جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-03@11:42:34 GMT

طوفان يكشف طوافين!

تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT

طوفان يكشف طوافين!

 

حمد بن سالم العلوي

صَدَقَ من أعطى غزوة السابع من أكتوبر مسمى "طوفان الأقصى"، فقد ظهر لنا هول طوافين الكذب للدول الغربية، وظهر لنا طوفان الخديعة التي كان يوهمنا بها الغرب المنافق، فعندما يقولون إن الديموقراطية والحرية والعدالة حول العالم، تسكنُ فقط في أمريكا وبلاد الغرب، فإنَّ طوفان الخديعة هذا، قد كُشف وعُريَّ، وإن كذب هذا الغرب الفاجر أصبح معلومًا للجميع، ولقد كنَّا نتقزز من مقولة من لم يكن معنا فهو بالضرورة ضدنا، وكنَّا نعتبره كلاما فيه إجحاف للحريات، ولكن طوفان سذاجة كثير من العرب بالوقوف في صف الغرب من باب الانصياع الأعمى، قد تجاوز هذا المطلب إلى الارتماء في أحضان الغرب، فقد أصبحت تلك المقولة السابقة وكأنها نكتة، ولا قيمة لها اليوم، أمام فواجع أكبر.

تداعى العرب إلى مؤتمر القاهرة ظنًا منهم أن السلام سيتحقق من باب الإنسانية، لكن هذا العدو نزع صفة الإنسانية عن شعب فلسطين، وقد أسماهم بالحيوانات، وقد قرر تصفيتهم بالجملة، لأنَّ من يؤذي "شعب الله المختار"- حسب زعمهم- لا حق له في العيش مع البشر، وأن هذا الطوفان الهستيري للصهاينة، قد أظهر ألّا حُرمة أو قيمة للإنسان الفلسطيني على وجه الخصوص، والعربي والمسلم بشكل عام، فلا احترام ولا حُرمة لدور العبادة كالكنائس والمساجد ولا حرمة حتى للمستشفيات وحقوق الإنسان.

إذن؛ الطوفان الذي تمخّض عنه مؤتمر السلام، هو الصمت المطبق عمّا يجري على أرض غزة الأبية، وأن لإسرائيل الخيار في تحويل ما سيتبقى من شعب غزة، إلى صحراء النقب مثلًا.

طوفان الأقصى أظهر أن الصهاينة العرب، والغرب المنافق، لا يكتفون بإرضاء إسرائيل بالوقوف إلى صفها، وإنما عليهم أن يقدموا المقاومة الفلسطينية ذليلة منقادة كقرابين على نصب الصهاينة، فيتم قتلهم الواحد تلو الآخر، لكي تقبل إسرائيل بوقف النار، وأن تأتي مرحلة لاحقة وقريبة جدًا، يدفع فيها العرب فرادى ومجتمعين تعويضات عن مضايقات المقاومة خلال 75 عامًا الماضية للصهاينة، وما فعلته المقاومة صبيحة يوم 7 أكتوبر لا يقدّر بثمن، وسيكون له تسعيرة خاصة.

انعقد المؤتمر بينما غزة ترزح تحت القصف والنار، والقتل اليومي يتواصل بحق الشعب الفلسطيني، فهذا القصف الذي يطال النساء والأطفال وكبار السن، أما الأشاوس من رجال المقاومة، فلم يُستشهد منهم سوى 3 مُقاتلين حتى تاريخه، وبالطبع قتلى المقاومة شهداء عند ربهم يرزقون، أما قتلى العرب معنويًا، والصهاينة ماديًا ومعنويًا ففي نار جهنم خالدين فيها.

الثورة العارمة التي أحدثها طوفان الأقصى، لن تكون بداية النهاية للصهاينة وحسب، وإنما هي تحرير الأمة العربية من الخنوع، والانقياد المجاني لطاعة الغرب، وذلك بدليل تهافت رؤساء الغرب إلى الكيان الصهيوني، بوجوه مرعوبة ومذعورة، لأن أولئك القوم لديهم مراكز دراسات تحلل لهم النتائج، فعلموا بما لا يدعو للشك أنهم سيخسرون المعركة على أرض فلسطين، وإلّا كيف خلال بضع ساعات يحتل محيط غزة بما يوازي الضعف منها، وتفنى أربع فرق من جيش كان يقول عن نفسه أنَّه لا يقهر، وتم قهره حقًا وفعلًا، فقتل جنوده وحرقت آلياته ومعداته العسكرية، وسعداء الحظ ممن تم اختيارهم، وسحبهم أحياء كأسرى إلى غزة.

