الفاعل وللداعمين له، وكون رد الفعل بالمثل لا يستطيعه الكثير من المسلمين لأسباب متعددة والكل يعيها ويفقهها فإن أضعف الإيمان يبقى الخيار لتقف مع إخوانك في الدم والعروبة والإسلام، ويجب أن تتحرك في نفسية كل مسلم عوامله النفسية والروحية والعقائدية لنصرتهم ما استطاع له الإنسان سبيلا وأبسطه في ذلك انتقاء استهلاكك الغذائي ضد من لَم يجعل للإسلام حُرمة وللمسلمين قدرا وقيمة وخلت روحه من سيكولوجية الإنسانية.

إن للإنسانية نخوة ولرابط الدم بين المسلمين قيمة لا يعيها إلّا الضمير الحي، فما لَم يُعنِك اليوم سيعنيك غدًا والأيام دُول بي البشر ووقوفك اليوم بأبسط إيمانك لتُخفف به كُربة أخيك المسلم حتمًا سيُخفف اللّه به عنك كُربة من كرم الدنيا والآخرة، فلا تستهِن أيها الأخ المسلم بأبسط الأمور إن وجدتها بسيطة في ضميرك وذاتك، فرُبَّ ريالٍ أو دينارٍ أوقفته ومنعته أن يصل إلى خزينة من يقتل أخيك المسلم جزاك اللّه به خيرًا وجعله رصيدًا لك في حسناتك وأرباهُ اللّه لك ليدفع به عنك سوء مستقبلًا، ورُبّ فكرٍ تحلّيت به اليوم وساهمت به لنصرة أخيك المسلم سيعود لك في وقت أنت بحاجة لينصرك به أخيك المسلم.

خُلاصة القول.. لا تستهن أيها الأخ المسلم الناطق ضميرك بالإنسانية بالتحلّي بأبسط الفعل وهو استبدال استهلاكك من المَطعم والمَشرب بمنتج آخر غير الذي يدخل في خزينة من يقتل أخيك المسلم ولا تُساهم في ذلك؛ بل اجمح رغباتك وهذّب نفسك وثقفها لمفهوم انتقاء استهلاكاتك بالبدائل المتوفرة في الأسواق وصبّر نفسك في مقاطعة كل منتج يدعم أعداء الدين والإسلام وحرّك ضميرك في ذلك حتى يحق اللّه الحق وينصر بك إخوانك المسلمين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: القدس رمزًا ا للهوية الإسلامية ولوجود المسلمين في العالم

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، في خطبة جمعة سابقة له بتاريخ 26 أغسطس 2005، أن المسجد الأقصى والقدس الشريف ليسا مجرد أماكن مقدسة للمسلمين، بل يمثلان رمزًا للهوية الإسلامية ولوجود المسلمين في العالم. 

معجزة الإسراء والمعراج

جاءت هذه الخطبة متزامنة مع ذكرى حادثة الإسراء والمعراج التي وقعت في شهر رجب، حيث أسرى الله بنبيه محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، في معجزة جسدت وحدة الأمة الإسلامية وارتباطها العميق بالمقدسات.

الإسراء والمعراج: معجزة الإيمان


تناول الدكتور علي جمعة حادثة الإسراء والمعراج التي وقعت في عام الحزن، حينما فقد النبي ﷺ السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب، وعانى من رفض قريش له ولدعوته. وأوضح أن الإسراء كان انتقالًا حقيقيًا للنبي ﷺ بجسده وروحه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم إلى السماء، في رحلة لم يشهدها أحد، لتبقى معجزة إيمانية تدعو المسلمين إلى التفكر والتدبر.

القدس: رمز يتجاوز المكان


شدد جمعة على أن القدس ليست مجرد مدينة جغرافية محدودة بمساحة صغيرة لا تتجاوز الميل المربع، بل هي رمز لحضارة المسلمين، وتاريخهم، ومستقبلهم. وأوضح أن أهمية القدس تتجاوز الصراعات السياسية، فهي تمثل نداءً إلهيًا للبشرية باتقاء الله والعمل على تحقيق العدل والسلام.

السلام العادل: دعوة الإسلام للبشرية


وفي معرض حديثه عن السلام، أكد الدكتور علي جمعة أن الإسلام يدعو إلى السلام العادل القائم على الحق والإنصاف، وليس سلامًا مبنيًا على العدوان أو التفريط في الحقوق. وأضاف أن القدس تمثل رمزًا للمسلمين في دعوتهم المستمرة إلى التعايش السلمي وتحقيق العدل بين الشعوب.

القدس قضية كل مسلم


اختتم الدكتور علي جمعة خطبته بالتأكيد على أن القدس ستظل رمزًا للمسلمين عبر الأجيال، وأن الدفاع عنها واجب ديني وحضاري، لا يقتصر على تحريرها من الاحتلال، بل يشمل الحفاظ عليها كرمز للوحدة الإسلامية والقيم الإنسانية التي يدعو إليها الإسلام.

وأوضح أن المسجد الأقصى سيظل نداءً دائمًا للمسلمين لتجديد العهد مع الله والعمل على نصرة الحق والعدل في كل مكان.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: القدس رمزًا ا للهوية الإسلامية ولوجود المسلمين في العالم
  • تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-1-2024 في محافظة قنا
  • نعش في دورة مجلس مقاطعة عين السبع بالدارالبيضاء
  • إرث الناصري يخلق فوضى بمقاطعات الدارالبيضاء.. هروب رئيسة ورفع برقية الولاء أمام كراس فارغة
  • مجلس حكماء المسلمين يرحب بإعلان وقف إطلاق النار في غزة
  • تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-1-2024 في محافظة قنا
  • الضمير الإيراني العامري :لن يلغى الحشد ما دام السوداني يشتري أصوات الغرب بالمال العراقي
  • الضمير تكشف عن انتهاكات مروعة بحق المعتقلين في معسكر “عناتوت”
  • وكيل الأزهر:الصهاينة عصابة إرهابية يسكت عن جرائمها الضمير العالمي لاعتبارات لا إنسانية
  • وكيل الأزهر: الصهاينة عصابة إرهابية يسكت عن جرائمها الضمير العالمي النائم