الكتائب: نُحذر من إدخال لبنان في حربٍ لا علاقة لهُ بها
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
أعلن المكتب السياسي الكتائبي في بيان، بعد اجتماع عقده برئاسة رئيس الحزب النائب سامي الجميل، أن اللقاء عرض آخر التطورات المتعلقة بالأحداث الخطيرة التي تدور في غزة وانعكاساتها على لبنان، كما استمع إلى تقارير عدة واردة في هذا الخصوص ووضع الأهالي في الجنوب، في ظل الوضع الأمني المتدهور".
وجدد "التحذير من المغامرة بلبنان ومصيره وإدخاله حربا لا علاقة له بها ولا قدرة له على تحمل أوزارها أو تبعاتها"، معتبرا أن "كل العمليات التي تنطلق من أرض الجنوب على يد فصائل لبنانية وغير لبنانية تأتي من خارج سياق احترام سيادة البلد بما يعيدنا في الذاكرة إلى مراحل لا نريدها أن تتكرر صونا لأمن البلد وأهله الذين ينزحون بعشرات الآلاف في عز أزمة خانقة".
واعتبر أن "تمنع الحكومة عن ضبط حدود لبنان والدفاع عن حصرية حق الدولة بقرار السلم والحرب وضمان التزام القرار 1701 يضع لبنان في عين العاصفة"، مشيراً إلى أنّ "المسؤولين يتعاطون مع الأحداث، كما لو كانوا أمام كارثة طبيعية لا قدرة لهم على التحكم بها، فلا كلمة لهم في كل المجريات، ولا قرارات تصدر عنهم سوى في إطار التحضير لتحمل نتائج الصراع، متخلين عن دورهم الطبيعي في السعي إلى منع جر لبنان نحو المجهول فرسخوا بذلك خضوعهم التام إلى إرادة حزب الله وراعيه الإقليمي".
ورفض "التحركات الهمجية التي عكستها التظاهرات التي حصلت أمام بعض السفارات، لا سيما السفارة الأميركية في عوكر"، لافتا إلى أن "الهدف من وراء هذا التحرك لم يكن التضامن مع الشعب الفلسطيني بقدر ما كان نشر الفوضى وأعمال الشغب في مناطق آمنة انتهت بإحراق أرزاق الناس".
وحذر من "تكرار أعمال كهذه"، مهيباً بـ"القوى الأمنية التشدد في منع كل من تسول له نفسه استباحة الناس الآمنين تحت أي ذريعة، حرصاً على منع قيام مواجهات مع الأهالي يمكن أن تتطور إلى ما لا تحمد عقباه".
وهنأ "الطلاب الكتائبيين الفائزين في الانتخابات الطالبية الأخيرة"، داعيا "كل طلاب لبنان إلى أن يكونوا على أهبة الاستعداد للعب دورهم الوطني، كما الأجيال التي سبقتهم، وهو واجب يحتمه واقع البلد الذي يحتاج إلى إرادتهم الصلبة ورغبتهم في بناء مستقبل يشبههم".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
اطمئنان لبناني لإلزام واشنطن إسرائيل بالانسحاب
يقف لبنان على مشارف عودة الاستقرار إلى جنوبه بانسحاب إسرائيل من البلدات التي تحتلها فور انتهاء مهلة التمديد الأول للهدنة في 18 شباط الحالي. ويراهن لبنان في هذا المجال على التزام نائبة المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، بتعهدها أمام الرؤساء الثلاثة بأن الانسحاب الإسرائيلي حاصل في موعده، رغم أن هناك من يخشى أنها يمكن أن تسعى من جديد إلى توفير غطاء سياسي لإسرائيل بطلبها تمديد الهدنة مرة ثانية.
ونقلت «الشرق الأوسط» عن مصادر وزارية أن نسبة التفاؤل لدى الرؤساء الثلاثة تتراوح بين التحفظ وبين الركون إلى التعهد الذي قطعته أورتاغوس أمامهم بأن لا تمديد للانسحاب الإسرائيلي. ويبدو أن سلام هو الأكثر تفاؤلاً، بحسب ما نقل عنه الذين التقوه في اليومين الأخيرين، إذ عد أن النبرة العالية التي استخدمتها المبعوثة الأميركية خلال تصريحاتها في لبنان لن تبدّل من إلزام واشنطن إسرائيل بالانسحاب فور انتهاء التمديد الأول للهدنة.
وقالت المصادر الوزارية إنه لا مبرر لعودة أورتاغوس إلى بيروت ما لم يكن في جعبتها تأكيد بأن الانسحاب الإسرائيلي حاصل في موعده. وأكدت أن عدم الانسحاب يعني، من وجهة نظر بيروت، وجود صعوبة بالانتقال بالبلد إلى مرحلة سياسية جديدة، وهو أمر يطرح سؤالاً عن مصير الضمانات التي تقدمها الإدارة الأميركية.
ولفتت المصادر نفسها إلى أنه لا مجال أمام واشنطن للتذرع، بالإنابة عن إسرائيل، بأن تباطؤ انتشار الجيش اللبناني يؤخر انسحابها. وقالت إن الجيش أكمل جهوزيته، باعتراف رئيس لجنة الرقابة الدولية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، مضيفة أن ثمة مخاوف، في حال استمر الاحتلال، من دخول أطراف على الخط لمقاومة الاحتلال ما يؤدي إلى عودة الوضع في الجنوب إلى المربع الأول.
وأكدت أن استقرار الوضع يبدأ من البوابة الجنوبية على قاعدة التزام لبنان بتطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته، وأولها حصر السلاح بالشرعية اللبنانية، ولا مكان لأي سلاح آخر، خصوصاً أن الدخول في مرحلة جديدة يعني حكماً أن الطريق معبدة أمام إعادة الاعتبار لاستكمال تطبيق «اتفاق الطائف»، وتنقيته من الشوائب الناجمة عن سوء تطبيقه. وتابعت أن إحياء «اتفاق الطائف» باستكمال تطبيقه يلغي مفاعيل «اتفاق الدوحة» الذي خص «حزب الله»، ولو بطريقة غير مباشرة، بالثلث الضامن في الحكومة، وهو أمر كان وراء تعطيل الوزارات المتعاقبة منذ التوصل إليه عام 2008.
وتابعت المصادر أن «اتفاق الطائف» يضع الأطراف أمام مسؤولياتها، وتحديداً «حزب الله» الذي لا يترك مناسبة إلا ويؤكد التزامه بهذا الاتفاق، وهذا ما يشكّل له إحراجاً في حال أصر على التمسك بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» (في البيان الوزاري). وقالت إن البيان الوزاري للحكومة العتيدة لن يأتي على ذكر الثلاثية أسوة ببيان الحكومة السابقة التي غيّبته بالكامل.
وزادت المصادر أنه لم يعد من خيار أمام «حزب الله» سوى التموضع تحت السقف السياسي لخطاب القسم للرئيس عون ليكون في وسع الحكومة الانتقال بلبنان إلى المرحلة السياسية الجديدة، ووقف انهيار البلد، وهذا أمر يتوقف أيضاً على مدى التزام واشنطن بتعهدها إلزام إسرائيل بالانسحاب من الجنوب.