جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-22@08:29:51 GMT

ثقافة المقاطعة

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

ثقافة المقاطعة

 

محفوظ بن راشد الشبلي

mahfood97739677@gmail.com

 

يتحدث كثير من الناس ويحثون على مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني والتي تُصدّر بطريقة مباشرة وغير مباشرة للدول العربية والإسلامية والتي تأتي من دول داعمة له على أنها منتجة في تلك الدول وهي في الأصل لشركات يهودية، والبعض يتفهم الوضع القائم عليه سوق المنتجات وخاصة الغذائية ويستبدلها بمنتجات أُخرى؛ سواءً إسلامية أو غيرها والبعض يستنكر الأمر ويدّعي بالفيه المليان ويقول ماذا سنأكل إن قاطعناها.

الأمر هُنا يحتاج لتدخل عامل الضمير الإنساني أولًا قبل عامل سد الرمق، فما تسد به جوعك ليس كما يُشبع نَهمك من الغذاء والأكل بشتى أنواع الطعام، واستبدال المنتج الفلاني والماركة الفلانية بأخرى من نفس صنفها بمنتجات أُخرى يبقى به نوع من الخيار الذي تتناسب فيه بين عامل ضميرك الإنساني وبين مقتنيات استهلاكك اليومي، وعندما تُغلِّب الضمير على باقي الرغبات تبقى النفس مُطمئنّة ومُكتفية بعامل ضميرها الإنساني وليس في الأكل والشرب فقط بل بكامل جوارحها.

إن ما يحدث في إخواننا المسلمين في فلسطين وغزّة من تنكيل وقتل وتدمير لهو كاف لتحريك الضمير ضد الفاعل وللداعمين له، وكون رد الفعل بالمثل لا يستطيعه الكثير من المسلمين لأسباب متعددة والكل يعيها ويفقهها فإن أضعف الإيمان يبقى الخيار لتقف مع إخوانك في الدم والعروبة والإسلام، ويجب أن تتحرك في نفسية كل مسلم عوامله النفسية والروحية والعقائدية لنصرتهم ما استطاع له الإنسان سبيلا وأبسطه في ذلك انتقاء استهلاكك الغذائي ضد من لَم يجعل للإسلام حُرمة وللمسلمين قدرا وقيمة وخلت روحه من سيكولوجية الإنسانية.

إن للإنسانية نخوة ولرابط الدم بين المسلمين قيمة لا يعيها إلّا الضمير الحي، فما لَم يُعنِك اليوم سيعنيك غدًا والأيام دُول بي البشر ووقوفك اليوم بأبسط إيمانك لتُخفف به كُربة أخيك المسلم حتمًا سيُخفف اللّه به عنك كُربة من كرم الدنيا والآخرة، فلا تستهِن أيها الأخ المسلم بأبسط الأمور إن وجدتها بسيطة في ضميرك وذاتك، فرُبَّ ريالٍ أو دينارٍ أوقفته ومنعته أن يصل إلى خزينة من يقتل أخيك المسلم جزاك اللّه به خيرًا وجعله رصيدًا لك في حسناتك وأرباهُ اللّه لك ليدفع به عنك سوء مستقبلًا، ورُبّ فكرٍ تحلّيت به اليوم وساهمت به لنصرة أخيك المسلم سيعود لك في وقت أنت بحاجة لينصرك به أخيك المسلم.

خُلاصة القول.. لا تستهن أيها الأخ المسلم الناطق ضميرك بالإنسانية بالتحلّي بأبسط الفعل وهو استبدال استهلاكك من المَطعم والمَشرب بمنتج آخر غير الذي يدخل في خزينة من يقتل أخيك المسلم ولا تُساهم في ذلك؛ بل اجمح رغباتك وهذّب نفسك وثقفها لمفهوم انتقاء استهلاكاتك بالبدائل المتوفرة في الأسواق وصبّر نفسك في مقاطعة كل منتج يدعم أعداء الدين والإسلام وحرّك ضميرك في ذلك حتى يحق اللّه الحق وينصر بك إخوانك المسلمين.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ثبات الموقف اليمني مع غزة سلاح المسلمين لمواجهة الإجرام الصهيوني

 

 

