مقال بغارديان: انتقام أطفال غزة الناجين من المذبحة سيكون رهيبا وعشوائيا
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
من الصعب سماع صرخات الأطفال في غزة الآن بسبب ضجيج المذابح والغضب العارم على نطاق العالم، لكن ما سيفكرون فيه وانتقامهم، عندما تضع الحرب أوزارها، سيكون قاسيا وعشوائيا ورهيبا أيضا.
هذا ما قاله معلق الشؤون الخارجية بصحيفة غارديان البريطانية سيمون تيسدال في مقال له بالصحيفة.
وأورد تيسدال أن أطفال غزة يتم قتلهم وتشويههم وصدمتهم ساعة بساعة، بينما يفشل "قادة دولنا" في التدخل، مضيفا أن ما يحدث لهؤلاء الأطفال يمثل مشكلة لكل البشر، وعلى الجميع ألا ينظر بعيدا.
وقال إنه وبعد فترة طويلة من انتهاء هذه الحرب، سيتم تذكر الوفيات العنيفة لآلاف الأطفال وتشويه عقول وأجساد الآلاف الآخرين على أنه فشل ملحمي لضمير الإنسانية والذي قد يدفع الجميع ثمنه في النهاية.
وأضاف أن هذا الفشل هو فشل للسياسة والأمن الجماعي والقانون الدولي، كما أنه فشل أخلاقي عميق الجذور يجب على الجميع أن يتقاسموا بعض اللوم عليه.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا دعت في بيان مشترك إلى "الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين"، ومع ذلك فهي تعلم جيدا أن العكس يحدث الآن أمام أعينها في غزة".
وراء الأرقام عالم من الألموأورد الكاتب أرقاما عن القتلى والمصابين من الأطفال ووتيرة حدوث ذلك على مدار الساعة، معلقا بأن وراء هذه الأرقام المهولة الصارخة يكمن عالم من الألم.
ونقل عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن أطفال غزة يعانون من "مستويات قياسية من الصدمات النفسية والترهيب، وأن كثيرا منهم بلا مأوى ويفتقرون إلى الغذاء ومياه الشرب المأمونة، أو أجبروا على الفرار جنوبا تحت النار، مما زاد من حدة الصدمات التي يتعرضون لها".
وأضاف أن الصحة النفسية لأطفال غزة دون سن 18 عاما، والذين يشكلون 47% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، في أزمة منذ سنوات، مضيفا أن4 من كل 5 أطفال يقولون إنهم يعانون من الاكتئاب أو الحزن أو الخوف وهو تدهور حاد مقارنة بدراسة صدرت عام 2018.
أكثر من نصف عددهم يفكرون في الانتحاروقال إن تقريرا عن آثار الحرب النفسية السلبية لـ"الحرب المزمنة على عقول الشباب" صدر العام الماضي يفيد بأن أكثر من نصف أطفال غزة يفكرون في الانتحار و3 من كل 5 يعانون من إيذاء النفس.
ومضى تيسدال يقول إن الذين يبقون على قيد الحياة من أطفال غزة سيكبرون حزينين، خائفين، غاضبين، مكتئبين وممتلئين بالرغبة في الانتقام.
وأكد أنهم سيسألون عمن قتل إخوانهم وأخواتهم وأولياء أمورهم وأصدقاءهم ولماذا فعلوا ذلك، وسيسألون عما فعله العالم لوقف القتل، وستطاردهم ذكريات مريرة من الدم والدموع، وسيطالبون بالعدالة، وسيأخذ البعض، مثل الكثيرين من قبل، الأمور بأيديهم أينما استطاعوا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أطفال غزة
إقرأ أيضاً:
صواريخ الاحتلال تقتل فرحة العيد بغزة في يومه الأول
غزة- تلطخت ملابس الأطفال الجديدة التي ارتدوها في أول أيام عيد الفطر بلون الدم القاني، بعدما وصلوا لتلقي العلاج في مجمع ناصر الطبي، إثر إصابتهم بشظايا صاروخ إسرائيلي استهدف خيام النازحين غربي مدينة خان يونس.
كانت لحظات صعبة غابت فيها ضحكات الأطفال، وتبدلت فرحتهم بصرخات ألم، وسيطرت عليهم علامات الفزع وهم يبحثون عن ذويهم بعدما تفرق جمعهم.
