صرح السفير عمرو حلمي عضو مجلس الشيوخ، أنه على الرغم مما تدعيه الديمقراطيات الغربية عن الأهمية التي تحظى بها قضايا الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في نسيج سياستها الخارجية، إلا أنه من الملاحظ أن تركيزها ينصب على ما يعرف بـ الانتهاكات الفردية لحقوق الانسان وذلك بدرجة تفوق اهتمامها بالتصدي لـ الاحتلال والعدوان والفصل العنصري والتطهير العرقي ومختلف أنماط الجرائم ضد الإنسانية.

وأضاف: وتذهب تلك القوي في هذا الاطار إلى حد محاولة عرقلة مشروعات القرارات - سواء في الجمعية العامة للأمم المتحدة وكذلك في مجلس حقوق الإنسان- التي تتطرق إلى الممارسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة التي تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ولاتفاقية جنيف الرابعة لعام ١٩٤٩ ، إذ تذهب تلك القوى إلى مجرد تصعيد ردود أفعالها في الحالات المتصلة بالانتهاكات الفردية لحقوق الانسان في عدد من الدول  وذلك بفرض العقوبات واستقطاع شرائح من المساعدات الاقتصاديه والعسكرية، إلا أن ذلك لا يمكن ان يمتد الى إسرائيل التي تنتهك التزاماتها كقوة احتلال والمحددة في العديد من الصكوك الدولية المعنية باحترام حقوق الإنسان والذي وصل إلى حد ممارسة الفصل العنصري ال apartheid الذي يأتي ضمن صور الجرائم ضد الإنسانية ويدخل في هذا الإطار  الرفض الأمريكي البريطاني والذي انضمت إليه عدد من دول الاتحاد الأوروبي إحالة عدد من صور الانتهاكات الإسرائيلية الي المحكمه الجنائيه الدوليه وكذلك على محكمة العدل الدولية.

وتابع حلمي: فمن غير المتصور أن تقدم الولايات المتحدة الأمريكية على استقطاع شرائح من المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تقدمها لإسرائيل، وبنفس المنطق فإن دول الاتحاد الأوروبي لا تستطيع تطبيق ما يعرف بالـ  European Magnitsky Act على إسرائيل التي تمثل "حالة استثنائية " تتوافق الديمقراطيات الغربية فيما بينها على تجاهل انتهاكاتها المتواصلة في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وذلك بعد تقاعست تلك الديمقراطيات عن اتخاذ مواقف حازمة من قانون يهودية الدولة الذي أقره الكنيست الاسرائيلي في ١٩ يوليو ٢٠١٨ والذي يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ويبدو أن الأمر قد امتد إلى التفسيرات المغلوطة للديمقراطيات الغربية حول حدود ممارسة "حق إسرائيل في الدفاع الشرعي عن النفس " المنصوص عليه في المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة والذي لا يسمح لها بأي حال من الأحوال بفرض العقاب الجماعي وارتكاب المجازر ضد المدنيين من الفلسطينيين على النحو الذي نشاهده يحدث حاليا من قبل إسرائيل في غزة.

وذكر حلمي، أنه ليس من قبيل المبالغة أن نذكر ان صور المجازر التي ترتكبها إسرائيل  وسقوط هذا العدد الهائل من المدنيين الفلسطينيين وصدور العديد من تقارير أجهزة الأمم المتحدة التي تشير إلى  اتساع نطاق الكارثة الإنسانية للفلسطينيين في غزة وتحذير بعض الكتاب في عدد من الصحف الغربية من عواقب الاجتياح الإسرائيلي المتوقع للقطاع يمكن ان يؤدي الى حدوث تغيرات جوهرية في الرأي العام السائد في العديد من الديمقراطيات الغربية ليس فقط ضد إسرائيل ولكن ضد الحكومات الغربية من قبل شعوبها، فالأخطاء الكارثية التي ارتكبتها القوى الغربية باحتلال العراق وسقوط بغداد والتدخلات العسكرية والسياسية التي اقترفها الغرب يبدو انه سيضاف اليه أخطاء كارثية اضافية بالانحياز الغربي غير المشروط لإسرائيل و تبرير المجازر التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني  الذي يعاني من كافة ويلات الاحتلال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مجلس الشيوخ الاحتلال الولايات المتحدة الامريكية عدد من