إن تدمير الأخلاق والقيم هي الحرب التي يتنافس فيها الغرب الأوروبي وأمريكا وإسرائيل للسيطرة على حكم العالم عامة، والسيطرة على العرب والمسلمين عامة، والتمسك بالأخلاق والقيم هو السلاح الذي يجعل كل شعوب ودول وأمم العالم توحد معركتها ضد الصهيونية العالمية والرأسمالية الأمريكية والغرب الحقير، وضد اللقطاء على التاريخ والجغرافيا، إن الصهيونية وأمريكا والغرب – في جوهرهم – شيطان إجرامي وحربي وقاس وعنيف، مع ذاته ومع غيره، أجلبوا تاريخهم منذ بداية الخليقة إلى يومنا هذا، وانظروا فيه حقبة وراء حقبة، لتروا أصول البربرية كما أنزلت، ولتروا أصول الهمجية الإجرامية كما يريدها الشيطان نفسه، حروبهم ضد الأنبياء والرسل والصالحين، حروبهم بين بعضهم، حروبهم ضد غيرهم، حروبهم بالوكالة، قذارة الكيد والحرب والثأر والغنيمة – قتلاً ودماراً وسلباً ونهباً وتزويراً وتضليلاً – هذه هي الموهبة والفطرة والغريزة الكامنة في أعماق الصهيونية والغرب وأمريكا، كانت هكذا، ومازالت هكذا، وسوف تبقى هكذا إلى إن يرث الله الأرض ومن عليها..
إذا تسألنا عن السبب الذي جعل الصهيونية الروح الأمريكية والغربية الإجرامية تختفي فجأة من ذهنية الشعوب والأمم ..؟!!، أو كيف جملت هذه الروح الشيطانية نفسها خلال قرن واحد من الزمان..؟!!، السبب بسيط جدا، وهو أن جوهر الروح الإجرامية بقيادة (أمريكا وبريطانيا) وبتخطيط شياطين (الصهيونية) عمل على إخفاء روح القيم والأخلاق عند المجتمعات والشعوب والأمم الأخرى عمدا، عندما حشدت الدول الغربية نفسها وجيشوها لتدمير وقتل واحتلال الشعوب والدول والأمم في أفريقيا وآسيا والأمريكيتين واستراليا بغزواتها الاستعمارية وصولا إلى الحرب العالمية الأولى، التي أبادت الشعوب الغربية نفسها، لهدف واحد ونتيجة واحدة هي إعلان وعد بلفور بولادة كيان العدو الصهيوني في فلسطين..
إن وعد بلفور ومنح اليهود دولة فلسطين العربية، يتجدد اليوم بوعد ترامب بتهجير أبناء غزة، هذه هي الصورة الأبرز لحقيقة الإجرام الغربي البريطاني الأمريكي الخادم للصهيونية، الذي احتاج لتغطية وجهه الشيطاني والإجرامي الذي زرعه في فلسطين، للقيام بحرب عالمية ثانية، قتلت واحتلت ونهبت وأهانت وجوعت وفككت وقسمت دول وشعوب العالم العربي والإسلامي كله، لتأتي أمريكا لتقود العالم، وهي الدولة اللقيطة على التاريخ والجغرافيا، وماذا يعمل اللقيط غير تدمير الأخلاق والقيم والأصالة، حتى يتساوى الجميع مع أخلاق اللقيط، منح الغرب اللقطاء الصهاينة والأمريكان دولا وجيوشا، ليغطي على جرائمه بقشرة رقيقة مما أبدعه شيطان الصهيونية من تضليل وزيف الديمقراطية والدساتير والعلوم والفلسفة والمزيكا والفنون والأدب والقانون، مجرد قشرة تضليلية تسقط في ثوانٍ عندما تستيقظ روح الإجرام والعدوان الكامنة من مرقدها الغربي والأمريكي، المطمئن بنومه العميق في حضن الصهيونية العالمية..
لكل هذا لا قوة السلاح والعتاد ولا قوة الاقتصاد ولا أي معيار آخر ممكن أن يبقي على أمة إذا تدمر دينها كما يفعل بن سلمان وتركي آل الشيخ في شعب الجزيرة العربية، أو انهارت أخلاق شعبها أو السواد الأعظم منهم، وقبل البقية الباقية بهذا الانهيار الديني والأخلاقي، أو وقفوا متفرجين على غزة، والعكس اننا بقيم الشعب اليمني والجيش اليمني والقائد اليمني التي وقفت مع فلسطين وأبناء غزة، فانتصرت غزة وانتصر محور المقاومة بثبات أخلاق وقيم مسيرة الشعب اليمني الإيمانية والقرآنية، وخلال عام وخمسة اشهر أكدت اليمن قيادة وشعبا وجيشا لكافة شعوب العالم ان هدى الله والأخلاق والقيم الأصيلة للإنسان السوي ليست المسئولة فقط عن بقاء الأمم والشعوب، بل انها في الأصل، أساس الرسالة المحمدية، التي قال فيها النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، أكد الشعب اليمني للعالم ما كان الغرب يريد إخفاءه وهو أن الإسلام ليس مجرد سلوك يعتاده المسلم، وإنما هو قانون رسمي يؤكد على أن الأخلاق والقيم هي من تمنح العزة والكرامة والنجاح للأمم والشعوب، وهي من تعطيها حق الانتصار على الإجرام الإسرائيلي والأمريكي والغربي اليوم الذي يمارسونه علنا على أبناء غزة ..

مقالات مشابهة

  • هل النوم قبل الفجر بنصف ساعة حرام؟.. يحرمك من 20 رزقا فانتبه
  • ثبات الموقف اليمني مع غزة سلاح المسلمين لمواجهة الإجرام الصهيوني
  • شوقي علام: أداء صلاة التراويح في المنزل جائز (فيديو)
  • شيخ الأزهر يُهدِي رئيس الوزراء الماليزي درع «حكماء المسلمين»
  • تقرير يحذّر من ارتفاع في جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا
  • وزير الأوقاف لـ(أ ش أ): مصائر المسلمين مترابطة ولا يمكن عزل مستقبلهم عن باقي الأمة
  • أمين الفتوى : سيدنا النبي أوصانا بالجار مهما كان دينه .. فيديو
  • ماذا يمنع المسلمين؟ شيخ الأزهر: أوروبا تمكنت من الاتحاد رغم تعدد أجناسها وأعراقها ولغاتها
  • الضمير الإيراني العامري يرفض دعوة الشرع لحضور القمة العربية في بغداد
  • شيخ الأزهر يدعو إلى وضع دستور أهل القبلة لتعزيز وحدة المسلمين