إذن؛ عندما ترى العويل يرتفع في بلاد الغرب، وبلاد العرب كذلك، فأعلم أن أمر الله أتى، وأن الظلم سيرفع من أرض العرب لقوله تعالى: "فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا" (الإسراء: 5)، ثم أتى وعد الله ليؤكد حكمه المبرم على بني إسرائيل في قوله تعالى: "إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا" (الإسراء: 7).

إن الشعب الفلسطيني لن يتخلى مطلقًا عن مقاومته الوطنية، ولن يقبل بالخذلان من العرب، وقد خُدِعوا في السابق بما فيه الكفاية، وجاء هذا اليوم ليعرفوا من معهم ومن ضدهم من العرب، ولأنهم وصلوا إلى هذه القناعة، فقد توكلوا على الله، وقاموا بعملية الفتح المبين "طوفان الأقصى" والنصر بإذن الله حليفهم، ومن يتوكل على الله ما خاب، ومن علامات النصر الأضرار الكبيرة في الجانب الصهيوني، وكذلك الترحيل مقابل الترحيل، فأول مرة نرى إسرائيل تُجلي قطعانها الزائلة بإذن لله.

كلمة أخيرة للطابور الخامس، الذين يديرون معركة إعلامية فاشلة من بين ظهرانينا، وتنطلي على بعض السذج، من أن إيران التي أنشأت محور المقاومة، قد تخلت عن غزة والمقاومة معًا.. أقول: أولًا اتركوا المقاومة في غزة هي التي تقول ذلك، وهي تعرف من زودها بالمصانع الحربية، وبالسلاح والمال، وأقل القليل أن إيران لن تسمي المقاومة بـ"الإرهابية" وإيران وهي اليوم دولة عظمى قد لا تضطر لدخول الحرب مباشرة الآن، ولكن إذا دخلت الحرب ستحرق الأخضر واليابس، وسوف ينشأ عن ذلك وضع آخر جديد حول العالم، وإيران لها أصدقاء كبار مثل روسيا والصين، لن يقبلوا بهزيمتها مهما كلف الأمر.. فراجعوا حساباتكم بصورة صحيحة، والنصر آتٍ بإذن لله.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حزب الله» يهدد إسرائيل ونعيم قاسم يبشر بعافية المقاومة

 

وسط تواصل الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار بين الدولة العبرية و«حزب الله»، وعودة الطيران الحربي إلى التحليق الكثيف في أجواء لبنان، استهل الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، العام الجديد، الأربعاء، بالإعلان عن «إعطاء فرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها» و«تحمل مسؤولية» خروج إسرائيل من لبنان، مؤكداً في المقابل أن «المقاومة استعادت عافيتها».

 

وقال قاسم، في كلمة له خلال مؤتمر لتكريم رجل الدين محمد تقي مصباح يزدي في طهران، بثت بتقنية الفيديو: «الاعتداء الذي حصل في جنوب لبنان هو اعتداء على الدولة (اللبنانية) والمجتمع الدولي». وأضاف: «المقاومة مستمرّة، وقد استعادت عافيتها، ولديها من الإيمان والثّلة المؤمنة ما يمكّنها من أن تصبح أقوى».

 

وأوضح أنَّ «(حزب الله) قرر في مرحلة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار إعطاء الفرصة، وأن تتحمل الدولة مسؤوليتها، وأن تكون راعية للاتفاق، والمسؤولية تقع عليها وعلى الدول الراعية للاتفاق حتى خروج إسرائيل من لبنان». وتابع: «أثبتنا بالمقاومة أننا لم نمكن العدو من التقدم، والآن الفرصة للدولة اللبنانية لتثبت نفسها».