على جانب آخر من المستشفى، أطبق الصمت حول جثامين مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني الذين تمكنت الطواقم المختصة من انتشالهم، بعدما أعدمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل 8 أيام في أثناء استجابتهم لنداء استغاثة أطلقته العائلات المحاصرة غربي محافظة رفح.
مَر اليوم الأول من العيد ثقيلا على قطاع غزة، الذي ودّع فيه أكثر من 50 شهيدا سرق الاحتلال حياتهم، وأطفأ البهجة من قلوب ذويهم.
تبدو التفاصيل قاسية في العيد الثالث الذي يمر على الفلسطينيين وهم في أتون الحرب، حيث غابت تكبيرات العيد عن معظم مساجد غزة المدمرة، في حين تمكن عدد قليل من إقامة الصلاة داخل مراكز الإيواء على عجل، خشية من قذائف الاحتلال التي عمّت المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية لقطاع غزة.
إعلانوفي مقبرة الفالوجا غرب مخيم جباليا، تجمع عدد من ذوي الشهداء حول قبور أبنائهم التي جاؤوا لزيارتها، بعدما غيبتهم آلة العدوان الإسرائيلية وافتقدوهم في "لمة العيد".
يقول الشاب حسن وهو يغادر أسوار المقبرة: "فقدت خلال الحرب اثنين من إخوتي، و15 شهيدا من الدرجة الأولى، والمناسبات تفتح جروحا غائرة تركها عدوان الاحتلال ولا يمكن لها أن تندمل".
ويشير حسن -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن "الحزن لم يفارق ذوي الشهداء، وفي كل بيت تفاصيل مؤلمة من الفقد ليس من السهل تجاوزها".
حصار مطبقغابت مظاهر العيد عن قطاع غزة الذي تفرض عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارا مطبقا منذ الأول من مارس/آذار الحالي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وحال إغلاق المعابر دون توفر أيّ من السلع الأساسية في الأسواق.
واعتاد معظم أهالي غزة تناول السمك المملح "الفسيخ" في وجبة الإفطار صباح اليوم الأول للعيد، لكن إغلاق المعابر اضطرهم لاستبداله بمواد غذائية معلبة، بدأت تشح من الأسواق.
وتغيب أي من اللحوم الحمراء والدواجن عن موائد الفلسطينيين في قطاع غزة، في حين اضطرت جميع المطاعم التي اعتاد الأطفال التردد عليها في الأعياد إلى إغلاق أبوابها.
وبموجب البروتوكول الإنساني المتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض دخول 600 شاحنة مساعدات يوميا و50 شاحنة وقود، غير أن الاحتلال منع منذ بداية الشهر الحالي دخول ما مجموعه 18 ألف شاحنة مساعدات، و1500 شاحنة وقود، مما فاقم الكارثة الإنسانية التي تهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني، متسببا في انعدام الأمن الغذائي لأكثر من 85% من سكان غزة بسبب توقف المساعدات والمبادرات الخيرية.
وفي شوارع غزة المدمرة، بدا الفرح على وجوه الأطفال الذين يتأرجحون بألعاب بدائية، حيث اتخذ الشبان منها مهنة موسمية بعدما أفقدتهم الحرب مصدر دخلهم.
إعلانكما تولى مبادرون مهمة إدخال الفرح على الأطفال في العيد، حيث انتشر عددا من المهرجين بين المناطق السكنية المدمرة لإسعاد الصغار، الذين لم يسلم أي منهم من ويلات الحرب، على أمل أن تتوقف الحرب قريبا.
في المقابل، تخشى الأمهات -اللواتي كن يأملن تجدد وقف إطلاق النار مع حلول العيد- من خروج أبنائهن للشارع والاحتفال بالعيد، وذلك بسبب القصف العشوائي والمباغت من الطائرات الحربية الإسرائيلية.
يُذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت جميع المتنزهات والمشاريع السياحية في قطاع غزة، التي يقرب عددها من 5 آلاف منشأة، وتسبب عدوان الاحتلال في فقدان 15 ألفا و265 عاملا في نشاط السياحة لوظائفهم، وذلك حسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء.