الأونروا: عملياتنا ستتوقف غدا في قطاع غزة بسبب نقص الوقود
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، اليوم الثلاثاء، إنها ستضطر إلى تعليق عملياتها في قطاع غزة إذا لم تحصل على الوقود بشكل عاجل، بحسب ما نشرته عبر حسابها بموقع “إكس”.
ويعاني قطاع غزة منذ أكثر من أسبوعين من انقطاع الخدمات الأساسية الكهرباء والمياه والوقود، بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على السكان في القطاع.
واعترف مسئول أمني إسرائيلي، بأن الاحتلال يخنق قطاع غزة بعدم إدخال الوقود في محاولة لإطباق الحصار على القطاع بعد قطع الكهرباء والمياه منذ أكثر من أسبوعين.
وصرح مسؤول أمني إسرائيلي في تصريحات لموقع "والا" العبري" أنه بمجرد نفاد احتياطي الوقود وعدم إمكانية توفير الكهرباء والهواء للأنفاق والمباني العميقة تحت الأرض، ستضطر قيادة حماس ونشطاؤها للخروج إلى الهواء الطلق.
وبدأت شاحنات المساعدات في الدخول إلى قطاع غزة منذ السبت الماضي، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الجاري، بعد عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ضد مستوطنات غلاف غزة.
وتسبب العداون الإسرائيلي في استشهاد أكثر من 5 آلاف فلسطيني، وما يقرب من 20 ألف مصاب جراء العدوان المتواصل على المنازل والبيوت والمساجد والمستشفيات والمرافق الصحية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الاونروا قطاع غزة اللاجئين الفلسطينيين الوقود إسرائيل حماس العداون الإسرائيلي قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا ليست في غزة فقط
تحاول المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية وشبه الحكومية أن تنأى بنفسها دوما عن أتون الصراع لتبقي على مسافة تجعلها تقدم خدماتها الإنسانية من دون معوقات، وأحيانا تجد هذه المنظمات نفسها في أتون معارك لا ناقة لها فيها ولا جمل، كما يحدث الآن مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا. فيمكن أن ننتقد عمل منظمة الأمم المتحدة منذ إنشائها وخذلانها للفلسطينيين منذ النكبة وحتى الآن، لكن لا نستطيع أن ننكر أن إحدى هيئاتها كان لها دور بارز في دعم الشعب الفلسطيني إنسانيا وتعليميا وإغاثيا وهي الأونروا.
يمكن أن نفسر سر الهجوم الإسرائيلي الشرس على الأونروا والذي تصاعد حتى وصل إلى حظرها، وهو الرغبة في تجويع وقتل الشعب الفلسطيني لتركيعه، وفي هذا الإطار يكون كل هذا الهجوم، إذ ليس للأمر تفسير آخر. ولأن الأونروا في النهاية هي وكالة إغاثة أممية، فإن قدرتها على الدفاع عن نفسها محكومة بسقف خطاب الأمم المتحدة. فليس من المتوقع أن تخوض المنظمة حربا دعائية مع إسرائيل، ولهذا فإن هذه المنظمة العريقة ليس لها لسان يدافع عنها وسط هذه الحرب الضروس من إسرائيل.
الهجوم عليها ارتبط بالحرب على قطاع غزة في إطار عملية طوفان الأقصى، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن المقصود بكل هذا الهجوم هو قطاع غزة وحدة وعمل المنظمة فيه. وهذا غير صحيح؛ لأن عمل الأونروا بشكل رئيسي ليس محصورا في قطاع غزة
أول ما لفت نظري في الأخبار المتعلقة بالأونروا أن الهجوم عليها ارتبط بالحرب على قطاع غزة في إطار عملية طوفان الأقصى، الأمر الذي أعطى انطباعا بأن المقصود بكل هذا الهجوم هو قطاع غزة وحدة وعمل المنظمة فيه. وهذا غير صحيح؛ لأن عمل الأونروا بشكل رئيسي ليس محصورا في قطاع غزة، إنه يشمل أيضا الضفة الغربية، ولبنان وسوريا والأردن. وهذا يعني أن إعاقة خدمات الأونروا لن يلحق الضرر بفلسطيني غزة وحدهم، ولكن بالفلسطينيين في كل من الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية.
هذا الضرر يلقي بالتبعية مسؤولية مضاعفة على سلطات هذه البلدان، إذ ليس متوقعا أن يُحرم الفلسطينيون من مختلف الأعمار من خدمات التعليم والرعاية الصحية والدعم المهني والدعم النقدي وغيرها من الخدمات ثم يجلسون مكتوفي الأيدي؛ لأنهم سيبحثون عن مصادر بديلة في إطار الحيز الجغرافي الذي يعيشون فيه. في سوريا وحدها يوجد أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني مسجلين في الأونروا وموزعين على عديد من المخيمات موزعة في معظم المحافظات السورية المعروفة، وهذا يعني أن معاناة السلطة الجديدة في سوريا ستتضاعف وهي معاناة كبيرة أيضا بسبب وجود مهجرين ونازحين سوريين في مخيمات داخل بلدانهم حتى الآن، الأمر نفسه ينطبق على الفلسطينيين المسجلين في الأردن ولبنان والضفة الغربية.
من العار أن يحتاج اللاجئ الفلسطيني في مخيمات النزوح والشتات لهذه الوكالة لمجرد توفير لقمة عيش وإنشاء ومدارس وفرصة تدريب مهنية وسط محيط عربي من دول مختلفة
وليس صحيحا أن القانون الإسرائيلي الذي دخل حيز التنفيذ سيبقى داخل الأراضي الفلسطينية لأنه يأتي في إطار حملة ضد المنظمة وضد تمويلها الذي تقدمه عدد من الدول في العالم. ومن المؤسف أن تدعم الولايات المتحدة هذا القرار الجائر، فالحرب على الأونروا التي تدرجت من اتهامات على نطاق ضيق ثم على نطاق واسع وصولا للحظر الكامل لن تقف عند هذه المحطة، وستستمر حتى في البلدان الأخرى التي تعمل فيها هذه الوكالة الإغاثية عن طريق قطع وتعطيل التمويل.
قبل كل شيء، من العار أن يحتاج اللاجئ الفلسطيني في مخيمات النزوح والشتات لهذه الوكالة لمجرد توفير لقمة عيش وإنشاء ومدارس وفرصة تدريب مهنية وسط محيط عربي من دول مختلفة. ووفقا لمنطق معظم الدول العربية التي ترفض منح الفلسطينيين إقامات دائمة أو ظروف معيشة كريمة، أنها لا تريد للقضية الفلسطينية أن تموت بالمساعدة على تطوين الفلسطيني خارج أرضه، ووفقا للمنطق ذاته فإنه من الأكرم أن تتولى الدول العربية ودبلوماسييها الدفاع عن الأونروا إذا كانت لا تستطيع أن تقدم تقتضيه الشهامة والرجولة وحق الجوار.
x.com/HanyBeshr