الأوبئة والأمراض تهدد حياة نازحي غزة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
يقول أطباء في غزة إن المرضى يصلون إلى المستشفيات مصابين بأعراض أمراض تنتج عن التكدس وسوء المرافق الصحية بعد فرار أكثر من 1.4 مليون شخص من منازلهم لملاجئ مؤقتة في ظل أعنف قصف إسرائيلي على الإطلاق.
ودأبت منظمات الإغاثة على التحذير من أزمة صحية في القطاع الفلسطيني الصغير المكتظ بالسكان والخاضع لحصار إسرائيلي أدى لقطع الكهرباء والمياه النظيفة والوقود مع وصول قوافل مواد غذائية وأدوية صغيرة فقط تابعة للأمم المتحدة.
وقال ناهض أبو طعيمة، طبيب الصحة العامة في مستشفى ناصر في خان يونس، إن "تكدسات المواطنين واحتواء المدارس على العدد الكبير وغير يعني القدرة الاستيعابية للمدارس عُرضة لانتشار الأوبئة والأمراض أمثال يعني النزلات المعوية والتهابات الجهاز التنفسي والطفح الجلدي، وهذا ما يتردد كثير من المواطنين على المستشفى للعلاج بهذه الأمراض".
وتقول السلطات الفلسطينية إن ما يقرب من 5800 شخص قُتلوا في الضربات الجوية والمدفعية الإسرائيلية التي أعقبت هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي شنه مقاتلو حركة حماس الذين اقتحموا الحدود إلى إسرائيل مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة.
وطلبت إسرائيل من كل من يعيشون في النصف الشمالي من قطاع غزة، الذي يبلغ طوله 45 كيلومتراً، التحرك جنوباً، لكن ضرباتها تدمر مناطق في كل أنحاء القطاع.
ومع نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في جميع المستشفيات، يحذر الأطباء من أن المعدات الحيوية مثل حضانات الأطفال حديثي الولادة عُرضة لخطر التوقف.
وقالت وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس، إن العمل توقف بنحو 40 مركزاً طبياً في وقت يزيد فيه القصف والتهجير من الضغط على النظام الصحي.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن ثُلث مستشفيات غزة لا تعمل.
وقال ريك برينان، مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، "نلتمس السماح بعملية إنسانية مستمرة وموسعة ومحمية".
وأعلن المستشفى الإندونيسي الخاص، وهو الأكبر في شمال غزة، اليوم الثلاثاء أنه أغلق كل شيء باستثناء الأقسام الحيوية الأخيرة مثل وحدة العناية المركزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن المستشفى الآخر الوحيد الذي لا يزال يخدم المرضى في شمال غزة، وهو مستشفى بيت حانون، توقف عن العمل بسبب القصف المكثف على البلدة.
وقال عاطف الكحلوت، مدير المستشفى الإندونيسي، إنه إذا لم يحصل المستشفى على وقود فسيكون ذلك بمثابة حكم بالإعدام على المرضى في شمال غزة.
الأطفال مرضى جميعا
يقول أبو طعيمة من مستشفى ناصر إن الناس بدأوا يعانون من آلام في المعدة والتهابات في الرئة وطفح جلدي في الملاجئ المؤقتة التي يتكدس فيها النازحون الفلسطينيون مع عائلاتهم أملا في الأمان من القنابل.
وقالت سجود نجم، التي تقيم في ملجأ تابع للأمم المتحدة، "الخيمة بالنهار شوب بعز الشمس الحشرات الدبان (الذباب)، يعني فيش مش قادرين نوفي، مش قادرين، إيش نعمل بالوضع اللي إحنا فيه. بالليل برد، ما بنلاقيش أغطية تكفي للكل، الرمل تحتنا، الولاد كله أمراض صرنا، اللي بيكح، اللي بيسعل، اللي ساخن بالليل، يعني مش قادرين، وين حقوق الأطفال مثلاً، وين حقوق الإنسان؟".
وفرت سجود من منزلها في مدينة غزة مع زوجها وأطفالها الثلاثة ويعيشون في خيمة منذ تسعة أيام، غير قادرين على الاستحمام.
وقالت سجود "أنا كل يوم بقعد بأعيط لأمي على نفسيتي، على نفسية ولادي، بحكيلها يا أمي خلاص إحنا بدنا نروح نرجع فوق بيوتنا، بدنا نعيش فوق بيوتنا، لو مقصوفة بدنا نعمرها، نحييها من أول وجديد، بدنا نقعد في بيوتنا ونعمرها، خلاص بيكفي، بيكفي حروب، نفسيتنا تعبت، مضلش فينا".
وقال صاحب إحدى الصيدليات إنه لم يتبق سوى مخزون قليل. فالناس خزنوا الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لكن هناك مخاوف من احتمال نفاد الأدوية اللازمة للأمراض المزمنة.
وبينما تتزايد المخاوف الصحية، لا يزال القصف الإسرائيلي المكثف هو الذي يسبب معظم المعاناة في غزة.
