«البطيخ».. كيف تحول من مجرد فاكهة إلى رمز للمقاومة الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
تشتهر الأراضي الفلسطينية منذ زمن بزراعتها للبطيخ، حيث كانت فلسطين قبل عام 1948 من أكثر الدول زراعة وتصديرًا لفاكهة البطيخ.
ومع مرور الوقت تحول البطيخ من مجرد فاكهة إلى رمز للمقاومة الفلسطينية، بعد أن استطاع تجاوز ماهيته البسيطة، ليصبح صوتًا يتحدث باسم شعب كامل، ويعبر عن تراث وحضارة تحاول دولة الاحتلال سرقتها وقمعها.
ومنذ بداية الاحتلال، يحاول الفلسطينيون الحفاظ على هويتهم تحت كل الظروف، حيث ينظر الفلسطينيون إلى البطيخ على أنه درعهم الخفي ضد محاولات مصادرة هويتهم، فجمعت ألوانه الحمراء والخضراء والسوداء بينها بشكل سري لتشكيل العلم الفلسطيني، وهكذا بدأت رحلة البطيخ من مجرد ثمرة إلى رمز للنضال ضد المحتل.
ويأتي تاريخ زراعة البطيخ في فلسطين إلى عصور ما قبل نكبة الاحتلال، حيث كانت من أشهر محاصيلها الزراعية المصدرة، وشهدت مناطق مثل جنين إزدهارًا في زراعته، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ من عام 1948 تدمير الزراعة الفلسطينية بأكملها تقريبًا.
وبطبيعة الحال أدى ذلك إلى اضمحلال زراعة البطيخ المحلية، بل إن المستوطنات الإسرائيلية أغرقت الأسواق بمحاصيلها، مما أقصى الفلسطينيين عن أسوقهم.
البطيخ رمز الهوية والانتماء للأجيال الجديدةومع بلوغ جرائم المحتل ذروتها و تصاعد حدة القمع الأخيرة في قطاع غزة، يعود البطيخ لتوعية وتذكير جيل الشباب بمعنى الهوية والانتماء والمقاومة، كما يشكل رمزًا لتمسكهم بحقوقهم على أرض وطنهم المهدد بالزوال جراء قمع الاحتلال ومحاولاته المستميتة لتفريغ فلسطين من شعبها.
ولم يكن البطيخ منقذًا للأجيال القادمة فقط، بل أصبح رمزًا يمثل التضامن العالمي مع قضية فلسطين، حيث نشأت حركات عالمية تضامنية تؤكد أن البطيخ أصبح رمزًا للمقاومة يعبر عنها الملايين حول العالم.
وفي الفترة الأخيرة عانى الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك، خلال الأيام الماضية من تضييق كبير على أي صورة أو مقطع فيديو أو منشورا يحمل أي نوع من كلمات دلالية تتضامن مع القضية الفلسطينية أو الضحايا الفلسطينيين الأبرياء من النساء والأطفال.
ولذلك بدأ المبدعون و الفنانون التشكيليون في التفكير فيما يتشابه مع العلم الفلسطيني، ليجدوا أن البطيخ هو أقربها لنضالهم وصمودهم، فقشرته خضراء تتعرج بها بعض الخطوط البيضاء، وداخله اللون الأحمر وبه بذور سوداء.
ليضرب الفنانون التشكيليون بمحاولات التضييق على نضالهم في مواقع التواصل الاجتماعي وعرض لوحاتهم، حيث ظهرت رسوماتهم وفيها البطيخ صراحة أو تضمينًا، تعبر عن تمسكهم بأراضيهم والقضية الفلسطينية، والاحتجاج علي الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.
اقرأ أيضاًالصحة الفلسطينية: قوات الاحتلال استهدفت 400 منطقة في غزة الليلة الماضية
عمرو جمال يدعم الفلسطينيين: «إلى أهلي.. نحن معكم»
رغم تزييف الاحتلال.. خريطة فلسطين التاريخية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل اسرائيل الإحتلال الإسرائيلي البطيخ المقاومة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
هكذا استغل الاحتلال اللهجة الفلسطينية واللبنانية!
سرايا - نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تقريراً، أعدّه هاري ديفيس ويوفال أبراهام، قالا فيه إنّ "وحدة رقابة في الجيش الإسرائيلي استخدمت مجموعة بيانات لاتصالات الفلسطينيين التي اعترضتها، لبناء أداة ذكاء اصطناعي مُشابهة لتشات جي بي تي، والتي تأمل بأن تُحدث تحوّلا في قدرات التجسّس".
وكشف التحقيق المشترك مع مجلة +972 وموقع "لوكال كول" الإسرائيلي، أنّ "وحدة 8200 قامت بتدريب نموذج ذكاء اصطناعي قادر على فهم اللغة العربية، من خلال استخدام كمية كبيرة من الحوارات الهاتفية والنصية التي تم الحصول عليها من خلال التنصت على الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وبحسب مصادر عليمة بالمشروع، فقد بدأت الوحدة ببناء النموذج لإنشاء أداة متطورة تشبه روبوت المحادثة، قادرة على الإجابة على أسئلة حول الأشخاص الذين تراقبهم، وتوفير رؤى حول كميات هائلة من بيانات المراقبة التي تجمعها.
وسرّعت الوحدة التي تقارن قدراتها بوكالة الأمن القومي الأميركية، أن أس إي، جهودها لتطوير النظام بعد بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة في تشرين الأول 2023، ولا يزال النموذج طور التدريب في النصف الثاني من العام الماضي، ولا يعرف إن تم نشره بعد.
