خبيران إسرائيليان: نتائج حرب غزة ستؤثر على المنطقة والعالم
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
قال خبيران إسرائيليان إن نتائج الحرب على قطاع غزة، ستؤثر على المنطقة وعلى الساحة الدولية أيضا. ولما كان كذلك فقد نشأت هنا فرصة تاريخية لإعادة تصميم الشرق الأوسط بشكل يحسن وضع إسرائيل الاستراتيجي.
وفي مقالها في صحيفة معاريف العبرية، قال كل من كوبي ميخائيل، الباحث في معهد الأمن القومي، وغابي سيبوني، ضابط الاحتياط، والباحث الكبير في معهد القدس للإستراتيجية والأمن، إن إسرائيل تخوض "حرب العالم الحر ضد البربرية الإجرامية.
وتابعا بأن "حماس هي عنصر واحد فقط في المحور الراديكالي الذي تقوده إيران وتدعمه روسيا والصين. وعليه فان نتائج الحرب ستؤثر بالضرورة على منظومة القوى العالمية. كل إنجاز اقل من الإبادة التامة لحماس وتحويل غزة الى خراب يشهده العالم سيشكل إنجازا لمحور المقاومة ويؤدي الى تعزيزه ولاستمرار صراعه الإجرامي لهز النظام الإقليمي والعالمي".
وجاء في المقال أنه "لا ينبغي لإسرائيل أن تكتفي فقط بإبادة حماس. عليها أن تنقل إلى أيديها المسؤولية الأمنية المطلقة في القطاع لسنوات طويلة. فقط هكذا سيكون ممكنا إعادة ترميم ثقة المواطنين بالجيش الإسرائيلي والسماح بإعادة ازدهار متجدد لبلدات النقب الغربي".
وأضافا: "لكن حتى هذا لا يكفي. حرب غزة يجب أن تصبح معولا ينبش أساسات النظام القائم، يسقطه ويجلب بدلا منه نظاما إقليميا جديدا. سيجد هذا تعبيره في معمار إقليمي جديد يستند الى مسيرة التطبيع بين إسرائيل وبين العالم العربي بقيادة السعودية. المعسكر الإقليمي الجديد، بدعم أمريكي يجب أن يصبح سورا منيعا في وجه انتشار محور المقاومة الإيراني وإضعافه".
ورفض المقال فكرة تبادل الأسرى مع حماس، مشيرا إلى "أن الأصوات التي تنطلق لتحرير المخطوفين مقابل السجناء الأمنيين سترتفع. لكن واضح أن كل صفقة تحرير إضافية معناها إضافة آلاف القتلة الذين سيقتلون الإسرائيليين في سياق الطريق. كل صفقة تبادل ستصبح ريح إسناد لمحور المقاومة. حذار علينا أن نستسلم لهذا الضغط. علينا أن نسعى الى تحرير المخطوفين بالحيلة وبالقوة. هذا بالتوازي مع الجهد العسكري وفي ظل استمرار ممارسة ضغط إسرائيلي ودولي شديد على حماس وعلى قطر يؤدي إلى الاعتراف بان استمرار احتجاز المخطوفين هو عبء وليس ذخرا".
وأكد المقال أن النظام الإقليمي الجديد "يستوجب أيضا التخلي عن أفكار انقضى زمنها كالحاجة الى دعم السلطة الفلسطينية دون أن تجتاز هذه تغييرا جذريا. فالحرب في غزة تبرز بقوة ـكبر وهن السلطة وانعدام صلتها. السلطة ليست قادرة على أن تحكم القطاع بسبب ضعفها، تعفنها وانعدام شرعيتها".
وحول السلطة الفلسطينية، أضاف المقال أيضا أن "السيطرة في القطاع في اليوم التالي تستوجب تسوية تهيئة الظروف لعودة مستقبلية للسلطة فقط بعد إثبات قدرة حوكمة في أراضيها ووقف تام للتحريض، تعظيم المخربين وأعمال إرهاب ودعم مالي للإرهابيين وعائلاتهم. إسرائيل ملزمة بأن تبقي لنفسها حرية العمل الأمنية المطلقة، مثلما في الضفة".
وتابع "حرب غزة يجب أن تنتهي بإنجاز لا لبس فيه، يكون فيه ليس فقط ما يضعف المحور الإيراني ويردعه بل يكون أيضا مقدمة للمرحلة التالية التي هي تفكيك حزب الله كالمعقل المتقدم الأهم لإيران. إسرائيل لا يمكنها أن تحتمل على مدى الزمن تهديد حزب الله الذي يبث خطرا من حدودها الشمالية على كل أراضيها. حكم حزب الله يجب أن يكون واحدا – التفكيك حتى الأساس. تفكيك حماس في القطاع سيعمق الثقة في إسرائيل، في الولايات المتحدة وفي العالم الحر بشأن الضرورة التي في استمرار المعركة للقضاء على حزب الله".
وختم قائلا: "غير أنه في حينه أيضا لن تنتهي الحرب الكبرى ضد محور الشر. إسرائيل والعالم الحر ملزمان باستمرار الملاحقة التي لا تتوقف لزعماء المنظمات ونشطائهم في كل مكان في العالم. لقد عرف العالم كيف يتحد ضد داعش ويعرفه كتهديد عالمي، والهدف الآن يجب أن يكون توحيد العالم الحر لحرب حتى الإبادة لحماس، حزب الله وباقي الوكلاء الإيرانيين الذين كلهم كواحد يجب تعريفهم كتهديد عالمي. بالتوازي ينبغي عرض وحدة مصممة للجهود ضد ايران - مع التشديد على إبراز خيار عسكري حقيقي ضدها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة احتلال غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العالم الحر حزب الله یجب أن
إقرأ أيضاً:
حديث عن عودة هوكشتاين الى المنطقة.. وحبس انفاسبانتظار نتائج الانتخابات الأميركيّة
فيما تتجه أنظار المنطقة والعالم إلى نتائج الانتخابات الأميركية وانعكاساتها على مسار الحرب على غزة ولبنان والمنطقة، بقي الميدان سيّد الموقف بانتظار أن ما سيقرّره سيد البيت الأبيض الجديد وإدارته على صعيد استكمال المفاوضات في ملف صفقة التبادل ووقف إطلاق النار على جبهتي غزة وجنوب لبنان، أم أن نتنياهو سيستفيد من الفترة الفاصلة بين إعلان نتيجة الانتخابات وتسلّم الرئيس الجديد صلاحيّاته رسمياً مطلع العام الجديد.
لكن مصادر دبلوماسية لفتت لـ”البناء” الى أنه “من المبكر الحديث عن انعكاسات الانتخابات الأميركية وهوية الرئيس المقبل على مجرى الحرب في لبنان وغزة في ظل الحسابات المعقدة والمصالح المتشابكة للصراع في المنطقة، وبالتالي الغموض لا يزال يلفّ هذا الاستحقاق وتداعياته إلى أنْ يعلن الرئيس الفائز ويحدّد معالم خطابه الرئاسيّ وبرنامجه عمله ومقاربته لملفات السياسة الخارجية خاصة في الشرق الأوسط بشكل واضح ويبدأ بممارسة صلاحياته”، وحتى ذلك الحين وفق المصادر “لا تغيير جذرياً في ملف الحرب تحديداً على الأقل خلال الشهرين المقبلين، وبالتالي فإن مسار الحرب سيستكمل وفق رؤية رئيس الحكومة الإسرائيلية بتصعيد الحرب على غزة وعلى حزب الله لتحقيق أهدافه بانتظار رؤية الإدارة الأميركيّة للصراع في المنطقة برمّته وعلاقتها بإيران وروسيا والصين”، علماً أن “هناك استراتيجيات وثوابت محددة في الولايات المتحدة الأميركية كدعم إسرائيل والنفط والغاز والهيمنة على العالم… تقيّد الرؤساء والذين يختلفون ربما على طريقة وأدوات ووسائل تطبيق هذه الاستراتيجيات أكان عبر الحروب العسكريّة المباشرة أو الاحتلالات أو الحصار والعقوبات الاقتصادية أو عبر إحداث الفتن والفوضى لتدمير الدول من داخلها، أو غيرها من الوسائل كدعم الإرهاب وإنشاء كيانات منفصلة وإذكاء النزاعات وإشعال الحروب بين دول المنطقة”.