فبعد ضربة جوية في خان يونس، أمسك عبد الله طبش جثة ابنته سدرة، رافضا تركها وهو يتفحص وجهها وشعرها الملطخين بالدماء ويقول إنه يريد أن ينظر لها لأطول فترة ممكنة.
وقالت خالة التوأمين، وتين وأحمد، إنهما فقدا أمهما في غارة جوية إسرائيلية بخان يونس، وفُصل الرضيعان (14 شهراً) حالياً، إذ إن وتين في المستشفى بينما أحمد بائس ويبكي من أجل أخته.
وقُتلت أمهما، أمل أبو مخيمر، بينما كانت ترضع أحمد الذي حماه جسدها من أسوأ ما في الانفجار بينما أصيبت وتين بحروق في جسدها.
ووضع أحمد، الذي عالج المسعفون جرحه بخياطته، في رعاية خالته، وما زالت وتين في المستشفى ويبدو أنها غير قادرة على التعرف حتى على والدها، بحسب أقاربها.
غزة..مراكز الإيواء تتحول لبؤر أمراض بسبب التكدس وسوء المرافق الصحية https://t.co/XaKI3Eb4pG
— 24.ae (@20fourMedia) October 24, 2023وقالت آلاء أبو مخيمر، خالة التوأمين، إن أحمد في البيت يفتقد أخته ويبكي طول الوقت، مشيرة إلى ما يتردد بأن التوائم يشعرون ببعض.
وقال عبد الله أبو العطا، المقيم بجوار محطة وقود قصفتها القوات الإسرائيلية في خان يونس، "هادي المحطة عشان فيها طاقة الناس كلها بتيجي تشحن وتقضي حاجتها، فيها طاقة الناس بس بتيجي بدها تشرب، بس تشرب، بييجوا بيعبوا مي وبيقضوا حاجتهم هنا وبياخدوا المي وبيشحنوا جوالاتهم وبيقعدوا، يعني ناس آمنين، شايف، وأجوا غدروهم غدر وهما نايمين".
وأسفر القصف عن مقتل عدة أشخاص.
وقالت إسرائيل إنها قتلت العشرات من مقاتلي حماس في غارات خلال الليل في واحدة من أعنف عمليات القصف منذ بدء الحرب لكن تحقيق هدفها المتمثل في تدمير الجماعة المسلحة سيستغرق بعض الوقت.
ومنذ آخر حرب كبرى بين إسرائيل وحماس، أصبحت الجماعة أكثر مهارة في حرب المدن. وخلافاً لبعض الحروب السابقة، نادراً ما يُرى مقاتلو حماس في الشوارع ويعملون بدلاً من ذلك بشكل كامل تقريباً من تحت غطاء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
“الصحة” تعلن تشغيل مستشفى العدوة المركزي بعد تطويره بتكلفة 770 مليون جنيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت وزارة الصحة والسكان، بدء تشغيل مستشفى العدوة المركزي بمحافظة المنيا، عقب الانتهاء من أعمال التطوير الشاملة التي بلغت تكلفتها الإنشائية 770 مليون جنيه، ويأتي ذلك في إطار خطة الوزارة لتحديث ورفع كفاءة المنشآت الصحية، بما يحقق رؤية الدولة نحو تحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
قال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الوزارة تواصل العمل على تحسين المنظومة الصحية في جميع محافظات الجمهورية، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة ضمن رؤية مصر 2030، موضحًا أن المستشفى، يعمل بطاقة تشغيلية تصل إلى 135 سريرًا، ويقدم مجموعة متكاملة من الخدمات الصحية التي تلبي احتياجات المرضى، وتضم 25 ماكينة غسيل كلوي مخصصة لعلاج مرضى الفشل الكلوي، و26 حضانة حديثة لرعاية الأطفال المبتسرين، بالإضافة إلى 28 سريرًا للرعاية المركزة للكبار و7 أسرة أخرى مخصصة للأطفال، ما يضمن توفير الرعاية اللازمة في الحالات الحرجة، كما يشتمل المستشفى على 4 غرف عمليات مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية لإجراء العمليات الجراحية الكبرى والدقيقة.
من جانبه أشار الدكتور محمد عبد الحكيم وكيل وزارة الصحة بمحافظة المنيا، إلى أن المستشفى يضم عددًا من الأقسام الطبية المتخصصة، منها أقسام الطوارئ والرعاية الحرجة، الجراحة العامة، جراحة العظام، وجراحات المخ والأعصاب، كما تشمل الأقسام،جراحات الأوعية الدموية، القلب والصدر، الأطفال، والتجميل، بالإضافة إلى قسم النساء والتوليد، لافتًا الى أن المستشفى يوفر أيضًا وحدات للمناظير الجراحية ومناظير الجهاز الهضمي، بجانب قسم للأشعة التشخيصية مجهز بأحدث تقنيات التصوير الطبي.
وأكد أن تشغيل مستشفى العدوة المركزي يُعد خطوة نوعية في تطوير الخدمات الصحية المقدمة بمحافظة المنيا، ويهدف إلى تعزيز قدرة القطاع الصحي على تلبية احتياجات المرضى، وفقًا لأعلى معايير الجودة.