وتمّ الكشف جزئياً عن الجهود لتطوير نموذج اللغة الكبير أو "أل أل أم"، وهو نظام تعلم متقدم يولد نصا يشبه النص البشري، في محاضرة عامة لم يلحظها أحد وقدمها أحد خبراء تكنولوجيا الاستخبارات العسكرية السابقين، الذي قال إنه أشرف على المشروع.
وقال المسؤول السابق، شكيد روجر جوزيف سيدوف، أمام الحضور في مؤتمر عسكري للذكاء الاصطناعي في "تل أبيب"، العام الماضي: "لقد حاولنا إنشاء أكبر مجموعة بيانات ممكنة [و] جمع كل البيانات التي حصلت عليها إسرائيل على الإطلاق باللغة العربية".
وأضاف سيدوف، أنّ "النموذج يتطلب كميات هائلة من البيانات"؛ فيما أكّد ثلاثة مسؤولين سابقين في الاستخبارات على دراية بالمبادرة وجود برنامج التعلم الآلي وشاركوا تفاصيل حول بنائه".
ووصفت عدّة مصادر أخرى كيف استخدمت الوحدة 8200 نماذج التعلم الآلي الأصغر حجما في السنوات التي سبقت إطلاق المشروع الطموح، والتأثير الذي أحدثته هذه التكنولوجيا بالفعل.
وقال مصدر مطلع على تطوير وحدة 8200 لنماذج الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة إنّ "الذكاء الاصطناعي يزيد من القوة"، وأضاف أنّ "الأمر لا يتعلق فقط بمنع الهجمات بإطلاق النار، بل يمكنني تتبع نشطاء حقوق الإنسان، ومراقبة البناء الفلسطيني في المنطقة ج [من الضفة الغربية]. لدي المزيد من الأدوات لمعرفة ما يفعله كل شخص في الضفة الغربية".
ويوضّح المشروع أيضا كيف تسعى الوحدة 8200، مثل العديد من وكالات التجسّس في جميع أنحاء العالم، إلى الاستفادة من التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي لإجراء مهام تحليلية معقدة وفهم الكميات الهائلة من المعلومات التي تجمعها بشكل روتيني، والتي تتحدى بشكل متزايد المعالجة البشرية وحدها.
وعبّر باحث في مجال المراقبة بمنظمة "هيومان رايتس ووتش"، زاك كامبل، عن قلقه من أن تستخدم الوحدة 8200 برامج الذكاء الاصطناعي لاتّخاذ قرارات مهمة بشأن حياة الفلسطينيين تحت الاحتلال العسكري، وقال: "إنها آلة تخمين، وفي النهاية يمكن استخدام هذه التخمينات لتجريم الناس".
وتشير الصحيفة إلى أنّ: "وحدة 8200 قد طوّرت عددا من الأساليب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة".
وكانت أنظمة مثل "غوسبل" و"لافيندر" والتي تم دمجها بسرعة في العمليات القتالية في الحرب على غزة، لعبت دوراً مهما في قصف الجيش الإسرائيلي للمنطقة من خلال المساعدة في تحديد الأهداف المحتملة (كل من الأشخاص والمباني) للضربات القاتلة.
وتابعت: "منذ ما يقرب من عقد من الزمان، استخدمت الوحدة أيضا الذكاء الاصطناعي لتحليل الاتصالات التي تعترضها وتخزّنها، باستخدام سلسلة من نماذج التعلم الآلي لفرز المعلومات إلى فئات محددة مسبقا، وتحديد كيفية التعرف على الأنماط وإجراء التنبؤات".
وأضافت: "لكن عندما حشد جيش الاحتلال الإسرائيلي، مئات الآلاف من جنود الاحتياط، عادت مجموعة من الضباط ذوي الخبرة في بناء نموذج اللغة الكبير إلى الوحدة من القطاع الخاص، وجاء بعضهم من شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، مثل غوغل وميتا ومايكروسوفت".
وقالت غوغل إنّ "العمل الذي يقوم به موظفوها كجنود احتياطيين غير مرتبط بالشركة، فيما رفضت ميتا ومايكروسوفت التعليق.
ونقلت الصحيفة عن مصدر، قوله إنّ الفريق الصغير من الخبراء بدأ في بناء نموذج اللغة الكبير، قادر على فهم اللغة العربية، ولكن كان عليه فعليا أن يبدأ من الصفر بعد اكتشاف أن النماذج التجارية والمصادر المفتوحة باللغة العربية الموجودة، تم تدريبها باستخدام اللغة العربية المعيارية المكتوبة والمستخدمة في الاتصالات الرسمية والأدب والإعلام – بدلا من اللغة العربية المنطوقة".
وقال أحد المصادر: "لا توجد نصوص للمكالمات أو محادثات واتساب على الإنترنت بكمية كافية لتدريب مثل هذا النموذج".
وأضافت المصادر أن التحدي كان "جمع كل النصوص [العربية المنطوقة] التي حصلت عليها الوحدة على الإطلاق ووضعها في مكان مركزي".
وقالوا إنّ "بيانات تدريب النموذج تتكون في النهاية من حوالي 100 مليار كلمة"؛ فيما قال مصدر مطلع على المشروع لصحيفة "الغارديان" إن هذا الكم الهائل من الاتصالات يشمل محادثات باللهجتين اللبنانية والفلسطينية.
وقالت مصادر أخرى، بحسب الصحيفة نفسها، إنّ "الوحدة سعت أيضا إلى تدريب النموذج على فهم المصطلحات العسكرية المحددة للجماعات المسلحة، لكن يبدو أن عملية جمع البيانات التدريبية الضخمة تضمّنت جمع كميات كبيرة من الاتصالات التي لا قيمة استخباراتية لها عن الحياة اليومية للفلسطينيين".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 357
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 07-03-2025 08:56 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...