إقرأ أيضاً:

استقالة أول سيناتورة مسلمة في أستراليا من الحزب الحاكم تضامنا مع الفلسطينيين

أعلنت عضوة مجلس الشيوخ الأسترالي فاطمة بايمان الاستقالة من حزب العمال الحاكم لتصبح بذلك مشرعة مستقلة، وذلك على خلفية مواقف رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي من الصراع بين إسرائيل وحماس وإقامة الدولة الفلسطينية.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن بايمان القول في مؤتمر صحفي، الخميس، القول إنها اضطرت لاتخاذ هذا القرار نتيجة "لامبالاة حزب العمال بأكبر ظلم في عصرنا".

وأضافت بايمان أن عائلتها "لم تهرب من بلد مزقته الحرب، لكي أبقى صامتة عندما أرى الفظائع التي ترتكب بحق الأبرياء". 

وكانت عائلة بايمان، المتحدرة من أفغانستان، حصلت على اللجوء في أستراليا قبل عدة سنوات. وفي عام 2022 باتت المشرعة البالغة من العمر 29 عاما أول امرأة مسلمة ترتدي الحجاب في مجلس الشيوخ.

وبايمان هي أيضا أول مشرع أسترالي ينفصل عن حزبه رسميًا نتيجة للحرب بين إسرائيل وحماس. 

وأعربت السيناتورة لأول مرة عن عدم رضاها عن موقف الحكومة بشأن الصراع عندما صوتت لصالح اقتراح قدمه حزب الخضر في مجلس الشيوخ الأسترالي يطالب بأن تعترف أستراليا بدولة فلسطين، وذلك خلافا للخط السياسي لحزبها.

وتقول بلومبرغ إن استقالة بايمان ستعقد من جهود رئيس الوزراء الرامية لإعادة انتخابه في الانتخابات المقرر إجراؤها بحلول مايو 2025. 

وتكافح الحكومة للسيطرة على الاستياء المتزايد بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، من خلال الموازنة بين الدعوات لاتخاذ إجراءات أكبر ضد تصاعد معاداة السامية من جهة ودعوات الأحزاب اليسارية والجالية المسلمة الكبيرة في البلاد من جهة ثانية لاتخاذ موقف أقوى لدعم فلسطين.

وعلى غرار غالبية حلفائها الغربيين، لا تعترف أستراليا بوجود دولة فلسطينية وقد أعربت عن دعمها لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني على أساس حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • تحركٌ عربي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • استقالة أول سيناتورة مسلمة في أستراليا من الحزب الحاكم تضامنا مع الفلسطينيين
  • رئيس «الشيوخ» يهنئ السيسي بالعام الهجري الجديد: سدد الله خطاكم على طريق الخير
  • إسرائيل تصادق على أكبر مصادرة منذ 3 عقود لإراضي الفلسطينيين
  • بسبب حضور أميرة الفاضل والمؤتمر الوطني، الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي تقرر مقاطعة الاجتماع النسوي التشاوري والذي يعقده الاتحاد الافريقي بكمبالا
  • إسرائيل تصادق على مصادرة 12,7 كيلومتراً مربعاً في الضفة الغربيّة المحتلّة
  • وزير الصحة: نستكمل مبادرات بناء الإنسان ومشروع التأمين الصحي الشامل
  • إعلام إسرائيل يركز على معضلة الكمائن المفخخة التي تواجه جيش الاحتلال بغزة
  • وكيلة مجلس الشيوخ: صناديق الاستثمار تقضي على  المضاربة والمخاطر بسوق العقارات
  • الفاو تحذر.. إسرائيل فاقمت المجاعة بغزة