وادي المعاول- الرؤية

تواصلت فعاليات الأسبوع الثقافي لمدرسة عبدالله بن الحارث بولاية وادي المعاول؛ حيث جرى تنظيم حلقة نقاشية تحت رعاية سعود بن سعيد بن هلال المعولي نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة جنوب الباطنة.

وحملت الحلقة عنوان "وثيقة التقويم ودورها في التحصيل الدراسي"، وقدمها يعقوب بن زاهر  الشقصي رئيس قسم تقويم تعلم المواد التطبيقية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطتة؛ حيث بدأ حديثه بتعريف وثيقة التقويم التي تصف وتحدد معايير التقويم والتقييم في العملية التعليمية، كما تحدث عن أهمية وثيقة التقويم ومكونات الوثيقة   ودورها في التحصيل الدراسي  والتحديات.

وتطرق الشقصي إلى دور الأسرة في التحصيل الدراسي، وذكر أن أبرزها: الدور العاطفي والنفسي وتوفير الظروف الملائمة للتعلم والمشاركة الفعالة في التعليم وتحفيز الفضول والاكتشاف وتحفيز الالتزام في الدراسة والتحفيز المعنوي والمادي وتقديم المساعدة في المواد الصعبة وغرس ثقافة القراءة في المجتمع.

وعرّج الشقصي على دور مجالس أولياء الأمور في التحصيل الدراسي؛ حيث تلخصت في التواصل مع المدرسة والتحفيز والتشجيع، المشاركة في تحديد الأولويات، والتفاعل مع المعلمين، والمشاركة في القرارات التعليمية. وأبرز في ورقة العمل كذلك دور الطلبة في رفع التحصيل الدراسي وفي مقدمتها: الالتزام بالتعلم، وتحديد الأهداف الشخصية، والالتزام بالوقت، والمشاركة الفعالة، والتعليم الذاتي، والتفاعل مع المعلمين، والاطمئنان بالصحة النفسية، والتعاون مع الزملاء، والتمسك بنظومة القيم والأخلاق الإسلامية.

وفي الختام، قام سعود بن سعيد بن هلال المعولي نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة جنوب الباطنة بمعية محمد بن جمعة المحاربي مدير مدرسة عبدالله بن الحارث رئيس لجنة الملتقى، بتكريم المشاركين، فيما قدم رئيس الملتقى هدية تذكارية لراعي المناسبة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي

” #نظام_التفاهة “: قراءة في #ملامح #الانحدار_الثقافي والسياسي
د #امل_نصير

يتناول كتاب “نظام التفاهة” للمفكر الكندي(آلان دونو) بنية المجتمعات الحديثة، وآليات عملها في ظل سيطرة منظومة التافهين على مفاصل الحياة السياسية، والثقافية، وهو عمل فكري جريء، مثير للجدل .
صدر الكتاب أول مرة باللغة الفرنسية عام 2015، وترجم إلى العربية، ليحظى بانتشار واسع في العالم العربي، اذ أثار كثيرا من النقاشات حول مفهوم التفاهة، وأثره على المجتمعات.
يرى مؤلف الكتاب أن النظام الاجتماعي والاقتصادي الحالي في العالم يشجع التفاهة، ويمنحها الأفضلية، حيث يتم تصعيد الأشخاص الأقل كفاءة، والأقل التزامًا بالقيم الأخلاقية والمهنية إلى مواقع السلطة والتأثير، فتصبح الجودة والاستحقاق في هذا النظام أمورًا ثانوية، بينما يتم تهميش الأفراد الذين يسعون لتحقيق الإبداع والجودة.
يشير المؤلف إلى أن النظام الرأسمالي الحديث يُكرّس “التفاهة” عبر آليات عدة، منها تهميش القيم الفكرية العميقة، وتقليص دور المثقفين والمبدعين الحقيقيين، وتحويل النجاح إلى مسألة تتعلق بالاتساق مع المعايير التجارية والاستهلاكية بدلاً من الإنجاز الحقيقي.
ولعل من اهم ملامح التفاهة كما يقدمها الكتاب سيطرة الرداءة على المجالات المهنية، ففي النظام التافه، لا يتم اختيار الأفراد بناءً على كفاءتهم أو قدرتهم، بل بناءً على قدرتهم على التماهي مع النظام القائم، بغض النظر عن قيمتهم الحقيقية، وتصبح المؤسسات خالية من العمق الفكري والمبادئ، فيسود من يفضلون إرضاء رؤسائهم بدلاً من تحديهم أو تقديم أفكار جديدة.
من ملامح التفاهة ايضا تهميش الثقافة والفكر اذ يوضح دونو أن الأنظمة الحديثة تعزز الإنتاج الثقافي السطحي الموجه للاستهلاك السريع، مع تهميش الإنتاج الثقافي العميق، فتصبح الثقافة مجرد أداة للتسلية بدلاً من أن تكون وسيلة لفهم العالم أو تغييره.
ومن ملامح التفاهة تحول القيم الإنسانية إلى سلع اذ يتم تسليع كل شيء، بما في ذلك القيم والأخلاق، فتصبح المعايير الأخلاقية والتفكير النقدي غير ذات قيمة إذا لم تترجم إلى ربح أو نفوذ.
ومن ملامحها ايضا صعود التافهين، فيقدم (دونو) مفهومًا صارخًا لصعود “التافهين”، وهم الأفراد الذين لا يتمتعون بأي مؤهلات حقيقية، لكنهم يتسلقون السلم الاجتماعي بسبب مهارتهم في مجاراة النظام القائم.
تكمن اهمية الكتاب في تشخيص الواقع المعاصر، فيقدم تشخيصًا دقيقًا للعديد من الظواهر التي نعاني منها اليوم، مثل انخفاض مستوى الحوار العام، وانتشار الأخبار المزيفة، وضعف المؤسسات الديمقراطية.
يعد كتاب نظام التفاهة دعوة للتغيير، فرغم سوداوية الطرح، يحمل الكتاب دعوة ضمنية لإعادة النظر في قيمنا المجتمعية ومؤسساتنا، والعمل على استعادة المبادئ الأساسية التي تجعل المجتمعات أكثر عدالة وكفاءة.
الكتاب مرآة للمجتمعات العربية أيضا اذ وجد صدى واسعًا في العالم العربي، حيث يرى كثيرون أنه يعكس واقعًا مألوفًا في العديد من الدول التي تعاني من تهميش الكفاءات وسيطرة الفساد والمحسوبية.
“لقد أصبحت التفاهة نظامًا عالميًا يستبعد الجودة والكفاءة، ويعلي من شأن الرداءة.
على الرغم من شعبية الكتاب، إلا أنه تعرض للنقد من بعض القراء والمفكرين، فراى هؤلاء أن (دونو ) قدم نظرة متشائمة دون تقديم حلول عملية لتجاوز “نظام التفاهة”. كما أن بعض النقاد رأوا أن الكتاب يفتقر إلى أدلة علمية واضحة تدعم أطروحاته، وانه يعتمد بشكل كبير على أسلوب الإنشاء الفكري.
“نظام التفاهة” ليس مجرد كتاب فكري، بل هو صرخة تحذير من أن النظام العالمي الحالي قد يؤدي إلى انهيار القيم الإنسانية الحقيقية لصالح تفاهة تملأ الفراغ. إنه دعوة لإعادة التفكير في مسار المجتمعات واستعادة المبادئ التي تجعل العالم مكانًا أفضل للعيش.
وأخيرا يبرز السؤال الآتي في ظل الانتشار الواسع للكتاب في العالم العربي: هل يمكن أن نواجه “نظام التفاهة” أم أننا سنظل عالقين فيه؟

مقالات مشابهة

  • والي الجزيرة يقرع الجرس لإنطلاقة العام الدراسي
  • "الثقافي العربي " يناقش "الرؤية في أدب الطفل"
  • مركز الملك سلمان يوزع 39 سماعة رقمية لذوي الإعاقة بوادي حضرموت
  • «الثقافي العربي» يناقش الرؤية الفكرية في أدب الطفل
  • قصور الثقافة تتألق فى رمضان .. احتفالات مكثفة بالمحافظات .. أفلام مجانية بقصر السينما طوال الأسبوع
  • تعليم مكة يستقبل 500 ألف طالب مع انطلاقة الفصل الدراسي الثالث
  • أكثر من 12 ألف زائر في ختام مهرجان “منتجات المواشي الثاني” بمحافظة غامد الزناد
  • اتحاد الأدباء يفتتح أسبوعه الثقافي بـصوت الإيزيديين.. قصائد ألم وأمل (صور)
  • اغتيال عنصرين من الحرس الثوري بمحافظة سيستان وبلوشستان
  • “نظام التفاهة”: قراءة في ملامح الانحدار الثقافي والسياسي