وقد أفادت وسائل إعلامية بأن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين سيعود إلى الشرق الأوسط مجدداً الأسبوع المقبل، فيما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤولين، أن “التوصل إلى اتفاق تسوية بخصوص لبنان ممكن في غضون أسبوعين”. غير أن أوساطاً مطلعة لـ”البناء” استبعدت التوصل الى وقف إطلاق النار في المدى المنظور، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي ورغم أنه يتكبّد الخسائر الكبيرة في جنوب لبنان وفي المستوطنات والمدن الإسرائيلية جراء صواريخ حزب الله، ورغم التقارير التي ترفعها قيادة الجيش الإسرائيلي إلى المستوى السياسي لضرورة إعادة النظر بالعملية البريّة وبالحرب برمّتها على لبنان، ورغم التراجع في الخطاب السياسي والأهداف من قبل نتنياهو ووزير حربه غالانت، إلا أن ظروف إنهاء الحرب لم تنضج ولن تنضج قبل أن يتظهر الميدان في الجنوب أكثر وارتفاع وتيرة عمليات المقاومة إلى درجة لا يستطيع العدو تحمّلها، وبالتالي يصبح الداخل الإسرائيلي جاهزاً لوقف الحرب، إضافة الى انتظار حكومة إسرائيل الانتخابات الأميركية ومقاربات الرئيس الجديد وما سيقرره في ملف الحرب وحجم الضغوط على حكومة إسرائيل لوقف الحرب.
وكتبت" الديار": فالاستحقاقات السياسية والعسكرية الداهمة يفترض ان توضح طبيعة المرحلة المقبلة، في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، وكذلك الرد الايراني المحسوم قرارا لا توقيتا، لان هذين التطورين هما الابرز في التأثير المباشر بمجريات الاحداث والتطورات، لا لان هوية الساكن الجديد في البيت الابيض قد تحمل تبدلا في الدعم الجمهوري والديموقراطي المفتوح لكيان الاحتلال، وانما لان تحرر المرشحين من الضغوط الانتخابية، سيسمح بفهم طبيعة تعامل الادارة الجديدة مع الحريق المندلع في الشرق الاوسط، والمرشح للتوسع اكثر، اذا اختارت طهران عدم تأجيل ضربتها العسكرية التأديبية لدولة الاحتلال، والمرتقب ان تكون اكثر قوة مما سبق، باعتبار انها ستكون ردا على الاعتداء المباشر الاول من نوعه على السيادة الايرانية.
وستكون الجبهة اللبنانية احدى الجبهات تأثرا، باعتبار ان نتائجها ستحدد موازين القوى في المنطقة، حيث نجح المقاومون في عرقلة خطط قوات الاحتلال البرية، وادخلوها في حالة من المراوحة القاتلة على الشريط الحدودي، فيما لا تزال المستوطنات تحت النار على الحدود وفي العمق، وجنود الاحتلال في المواقع الخلفية، وعند «النقطة صفر» تحت رحمة المسيّرات الانقضاضية، التي استهدفت امس خطوط امدادهم، ما يجعل «اسرائيل» امام خيارات «احلاها مر»، وعلى مفترق طرق خطر، فاما تجنح حكومة الاحتلال نحو التسوية دون تحقيق هدف سحق حزب الله وتغيير الشرق الاوسط، او تستمر في الحرب وتحاول تنفيذ غزو اوسع بقوات اكبر، لكنه سيكون مكلفا وغير مضمون النتائج، في وقت تستمر في سياسة التدمير الممنهج لبيئة المقاومة في محاولة يائسة لاحداث انقلاب، لم ولن يحدث بعدما بات الجميع مقتنعا ان لا خيار الا القتال في حرب، قال عنها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انها حرب وجودية.