 

وفي الإطار نفسه، أشار عضو كتلة الحزب البرلمانية، النائب حسين الحاج حسن إلى «قيام العدو منذ وقف الأعمال العدائية بخروقات يومية لهذا الاتفاق، وبأشكال كثيرة، بالاغتيال والعنف والقتل، وتجريف البساتين والبيوت والتوغل».

 

وقال: «المناطق التي لم يستطع الوصول إليها خلال العدوان، يصل إليها اليوم في قرى كثيرة بعد وقف إطلاق النار، تحت مرأى اللجنة الخماسية والرأي العام الدولي، وعلى مرأى من مدَّعي السيادة، الذين لم ينطقوا بحرف أو بيان واحد، وقد صمّوا آذانهم حول السيادة الوطنية والمجتمع الدولي الحامي والمتواطئ مع العدو، خصوصاً أميركا واللجنة الخماسية (لمراقبة وقف النار). التواطؤ واضح ومعروف، رغم الشكاوى اللبنانية، وأميركا وفرنسا والأمم المتحدة والمجتمع الدولي لا يسمعون».

 

وقال الحاج حسن: «إن المقاومة تراقب وتتابع ما يجري من خرق للسيادة، فالـ(يونيفيل) الذي من المفترض أن يكون له دور بتطبيق القرار (1701) تلقّى تهديدات من العدو. من الأفضل للدول العظمى التي يثق بها مدَّعو السيادة تفسير ما يحصل من خروقات واعتداءات. وما يجري يُعزز منطقنا بأن المجتمع الدولي متواطئ ولا يحمي، أما المقاومة فهي تتابع وتراقب، وسيكون لديها الموقف والرد بالشكل المناسب، وفي الوقت المناسب».

 

عودة الطيران الإسرائيلي

إلى ذلك، نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي جولة جديدة من التحليق الكثيف في أجواء العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية، بعد انقطاع دام أياماً. كما حلّق الطيران الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء صيدا وشرقها.

 

استعداد لانسحاب كبير للجيش الإسرائيلي

وتتواصل الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار في لبنان، رغم الإعلان عن استعداد الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من جنوب لبنان.

 

وكانت هيئة البث الإسرائيلية (كان)، قد كشفت أنه بعد شهر من إبرام اتفاق وقف النار مع لبنان، يستعدّ الجيش الإسرائيلي لانسحاب كبير من جنوب لبنان.

 

ووفق «كان»، سيجري بناء معسكرات للجيش قرب المستوطنات الملاصقة للشريط الحدودي. وقالت أيضاً: «إنّ الانسحاب يأتي بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية».

 

استهداف عناصر لـ«حزب الله» ومستودع أسلحة

ورغم الحديث عن انسحاب الجيش الإسرائيلي، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، صباح الأربعاء، مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، قال إنه يعود لـ«عناصر (حزب الله) وهم ينقلون وسائل قتالية من مستودع للأسلحة في جنوب لبنان إلى مركبة قريبة».

 

وأضاف: «في عملية رصد واستهداف سريعة، تمت مهاجمة المركبة ومستودع الأسلحة من الجو لإزالة التهديد».

 

وأشار إلى أنّ «الجيش الإسرائيلي يبقى ملتزماً بالتفاهمات التي جرى التوصل إليها بين إسرائيل ولبنان، وهو منتشر في منطقة جنوب لبنان، ليعمل على إزالة أي تهديد ضد إسرائيل».

مقالات مشابهة

  • استعمار المعاصي
  • أنصار الله.. القابضون على جمر المقاومة
  • مقدمات نشرات الأخبار المسائية
  • حزب الله» يهدد إسرائيل ونعيم قاسم يبشر بعافية المقاومة
  • زعيم حزب الله: المقاومة استعادت عافيتها وعلى لبنان متابعة وقف إطلاق النار
  • الأمين العام لحزب الله: المقاومة مستمرة واستعادت عافيتها
  • الأمين العام لحزب لله: الحزب استعاد عافيته وقدراته
  • حمدنا الله مصطفى بآداب عين شمس يحصد جائزة اتحاد المؤرخين العرب
  • حزب الله: الصبر ينتهي بعد 60 يومًا والمقاومة جاهزة لكل الاحتمالات
  • جمهورية إيران التي أرجو لها أن تكون إسلامية!